صبر حنان
في عام 1985 كان محسن يعيش في السعودية مع زوجته الكويتية، وكانت حنان ذات الـ 10 سنوات أصغر أولاده .. أصيبت أم حنان بالفشل الكلوي وتعبت كثيراً، فقررت أن تذهب إلى الكويت، حيث أهلها هناك، وتحاول متابعة العلاج في مستشفيات الكويت، أصرت حنان أن ترافق أمها، فوافق أبوها، وبقي هو وبقية العائلة في السعودية.
بدأت جدة حنان تعتني بابنتها، وتتابع حالتها المرضية، وأدويتها التي تتناولها، لكن بعد وفاة الجدة لم يبق للأم غير ابنتها حنان، تعتني بها، وتساعدها. وبالفعل خدمت حنان أمها، حتى جاء الغزو العراقي للكويت فخافت الأم على ابنتها، فقررت أن تحلق شعرها، وتلبسها لباس الشباب؛ حتى لا يعتدي عليها الغزاة .. كانت حنان نحيفة الجسم، وعندما حلقت شعرها أصبحت لا تكاد تميز عن الشباب الذكور .. تعبت أم حنان، واشتد عليها المرض، ولم تعد تراجع المستشفى بسبب الحالة الأمنية، وتوقف معظم المستشفيات عن استقبال المرضى في ظل سيطرة العراقيين عليها.
بعد تحرير الكويت رجعت أم سعود خالة حنان، وبدأت تبحث عن أختها وابنة أختها، وبالفعل وجدت الخالة حنان تعيش لدى إحدى السيدات الكويتيات بعد وفاة والدتها، فأخذتها إلى بيتها، وتواصلت مع والد حنان فتبين أنه تزوج، وأن جميع أخواتها تزوجن كذلك، فاستأذنته أن تعيش حنان بينهم، فوافق الرجل .. كانت عائلة أم سعود تضم 4 أبناء، أشارت الأم على أبنائها الصغار أن يتزوج أحدهم حنان، فقد أصبح عمرها 16 سنة، لكن أبناءها رفضوا؛ بسبب مظهر حنان القريب من الرجال، لكن الابن الأكبر سعود وافق على الزواج بها رغم أنه يكبرها بعشرين سنة، اضطرت الأم للرضوخ لسعود، حفاظاً على حنان، وصونا لها من أن تعيش بمنزل كله شباب، رغم خوفها على حنان من ابنها المدمن المهمل، وغير الملتزم، والعاطل عن العمل .. وبالفعل تزوج سعود من حنان، وبمرور الأيام تغير سعود، وبدأ يهتم بنفسه وعائلته، وتعالج من الإدمان، ثم عاد هو وحنان لمتابعة الدراسة، وبعد فترة أصبح دكتور جامعة، وأصبحت حنان معلمة، وتغير شكلها ومظهرها، ورزقت العائلة بستة أبناء.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا