كيف أصبحت مولعاً بالعصائر:
عندما كنت في مقتبل العمر في أوائل الأربعينات من القرن الماضي تناولت كمية كبيرة من اللحم وقمت بلعب كرة القدم مدة طويلة، عندها شعرت بآلام حادة وانتابني مرض شديد وأصبحت في خطر الموت إنني متأكد أيها القارئ أنك تشعر كيف أن شاباً صحيح الجسم قد أصبح عرضةً لهذا الوضع الفظيع، فقد أصابني اليأس والاكتئاب والغضب مع الوهن، غير أنني رفضت أن أفقد الأمل، كيف حدث هذا؟ ولماذا؟
خانتني قواي التي كنت أفتخر بها كشاب رياضي متحمس عندها بدأت قراءة كل ما وقع تحت بصري من الكتب الطبية وكتب الأدوية واطلعت على بعض كتابات طبيب ألماني يدعى ماكس جيرسون الذي كان قد هاجر إلى الولايات المتحدة منذ زمن قصير وأخذ يعالج المرضى في مدينة نيويورك بإعطائهم عصير الجزر الطازج وبعض الأطعمة الطبيعية.
راقت لي هذه الفكرة، فالأطباء الذين استشرتهم لم يفعلوا شيئاً، وهكذا قررت الاتجاه شرقاً إلى نيويورك، وعند وصولي إلى مانهاتن بدأت أتناول ثلاثة عشر كوباً من الجزر كل يوم ابتداءً من الساعة السادسة صباحاً مكرراً العملية كل ساعة حتى المساء، وبعد مضي سنتين ونصف شعرت أنني قد أصبحت في صحة جيدة، ليس هذا فحسب بل شعرت أنني قد تغيرت فقد أصبحت المبشر بفوائد العصير.
حدث هذا قبل حوالي خمسين عاماً لم أتحول خلالها عن هوايتي، فقد بدأت بالظهور في الدعايات التلفزيونية والمذياع وقد قمت بإلقاء المحاضرات وكتبت عدة أبحاث في الفيديو وأخيراً كتبت هذا الكتاب.
بعد أن رجعت إلى لوس أنجلوس أصبحت الرائد والناصح لجميع المطابخ في المنطقة، ولا أزال أذكر تلك النظرات من أولئك المستفيدين من العصائر، أصبحت أفسر فوائد العصائر لكل من يمر بي من الناس، وفي تلك الأيام التي سبقت الحرب العالمية الثانية كانت الفواكه والخضروات قليلة ومع ذلك فقد أصبح لدي عدد من الأشخاص المسحورين بالعصائر وفوائدها.
وأخيراً قررت تجريب حظي في المعارض الوطنية وسرعان ما وصل نشاطي إلى المخازن الكبرى في شيكاغو وهومستيون وسنسناتي.
ولوس أنجلوس حيث كانت المعلومات الخاصة بالعصائر قليلة وبدائية، وهكذا بدأ نجمي بالصعود وأصبحت دعايتي للعصائر ذائعة الصيت، اشتريت سيارة صغيرة للنقل مغطاة بخيمة صغيرة تسهل السفر من بلدة إلى أخرى، وكنت غالباً ما أنام في السيارة، وأذكر أنني قضيت عشرة أيام صعبة دون فائدة في أحد المعارض دون أن أبيع جهازاً واحداً للعصير مما جعلني مشرفاً على الإفلاس، وعندما وصلت إلى ضواحي متشيغان أوقفت السيارة وقررت أن أنام فيها، وقد كانت درجة الحرارة تقارب الصفر، لهذا وضعت حول جسمي أكواماً من الثياب المتبقية لديّ وشعرت أنني قد أصبحت من الحيوانات التي تخلد إلى النوم أيام الشتاء، هذا ولقد صادفت أياماً صعبة أخرى، لقد كان وطني الأول في كاليفورنيا وقد كنت أحد أولاد المهاجرين من يوغوسلافيا إلى أميركا، وقد ناضلت عائلتنا للتغلب على المصائب التي عانتها خلال الثلاثينات من القرن الماضي.
كنا نزرع ما يلزمنا من الخضراوات والفواكه في قطعة أرض واقعة خلف بيتنا، تزوجت ثم طلقت زوجتي وأنا في مقتبل العمر ولكن رزقت بولدين رائعين من الزواج الأول، ولكن رغبتي في صنع العصائر ظلت تلازمني.
لأن والديّ قد ربياني على متابعة أهدافي مهما كلف الأمر، وفي تلك الأيام كنت أقوم بعملين حتى أستطيع الاستمرار في المعيشة، فقد كنت أحمل البضائع في الميناء نهاراً وأقوم بحمل زجاجات الألبان ليلاً، وبعد بضعة أشهر من العمل الجاد استطعت جمع بعض النقود لمعاودة نشاط هوايتي وهي عصر العصائر، وقد صادفني أحدهم ويدعى روتيل وأنا واقف أمام سيارتي أعرض وسائل العصر فصاح قائلاً: هذا هو رجل العصائر فأصبح هذا اللقب هو اسمي منذ عام 1975 وفي أوائل السبعينات وجدت نفسي أعرض وسائل العصر مدة ساعة كاملة في إحدى دعايات التلفزة، وفي تلك الليلة استطاع مركز بيع العصائر في نيوهلفن بيع جميع ما لديه من العصائر وحصل على تواصي للبيع في المستقبل، وبعد ذلك اتسعت آفاق دعايتي فأصبح هناك في هذه الأيام فريق من الأشخاص المدربين الذين ينتقلون من بلدٍ إلى آخر ويعقدون الاجتماعات في الفنادق وكانوا يتحدثون إلى الناس الذين يعتنقون فكرة العصائر، وكنت أسافر في النصف الأول من كل شهر لإلقاء المحاضرات والظهور في برامج التلفزة والمذياع هنا تكمن قوة العصائر إنها المقدرة على الوصول إلى الناس وأنت تحمل رسالة واضحة بسيطة تضرب على الوتر الحساس لكل واحدٍ منا، فالعصائر الطبيعية النقية لذيذة وصحية فهي تجعلنا على تماشٍ مع حاجاتنا الأساسية وتحرر أجسامنا وأرواحنا لتصل إلى أقصى مبتغاها من الطاقة والسعادة.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا