لويجي جلفاني.. وسر تشنجات الضفدعة!!
صورة
نشر لويجي جلفاني، أستاذ التشريح بجامعة بلونيا بإيطاليا، مع اقتراب القرن الثامن عشر، كتاباً يصف فيه مجموعة تجارب أجراها وقت دراسته لموضوع "الكهرباء الحيوانية".
ومن بين تجاربه لاحظ جلفاني بالصدفة - كما قال - إن ساق ضفدع مشرح حديثاً يمكن أن تحدث لها تشنجات عضلية عندما توصل أعصابها بسلك نحاسي ويوصل قدمها بسلك حديدي، أثارت هذه الملاحظة تساؤلات عند جلفاني، على الرغم من معرفة العلماء من قبل أن عضلات الحيوانات الحية يمكن أن تتشنج إذا مر بها شرارة كهربائية تصدر عن أي آلة من آلات الكهرباء الساكنة، وبناءً على هذا فكر جلفاني بتفسير مشاهدات بالفرضية التالية: "عضلات الضفدع مشحونة يحصل تفريغ للشحنة عند وصلها بالسلكين المعدنيين كما سبق".
صورة
لم يكتف جلفاني بتفسيره وفرضيته، بل عرض مشاهداته على صديقه الفيزيائي الإيطالي إليساندرة فولتا الذي تابع بحث الموضوع وخرج بفرضية أخرى مفادها أن السلكين المعدنيين يلعبان دوراً أساسياً في حدوث الظاهرة وليس الكهرباء الساكنة والتفريغ؟ ولكن هل يقبل كلام فولتا هكذا ويؤخذ مسلماً به؟ بالطبع لا، حتى فولتا نفسه لا يقبله. العلم يطلب الدليل والدليل المادي الدامغ، إذن عليه أن يبحث عنه، وهذه بعض الفرضيات والتساؤلات التي وضعها فولتا موضع بحثه:
أ. هل يجب أن يكون السلكان من الحديد والنحاس؟
ب. هل يجب وصل السلك النحاسي بعصب الضفدع والحديدي بقدمها؟
ج. ماذا يحصل لو كان السلكان من نفس النوع؟
د. ماذا يحصل لو كان السلكان مختلفين؟
ه. هل يمكن الحصول على الكهرباء من السلكين دون وجود رجل الضفدع؟
و. إذا كانت رجل الضفدع غير أساسية فما هو البديل عنها؟
ز. هل يمكن أن نحصل على الكهرباء من غمر سلكين معدنين في سوائل ليست من مصدر حيواني؟
ح. هل يمكن أن نحصل على الكهرباء من وضع السلكين في مادة صلبة؟
ط. ماهي أنواع المواد التي يمكن استخدامها بدلاً من رجل الضفدع؟
ي. والآن حاول أن تضع بنفسك أسئلة وفرضيات أخرى للوصول إلى حقيقة ما شاهده جلفاني، جرب وستجد الكثير؟
ك. صمم تجربة لاختبار صحة الفرضيات التالية (لكل فرضية تجربة خاصة بها).
1. تتقلص عضلات رجل الضفدع نتيجة شحنة كهربائية موجودة في رجلها.
2. السبب في تشنج عضلات رجل الضفدع هو السلكان المعدنيان.
3. يمكن الحصول على كهرباء دون وجود رجل الضفدع.
4. يمكن الحصول على الكهرباء باستخدام الماء بدلاً عن رجل الضفدع.
5. يمكن الحصول على الكهرباء بغمر سلكين معدنيين مختلفين في محلول حمض كبريتيك مخفف.
الذي كان على فولتا تقديمه لتصبح نظريته مقبولة.
انظر كيف أثرت الصدفة وملاحظة طبيب (جلفاني) على مستقبل العلم وأدت إلى اكتشافات واختراعات، وذلك على الرغم من كونها لم تكن موضوع الدراسة الأصلي. ولكن العلم الحقيقي لا يهمل شيئاً ويدرس الأمور ويتابعها، وهكذا سلم جلفاني الموضوع لفولتا (لأنه اختصاصه ولأنه عالم باحث) فتابعه واخترع "العمود البسيط" أو ما يمكن أن نسميه البطارية السائلة، وبالطبع لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تطور تطوراً كثيراً، وفي الوقت الحاضر، نقيم مصانع كبيرة، ونستخدم في حياتنا أجهزة وأدوات لا غنى عنها، كل ذلك من ملاحظة لجلفاني ومتابعة فولتا.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا