الأحلام للكاتب عبدالوهاب السيد الرفاعي من موسوعة خلف أسوار االعلم

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-12-03

al/ûvm (Dreams)  

قد يعّرفها البعض على أنها سلسلة من الصور والانفعالات التي تتمثل للإنسان أثناء نومه، إلا أنه لم يعرف حتى الآن السبب الرئيسي في تكون الأحلام، بل وتحققها في بعض الأحيان على أرض الواقع !!. واهتمام الإنسان بالأحلام بدأ منذ قديم الزمان، إلا أن الدراسات العلمية في هذا الشأن لم تبدأ إلا في الربع الأول من القرن العشرين، حين قام العالم الشهير (فرويد) بإصدار كتابه الشهير "tfsir al/ûvm" The) Interpretation of دّرِامس"ة ، حيث ذكر (فرويد) أن الأحلام ليست سوى تنفيس لرغبات الإنسان المكبوتة، في حين اعتقد بعض العلماء أنها عبارة عن موروثات جينية متراكمة، فالشخص الذي يحلم بمشهد ما، قد يكون أحد أجداده عاش أو شاهد هذا المشهد بالفعل!!.

أما من ناحية تفسير الأحلام وتأويلها فقد اشتهر العالم العربي (ابن سيرين) بقدرته المتميزة في ذلك، حيث كان تفسيره غالبا ما يصيب، ويذكر لنا التاريخ أنه في أحد الأيام جاء رجل إلى (ابن سيرين) وذكر له أنه قد رأى في المنام عصفورة، وعندما جاء ليذبحها تكلمت العصفورة وقالت له برجاء: لا تذبحني !!! 

هنا قال له (ابن سيرين}َ استغفر ربك !! فتفسير هذا الحلم أنك قد أخذت صدقة لا تحل لك !! 

فصعق الرجل من هذا التفسير، واعترف بفعلته مذهولا !! ونجد العديد من الحكايات الغريبة الأخرى في سيرة (ابن سيرين} فقبل وفاته بأيام قليلة، جاءته امرأة وهو جالس يأكل مع أخته، فطلبت منه أن يفسر رؤيا شاهدته فيها، وعندما أخبرته بالرؤيا، لفظ (ابن سيرين) الطعام من يده وتغير لون وجهه، فسألته شقيقته في جزع عما أصابه، فقال بهلع:

لقد زعمت هذه المرأة أنني سأكون ميتا بعد سبعة أيام !!

 

وبالفعل توفي (ابن سيرين) ودفن في اليوم السابع !!! 

وهناك العديد من الحوادث المماثلة التي وقعت في جميع أنحاء العالم تقريبا، وبعضها لم يكن مجرد حلم غامض يحتاج إلى تفسير، بل رؤيا واضحة بكل التفاصيل !!! ففي مدينة (شنغهاي) عام 1946، رأى ضابط بالبحرية الملكية البريطانية يدعى (داونينج) في منامه صديقه الضابط (كودار) - الذي يعمل بسلاح الطيران - مستقلا طائرة من طراز (داكوتا) ومحلقا بها عبر الأفق، قبل أن تهاجمه عاصفة ثلجية ضخمة فتفقده سيطرته على الطائرة، لترتطم بصخرة كبيرة ويتناثر حطامها على الأرض !!. وعندما نهض (دوانينج) من حلمه المزعج هذا، راح فورا ليخبر صديقه (كودار) بهذا الحلم، الأمر الذي أزعجه الأمر بشدة في بادئ الأمر، ففي اليوم التالي كان يجب عليه بالفعل أن يقود طائرة من طراز (داكوتا} ولكن ما جعله يشعر بالراحة هو أن (دوانينج) قد حلم به وهو مستقلاّ الطائرة مع مجموعة مكونة من ثلاث مدنين واثنان من العسكريين، حيث كان من المقرر أن يكون برفقته اثنان من العسكريين فقط !!.

وفي صباح اليوم التالي تغير الوضع، وتقرر قبل ركوب (كودار) الطائرة بدقائق أن يذهب معه ثلاثة دبلوماسيين أيضا وهم مدنيين بطبيعة الحال !! وبهذه الطريقة يكون قد تحقق الجزء الأول من حلم صديقه وبكل دقة !! مما جعل (كودار) يشعر بذعر شديد، ولكنه سرعان ما نسى أمر الحلم عندما انطلق بطائرته وتأكد من أن الجو صحو ومثالي للطيران، ولكن لم تمض سوى ساعات قليلة حتى بدأ الجو بالتقلب وراحت سرعة الرياح تزداد تدريجيا، وسرعان ما تحولت الرياح البطيئة إلى عاصفة ثلجية قوية، وبعدها بفترة بسيطة، ارتطمت الطائرة بجبل صخري ضخم لتهوي من أعلى ارتفاع إلى الأرض، ورغم هذا الحادث المأساوي إلا أن أي من ركاب الطائرة لم يصب بأذى ة=ة=يذكر، فكان حلم (داونينج) بمثابة رؤيا تحققت بكل تفاصيلها تقريبا !!

.  

كما أن هناك حادثة أخرى فيها شيء من الطرافة والغرابة بنفس الوقت، ففي عام 1883 وبعد يوم حافل من العمل، شعر الصحفي (إدوارد سامسون) بالنعاس، فقرر أن ينام قليلا في مقر عمله بالجريدة، واستيقظ في الثالثة فجرا إثر حلم مزعج رأى فيه مجموعة كبيرة من الناس يحاولون الهرب من بركان ثائر، ومجموعة من السفن المحطمة، بالإضافة إلى أن الشمس كانت زرقاء اللون، وقد تأثر كثيرا بتفاصيل هذا الحلم حتى أنه كتب تفاصيل الحلم الغريب هذا على ورقة حتى لا ينساه فيما بعد، وترك الورقة على مكتبه ليذهب بعدها إلى منزله.

وفي ظهر اليوم نفسه عثر محرر الجريدة على ورقة (سامسون} واعتقد أنها قصة حقيقية، فأعاد صياغتها ونشرها في الجريدة، وحين عرف (سامسون) بما حدث اعتذر كثيرا وأكد لرئيس تحرير الجريدة أن ما كتبه على الورقة كان مجرد حلم، ولكن بعد يومين فقط من نشر الخبر، وردت الأخبار أن جزيرة (كراكوتا) قد ثار فيها بركان هائل تسبب بموت ما يزيد عن 36 ألف شخص، وغرق عشرات السفن، وبدت الشمس  شديدة الزرقة بسبب الأبخرة والغازات والرماد البركاني المتناثر!! أي تماما كما حلم (سامسون} وأثار هذا الأمر حيرة الآلاف من الناس الذين قرؤوا خبر ثورة البركان قبل حدوثه بيومين، وبكل تفاصيله !! وكان واضحا للجميع أن حلم (سامسون) لم يكن  سوى رؤيا.

لقد اعتقد الكثير من العلماء أن الأحلام قد تكون في بعض الأحيان رسائل عقلية غامضة تأتي من المستقبل بصورة أو بأخرى، إلا أن الروحانيين لم يعجبهم هذا التفسير، فهم يعتقدون أن الروح ترتقي عند النوم بطريقة لا تصل إليها عند اليقظة، لذا فإنها تستطيع الاتصال بالعالم الآخر ومعرفة الحوادث المستقبلية، بل ولقاء بعض الموتى !!. وقد يستغرب البعض من النقطة الأخيرة، ولكن هناك العديد من الأحلام بالفعل التي يحدث فيها لقاء بالموتى، وهو ما يراه الروحانيون نوع من الاتصال، غير أن تفسيرهم هذا لم يحض بقبول علمي.

وبقى في النهاية أن نذكر أن هناك عددا لا بأس به من الاختراعات والمعضلات العلمية التي حُلت أثناء نوم العلماء وعن طريق الأحلام فقط !!

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا