نهاية مخيفة لأم وسط صحراء كاليفورنيا لحور عبدالعزيز

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-12-02

نهاية مخيفة لأم وسط صحراء كاليفورنيا 

عام 2004م 

تلقت الأم غلوريا اتصالًا أربكها، فقد كانت ابنتها أبريل تبكي وتقول: 

أمي، سامحيني، لقد كذبت عليكِ، أنا لا أعمل ولا أملك مكانًا للعيش! 

فكيف تحولت حياة أبريل - الأم لطفلتين - التي كان حلمها أن تصبح عارضة إلى مشردة جائعة؟ 

البداية

قبل 4 سنوات، وتحديدًا في تكساس عاشت أبريل ذلك الحلم الذي طالما تمنته، لديها منزل، زوج محب وطفلتان، حتى طرق بابه منزلها شرطي، غير حياتها للأبد. 

ففي عمرها ال22 اعتقلت أبريل لقيادتها تحت تأثير المخدرات، ولإسقاط التهم عقدت الشرطة معها صفقة أن تعمل مخبرة لهم للإيقاع بمروجي المخدرات، ووافقت أبريل. 

وبعد ست سنوات طرق بابها ذلك الشرطي، حيث استدعوها للشهادة ضد أحد كبار مروجي المخدرات، وبسبب شهادتها ضده تم اعتقاله وأودع السجن. 

وتغيرت بعدها حياتها كليًا، وأثرت على حياتها الزوجية فأصبحت تنظر خلفها عند الخروج، أصابتها المخاوف والهلوسات من أن تقتلها العصابات وطفلتيها لأنها شهدت ضد زميلهم، لا تنام، تتعاطي المهدئات والمخدرات، تشرب حتى الثمالة، فانهارت حياتها الزوجية وأخذت طفلتيها وعاشت في شقة صغيرة بعيدًا عن ذلك المكان ووجدت عملًا مؤقتًا. 

لكنها صدمت بأمر قضائي، فزوجها يطالب بحضانة طفلتيها وقام بطردها، فانهارت حياتها. 

حتى تعرفت على جون سائق الشاحنة، وعاشت معه سعيدة بعض الوقت، وبعد فترة قرر جون الرحيل لكاليفورنيا وأخذ أبريل معه.

وهناك حديث صحراء مها في الخطرة التي كانت ملجأ لأصحاب السجلات الخطرة ومروجي المخدرات والمشردين، كانت صحراء قاحلة حارة مليئة بالحشرات والكلاب، بل أصبحت مكانًا خطرًا لمن لا يعرفها. 

 

صدمت أبريل بذلك، فلم تتوقع أن تبقى هناك في ذلك المكان. 

فحاولت التكيف أكثر من مرة لكنها لم تستطع. 

وهناك في إحدى الحفلات بتلك الصحراء التي تقام عادة بعيدًا عن أعين رجال الشرطة، قابلت أبريل رجلًا غير حياتها للأبد. 

حيث كان من ضمن ضيوف الحفل مجموعة من مروجي المخدرات من أصحاب الدراجات النارية الذين يعيشون بتلك المنازل البسيطة في تلك الصحاري، فتعرفت أبريل على أحدهم الذي طلب منها مرافقته ووافقت رغم تحذيرات جون ورفضه لذهابها مع رجل لا تعرفه.

لكن أبريل المنهارة والمحطمة لم يكن هناك شيء ليعوقها. 

ذهبت أبريل وليتها لم تذهب، فقد صدمت بتلك الحياة التي لم تعتدها أبدًا، لا كهرباء، مروجو ومتعاطي المخدرات بكل مكان بذلك المنزل الصغير، الكلي بلا عمل ولا مال. 

فعلمت أنها ارتكبت غلطة شنيعة. 

وبعد 3 أشهر انفصلت عنه، لا تعرف أين تذهب، لا تملك مالًا ولا عملًا. 

كانت والدتها لا تعرفا شيئًا عن حياتها البائسة هناك، فقد كذبت عليها أبريل بأنها بخير وتملك عملًا، والآن كيف ستخبرها بتلك الكذبة؟ 

أخذت تسير بلا هوادة على الطريق العام بتلك الصحراء القاحلة محبطة تبكي.

حتى رآها سائق لإحدى الشاحنات وصرخ بها: هل أنت مجنونة، كيف تسيرين هنا في هذا المكان الخطر؟ 

أخذها الرجل لمنزله وعرفها على أمة المسنة فاعتنت بها أبريل وكانت تقضي جل وقتها معها. 

حكت أبريل للمرأة كل ما حدث لها فنصحتها أن تتصل بوالدتها وتخبرها بالحقيقة، وبالفعل اتصلت بها باكية وأخبرتها بالحقيقة قائلة: 

أمي، أنا محبطة وأريد العودة للمنزل. 

فاستعدت الأم غلوريا لاستقبال ابنتها، لكن الابنة قالت إنها ستبقى أيامًا ثم ستعود. 

المسافة بين تكساس وكاليفورنيا بعيدة 

وستبقى عند ستيف أحد أصدقائها. 

بقيت أبريل سعيدة في منزل ستيف حتى حدث ذلك الأمر المروع! 

ففي إحدى الحفلات رأتها إحدى الفتيات وصرخت: 

أنتي التي أبلغني عن زوجي، احذروا منها، إنها مخبرة للشرطة! 

ساد صمت رهيب بين الحضور الذي كان غالبيته من كبار تجار المخدرات 

يا للهول، أبريل مخبرة للشرطة وتعيش بيننا؟ 

ارتعبت أبريل وخرجت مسرعة من المنزل واتصلت بأمها مرتقبة تبكي تخبرها. 

فصاحت بها: اهربي، سيقتلونك لا محالة، اذهبي للعم جاك. 

أسرعت إبريل للذهاب للعم جاك، وهو رجل كبير بالسن وثقة ولديه ملاجئ للمشردين ومنازل مؤقتة، وصديق لعائلتها. 

وعاشت معه أيامًا حتى تصل إليها والدتها فأرسلت لها والدتها بعض الملابس والمتعلقات الشخصية. 

وقبل أسبوع من العودة تلقت والدة أبريل اتصالًا مخيفًا 

فقد اتصلت صديقة لأبريل في منزل جاك تستفسر عنها. 

صدمت الأم وذهلت قائلة: لكن أبريل لم تعد للان. 

فردت صديقتها بذهول: لكنها غادرت منذ أسبوع 

فأين اختفت أبريل؟ 

اتصلت والدتها بمنزل جاك لكنه لا يجيب فأسرعت للشرطة للإبلاغ عن اختفائها. 

وبعد ثلاثة أيام من القلق والخوف اتصل بها جاك وأخبرها أنه كان مسافرًا وذهل من اختفاء أبريل. 

فقد أخبرها جاك أنه أرسل أبريل لمنازل آمنة عدة، وصباح يوم العودة ذهب لعمله على أن يعود ويأخذ أبريل لمنزلها وحين عاد لم يجد أبريل فظن أنها ذهبت بدونه، لكنها تركت حقيبة ملابسها ولم تأخذها واستغرب. 

أخذ الخوف يدب بقلب الأم فكيف تترك حقيبتها إن كانت سترحل فعلًا، وأسرعت بإبلاغ الشرطة بما قاله جاك. 

أنكر جاك أي علاقة له باختفاء أبريل وأنها كابنته واستحالة أن يؤذيها. 

كثفت الشرطة تحرياتها وبحثها واستعانت بكلاب الأثر والهيلوكوبتر في تلك الصحاري. 

فإبريل لم تكن تملك هاتفًا فكان صعبًا تعقبها وجاك لا دليل يربطه باختفائها.

ظهرت بعدها شائعات كثيرة، فقد كتب أحدكم على جدار أحد حمامات الاستراحات أن أبريل دفنت بالنفق الأحمر، وآخر قال إنها بصحراء 1- 15، بحثت الشرطة بتلك الأماكن ولم تعثر على شيء. 

فراقبوا دان صديق جاك الذي عمل معه لفترة طويلة بتلك الأنفاق لكن دان أنكر أي علاقة له باختفائها ولا يعرف شيئًا. 

وبعد أشهر من الاختفاء اتحلت امرأة على الشرطة تخبرهم بأنها تعرف أبريل، وذهلت حين علمت بخبر اختفائها من الإعلانات المنتشرة، فقد عملت أبريل نادلة لديها بالمطعم وقت بقائها مع جاك. 

وصفتها بأنها امرأة مجتهدة مثابرة، لكن في اليوم الثاني رأت كدمات حول عينها وكانت غاضبة ومحبطة من أمر ما، بعدها لم ترها أبدًا. 

من الذي ضربة أبريل؟ ولماذا؟ 

وبعد سنة ونصف السنة من البحث عثرت الشرطة على دليل. 

فقد عثرت على حقيبة وسط تلك الصحراء القاحلة وقد تناثرت الملابس منها. 

تقول الأم باكية: فور إبلاغي أسرعت لرؤيتها وهناك أنهرت، كانت حقيبة ابنتي التي أرسلتها لها مرمية وسط الصحراء وسط الحشرات والكلاب الجائعة، فكيف كانت ابنتي تعيش هنا؟ 

أتذكر جيدًا حين كانت تتصل بي تقول: أمي هناك كلاب بكل مكان فمتى أخرج من هذا المكان. 

لكن الغرابة أنه قبل سنة ونصف السنة بحثت الشرطة في تلك الصحراء ولم تجد شيئًا. 

فمن الذي وضعها بعد سنة ونصف السنة؟ 

وللأسف مسحت شدة الحرارة كل البصمات.

فماذا حدث لأبريل؟ 

وكيف خرجت الحقيبة من منزل جاك لهنا؟ 

للأسف لم تجد الشرطة إجابات لتساؤلاتها لأن جاك كان قد توفي. 

أسرعت الأم لدان صديق جاك الذي كان يرقد بالمستشفى لاشتداد المرض عليه واستعطفته وأخذت بالبكاء لكنه أنكر أي علاقة له باختفاء أبريل وتوفي في المستشفى بعد أيام. 

لكن قبل موته، أشير دان أصدقائه أن جثة أبريل قريبة من مكانه! 

هذا ما حكاه الأصدقاء، لم يحدد دان المكان سواء عمل أو منزل أو أرض، فقط مكان. 

وأسرعت الشرطة من جديد للبحث في الحفر والأنفاق والمنازل والصحاري لكن لا أثر لأبريل. 

ولا تزال الأم متمسكة بالأمل وتشارك بعمليات البحث عن ابنتها قائلة: أبنتي تستحق العدالة، سأعثر عليها حية أو ميتة. 

واليوم مضى 15 عامًا على اختفاء أبريل بلا أي أثر يقود لها. 

النهاية

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا