العمدة والساحر لأبو طلال الحمراني

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-11-22

العمدة والساحر!! 

في خمسينيات القرن الماضي، كان هناك رجل ثري جداً في محافظة سوهاج إحدى محافظات صعيد مصر يدعى العمدة، لديه قصر كبير يمتلكه، وحراس كثيرون عنده، كان العمدة متزوا وعنده ابنة شابة، توفيت زوجته تاركة له ابنتها الشابة، كان الجميع يتكلم عن جمال ابنته وأخلاقها الحسنة، وكثير من الشباب يطمحون إليها طالبين الزواج، لكن العمدة كان يرفض الجميع بحجة عدم التكافؤ. وذات يوم من الأيام قرر شاب جامعي من عائلة متوسطة أن يتقدم إلى ابنة العمدة، رفضت العائلة أن تذهب إلى التقدم للفتاة؛ لما يعرفونه من تعنت والده، لكن الشاب أصر أن يذهب ويتقدم إليها؛ لأنها كان قد تعرف عليها أيام الجامعة، أقنع الشاب عائلته وذهبوا معه لخطبة الفتاة، لكن العمدة تعجب منهم ومن طلبهم الجريء، وقام بطردهم من البيت.

حقد الشاب على العمدة، وأخذ يدعو عليه ليل نهار، ويسأل الله أن يسلط عليه المرض والداء، وسمع الناس دعوة هذا الشاب المظلوم على العمدة. وذات يوم من الأيام، وبينما كان الليل يرخي سدوله على قصر العمدة، وأفراد العائلة كلهم يغطون في نوم عميق، إذ شق هذا السكون المخيم صرخة مخيفة صدرت من بنت العمدة، ثم خرجت من بيتها تصيح بصوت عال مثل المجنونة، وتضرب نفسها وتبكي بكاء شديداً. صحا أبوها والحراس على صياح الفتاة، فحاول تهدئتها والتخفيف عنها، لكن دون جدوى.

خاف والدها عليها فجلب لها العديد من الأطباء لمعرفة ما أصابها، لكن لم يحددوا مرضها، ولم يجدوا لها علاجا، حتى أنها أصبحت تعض نفسها كالمجنونة وتصرخ وتبكي بشدة. ارتاع العمة على ابنته، وأخذ الجميع يتهامسون: إن ما أصاب البنت هو من دعاء الشاب الذي رفضه العمدة قبل أيام. قام العمدة بعدما حاول مع جميع الأطباء بكتابة نشرة أمام قصره من يحصل على علاج لابنته فسوف يقدم له أرضا كبيرة صالحة للزراعة، فتواصل معه أحد السحرة، وتكلم مع العمدة وطلب منه أن يكشف على الفتاة لعله يجد لها العلاج، ويفوز بالجائزة.. دخل الساحر إلى غرفة الفتاة كي يكشف عليها، وبعد دقائق صرخ الساحر بصوت عال، ووجه كلامه للعمدة: إن الفتاة مسحورة، والسحر مدفون داخل فم ميت في أحد القبور، صدق العمدة كلام الساحر، وذهبوا إلى القبر واستخرجوا الجثة التي وصفها لهم الساحر، وبالفعل وجدوا داخل فما لميت ربطة بها صورة الفتاة. وبعد إبطال السحر ذهب العمدة إلى قصره، فوجده ابنته مستيقظة تسأل مستغربة عما حصل لها.

قدم العمدة إلى الساحر المال والأراضي، لكن هناك ابن عم للفتاة لم يصدق كلام الساحر، وصار يراقبه باستمرار، واستطاع بعد فترة أن يكشف حقيقة الساحر، وأنه هو الذي عمل الساحر للفتاة بالاتفاق مع الشاب القديم الذي تقدم لها ورفضه العمدة. عندما علم العمدة بذلك قام بالقبض على الساحر والشاب، وقام بتعليقها في حبل أمام القرية خمسة أيام إلى أن فارقا الحياة؛ كي يكونا عبرة للجميع.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا