مأساة إيماي لورد
عام 2013 م
ولاية بوسطن الساعة 10 صباحاً
يوم روتيني بدأه موظفو أحد مكاتب الأسهم في بوسطن، إلا مكتب واحد بقي خالياً، إنه مكتب إيمي لورد الموظفة النشطة ذات الــ 24 عاماً. ذات الكفاءة العالية التي تميزت بالذكاء الموهبة.
إيمي لورد
فإيمي لم يسبق لها أن تأخرت أو تغيبت عن العمل إلا وقد أبلغتهم، بعد ثلاث ساعات من الانتظار والقلق خاصة أن إيمي لم تجب اتصال صديقتها ولا والديها اللذين استبدا بهما القلق فتم ابلاغ الشرطة خاصة في ولاية تكثر بها حالات الاختفاء والجرائم والاعتداء.
فأين اختفت إيمي؟!
اتجهت الشرطة لشقتها التي لم يكن هناك أي أثر للاقتحام أو العنف، ولم تكن هناك دماء أو ما شابه، فقط ايمي في المختفية بالإضافة لسيارتها جيب شيروكي التي لم يعثر عليها أيضاً.
حينها تذكر رئيس التحقيقات بلاغ العثور على جيب شيروكي محترقة في الساعة الــ 8 والنصف صباحاً ولم يتم الإبلاغ عن اختفاء إيمي حينها.
كانت السيارة متوقفة في أحد الأماكن ومحترقة ولم يكن بها أي شخص. فأصدرت الشرطة تقريراً باختفائها وناشدت الجميع بالإدلاء بأي معلومة عن الفتاة المفقودة، واستنفرت قوات البحث والطوارئ وكلاب الأثر ووقع عائلتها وزميلاتها صوراً لها على الانترنت والأماكن العامة وتطوع الكثير للبحث عنها لكن لا بلا أثر.
أخذت الشرطة بتتبع أخر سجلات المكالمات لكن لم يستدل على شيء غريب، فبحثت في سجلات البنك وكان أول الخيط، فسجلات البنك أظهرت أن ايمي قامت بخمس عمليات سحب مئات الدولارات من خمسة بنوك مختلفة في صباح يوم اختفائها!
أولى العمليات في الساعة الــ 6 صباحاً فاستنفرت الشرطة التفحص كاميرات البنك لمعرفة ما حدث، ولكن فجأة جاءهم اتصال مريع أربكهم، اتصال لم يتمنوه أبداً!
فقد تم العثور على جثة إيمي في أحد المنتزهات وتم طعنها في أجزاء متفرقة وخنقت حتى الموت! عم الحزن كل أفراد الشرطة لنهاية تلك الفتاة البريئة. حينها تحولت القضية من حالة اختفاء لجريمة قتل. اتجهت الشرطة لأشرطة الفيديو المصورة من البنوك التي قامت إيمي بسحب مئات الدولارات صباح يوم اختفائها وهالها ما رأت!
بدت إيمي في الفيديو الأول تسحب بشكل طبيعي، أما الفيديو الثاني فقد بدأ وجهها مصاباً بكدمات حول أنفها وعينيها وبدت خائفة وترتجف!
الفيديو الثالث بدا كالثاني، أما الرابع وهو الأهم وأجاب التساؤلات فقد ظهرت مصابة بكدمات ومستلقية على السائق مرغمة خائفة ترتجف وهي تسحب المال من ماكينة السحب!
كان السائق يرتدي قناعاً يخفي وجهه وظهرت عيناه وكان يرتدي قبعة، أما الفيديو الخامس والأخير حين اقتربت السيارة من ماكينة السحب وبدا السائق كاشفاً وجهه مرتدياً قبعة بيسبول وقد رفعها وبدا حليق الرأس ويبدو أنه لاحظ الكاميرا ورجع للخلف وغطى وجهه واقترب مجدداً، وبدت إيمي مستلقية مرغمة أيضاً تسحب الأموال وبدت مصابة بشكل كبير والكدمات واضحة وعينيها تحكي قصة خوف رهيب!
وبعد أقل من ساعتين ونصف الساعة قتلت!
فكانت تلك اللحظات المرعبة المصورة آخر لحظات قضتها إيمي قبل مقتلها، بعد تفحص الكاميرات المواجهة لمنزل إيمي تبين وجود تحركات مريبة لشخص بعد الساعة 5 صباحاً، وفي الساعة 5:52 صباحاً خرجت إيمي كما بدا وبصحبتها الرجل!
بدا واضحاً أنه كان يراقب خروجها ودخولها وتحركاتها، ويبدو أنه هددها بأنه سيقتلها إن لم تطع أوامره فخرجت إيمي بصحبة الرجل وقادت سيارتها إلى البنوك.
اكتشفت الشرطة أيضاً أن القاتل أحرق سيارتها على مسافة قريبة من مكان العثور على جثتها فمن أين حصل على الوقود؟!
فبدأت برصد كاميرات المراقبة بمحطات الوقود خاصة أن سيارة إيمي تحمل ملصقاً في النافذة الخلفية وبالفعل تم رصد سيارتها تسير في أحد الشوارع العامة وتتجه عند أقرب محطة، فاتجهت الشرطة للمحطة وللأسف لم تكن هناك كاميرا، لكن السوبر ماركت المقابل وجدوا كاميرا وبعد فحصها رأوا سيارة إيمي تتجه للمحطة وينزل منها شخص ويتجه لشخص آخر وأخذا يتحدثان ثم ذهب برفقته.
لم يكن الفيديو واضحاً لكن بدا أن الشخص الآخر هو أحد العاملين بالمحطة، فتوجهت الشرطة للمحطة لكن جاءهم اتصال أربكهم! فقد تم الهجوم على فتاة أخرى عند عودتها من عملها في أحد المطاعم ليلاً.
المأساة الجديدة
أحست كيلي البالغة من العمر 21 بعد توجهها للمنزل بخطوات شخص يتتبعها، وعند اقترابها من باب المنزل دفعها للداخل وأخذ يطعنها، تقول كيلي:
كنت أظن أنه سيسرقني فقلت له: خذ حافظتي وهاتفي، لكنه نظر لي ولم ينبس بأي حرف واستمر بطعني، حينها علمت أنا لم يأتِ لسرقتي بل لقتلي! فأخذت بالصراخ وركله وضربه فخاف وولى هارباً.
نقلت كيلي على وجه السرعة للمستشفى وانتقلت الشرطة فور تلقيهم البلاغ لمكان الجريمة وعثرت على كمية دماء كبيرة على الأرض عند بوابة منزل كيلي. بدا واضحاً أنها للمهاجم خاصة أن كيلي أصيبت داخل البناية ومن حسن حظهم تم رصد كاميرا مراقبة بالشارع وبعد فحصها وأثناء توقيت الجريمة فظهر المهاجم، وقد ربط يده التي كانت تنزف وظهر وشم واضح بأحد ذراعيه!
يبدو أن السكين ارتدت عليه أثناء ضربه كيلي له فأصابته فقام بربطها ليوقف النزيف! فور وصول كيلي للمستشفى وبعدها بثوانٍ ظهر ضيف آخر مصاب بذراعه كما أعلمت إدارة المستشفى الشرطة. اتجهت الشرطة على الفور واتجهوا للمصاب، فمن هو؟
هو ادوين إليميني الذي ادعى أنه أصيب في مشاجرة!
فاتجهت أنظارهم للوشم على ذراعيه حينها اقتادوه على الفور وتحفظوا علي حذائه وملابسه لفحصها، فهل يكون ادوين هو نفسه قاتل إيمي؟!
ادوين
أثناء المحاكمة
لا دليل يربطه بإيمي إلي الآن فتذكروا الشاهد في محطة الوقود واتجهوا له بعد التوصل له وبالفعل أخبرهم أنه ادوين اليميني وأنه صديق له، بعد فحص حذائه تبين وجود بقع دماء خاصة بإيمي، هنا تبين لهم أنهم أمام مجرم يقتل ضحاياه من غير سبب. فكاميرات المراقبة أظهرت أنه بعد قتله لإيمي صرف أموالها في التسوق والقمار، وفي الليل هاجم كيلي لم يبد هذا الوحش أي تعاطف مع ضحاياه وبدا في المحكمة غير مهتم وكأنه لم يفعل شيئاً، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وكانت شهادة كيلي حياة جديدة لعائلة إيمي.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا