(5)
كان يوماً عصيباً، وكان مساء قاسياً، كُل منهم نام أو قضى ليلته بعد رؤية درويش يخر صريعاً وبدأ صباحه بتهديد صريح من بلطجي بلا قلب لا يعرف للرحمة معنى، مر اليوم أخيرًا بحلوه القليل ومره الكثير لكنه مر، كُل شيء يمر ولا يبقي سوى القلق يقف في الحلوق كشوكة لا تعرف معنى الاستسلام.
لكن اليوم كان قاسياً على الأربعة كلهم وليس على الثلاثة فقط، في نهاية اليوم أوى ثلاثة منهم لأسرتهم ليناموا بعد هذا اليوم القاسي، المعلم خالد وصبيه ضبش استعدوا للذهاب للغرفة المغلقة منذ البارحة كي يجدوا حلاً للجُثة المسجاة بها منذ البارحة.
لكن الذي لم يعرفه أيهم.. أنهم لم يعرفوا للراحة معنى.. فمنذ هذه الليلة فتح باب الجحيم لتكوي ناره الجانب المظلم لكل منهم..!
* * *
انتفخت عيناها من كثرة الدموع التي ذرفتها هذه الليلة، لأول مرة منذ وفاة أهلها تشعر أن ظهرها منكسر أمام سطوة هذا البلطجي الوقح، كان تهديده قاسياً وجارحًا لأنوثتها.
لو أن لها رجلاً يقف له ويتحداه ما تجرأ عليها وخدش حياءها بهذا الشكل البشع، وضعت الوسادة على وجهها، كانت تبكي بحرقة، كلما آلمتها عيناها استراحت قليلاً قبل أن تغلبها دموعها، لم تأكل أو تشرب أي شيء طوال اليوم.
قامت بكسل وتوجهت ناحية الحمام وهي تمسح الدموع عن عينيها، فتحت الصنبور وانتظرت لحظات حتى جاءتها المياه مندفعة كمثل اندفاع الدموع من عينيها قبل قليل، بللت يديها ومسحت وجهها قبل أن تتأمله في المرآة، كانت عينيها حمراوتين منتفختين من أثر البكاء بينما خاصمت خصلات شعرها النظام وانطلقت متشنجة حول وجهها، ابتسمت لأنها تذكرت مسخًا رأته في أحد أفلام الرعب الأجنبية كان يملك عينين حمراوين وشعرًا مُشعثاً كشعرها، مسدت لات شعره شعرها برفق بكفها فاستعاد شيئًا يسيرًا من النظام قبل أن تمشي ببطء تجاه الثلاجة، فتحتها ووقفت تتأمل محتوياتها القليلة، جائعة لكنها لا تريد أن تقف في المطبخ لتطهو أي شيء، تناولت بعض حبات الخيار وهي تقضمها بشراهة وتغلق باب الثلاجة وتزحف بخطوات بطيئة قتلها الحزن تجاه فراشها، تأملت ثروتها الصغيرة التي تراصت حول فراشها في كل مكان، العديد من العرائس الخشبية على رف خشبي معلق بجوار فراشها، بعض الدمي الخزفية تراصت بجوار بعضها البعض في سكون على طاولة كبيرة وضعتها على يسار فراشها بجوار الحائط، بعض دمي من الماركة الشهيرة "باربي" تركتها في علبها ولم تفتحها لتلهو بها، حُب الدمي عندها ليس باللعب واللهو لكن بالاحتفاظ بها، قلة من يعرف قيمة الدمي وهي تتربع على عرش هذه القلة، ومسك ختام مجموعتها دمية كبيرة الحجم وضعتها بجوار مرآتها كي تراها كُل يوم، دمية بلاستيكية حسنة الملامح ترتدي ثوباً أبيض اللون وعلى وجهها الذي يتزين بابتسامة لطيفة لطخات من اللون الأحمر الباهت تضفي على وجنتيها القليل من الحيوية، بعثت لها بقبلة في الهواء وهي تهمس لها: "تصبحين على خير يا توتة".
نامت على جانبها، منذ حين تنام وغرفتها مضيئة، تخشى الظلام بعض الشيء لكنها لا تخافه، أصبحت تخشى الغرفة المظلمة المليئة بالدمي منذ îahdt film Annabelle اللعين، طبعاً كانت تعرف جيداً أنه خيال مؤلف ومخرج لكنها كانت مؤمنة أن قليل من الحرص لن يضرها، فكرت في القليل من الأشياء، بسنت فتاة هادئة لا يشغل بالها الكثير من الأمور لذا لم يمضي الكثير من الوقت حتى كانت تسبح في بحور النوم بعمق.
حينما تعيش بمفردك لفترة طويلة تتعود على الهدوء وتصبح أقل حركة كفيلة بأن توقظك من نوم هادئ مهما كانت خفيفة أو غير ملحوظة لذا حينما سمعت بسنت همس رقيق وحركة خطوات بطيئة فتحت عينيها بكسل وهي ترهف السمع كي تتأكد مما سمعت، لم تسمع شيئًا فابتسمت لنفسها كي تطمئن نفسها بعض الشيء قبل أن تغلق عينيها وهي تتمطى بكسل، لكن صوت الخطوات البطيئة تكرر مرة أخرى، فتحت عينيها بهلع، لا تجرؤ على الحركة، ارتعدت بعنف لدرجة أنها شعرت بقلبها يرتعد، ابتلعت ريقها بصعوبة، كانت تنام على جانبها لتواجه الطاولة الخشبية التي تزدان بالدمي الخزفية، لكن حفيف الحركة من خلفها، شعرت بمن يجلس على فراشها برفق، لا مناص من الالتفاف لترى المقتحم اللعين الذي يجلس بجوارها، في اللحظة التي التفتت لترى من يجلس بجوارها انفجر مصباح غرفتها بعنف غير منطقي، لكن لحظة واحدة قبل انفجار المصباح كانت كافية لترى هوية الذي يتحرك في غرفتها.
ابتلعت ريقها مرة أخرى بصعوبة وهي تستعد للصراخ لكنها سمعت صوت هامس يشق الظلام ليأمرها بالسكوت:
هزت رأسها والدموع تلتمع في عينيها وهي تضع كفها على فمها كي لا تصرخ من شدة الخوف، فالذي تراه وتسمعه أمر مخيف!
* * *
بدل كامل ملابسه وهو يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، صلى صلاة العشاء واستغفر الله وقرر أن يأوي لفراشه، نامت زوجته منذ وقت طويل، تأقلم هو على مواقيتها، تستيقظ بعد الفجر بساعات قليلة لتبدأ في أعمال بيتها ومطبخها وتنام مُبكرًا من التعب، في البداية اشتكى وغضب، يُحب السهر بطبعه وهي تنام مبكرًا كالعصافير، يكره الاستيقاظ باكراً وهي بطلة العالم في الاستيقاظ مبكرًا، لكن بعد مرور كل تلك السنين تأقلم على هذا الوضع، بل صار يُقدسه ويشعر بالقلق لو سهرت قليلاً وهو نادر ما يحدث، جلس على الأريكة أمام التلفاز يشاهد مسلسلاً سخيفًا لا يعرف ما هي أحداثه ولا يصدق الأداء المفتعل للممثلين، تثاءب في كسل، كان يريد النوم بشدة، كان يوماً طويلاً وآن له أن يرتاح قليلاً، جذبته أحداث المسلسل قليلاً فتابعه بنصف وعي ونصف تركيز، شعر بالإرهاق لكن مجرى الأحداث لم يسمح له بالقيام لينام، فرد جسده على الأريكة وهو يضع ذراعه تحت رأسه متوسداً إياها، لكن النوم سلطان.. ومن ذا الذي يجرؤ على مجابهة السلطان؟
نام على الأريكة دون أن يشعر، لم يعرف كيف غلبه النوم ولا الوقت الذي سرقه النوم من عمره تلك الليلة، من بين أحلامه سمع صوتاً مألوفاً يصرخ بخوف: "با..!!
تلفت حوله في أرض الحلم الذي كان يحلمه محاولاً اكتشاف هذا الصوت المألوف ومن أين يأتي، تردد الصوت مرة أخرى بخوف أكبر وفزع لا حدود له: "با..!!"
تلفت حوله وقلبه يدق بقوة، شعر بالدم يتجمد في عروقه، الخوف الذي يسكن هذا الصوت خوف صادق وهيستيري، دق قلبه بقوة وهو يعدو كالمجنون في غابة كانت جميلة يانعة منذ قليل قبل أن تذبل أوراقها وتظلم، جرى بخوف بين الأشجار التي ذبلت وحاول أن يكتشف من أين يأتي الصوت قبل أن تظلم الغابة تماماً، توقف ليتلفت حوله بحيرة وهو يُرهف السمع، تردد الصوت من مكان غير معلوم والخوف يسكنه ليجعل قلب كامل يرتعد بشدة: "ابا!!!"
بلع ريقه بقوة وعينيه تمتلئ بالدموع، هذا الصوت مألوف بشدة، مألوف لدرجة جعلت قلبه ينخلع من مكانه، بدأ يستوعب أنه يحلم، لكن الصوت لا يأتيه من عالم الحلم، الصوت يشق الدنيا شقاً من عالمنا ليصله في حلمه ويجعله يرتعد خوفًا، مع المرة الأخيرة التي سمع فيها الصوت عرف لماذا كان الصوت مألوفًا، كان صوت ابنته الصغيرة وهي تستنجد به، صوتها وهي تصرخ بهذا القدر من الخوف والرعب جعله يبكي خوفاً وهو يفتح عينيه برعب وينتفض في مكانه على الأريكة ليسمعها تصرخ: "بابا!!!"
أمام عينيه كانت ابنته الصغيرة تقف في آخر موقف يتمنى أي أب أن يرى ابنته فيه، ابتلع ريقه بصعوبة وهو ينظر لها بغير تصديق..
* * *
عاد من سهرته الطويلة مترنحاً، شرب اليوم كثيراً كي ينسى قسوة اليوم، لأول مرة منذ حين طويل يجد حسان من يقف له بالمرصاد ليكسر شوكة غروره و يغرسها في حلقه لتدميه، كان يبلع كؤوس الخمر محاولاً إخفاء طعم المرارة التي سكنت حلقه، لأول مرة يجد من يهينه ويتطاول عليه بهذا الشكل المخزي، لحسن حظه كان فريد يحمل حشيشًا من النوع "المعتبَر" والذي ساعده على أن ينسى سريعاً، كان يترنح محاولاً التظاهر أنه ليس سكراناً، السائق الذي وصله لهنا طلب ضعفي أجره معتمدًا على أن حسّان ليس في حالته الطبيعية ليدرك ما يحدث، توقف في مدخل عمارته لبعض الوقت يتساءل بحيرة هل يسكن هنا أم لا، هذه الدراجة الصغيرة وردية اللون هي دراجة عائشة بنت الحاج سليم الملتحي الذي يسكن في الدور الرابع لكن هذا ليس دليلاً قاطعاً على أنه يسكن هنا، ربما كان الدور الرابع هذا في عمارة أخرى، قهقه بهيستيريا حينما أدرك غباءه بالطبع الدور الرابع ليس في عمارة أخرى.. الدور الخامس هو الذي يقع في عمارة أخرى وليس الرابع، صعد على السلم مستندًا على الحائط وهو يمسح أوساخه بكتفه، كان يصفر لحن أغنية جنسية ألفها لإحدى الممرضات العاملات معه بالمستشفى حينما رفضت أن تجاريه وتتجاوز معه حد الاحترام، عاقبها بنشر هذه الأغنية المسيئة بين باقي طاقم بالمستشفى، وقف أمام باب شقته ووضع المفتاح بالباب لكن المفتاح رفض أن يفتح الباب، حاول مرة تلو الأخرى لكن الباب رفض أن يستجيب للمسات المفتاح، و رغم أنه يسكن وحيداً إلا أنه طرق لباب بعنف، لم يستجب له الباب رغم طرقاته المستمرة، لكنه سمع خطوات كسولة من خلف الباب فاستكان مرتاحاً وقد اطمأن قلبه أن من بالداخل سيفتح الباب، فتح له عجوز يرتدي "فانلة" داخلية يظهر منها شعر جسده الأبيض رغم برودة الجو، اعتدل حسان بسرعة وهو يقول محاولاً تدارك الموقف: "حاج محسن.. كيف حالك؟.. ماذا تفعل بشقتي؟"
نظر له الحاج محسن بلوم وهو يقول: "ثمل مرة أخرى يا حسان يا بني؟"
ضحك حسّان بارتباك وهو يدافع عن نفسه: "لا يا عم مُحسن.. المفتاح هو الثمل ولا يستطيع فتح الباب لكن من حسن حظي أنك تسكن معي"
هز محسن رأسه وصبره ينفذ، بدأ في إغلاق الباب وهو يقول: "أنا لا أسكن معك، أنت تسكن في الطابق العلوي يا حسان، تصبح على خير".
نظر حسان للسلم الذي يقوده للطابق العلوي ببلاهة قبل أن ينظر للباب الذي أغلقه الحاج محسن في وجهه، تحرك ببطء وصعد السلم، فتح باب شقته وخلع ملابسه ورماها أرضًا، أم حمزة ستأتي بالغد لترتب الشقة، سيهتم هو فقط بأن يجد الفراش وستهتم هي بأمر الملابس الملقاة أرضًا، دس جسده تحت الغطاء وانكمش محاولاً النوم، كان رأسه يعج بأفكار غريبة نتيجة ثمالته، حاول أن يصفي ذهنه كي يستطيع النوم لكن صوت الطرق الخافت الذي يأتيه من داخل خزانة ملابسه كان يؤرقه، لا أحد يستطيع أن ينام في مثل هذا العذاب، تململ في فراشه بغضب لكن صوت الطرقات لم يتوقف، كان صوتاً مزعجًا للغاية، زمجر حسّان بغضب وهو ينفض الغطاء عن جسده ويواجه برودة الجو ببقايا دفء تسلل ليسكن جسده، مشى تجاه الخزانة بغضب وطرق بابها وهو يقول بلهجة آمرة: "كفي، لا أستطيع النوم".
توقف الصوت تماماً، ابتسم حسّان غير مدرك أن ما حدث أمر غير طبيعي لكن الثمالة غيبت عقله ومنعته من التفكير بمنطقية، عاد لفراشه الوثير ملتحفًا بغطائه الذي هجره راجياً إياه أن يمده ببعض الدفء كي يستطيع النوم، كاد ينام... كاد يسقط فريسة للكسل والتعب حين سمع صوت الطرقات يتردد مرة أخرى، رمى الغطاء بغضب وهو يقف وقد امتلأت عينيه بجنون يفوق الوصف ساعد الخمر في زيادته أضعافاً، مشى ناحية الخزانة بغضب وهو يقف أمامها، تنفس بعمق قبل أن يفتح باب الخزانة بسرعة وحشية وهو ينظر بغضب لداخل الخزانة.
لكن نظرة الغضب تحولت في عينيه سريعًا لنظرة دهشة، ما يراه حسان الآن أمرًا مخيفًا، فرت الثمالة بعيدة خائفة للتواري بعيداً وحل محلها العقل والتركيز، لحظات أخرى قليلة كانت كافية لتتحول نظرة الدهشة بعيني حسّان بنظرات رعب لا مثيل لها وهو يتراجع للخلف ببطء دون أن يبعد عينيه عما بداخل الخزانة.
ملامح وجهه الآن يجب أن توضع في المعجم بجوار تعريف كلمة رعب!!
* * *
دلف المعلم خالد وصبيه للغرفة الصغيرة بعد يوم طويل شاق، انتظرا حتى انتهى الجميع من أعمالهم وفرغ الشارع تماماً من المارة، كان الهدف من الانتظار هو إخراج الجثة من الغرفة قبل أن تتعفن وتفضحهم، دخلا للغرفة وأغلقها الفتى خلفهما، تأملا الغرفة الخالية تماماً، اتسعت عينا المعلم في دهشة وهو ينظر لصبيه قائلاً بغضب ممتزج بالحيرة: "أين ذهبت الجثة يا ابن الكلاب؟"
تلفت الفتى حوله بحيرة والغباء يبدو جلياً على وجهه وهو يقول بتردد: "استيقظ الميت يا معلم!".
نظر له المعلم بغضب وهو يقول: "لا يوجد ميت يستيقظ يا أبله!".
نظر الفتى للحائط الذي أسجيا بجواره الجنة منذ حين وهو يقول: "إذاً أين ذهبت الجثة؟"
المعلم على ظهره بغل وهو يقول: "تسألني نفس السؤال الذي سألته لك.. يا غبي!!".
تمتم الفتي بهمس ملئ بالحيرة: "لا مؤاخذة يا معلم".
مشى المعلم واقترب من الحائط وهو يتأمل الدماء الجافة التي لوثته، ضربه بعصاه وهو يشير لصبيه قائلًا: "هذه دماء جافة.. لم نكن نحلم".
ارتسمت البلاهة على وجه الصبي وهو يقول بغباء مذهل: "إذاً أين ذهبت الجثة يا معلم؟".
ضربه المعلم بعصاه وهو يقول: "ما هذا الغباء، أنت تسأل نفس السؤال للمرة العاشرة، ركز قليلاً".
اعتذر الفتي بارتباك وهو يقول: "أنا آسف لكن الجثة اختفت وهذا أمر مريب ومرعب يا معلمي، ترى أين ذهبت الجثة؟"
هز المعلم رأسه بغضب وهو يقول: "ملعون غباؤك حتى يوم الدين".
سمعا صوت طرقات على الباب كانت طرقات جافة، كأن الطارق يدق بشيء صلب على خشب الباب، نظرا لبعضهما البعض وعلامات الاستفهام ترتسم على محياهم، قال المعلم لصبيه متسائلًا: "هل تنتظر أحداً اليوم؟"
هز الفتى رأسه بعنف وهو يقول: "لا يا معلمي لا أنتظر أحدًا".
أشار له المعلم بعصاه تجاه الباب وهو يأمره: "إذاً فلتنظر من بالباب؟"
مشى الفتى حتى الباب وهو يفتح جزءاً منه، تأمل الواقف بالخارج قبل أن يظهر الرعب على وجهه وهو ينظر لمعلمه بخوف، أثارت نظرات الخوف المرسومة على وجه الفتى فزع معلمه، يعلم أن فتاه صلدًا لا يخاف بسهولة، سأله وهو يحاول إخفاء قلقه: "من بالباب يا فتى؟"
ارتعد الفتى وهو يفتح الباب على مصراعيه ويتراجع للوراء بسرعة كي يبتعد عن طارقه وهو يقول: "عم السيد!"
فتح المعلم فكه في دهشة والخوف يرسم على ملامحهما أعتى علاماته المفزعة
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا