خليل وحدتي ونديم أحزاني
بعد الكشف وبعض الفحوصات السريعة قال الطبيب المشرف على أمين لـ هياء لقد استعاد عافيته بالكامل، ولا أثر لأي ضرر لحق به من تلك الجلطة. الأمر أشبه بالمعجزة.
هياء والسعادة تغمرها: هل يمكنني أ خذه للمنزل إذا؟
الطبيب نعم، لكن سوف نبقيه لعدة أسابيع ليخضع للعلاج الطبيعي حتى يستعيد قدرته على الحركة بالكامل، بعدها يمكنني أن أحرر له وثيقة خروج من المستشفى.
صافحت هياء الطبيب بسعادة وهي تقول: شكراً.. شكراً
عادت بعدها لغرفة أمين وأخبرته بكلام الطبيب.
أمين وهو يعتدل في جلسته على السرير: لا أستطيع الانتظار حتى أعود لمنزلي.
هياء وهي تسنده وتضع مخدة خلفه: المهم أن نطمئن عليك أولا، وعلى أي حال منزل يحتاج للتنظيف بعد كل هذه المدة الطويلة من الغياب.
أمين: المهم أن أعود بأسرع وقت.
هياء: لا تقلق، منزل كما تركته ولم يدخله أد.
أمين: خدمات هذه المستشفى تبدو غالية. من تحمل التكاليف؟
هياء: لقد بعت بعض كتبك كي أحصل على المال.
أمين وهو مصدوم: ماذا؟
هياء وهي تضحك: ما بك؟ أنا أمازحك فقط.
أمين مبتسما: هل تريدين التسبب لي بجلطة أخرى؟
هياء وهي تضع يديها على صدر أمين بقلق: لا، أرجوك.. لا تتركني مرة أخرى.
أمين يمسح على رأسها مبتسما: أنا لم أترك قط.
هياء تدمع وتبتسم.
عادت هياء مع السائق والمرافق الذي كان معها للقصر وهي في قمة السعادة، وزفت الأخبار لـ حليمة التي شاركتها تلك البهجة، لكنها عندما أخبرت والدها بالأمر. لم يتحمس كثيراً، وقال ببرود: جيد، هذا سيوفر علينا الكثير.
هياء بتعجب وتساءل: يوفر علينا ماذا يا أبي؟
الأب: لا شيء.. كيف حال الدراسة معك؟
هياء: أبي. لا تغير الموضوع. ماذا تقصد بأنه سيوفر علينا الكثير؟ هل كنت مستاء من تحمل تكاليف علاج السيد أمين؟
الأب وهو يلتفت إليها: ماذا؟ تكاليف؟ تتحدثين وكأنك لا تعلمين كم حجم ثروتي. أستطيع شراء ذلك المستشفى وعشرة أمثاله بجرة قلم!
هياء: ماذا إذا؟ ماذا كنت تعني بكلامك؟
الأب وهو يقترب من ابنته ويعانقها: لقد أضعت أجمل سنوات عمرك و أنت تعتنين به، وبذلك الكثير من الجهد والدموع، وسهرت ليالي طويلة بجانبه، وحان الوقت لأن تهتمي بنفسك ولا تضيعي وقتك أكثر.
هياء وهي تتفلت من عناق أبيها بغضب: السيد أمين ليس مضيعة للوقت!
الأب: حسنا.. حسنا.. متى سيخرج من المستشفى؟
هياء بتجهم الطبيب يقول بعد بضعة أسابيع.
الأب: سوف أزوره قبل أن يخرج لأطمئن عليه.
هياء بتوجس: لماذا؟
الأب ممازحا ابنته: هل تشكين بكل شيء أقوم به؟
هياء بتجهم: نعم!
الأب وهو يجلس ويخرج غليونه من جيبه: حسنا لن أزوره.
هياء: يكون أفضل!
همت هياء بالخروج من باب القصر فنادي عليها والدها قائلا:
إلى أين؟
هياء وهي تخرج دون أن تلتفت إليها أبيها: منزل السيد أمين يحتاج للتنظيف.
الأب وهو يشعل عود ثقاب وينادي بصوت مرتفع: حليمة!
دخلت حليمة غرفة المعيشة على عجالة وهي تقول بارتباك: نعم يا سيدي!
الأب وهو يشعل رأس غليونه ويهز عود الثقاب ليطفئه: الحقي بـ هياء وعاونيها في تنظيف منزل أمين.
حليمة وهي تنزل رأسها وتهم بالخروج بعدها: أمرك.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا