لم تمض عشر دقائق على وصول (برودي) إلى مكتبه، حتى حل إليه جهاز الاتصال الداخلي موت أحد رجاله، وهو يقول:
- السيد المحافظ هنا لرؤيتك يا سيدي
ابتسم (برودي} وقا
- أدخل سعادت
كان يعرف المحافظ (لاري فوجان) جيداً، فهو رجل وسيم، رمادي الشعر، مختلف مظهره كثيراً عن مظهر الغالبية العظمى من سكان (أميتي} فهو أنيق، رياضي القوام، ثم إنه ثرى، يمتلك واحدة من أكبر شركات سمسرة العقارات والمباني في (أميتي)
.. والواقع أن (برودي) كان يميل كثيراً ل (فوجان} على الرغم من أنه لا يراه كثيراً، ولكنه يذكر له دعواته له ولزوجته إلى عشاء فاخر، في نهاية كل موسم، تسعد له كثيراً زوجته (إلين)
وهذا أحسن (برودي) استقبال وفوجان) في حرارة، ودعاه إلى الجلوس على المقعد المقابل لمكتبه، ولقد بدا له (فوجان) شديد القلق، وهو يسأل
- من أين لك سلطة إغلاق الشواطئ
هز (بوردي) كتفيه، وقال
- لست متأكداً من أني أحوز هذه السلطة بالفعل، ولكن القانون يقول: إنني أستطيع اتخاذ أية إجراءات، أرى أنها ضرورية، في حالة الطوارئ، وهذا يحتم أن يعلن المجلس المنتخب حالة الطوارئ أولاً.. أليس كذلك(، وهذا يعني أن مسئوليتي الفعلية هي الحفاظ على سلامة الناس هنا، بغض النظر عن التعقيدات الإدارية، وأنا أرى ضرورة إغلاق الشاطئ لمدة يومي
قال (فوجان) في عصبية
- ولكن هذا مستحيل.. سيكون هذا كما لو أنا نشنق أنفسن
تطلع إليه (برودي) لحظات في صمت، ثم قال في حس
- أعرف ما تقصده، وأنا أيضاً لا أريد إغلاق الشاطئ في بداية الموسم، ولكنك لا ترغب في أن يلقى آخرون مصرعهم.. أليس كذل
لوح (فوجان) بذراعه، هاتفاً
- لن يلقى أحد مصرعه، وكل ما سيفعله إغلاق الشواطئ هو أن يجذب إلينا عشرات من محرري الصحف، لي محاولة لمعرفة سبب ما ح
قال (برودي) في توت
- حتى لو حضروا فلن يجدوا ما يكتبونه، وسيكون هذا خير دعاية لن
هتف (فوجان}َ
- وماذا لو وجدوا شيئاً
ثم حاول السيطرة على أعصابه، وهو يستط
- اسمع يا (مارتن).. لو أنك ترفض الاستماع إلى صوت العقل، فلتستمع إليّ كصديق.. إني أواجه ضغوطاً ضخمة، وعمل ليس سهلاً، بل يزخر بالمتاعب والتعقيدات، فافعل ما أطلبه منك مرة واحدة فقط، وسأعتبر ذلك جميلاً لا يُنس
تطلع إليه (بزودي) لحظات، محاولاً استشفاف ما يعتمل في أعماقه، ثم لم يلبث أن قال في حز
- معذرة يا (فوجان).. لا يمكنني هذا، وإلا فسأكون قد أهملت وظيفتي
قال (فوجان) في عصبية
- ولو لم تفعله فلن تكون لديك وظيفة قريباً
صمت (برودي) لحظة، ثم قال
- لا أظنك تمتلك سلطة فصل أي شرطي من عمله
قال (فوجان) في حد
- سترى أنني أستطيع، فميثاق مدينة (أميتي) يمنح المجلس المنتخب سلطة إقالت
قالها وهو يخرج من جيبه الميثاق، فقرأ (برودي) الفقرة التي أشار إليها، ثم اعتدل قائلاً
- يبدو أنك لم تنتبه إلى تلك الفقرة جيداً يا (فوجان} فهي تحتم وجود سبب وجيه لفص
قال (فوجان) متوتراً
- لست أحب أن نبلغ هذا القدر يا (مارتن} بل إنني لم أتصور أن يبلغ بنا النقاش هذه الدرجة، بل ظننت أنك ستوافق، فور معرفتك أن هذه رغبتي، ورغبة المجلس المنت
- كله
- الأغلبية على الأقل
- مثل من
- لن أخبرك الأسماء، ولكن يكفي أن تعلم أن المجلس يساندني، وهو مستعد لإقالتك، ووضع آخر مكان
لم يسبق ل (برودي) أبداً أن رأى (فوجان) بهذا الوجه العدواني القبيح، ولقد أدهشه ذلك حقاً، ولكنه قال في هدو
- أهذا ما تريده حقا يا (فوجان)
شعر (فوجان) برائحة الظفر، فقال في حماس
- نعم يا (مارتن} وثق أنك لن تندم على هذا أبداً
هز (برودي) رأسه، وقال
- فليكن.. صحيح أن الأمر لا يروق لي، ولكنه رأي الجمي
ابتسم (فوجان) في ارتياح، وهو ينهض لمغادرة المكتب، قائلاً
- شكرا يا (مارتن).. لن ننسى لك هذا أبداً
سأله (برود
- وماذا عن (فوت) وضيوفه
لوح (فوجان) بكفه، قائلاً
- سأقنعهم بالنظر إلى المصلحة العامة، فهي مصلحتهم أيضاً.. أليس كذلك؟ المصلحة العامة؟!
.. لم يدرك (برودي) ما الذي يقصده الجميع بالمصلحة العامة، حتى وهو يجلس في مطبخ منزله، يراقب زوجته (إلين} التي عادت من عملها بالمستشفى على التو، وراحت تعد بعض اللحم المفروم للعشاء، ثم لم يلبث أن سألها في اهتما
- هل بلغتك أخبار مصرع (كريس)
أجابته في أس
- نعم، ولكنها أول مرة يحدث فيها هذا في المنطقة.
ولكن ماذا تنوي أن تفع
قال في ضيق
- لا شيء
سألته في دهشة
- حقاً؟.. ألا يوجد ما يمكن أن تفعله
هز رأسه مجيباً
- يوجد الكثير من الناحية النظرية، ولكن الجميع يرفضون اتخاذ أية إجراءات، ويؤكدون أن شيئاً لن يحدث، حتى (لاري فوجا
هزت كتفيها، وقال
- ربما كانوا على حق، ف (لاري) بعيد النظر ولا ريب أنه يعرف القرار الأفضل، في مثل هذه الظرو
مط شفتيه في ضيق، وغمغ
- ربم
ولكنه كان يشعر في أعماقه أن الكارثة قادمة، وكان هذا إحساس
.. أو هي نبوءت
* *
*ه.ه.ا.م:ف.ت:ن).:؟ : . : ل؟. ف:؟ م: ..:؟ ي}َ. :ع.: . : ؟ ء:ك.؟!. ؟ خب.:لي.:ك.ة:. : . : ..م:ى.رد:؟ ا.ر:دث.:ك؟م:ا.: ن.: ؟ ه:....ه.ل: .
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا