جرائم ارتكبها الجان للكاتب بدر رمضان

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-09-07

الجريمة الأولى 

في عام 1995 وقعت جريمة قتل في القاهرة كانت جريمة القتل الأولى من نوعها وأغربها نظراً إلى دوافعها وصفة القاتل والقتيل. 

افي حي المعادي في القاهرة المعروف بالهدوء والجمال وهو من الأحياء الراقية في العاصمة حصلت هذه الجريمة البشعة. الجانيتان شقيقتان جميلتان في عمر الزهو (17سنة و21 سنة) والقتيلة هي أمهما.

ثمة بشاعة في تلك الجريمة لا توصف.

أما الغرابة ففي أقوال الابنة الكبرى عن الدافع الذي جعلها تقتل أمها بقولها: 

أمرها الجان بذلك!

القصة التي مازالت ماثلة في الذاكرة ليست فيلماً سينمائياً ولا موالاً فولكلورياً.

لكنها حقيقة سجلت حوادثها لدى قسم شرطة المعادي وفي سجلات نيابة جنوب القاهرة. 

ما يهمنا هنا مدى صحة الدافع الذي أفصحت عنه الابنة عبير وإن كان غريباً إلا إنه ليس مستحيل الحدوث وبالتالي يجب أن نصدقه.

فالقتيلة هي أغلى إنسانة لديها. 

إنها أمها!.. 

ولم يكن ثمة خلافات من أي نوع بينهما.

لوكان هناك شيء من هذا القبيل للجأت إلى طرائق أخرى أشد دهاء كي تخفي معالم الجريمة،.

كأن تدس لها السم في الطعام مثلاً أو تعطيها دواء منوماً ثم تخنقها أو سوى ذلك من أساليب القتل الخسيسة التي نسمع عنها يومياً.

ارتكبت القاتلة جريمة قتل أمها على مرأى من الجيران وأسماعهم، بل حضر رجال البوليس وطرقوا الباب وكانت تواصل ضرب أمها بمساعدة شقيقتها ولم تكن روحها انفصلت عن جسدها، قبل أن يتمكن رجال البوليس من اقتحام الشقة وشل حركتها هي وشقيقتها الصغرى هدى. 

* * *

قتلها الجني..

تتلخص تفاصيل الجريمة، وفق ما سجلتها محاضر التحقيق ومن خلال أقوال القاتلتين وشقيقهما ووالدهما والشهود أيضاً، في أن السيدة التي كانت تسكن الشقة فوقهم قد أصابها مس من الشيطان فكان أن تطوعت عبير في قراءة القرآن عليها لطرد الجان من جسدها، أي أنها قرأت الرقية الشرعية التي يعرفها معظم المسلمين، لكن فاتها أن مباشرة هذا العمل تستلزم شروطاً خاصة يجب توافرها لدى الراقي كي لا يتعرض لإيذاء من تتلى عليهم آيات الذكر الحكيم التي تنزل عليهم كالسياط الملتهبة.

بحسب أقوال القاتلة فإن الجان حذروها من الاستمرار في قراءة القرآن في أذن السيدة الممسوسة لكنها لم تأبه لتحذيراتهم فكان أن دفعوها إلى قتل أمها.

فجر يوم الواقعة جذبتها من على السرير بمشاركة شقيقتها الصغرى وجردتها من ثيابها تماماً ثم خلعتا ملابسهما وشرعتا في ضرب الأم التي استسلمت لهما. 

استيقظ الأب على أصوات الضرب فوجد زوجته تتعرض للضرب داخل الحمام وابنتيه عاريتين تماماً. كانت أبنته الكبرى عبير تتولى عملية الضرب وتساعدها هدى في ذلك. 

عندما حاول التدخل، بحسب أقواله في محضر التحقيق، منعته زوجته، رغم قساوة الضرب ورغم ألمها الشديدة!

وقد قالت له الابنة الكبرى عبير:

أنها تطهرها من الجان الذي يسكن جسدها. 

عندما حاول التدخل بالقوة لوقف المهزلة السوداء تغلبت عليه ابنتاه وتمكننا من إخراجه من الشقة ثم أغلقتا الباب من الداخل واستمرتا في ضرب أمهما بكل الوسائل المتاحة لهما من يد المكنسة إلى الأكواب إلى مرآة الحمام بعد فصلها إلى سكين المطبخ، الخ. 

في تلك الأثناء كان الأب أحضر رجال الشرطة الذين تمكنوا من اقتحام الشقة وألقوا القبض عليهما. 

عندما تيقنت الفتاتان أن أمهما ماتت شرعتا في إطلاق الزغاريد والرقص والتصفيق بشكل هستيري حاد!

لا يمكن أن يقدم على ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة إلا المجنون.

بيد أن الطب الشرعي أثبت سلامة قواهما العقلية وأكدت تحريات المباحث عدم وجود أي دوافع للجريمة. 

إذن ليس أمامنا إلا أن نصدق أن ما أقدمت عليه الفتاتان كان بالفعل تحت سلطان الجان، انتقاماً منها.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا