إعدام بريء
من القضايا التي لاتزال عالقة في الأذهان وأحدثت ضجة كبيرة حتى أن القاضي تعرض لانتقادات لاذعة هي قضية بنتلي الذي أعدم لجريمة قتل شرطي ارتكبها صديقة كريغ. فبنتلي لم يطلق النار أبداً على الشرطي إنما كريغ هو من أطلق، لكن بسبب القانون الإنجليزي الذي اعتبر بنتلي مشاركاً في الجريمة وبسبب كلماته الشهيرة تم إعدامه!
البداية
ديريك بنتلي شخص بريطاني يبلغ من العمر 19 عاماً، أصيب منذ الصغر بعدة حوادث متفرقة فكسر أنفه، وتعرض لعملية اختناق بالإضافة إلى قصف منزلهم أثناء الحرب العالمية الثانية مما أدى لإصابته بالصرع وأمراض عقلية، وقد وصف مستواه العقلي بعقل طفل يبلغ من العمر 10 سنوات!
حاول بنتلي الدخول للعسكرية لكن رفض طلبه لأنه تحت مستوى الإدراك العقلي حتى أن الكثير أطلق عليه لقب الأبله!
أدي بنتلي امتحانات عدة للقبول والنتيجة: يعاني مرضاً عقلياً بالإضافة لكسله، وعدم إدراكه لأنه يحمل عقل طفل يبلغ من العمر 10 سنوات؟
ديريك
في 2 نوفمبر 1952م قرر ديريك بنتلي 19 عاماً وصديقة كريستوفر كريغ 16 عاماً القيام بعملية سطو لأحد المستودعات، وما أن وصلا المسطح حتى شاهدتهما فتاة صغيرة سرعان ما أبلغت والدتها التي قامت بدروها بالاتصال بالشرطة. وصلت أقرب دورية وشاهد الشرطي اللصين بالقرب يتسلقان الأنابيب محاولين الهروب، فقام بالإمساك بمتهمنا صاحب القصة وهو بنتلي.
كان بنتلي مسلحاً بسكين أما كريغ مسلح بمسدس، لم يقاوم بنتلي اعتقاله إنما صرخ بكريغ الذي كان ممسكاً بالأنبوب محاولاً الهرب، صرخ به بكلمات اشتهرت على مدى سنوات. يقول أحد رجال الشرطة الذي كان قريباً من موقع الحدث أن الشرطي طلب من كريغ أن يسلمه السلاح وبدلاً من ذلك سمع بنتلي يصرخ بكريغ قائلاً:
هيا أعطه ذلك؟
كريستوفر
وما هي إلا لحظات حتى أطلق كريغ النار على الشرطي فأصابه بكتفه لكن الشرطي لم يمت وظل متماسكاً وممسكاً ببنتلي. دقائق ووصلت سيارات الشرطة وأحاطت المكان ووصلت للمسلحين، فما كان من كريغ إلا أن أطلق طلقات عشوائية أصابت الشرطي ماليز أولى الواصلين بمقتل وتوفي على الفور. سقط کريغ من أعلى الأنبوب محاولاً الهرب فأصيب بعدة كسور ونقل للعلاج. بعد فترة العلاج تمت محاكمة بنتلي وكريغ بتهمة السطو وقتل الشرطي مايلز.
هنا أخي القارئ قد تستغرب، فالقاتل هنا كريغ كما بدأ واضحاً، لكن للأسف، كريغ تحت السن القانونية ولن يحاكم بالإعدام، وتحت ضغط العامة لا بد أن يعدم أحدهما لموت الشرطي.
الشرطي الضحية
انتهت المحاكمة بالحكم بإعدام بنتلي الذي ذهل من الحكم هو ومحاميه، فبنتلي لم يطلق النار ولم يقاوم الشرطي، إنما بسبب كلماته أعطه له التي فيها الشرطي والقاضي والنائب العام أنها تعني اقتله، فعوقب بالإعدام رغم معرفتهم باضطرابه العقلي ومرضه وتم إعدامه بعد أن رفضت المحكمة العليا عدة طلبات التماس!
أما كريغ فنظراً لصغر سنه تم إرساله لمصحة ثم أطلق سراحه بعد عشر سنوات، وللأسف تمت تبرئة بنتلي بعد 46 عاماً من إعدامه بعد مطالبات عدة قامت بها عائلته.
لكن هلي يفيد كل هذا؟!
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا