عام 1986 م ولاية أوهايو الأمريكية
في ذلك الحي الهادي حيث يخرج الأطفال بأمان، مجتمع صغير يعرف الجيران بعضهم بعضاً وتخرج المراهقات سيراً على الأقدام لوحدهن للعلم ولدانية والأطفال للعب، إلا أن ذلك يبدو أنه سيتغير للأبد.
حيث اختفت المراهقة روبن فيلد 13 عاماً أثناء عودتها من المدرسة، تقول والدتها: روبن عادة تعود من المدرسة في الساعة 3 والربع فانتظرناها لــ 4 لكنها لم تعد.
أخذ القلق بتسرب لقلب الأم خاصة أن روبن كانت تتجهز للذهاب مع شقيقتها الكبرى للتسوق لشراء مستلزمات عيد ميلاد أختها الكبرى وهي لن تفوت هذه الفرصة، حيث إن روبن ليست من ذلك النوع من الفتيات اللاتي يخرجن بدون علم أهاليهن أو إبلاغهن على الأقل.
شيء ما خاطئ.
اتصلت الأم بصديقاتها اللاتي لم يعرفن شيئاً منذ ركوبها باص العودة، تقول والدتها: رأيت روبن صباح اليوم وقد كانت طبيعية وأخبرتها إن كانت تحتاج شيئاً فقالت لي إن لديها امتحاناً أشغل تفكيرها وتمنيت لها التوفيق وقبلتني مودعة وسارت في الطريق للمدرسة وشعرها الجميل ينسدل يميناً ويساراً.
الضحية روبن
أخذت الأم دور المحقق فقامت بتفتيش غرفة ابنتها لعلها تركت ملاحظة أو شيئاً لكن لم تعثر على شيء إطلاقاً. مرت الساعات والمخاوف والقلق تزداد ولا أثر لروبن فاتصلت الأم بابنها ريك فأخذا يجوبان الشوارع والأحياء القريبة، لكن لا أثر لروبن يبدو أن شيئاً مروعاً حدث لها حينها اتصلت الأم بالشرطة التي باشرت التحقيق، فقد تكون هناك مشاجرة منزلية أو في المدرسة، لكن الأسرة نفت ذلك خاصة أن روبن كانت تنتظر ذلك اليوم للتسوق لعيد ميلاد شقيقتها.
أخذت الشرطة بالتوسع بالبحث فبحثت في الأماكن التي تتجمع فيها المراهقات لكن لا شيء، حينها تم التوصل لأول الخيط فقط اتصل باكستون البالغ من العمر 15 عاماً زميلها في المدرسية للسؤال عنها قال باكستون إن روبن وجيمي زميليه في المدرسة كانا لديه في المنزل بعد المدرسة، وتشاجرت روبن معه فخرجت تبكي ونسيت حقيبتها المدرسية تفاجأ باكستون حين علم باختفاء روبن، وأسرع للمنزل وأدلى بكل ما حدث، وأكد جيمي أقواله، بل ألقى باكستون بشكوكه حول فرانك صديق روبن لكن فرانك أنكر أي علاقة باختفائها ولا يعرف مكانها شارك باكستون بالبحث عن روبن ليلاً برفقة عمته واتجها لمنزل الأسرة وأخبر عائلتها أنه سيبحث في كل مكان لإيجاد روبن لأنه السبب في إغضابها وقد تكون هربت لفترة وستعود.
ليلة طويلة جداً قضتها الأسرة ما بين قلق ومخاوف، والأسوأ في الصباح تلقوا ذلك الاتصال المروع! فقد تلقت الشرطة اتصالاً من صائد أسماك بعثوره على جثة في النهر، أسرعت الشرطة الموقع وتفحصت الجثة، كانت جثة عارية لفتاة صغيرة الدين قد غطت بملاءة سرير خضراء إنها روبن الصغيرة، لم تكن هناك طلقات نارية ولا آثار طعنات إنما أثار حول رقبتها بالإضافة لخدوش متفرقة وقد ألقيت في ذلك الماء المتجمد. كان وقع الصدمة كبيراً جداً على الأسرة أثبت الطب الشرعي أن روبن خنقت حتى الموت وتم ضربها بآلة حادة على رأسها، ولا أثر لاعتداء جنسي، كذلك أثبت الطب الشرعي أن الجثة قد ألقيت في النهر منذ أربع ساعات وهذا يدل على أنها كانت محتجزة طوال الليل، كثفت الشرطة تحرياتها وجهودها فجالت في الفنادق بحثاً عن ملاءة مشابهة كتلك، لكن لم تستدل على شيء فطرقت الأبواب والمدارس لعل أحدهم اشتبه بشيء، لكن لم تجد شيئاً يذكر، لم يكن هناك حتى مشتبه به.
أخذ الخوف والقلق يتسربان للمجتمع الهادئ، فالقاتل لا يزال طليقاً وسيضرب من جديد، ضغوط كبيرة واجهتها الشرطة وجهود كثيفة لكن لم تستدل على شيء، فتوجهت لنقطة البداية وآخر من رآها وهو باكستون الذي أخبرهم أن روبن وجيمي عادا من المدرسة للاستماع لشريط الموسيقى الجديد لديه، حينها تبادل وروبن الحديث وأخبرته أنها تحبه وتريد أن تكون صديقته، فرفض مما أغضبها وأخذت بالبكاء ناسية حقيبتها، وأكد جيمي أقواله، وبرأتهما الشرطة لأنهما كانا في المدرسية صباح اليوم الثاني حتى تلقت الشرطة ذلك الاتصال الذي تنتظره، رجل يحاول اختطاف طالبة أثناء عودتها فأسرعت الشرطة لاستجوابه فقال إنه جديد في المنطقة وينوي الاستفسار عن شيء ما وأنكر محاولته اختطاف الفتاة، أما روبن فقد أخبرهم أنه كان في العمل وقت اختفائها كذلك في اليوم الثاني وبالفعل أكد شهوده روايته هنا أصبحت الشرطة أمام طريق مسدود، فالضغط كبير عليهم أمام المجتمع والأسرة.. يقول المحقق: كنت لا أنام، أقرأ القضية مرات عدة قد يكون قد فاتني شيء، حتى لفت نظري أمر، فجيمي لم يتم التحقيق معه بشكل مفصل فقر الاتصال بمنزله حتى تفاجأنا بوالده يقول: ابني لا ينام، يصرخ، يغضب بسرعة، لا أعلم ما به فهل لجيمي علاقة بمقتل روبن؟!
أبدعت الشرطة لاستجوابه وبعد ضغط شديد أخبرهم بذلك الشي المروع يقول جيمي: بعد عودتنا أنا وروبن مررنا على باكستون للاستماع لشريط الموسيقى الجديد، لكن يبدو أن باكستون يريد شيئاً آخر، فقد طلب مني أن أقوم بإعلاء صوت الموسيقى وجلس بالقرب من روبن وأخذ يطلب الخروج معها فرفضت وهمت بالوقوف فأمسك بذراعها بقوة لكنها أفلتت منه وأخذت حقيبتها وما أن اقتربت من الباب حتى سارع باكستون بسحبها للداخل فصرخت فكمم فمها وأنفها وقام بخنقها فسقطت على الأرض وضرب رأسها بقوة.. تجمدت أنا بمكاني، لم أعرف ما أفعل وهددني باكستون أنه سيقتلني أو يفجر منزلي إن تكلمت! كان باكستون شخصاً طويل القامة يرأس عصابة يدينون له بالطاعة ويستمعون لأوامره ويتحكم بهم، لقد كان الكل يهابه.
يقول المحقق: حين استمعت لجيمي تخيلت الموقف أمامي وتلك الطفلة البريئة خائفة تبكي ولا أحد يساعدها من هذا الوحش، اتجهت الشرطة المنزل باكستون بمذكرة تفتيش وبعد البحث وجدت ملاءة شبيهة بتلك الخضراء كذلك أخذت السجادة بغرفته وبعد فحصها تبين وجود شعيرات وبصماته خاصة بروبن.
باكستون أثناء
المحاكمة
تم اعتقال باكستون واتهامه بقتل روبن لكنه أنكر ونفى قائلاً وبكل وقاحة: لم أحضرتموني لهنا؟ لما تتهموني بشيء لم أفعله؟
واجهته الشرطة بأقوال جيمي، لكنه لم يظهر أي خوف أو قلق، بل كانت المفاجأة أنه أعترف بوقاحة قائلاً إنه قتلها لأنها ضربته بالعصا فأخذها منها وضربها، لكنه كان كاذباً لأن الطب الشرعي أثبت أنها خنقت.
اعترف باكستون أن عمته ساعدته بالتخلص من الجثة بإلقائها بالنهر في صباح اليوم التالي أثناء وجوده بالمدرسة، وأن الجثة كانت بالسيارة عندما مر بالعائلة مع عمته، حكم عليه بالسجن 20 سنة وعمته بالسجن 5 سنوات.
النهاية
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا