من رواية وهج البنفسج الجزء الأول ٥للكاتب أسمة المسلم

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-07-08

أبجديات الفرح ونحو السعادة
فتحت هياء عينيه ورأت رجلا مسنا بلحية بيضاء يحدق بها على مقربة من وجهها، ويحرك زهرة بنفسجية جافة عند أنفها. نهضت مفزوعة وتراجعت للخف حتى ارتطم ظهرها بأحد الرفوف في الغرفة، وهي تقول بتوتر وفزع شديدين: من أنت؟!.. أين أنا؟!
الرجل المسن وهو يقف: أنت مصدومة الآن.. حاولي التركيز لاستعادة ذاكرتك.
هياء وهي تصرخ في الرجل المسن: أين أنا؟!.. أين أطفالي وأحفادي؟!
الرجل المسن وهو يمد الزهرة الجافة لـ هياء: استنشقي هذه.. ستساعدك بالتذكر.
هياء وهي تضرب الزهرة من يد أمين وتقول بعصبية شديدة: ابتعد عني!
بقى أمين صامتا وهو يراقب هياء تتفحص جسدها ورأسها وشعرها بهوس، وهي تتمتم لنفسها وتقول: ما الذي يحدث؟!
ما الذي يحدث؟!
أمين: لقد كنت في رحلة، وحان الوقت لأن تستيقظي وتعودي لحياتك.
هياء وهي تنظر لـ أمين بعينين متسعتين وتبرة ساخطة: رحلة؟.. أي رحلة؟.. أين عرندس؟!.. أين أبنائي؟!
أمين بهدوء: أنت هياء.. عمرك اثنتا عشرة سنة.. كنت توزعين الكعك مع خادمتك حليمة.. تسكنين في قصر مع أبيك.. حاولي التذكر بهدوء.
هياء وهي تقف بوجه متسائل وصوت مرتفع: حليمة؟ حليمة من؟
أمين وهو يلتقط الزهرة الجافة من على الأرض: استنشقى عبير هذه الزهرة حتى تستعيدي ذاكرتك!
بدأ الاثنان يسمعان صوت حليمة وهي تنادي على هياء مرة أخرى من عند باب المنزل، فأخذ أمين الزهرة ووضعها في يدها وهو يقول: اذهبي الآن مع تلك المرأة التي تنادي عليك، ومهما حدث وهما رأيت من أمور فلا تجزعي أو تثيري المشاكل.. أعدك بأنك ستتذكرين كل شيء.
هياء وهي واقفة في مكانها مصدومة وبعينين دامعتين: لكن.. 
أمين وهو يدفعها برفق نحو السلم المؤدي للطابق الأعلى: لا تفكري كثيراً واذهبي للسيدة التي تنادي عليك فوراً.
صعدت هياء السلالم ببطء وعلى وجهها دهشة واستغراب كبيران، فحياتها السابقة في حقول القمح لا تزال مطبوعة ومطبقة على عقلها وذاكرتها بقوة. عند وصولها لنهاية الدرجة الأخيرة من السلم رأتها حليمة التي دخلت المنزل باحثة عنها بقلق شديد، وبمجرد رؤيتها لها اندفعت نحوها وعانقتها وهي تقول: ما الذي تفعلينه هنا؟!.. هل أنت بخير؟!.. ما بك تبدين مصدومة؟! هل فعل ذلك الرجل بك شيئا؟!
أمين وهو يخرج من باب السرداب: لا تقلقي يا سيدة (حليمة)، هي مصدومة فقط.
حليمة وهي تضم هياء لصدرها بقلق: مصدومة؟! ماذا فعلت بها؟!
أمين وهو يغلق باب السرداب مبتسما: ما الذي تظنين أني فعلته لها؟.. لقد فزعت من فأر رأته فقط.. أليس كذلك يا هياء؟
هياء وهي في حالة من التيهان: ماذا؟
حليمة وهي تأخذ هياء مبتعدة عن الرجل المسن ومتوجهة لباب الخروج من المنزل: لو تبين لي أنك آذيتها بأي شكل، فستكون عاقبتك وخيمة!
أمين وهو يشوح بيده مبتسما ومودعا لهما: رافقتكما السلامة.
خرجت حليمة وهي تضم هياء المصدومة لصدرها، ومشت بخطوات متسارعة نحو بوابة القصر. وعند وصولها خرج البواب والحراس لاستقبالهما لأنهم كانوا قلقين لعدم عودة هياء مع حليمة سابقاً.
البواب بقلق: ما بها السيدة الصغيرة؟!. ما الذي حدث؟
حليمة وهي تتجاوز الرجال متوجهة نحو مدخل القصر ورأس هياء ملتصق بصدرها: لا شيء!.. لا تقلقوا لقد وقعت فقط.. لا تخبروا السيد الكبير كي لا يقلق عليها!
أحد الحراس: يجب أن نبلغه بهذا الأمر.
حليمة وهي تتوقف وتلتفت بنظرها وسبابتها نحو الحارس الذي تحدث وتقول بغضب وعصبية شديدين: لو قلت حرفا أنت أو أي أحد من زملائك فسأحرص على أن يفصلكم السيد الكبير من أعمالكم قبل نهاية اليوم!
حارس آخر: لكن هذا واجبنا.
حليمة بغضب وهي تكمل المسير داخل القصر: جرب وأخبر السيد الكبير، ولنر أيا منا ستكون كلمته هي العليا!
بقى الرجال عند بوابة القصر يراقبون حليمة بصمت وهي تمشي مع هياء، وهم في حالة تعجب من غضبها الشديد الذي لم يروه من قبل.
دخلت حليمة القصر وتوجهت مباشرة للطابق العلوي حيث كانت غرفة هياء ووضعتها في فراشها واستلقت بجانبها وأسندت رأسها إلى صدرها، وبدأت تمسح عليه وتقبله حتى غفت عيناها ولم تسألها عن أي شيء مما حدث. قبل أن تنهض حليمة تاركة هياء لترتاح انتبهت للزهرة البنفسجية التي كانت قابضة عليها، لكنها لم تنتشلها من يدها و خرجت من الغرفة بعدما أغلقت الباب بهدوء.
نزلت حليمة من الطابق العلوي، وخلال نزولها رأت السيد الكبير ينتظرها وهو ممسك بغليونه ويدخن بشراهة، وعلى وجهه ارتسمت معالم الغضب والانزعاج التي تألفها وتعرف معناها عندما وقفت أمامه لم تتحدث م عه، بل اكتفت بإنزال رأسها منتظرة توبيخه لها عن تركها ابنته وحدها في منزل ذلك الرجل، لأنها تيقنت من ملامحه الساخطة أن الحراس أخبروه بما حدث، ولم ينصاعوا لتهديدها. بقى السيد الكبير يدخن وينفخ الدخان تجاه حليمة وهو يحدق بقمة رأسها المحني له لفترة وجيزة، ثم قال بنبرة حادة: أين هياء؟!
حليمة ونظرها نحو الأرض: نائمة يا سيدي.
الأب بتجهم: نائمة؟! لقد استيقظت من ساعة فقط!
حليمة: تعبت قليلا من توزيع الكعك على الجيران وذهبت لترتاح.
الأب بتجهم: تعب؟! هذه الفتاة مدللة وأنت السبب في ذلك!
لم تتكلم حليمة واكتفت بالنظر عند أقدامها.
الأب وهو يسير نحو غرفة المعيشة: أنا منزعج جدا!
حليمة وهي ترفع نظرها: أعتذر منك يا سيدي، أعدك بأن ما حدث لن يتكرر مرة أخرى.
 الأب وهو يلتفت إلى حليمة ويقول بتجهم يخالطه الاستغراب: عن ماذا تتحدثين؟! أنا منزعج لسبب آخر. لقد وقعت مشكلة في المزارع التي أمتلكها خارج المدينة، ويجب أن أسافر فوراً لحل الموضوع. عن ماذا تتحدثين أنت؟
حليمة وهي تتدارك تسرعها بالحديث: كنت أقصد توزيع الكعك مع السيدة الصغيرة. ظننتك ساخطا على أنها تعرضت للتعب.
الأب وهو يجلس على الكنبة الفخمة في غرفة المعيشة ويشعل عود ثقاب ليجدد به شعلة غليونه: على العكس تماما، أريدكما أن تذهبا مرة أخرى غدا، وتكملا توزيع الكعك. لا أظن أن الكمية التي أعدها الطباخ كانت كافية لأفراد الحي بأكمله. أليس كذلك؟
حليمة وهي تزفر مرتاحة: نعم، نعم.. معك حق يا سيدي.
الأب وهو يهز عود الثقاب لإطفائه: سوف أرحل بعد ساعة، وسأغيب لعدة أيام. ستكونين أنت المسئولة عن القصر وجميع من فيه في غيابي، هل تفهمين يا حليمة؟
حليمة وهي تتقدم بضع خطوات نحو السيد الكبير: أمرك يا سيدي أرحل وكن مطمئنا، ستبقى الأمور في غيابك كما لو كنت بيننا.
الأب وهو ينفخ سحابة من الدخان ويحدق بحديقة القصر من خلال النافذة الكبيرة أمامه: اذهبي وأعدي لي لوازم السفر.
حليمة وهي تتراجع للخلف بخطوات حذرة: أمرك يا سيدي.
بعد أقل من ساعتين خرج السيد الكبير من باب القصر ليجد سائقه الخاص يفتح له باب السيارة، وسيارة الحراس تنتظر خلفها للحقا به لتوصيله للمطار، تقدم السيد الكبير نحو الباب المفتوح، وقبل أن يركب التفت خلفه ليرى حليمة تقف عند الباب مع بعض الخادمات فقال لها: انتبهي لـ هياء في غيابي يا حليمة!
حليمة وهي تنزل رأسها: لا تقلق يا سيدي، هي في عيني في حضورك وغيابك.
ركب السيد الكبير السيارة وأغلق السائق بابها خلفه بهدوء وحذر، وجرى مسرعا وركب في مقدمتها وأدار المحرك وانطلق متوجها للمطار وسيارة الحراس خلفه. بعد خروج السيد الكبير ومرافقيه من بوابة القصر، وجهت حليمة الخادمات بإعداد الغداء، فقالت لها إحداهن: لكن يا سيدتي لا يوجد أحد بالقصر سوى السيدة هياء، وهي نائمة الآن.
حليمة وهي تنظر للأفق أمامها: أوامر السيد الكبير واضحة وصريحة، وهي أن تعد المائدة في أوقات الوجبات الثلاث له ولزوجته ولابنته، سواء أكانوا موجودين أم لا!
تحركت الخادمات من أمام حليمة متوجهات لداخل القصر، وهن يقلن بصوت واحد: أمرك.
مضى اليوم بشكل روتيني دون أحداث تذكر، وأعدت مائدة الغداء ورفعت دون أن يمسها أحد كما أمرت حليمة، وعندما حل المساء بدأت الخادمات بإعداد مائدة العشاء، وخلال قيامهن بذلك شاهدن هياء وهي تنزل من الطابق العلوي وتتوجه بخطوات متسارعة نحو باب القصر. توقفت الخادمات عما كن يقمن به وبدأن يحدقن ببعضهن بعضا في حيرة من أمرهن، فهن لا يستطعن منعها أو الحديث معها، فهذه مهمة حليمة وهي لم تكن في الجوار، فتحت هياء الباب وخرجت منه على عجالة متوجهة لبوابة القصر، فأشارت إحدى الخادمات لزميلتها وقالت بتوتر: ابحثي عن السيدة حليمة فوراً وأخبريها بما يحدث!
جرت الخادمة وبدأت تبحث في أرجاء القصر عن حليمة.
خلال ذلك وصلت هياء للبوابة وقد اقترب الوقت من التاسعة مساء، واعترض طريقها حارس بكل حذر ولباقة مع مجموعة من الحراس، وقال بخوف تخالطه الرهبة وتزينه ابتسامة متوترة، إلى أين يا سيدة هياء؟
هياء بتجهم: ابتعد عن طريقي يا حسان!
حسان وهو يضع كفه مقابل الأخرى: أرجوك يا سيدة هياء، لا أريد أن أقع في المشاكل مع السيد الكبير.
هياء وهي تسير متجاهلة حسان والحراس المحيطين به: من يجرؤ منكم على إيقافي فليفعل!
مد أحد الحراس يده في محاولة لمنع هياء من التقدم نحو خارج القصر، لكن أحد زملائه. والذي كان أقدم منه عملا في القصر أطبق على ساعده قبل أن يصل إليها وهز رأسه له بعدم لمسها. استمرت هياء بالمسير بخطوات ثابتة ومتسارعة وبوجه متجهم نحو منزل أمين، وعندما وصلت لعتبة بابه بدأت تطرقه بقوة وعنف حتى فتح لها، وبمجرد رؤيتها ابتسم وقال: الحمد لله على سلامتك.. هل أنت بخير الآن؟
هياء وهي تصرخ بعصبية في وجه أمين ماذا فعلت بي؟!
أمين بتعجب: لم أفعل بك شيئاً.
هياء وهي تخرج الزهرة البنفسجية الجافة من جيبها وترميها في وجه أمين وتقول بغضب وسخط: ما نوع المخدر الذي وضعته لي في هذه الزهرة، والذي جعلني أهلوس بتلك الهلوسات؟
أمين يعود لداخل منزله بهدوء، ويترك خلفه الباب مفتوحا.
هياء وهي تصرخ فيه منادية: إلى أين؟! سوف أبلغ الشرطة عنك أيها المعتوه!
أمين بصوت مسموع لـ هياء من داخل المنزل: هل تريدين بعض القهوة؟
دفعت هياء الباب بقوة رطمت دفته بالجدار، وأوقعت لوحة كانت معلقة بجانبه وهي تصرخ: هل أنت مجنون؟
أمين بهدوء وبرود وهو يجلس على أريكته في غرفة المعيشة، ويمد يده لكوب تتصاعد منه الأبخرة على المنضدة بجانبه، لأني أشرب القهوة ليلا؟
تقدمت هياء بضع خطوات لغرفة المعيشة حتى أصبحت أمام أمين، الذي أخذ رشفة من قهوته التي أعدها للتو، وقالت بحسرة وبعصبية خفيفة، لم فعلت بي ذلك؟
أمين وهو يخرج كتاب صغيرا من جيبه وليبس نظارته ويتمعن بعنوانه: فعلت ماذا؟
صفعت هياء الكتاب من يده بقوة ليسقط على الأرض.
أمين وهز يزفر محدقا بالكتاب الصغير: اجلسي يا هياء.
هياء وهي تصرخ وتشير بسبابتها نحو الطريق المؤدي للسرداب: لن أجلس قبل أن تخبرني ماذا فعلت بي في ذلك السرداب!
أمين وهو يرفع رأسه وينظر في عيني هياء الدامعتين والمستشيطتين غضبا ويقول بهدوء: لقد جعلتك تقرئين كتابا.
هياء بعصبية: كتاب؟ أي كتاب؟ لقد عشت حياة كاملة لسنوات طويلة! لقد نسيت نفسي! نسيت من أنا!
أي مخدر جعلني أعيش كل تلك التفاصيل بتلك الدقة والوضوح لقد استنشقت وتذوقت ورأيت كل شيء وكأنه حدث بالفعل!
أمين وهو يخلع نظارته: ومن قلك إنها لم تحدث، وإنها لم تكن حقيقة؟
هياء بتجهم وتعجب: ماذا؟ حقيقة؟ هل تحاول السخرية مني؟
أمين وهو يخرج قطعة من القماش ويبدأ بمسح عدسات نظارته: أنت في مرحلة الصدمة الأولى، وهذا أمر طبيعي.. كلنا مررنا بذلك من قبل.
هياء: كلكم؟ أنتم من؟
أمين وهو يلبس نظارته وينظر لـ هياء: من قرأ من تلك المكتبة.
هياء تضع يديها على رأسها وتبدأ بالتحرك مبتعدة عن أمين: لابد أني أحلم!
أمين وهو يعقد أصابعه وينظر لـ هياء: أؤكد لك أن ما عشته لم يكن حلم!
هياء وهي تلتفت إلى أمين: ماذا كان إذا! سحر؟
أمين وهو يطبق شفتيه وينظر للأعلى: شيء من هذا القبيل.
هياء وهي تتقدم نحو أمين وتشير له بسبابتها: هل أنت مشعوذ؟
أمين وهو يطلق ضحكة كبيرة اهتزت لها الأريكة وكرشه: السحر الذي عنيته مختلف تماما.
هياء: ماذا إذا؟
أمين: لا يهم أن تعرفي.
هياء: يهمني أن أعرف سر الشيء الذي حدث معي.
أمين محدقا بـ هياء التي بدأت تهدأ: هل استمتعت؟
هياء بنظرة استنكار: ماذا؟ استمتعت بماذا؟
أمين وهو ينحني ليلتقط الكتاب الصغير الذي أوقعته هياء من يده سابقا: هل سنبدأ بالمراوغة يا هياء؟ أنت لم تعودي تلك الفتاة الصغيرة.. عقلك على الأقل.. ربما يكون جسدك في الثانية عشرة من عمره، لكني أعرف أن ذلك الكتاب قدم لك سنين من خبرات الحياة وعلمها ما يكفي أن تفهمي سؤالا بسيطا كهذا.
هياء وهي تتوجه للأريكة المقابلة وتجلس عليها بنظرة سارحة للأرض: لقد عشت سنين طويلة داخل ذلك الكتاب.. تزوجت.. أحبت وعشقت. بكيت وضحكت.. أنجبت جنيت وخسرت.. حياة كاملة استنزفتني.
أمين: لقد اخترت لك ذلك الكتاب عن قصد كي تكوني جاهزة للكتب الأخرى.
هياء وهي ترفع رأسها وتنظر لـ أمين باستغراب شديد: كتب أخرى؟ هل تظن أني سأقرأ أحد كتبك مجدداً وأضيع فيها سنين وأفقد صوابي؟
أمين: ما الذي خسرته عندما قرأت ذلك الكتاب؟
هياء: ماذا تقصد؟
أمين: سؤالي أوضح من شمس الصباح وبدر السماء في عتمة الليل.
هياء وهي تضع يدها على صدرها وتنظر لـ أمين بحسرة: لقد خسرت كل شيء.. حياتي كلها فقدتها في لمح البصر. ألا تظن أن ذلك مؤلم؟
أمين: بلى.. لكنك لا تنظرين للجانب المشرق.
هياء وهي تدمع: لا يوجد جانب مشرق في خسارة من تحب.
أمين وهو يمد الكتاب الصغير تجاه هياء: يمكنك أن تنسى تلك الحياة بأن تعيشي حياة أخرى.
هياء وهي تقف مفزوعة وتشوح بيدها رافضة: لا! لا! لن أخوض تلك التجربة القاسية مرة أخرى!
أمين ويده لا تزال ممدودة بالكتاب: قد تحبين هذا الكتاب.
هياء تحدق بالكتاب الصغير في يد أمين بوجه مرتاب ومتوتر جدا.
أمين هو يقلب الكتاب بيده: سيعجبك، صدقيني.
هياء وعينها على الكتاب والعرق بدأ يتصبب من جبينها: كم سأغيب هذه المرة؟
أمين وهو يحدق بـ هياء مبتسما: الأمر منوط بك.
هياء وهي ترفع نظرها لـ أمين وتقول بحدة: كم سأغيب يا أمين؟
صوت حليمة وهي تنادي من الخارج: سيدة هياء! هل أنت هنا؟
رفعت هياء نظرها ل أمين المبتسم بوجه متسائل، ثم خطفت الكتاب من يده وفتحته لينطلق وهج نور قوي في وجه

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا