- ما هو عالم الجن؟ ما هو أصلهم؟
- أسماءهم وقبائلهم.
- وما هي حقيقة زواج الإنس بالجن؟
- وما قبائل الجن.
المزيد من التفاصيل في هذا الفصل.
ما هو عالم الجن؟
الجن عالم آخر غير عالم الإنسان، وبخلاف عن عالم الملائكة أيضاً، ومع ذلك بينهم وبين الإنسان قدر مشترك من حيث الاتصاف بصفة العقل والإدراك، وأيضاً من حيث القدرة على اختيار طريق الخير أو الشر، ويخالفون الإنسان في أمور كثيرة أهمها: أن أصل الجان مخالف لأصل الإنسان، كما أننا لا نراهم رغم أنهم يروننا، أي يتميزون باستتارهم عن العيون وعلى حقيقتهم مصداقاً لقوله تعالى: {إِّنَهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: 27].
أصل الجان
أخبرنا المولى - عز وجل وعلا - أن الجن خلقوا من النار، وذلك في قوله تعالى: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ} [الحجر: 27].
- وقال تعالى في سورة الرحمن: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} [الرحمن: 15].
- وقد قال ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، والحسن وغير واحد في قوله تعالى: {مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} أي طرف اللهب.
- وقال النووي في شرحه على مسلم: (المارج هو اللهب المختلط بسواد النار).
- وفي الحديث الذي أخرجه مسلم عن عائشة - رضي الله عنها -، عن رسول صلى الله عليه وسلم قال: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من نار وخلق آدم مما وصف لكم".
متى خلق الجان؟
يُقال إن خلق الجن متقدم على خلق الإنسان لقوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27)} [الحجر: 26-27] فقد نص في الآية أن الجان مخلوق قبل الإنسان، ويرى بعض السابقين أنهم خلقوا قبل الإنسان بألفي عام، وهذا لا دليل عليه من كتاب ولا سنة.
أسماء الجن في لغة العرب
قال ابن عبد البر: الجن عن أهل الكلام والعلم باللسان على مراتب:
1. فإذا ذكروا الجن خالصاً قالوا جني.
2. فإذا أرادوا أنه مما يسكن مع الناس، قالوا: عامر، والجمع عمار.
3. فإذا كان مما يعرض للصبيان قالوا: أرواح.
4. فإن خبث وعرض قالوا: شيطان.
5. فإن زاد أمره على ذلك وقوي أمره قالوا: عفريت.
أصناف الجن
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا: (الجن ثلاثة أصناف: فصنف يطير في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون). رواه الطبراني، والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات بإسناد صحيح (صحيح الجامع 3/85).
لا مجال للتكذيب بعالم الجن
أنكرت قلة من الناس وجود الجن إنكاراً كلياً، وزعم بعض المشركين: أن المراد بالجن أرواح الكواكب (مجموع الفتاوى 24أ 280).
؛وزعمت طائفة من الفلاسفة: أن المراد بالجن نوازع الشر في النفس الإنسانية وقواها الخبيثة، كما أن المراد بالملائكة نوازع الخير فيهم (مجموع الفتاوى 4/346).
وزعم فريق من المحدثين (بفتح الدال المخففة) أن الجن هم الجراثيم والميكروبات التي كشف عنها العلم الحديث.
وقد ذهب الدكتور محمد البهي (في تفسير سورة الجن) أن المراد بالجن الملائكة، فالجن والملائكة عنده عالم واحد لا فرق بينهما، ومما استدل به أن الملائكة مستترون عن الناس، إلا أنه أدخل في الجن من يتخفى من عالم الإنسان في إيمانه وكفره، وخيره وشره (تفسير سورة الجن ص 8).
عدم العلم ليس دليلاً
وغاية ما عند هؤلاء المكذبين أنه لا علم عندهم بوجوده، وعدم العلم ليس دليلاً، وقيح العاقل أن ينفي الشيء لعدم علمه بوجوده، وهذا مما نهاه الله على الكفرة: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ} [يونس: 39]
وهذه المخترعات الحديثة التي لا يستطيع أحد أن يكابر فيها، أكان يجوز لإنسان عاش منذ مئات السنين أن ينكر إمكان حصولها لو أخبره صادق بذلكن وهل عدم سماعنا للأصوات التي يعج بها الكون في كل مكان دليل على عدم وجودها، حتى إذا اخترعنا (الراديو) واستطاع التقاط ما لا نسمع صدقنا بذلك؟!
والصحيح والقول الحق أن الجن عالم ثالث غير عالم الملائكة والبشر، وأنهم مخلوقات عاقلة واعية مدركة، ليسوا بأعراض ولا جراثيم، وأنهم مكلفون مأمورون منهيون.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا