مؤساة ابنة رجل الأعمال لحور عبدالعزيز

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2021-10-17

مأساة ابنة رجل الأعمال
عام 1995 م نيويورك 
كثيرة هي القضايا التي تمر بها شرطة نيويورك إلا أن هذه القضية مختلفة إذ أحزنت الرأي العام وتفاعل معها الكثير. 
في ليلة باردة من عام 1995 تلقى رجل الأعمال توم خبراً أقلقه، فقد علم أن ابنته كيم لم تذهب للعمل، إذ إن الابنة لم ولن تفوت الجامعة أو العمل إلا إذا كانت مريضة، كان توم يتحدث لابنته كيمبرلي مرتين أو ثلاث في اليوم تخبره بكل ما تفعله أين تذهب متى تعود، مع من تذهب، تخبره ما حدث معها اليوم وما ستفعله بالغد.
كانت كيم ذات الــ 20 من عمرها طفلته المدللة ومرتبطة به بشدة، فرغم طلاق والديها وهي صغيرة فإنها مرتبطة بشكل كبير بوالدها، وكان كريماً جداً مع ابنته، ورغم كل ما تملكه فإن كيم لم تكن من المستهترات بل كانت ابنة جيدة ذكية، فعملت في أحد المراكز حتى تعتمد على نفسها وتتحمل المسؤولية. 
كيم
ذات يوم أخبرت كيم والدها أنها ستعيش مستقلة، ورغم عدم تقبل الأب الفكرة فإنه وافق فاستأجر لها شقة مكونة من عدة غرف، كذلك استأجر لها كراجاً خاصاً بها لحمايتها وليطمئن عليها متى ما دخلت وخرجت. 
عندما اتصل الأب بابنته مرات عدة ولم ترد أخذ القلق يتسرب إلى قلبه، فذهب للشرطة على الفور للتبليغ. 
يقول الضابط المسؤول: عندما كان يتحدث عن ابنته علمت مدى قوة ترابطهما إذ كان يتحدث عنها بتأثر شديد. 
اتجهت الشرطة على الفور إلى مسكن كيم إلا أنها لم تكن موجودة فاستجوبت أصدقاءها، وعلمت أن كيم خرجت لحفل مع صديقها وتركته عائدة للمنزل ولا آخر عهده بها. 
تساءلت الشرطة قد تكون كيم اختطفت فهي ابنة رجل أعمال ثري، لكن لم تستدل على شيء.
أما الأب فلم ينتظر الأخبار من الشرطة إنما ذهب بنفسه للتحقق. 
فتوجه لشقة ابنته وأخذ يبحث في متعلقاتها الشخصية، وجد في شقة ابنته زميلها جوش وصديقته أبريل، قال له جوش إن كيم ذهبت للحفلة البارحة ولم يرها بعد ذلك، ذهب الأب مع جوش للكراج وأخذا بالبحث جيداً. 
فسيارة ابنته اختفت أيضاً لكنه وجد شيئاً، فقد وجد قيراطاً أكدت أبريل أنه لكيم، فأخذ يبحث في كل مكان، نشر الملصقات الخاصة بابنته، أخذ يسأل الناس في الشارع يحمل صورة ابنته: هل رأيتموها؟ 
كان قد وهب كل أمواله سياراته ومنازله لعودة ابنته. أخذتها الشرطة بتوسيع البحث. 
فكيم مختفية منذ 24 ساعة ولا أثر لها ولا لسيارتها فأخذ الأب وجوش يتفقدان المواقف والحدائق بحثاً عن سيارتها. 
تقول الشرطة؛ كان الأب يبحث بهستيرية عن ابنته، رجل يائس محطم أخذ أوراق نقدية معه فئة 50 دولاراً وقطعها نصفين يجوب الشوارع متحدثاً للمارة أنه سيعطيهم النصف الآخر إن جلبوا أي معلومات عن ابنته، ترك كل أشغاله وأخذ يبحث عن ابنته. 
حين ذلك شب حريق بأحد المنازل المهجورة فهرع رجال الإطفاء إلى ذلك السرداب، فاكتشفوا شيئاً رهيباً، فاتصلوا على الفور بالشرطة، فقد عثروا على جثة محترقة لفتاة صغيرة كما بدا، ربطت عيناها وفمها ويداها، بدت كأنها جالسة وقت احتراقها. 
رائحة غاز دلت أن الحريق شب عمداً، إذن الأمر جريمة قتل ذهل رجال الشرطة، فمن هو هذا الوحش البشري الذي يرتكب تلك الجريمة الشنيعة؟! 
أثبتت تقارير الطب الشرعي أن الجثة أحرقت حية، جثة بالسرداب وربطت من جميع الاتجاهات. بحثت الشرطة عن أدلة لكن لم تجد إذ التهم الحريق كل شيء، الجيران لم يسمعوا أو يروا شيئاً لكن الشرطة لاحظت وشم عقرب علمي جن الفتاة فأخذت بتفحص تقارير المفقودين بسجلات الشرطة وتطابقت مع تلك الفتاة المختفية منذ ثلاثة أيام، إنها كيمبرلي! 
أصيبت الشرطة بالصدمة فاتصلت على الأب للتعرف على جثة ابنته. يقول الشرطي: أسوأ الكوابيس إخبار الأب بالعثور على ابنته محترقة! 
الأب يحمل صورة لابنته الضحية كيم
تغير العالم حوله، كان لديه أمل بالعثور عليها حية، كم هي مؤلمة تلك اللحظة يقول شقيقه: كنت معه عندما أخبروه بضرورة التعرف على الجثة، فلم يكونوا متأكدين، قلت له سأذهب معك لكنه رفض، أراد الذهاب لوحده، عندما عاد علمت أنها هي، من تعابير وجهه ودموعه المنهمرة رغم قوته، كان محطماً جداً. انتهت مهمة البحث عن كيم وبدأ الأب مهمة البحث عن قاتلها وتقديمه للعدالة. 
أخذ جوش يتصل بأصدقاء كيم فقد وعد الأب أنه سيبحث عن أي معلومة، فقد أخبرهم أن جميع أصدقائها أجابوا الهاتف إلا شخص واحد لا يرد. إنه سايكو المتيم بكيم التي كانت تتجاهله.. كانت كيم تخبره أنه يطاردها ويخيفها وشغوف بها، أخذت الشرطة باستجوابه ولاحظوا وجود مسدس معه وقد وشم جسده باسم كيم، وتفاجأت الشرطة بردة فعله. فقد قال لهم: أعلم أنكم هنا لأنني ألاحق كيما! 
ذهلت الشرطة من ردة فعله لكنه صدام حين أخبرته بما حدث لــ كيمز..! 
بعد التحقيق والاستجواب تم تبرئته كمشتبه به وعادت القضية من جديد لنقطة الصفر. بعد 5 أيام من العثور على جثتها وجدت الشرطة سيارة كيم متوقفة في حي هادئ، وبعد تفتيشها عثر على القيراط الآخر في صندوق السيارة. 
تأكدت الشرطة من نظرية اختطافها ووضعها في صندوق السيارة، أما الأب فتماسك وظهر في وسائل الإعلام مطالباً بالعدالة، كان يحضر أكواب القهوة لرجال الشرطة ويحثهم على مواصلة التحقيق، لم يستسلم، لكن المأساة حطمته كلياً، بعد فترة تلقت الشرطة اتصالاً من شخص يقول إنه سمع ثلاثة أشخاص يتحدثون عن اختطاف وقتل كيمبرلي مقابل مال. أحدهم جوش الرجل الذي يبحث عنها مع والدها! 
صدمت الشرطة واقتادت جوش للتحقيق الذي ذهل وأنكر وقال إن كيم أسكنته وصديقته شقتها وهي كأخته، فكيف يتهمونه؟! أخذ جوش بالإنكار لكنه قال شيئاً أذهل رجال الشرطة. 
قال: هل تظنون حقاً أنني قتلتها؟ 
قال الشرطي؛ لا، أنا أسألك، فقال جوش: إذا كنت فعلتها كنت قد أطعمتها! 
ذهلت الشرطة، ووقع جوش في الهاوية، فكيف علم أن كيم لم تأكل ومعدتها فارغة؟ من يعلم هم فقط الخاطفون ورجال الطب الشرعي والمشرحة أن معدتها فارغة. 
صدم رجال الشرطة، لقد كان اعترافاً مدمراً.. واصلي جوش إنكاره رغم أنه من المشتبه بهم، لكن الشرطة تحتاج لأدلة قوية لإدانته.
بعد 6 أشهر تلقت الشرطة اتصالاً من بلوندي صديقة جوش السابقة، فقد قالت إن جوش اعترف لها باختطافه كيم للفدية وأنه أحرقها حية، وأنه الرأس المدبر بالإضافة لــ 2 متورطين هما نك وجووي! 
تم القبض على نك وجووي والتحقيق معهم فانهار نك واعترف. 
قال نك: 
جوش هو صاحب الفكرة والرأس المدبر، فقد أخبرنا بخطة الاختطاف لطلب المال من والدها الغني، انتظرناها فور عودتها من الحفل وباغتناها بالكراج وكممنا عينيها ورجليها ويديها وفمها واتجهنا لسرداب المنزل المهجور البارد وقيدناها بالكرسي وأخبرتنا بصعوبتها التنفس فرفعنا الغطاء عن فمها لثوان ثم عاودنا تكميمها وتركناها لوحدها. 
أما الخطأ الغبي الذي وقعا فيه وصدم الشرطة فقد كان أغبى خطأ سبب مأساة وكارثة.
جوش
حين قام جوش بتسجيل صوته لطلب الفدية وأرسله لهاتف الأب. 
يقول الشرطي ساخراً: الأب كان يضع جهاز الرد الآلي بمنزله وفور اتصال أي شخص يجيب الرد الآلي برسالة ترحيبية للأب ثم تستطيع وضع رسالتك، 
أما جوش فقد كان يضع تسجيله فور بداية الترحيب، فلم يكن يعلم شيئاً عن الرد الآلي ويظن أن الأب يتحدث معهم! كرر جوش اتصاله بتسجيل يطلب فدية مقابل كيم لكن للأسف لم تصل تلك التسجيلات للأب لأنهم لم يضعوها في الوقت المناسب، فغباءهم سبب غلطة شنيعة قادت لمأساة مؤلمة! 
ففي الوقت الحرج الذي احتجزت به كيم لم يتسلم الأب أي رسائل فدية وإلا لسحب كل أمواله وسياراته لاسترجاع ابنته. 
بينما كان الخاطفون يحاولون إرسال رسائل الفدية كانت كيم وحيدة في سرداب بارد قارس ملابسها خفيفة لم تأكل منذ ثلاثة أيام ومقيدة من جميع الاتجاهات. 
يقول نك: بعد فشل خطة الفدية وعدم استجابة الأب لمطالب جوش عدنا للسرداب ووجدنا كيم شبه ميتة، فخفنا وارتعبنا وتناقشنا الأمر، فقال جوش يجب حرق المنزل لإخفاء الأدلة، وبالفعل توجهنا للمحطة لشراء الوقود، وعدنا للسرداب فنزل جوش وأخذت أراقبه على السلم، فسكب الوقود على رأسها وحولها وأشعل النار وغادرنا. 
تمت مواجهة جوش وأصر على الإنكار فكذبت عليه الشرطة وقالت إن الكاميرا سجلته وهو بمحطة الوقود. 
فقال بوقاحة: وماذا كل الناس تشتري وقوداً! كان واثقاً بشدة وأصر على الإنكار. اقتيد نك وجوش للمحاكمة، وللأسف محاكم نيويورك لا تأخذ بأقوال مروجي ومتعاطي المخدرات نك وبلوندي فتم استبعاد الشاهدين فصدم المدعي العام والشرطة، وأصبح جوش واثقاً بأنه سيخرج حراً فلا دليل ولا شهود.
اكتشفت الشرطة أن جوش كاذب، فمن خلال البحث في سجلات الهاتف تبين أن جوش لم يقبل بأصدقاء كيم وأنه حاول توريط سايكو. 
اللحظة الحاسمة في ظهور جووي المتورط الثالث، وقد شهد بأن جوش هو المدير الرئيسي وحكى للمحكمة كل ما حدث وأن آخر لحظات كيم حين قال لها جوش: الحياة لا تساوي شيئاً ثم أحرقها! 
اتفق جووي مع الشرطة أنه سيشهد ضد جوش مقابل تخفيف حكمه، صدم جوش وصرخ بجووي وحاول ضربه فتم تقييده ووصفه القاضي بالوحش الذي أحرق روح بريئة، 
حكم علي جوش بالسجن 58 عاماً، أما نك فتوفي وهو بالسجن، جووي حكم عليه بالسجن سنتين، توفي الأب عام 2005 م ويقول أخوه: توفي حزناً على ابنته التي ظنت أنه سينقذها. 
النهاية

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا