الحكاية الأولى
دي قصة افتتاح الكتاب، وحبيت أفتتحه بحاجة حصلت بعيد عن المشرحة.
القصة دي الحمد لله إنه نجاني منها، ويمكن القصة دي ليها كل الفضل إني أعرف أي دجال أو مشعوذ بمنتهى السهولة، وكمان ليها الفضل إني أكون أنا، محمد اللي مسح من قاموسه أي معنى للخوف.
أحمد كان صديقي أيام الجامعة وما زال، كلية طب طنطا.
كنت في الوقت ده مشهور جداً في الجامعة برئيس أسرة المستقبل وأدمن منتدى ماجيك دكتورز والرحلات والهلس والمسخرة، وكمان زادت شعبيتي لما رفضت إني أكون أمين اتحاد الطلاب لأنه منصب مسيس وغير محايد ولا صاحب رأي.
في الوقت ده ناس حاولت تقرب منى بدافع الحب أو الإعجاب أو الاستطلاع، ويمكن الكره.
اللي بيكرهك هو كمان هيقرب منك، مش شرط كل اللي بيقرب منك يكون بيحبك، فيه ناس بتقرب منك بخبث عشان تسرق ضوءك ونجاحك، وناس بتقرب منك بحقد لأن ضوءك كشف عيوبهم، وناس بتقرب منك عشان تعيش عمرها كله بهدف إثبات عدم شرعية نجاحك، في وسط كل الناس اللي اتعرفت عليهم في الوقت ده كان أحمد، وأحمد شخص لذيذ جداً وطيب، ومقبول على المستوى العام، فيه بعض العيوب لكن كلنا فينا عيوب، اتصاحب عليا جداً جداً، بقى ييجي بيتي وأروح بيته، وأنا بحب أصحابي جداً.
فجأة اتغير حاله تماماً، كنا في آخر سنة امتياز، حاله اتقلب، ابتعد تماماً عن كل الناس، تحت عينيه بقي أسود بشكل مرعب والولد بقى شكله أقرب للشبح. مبيجيش الكلية أساساً، ولو روحتله ميرضاش يقابلني.
رحت تاني وتالت وخامس من غير ما أقابله، في يوم أصريت إني أقابله بأي شكل ومرضيتش أمشي، وانفعلت جداً على أهله وقولتلهم: شوفوا ابنكو ماله.
لكن كان عندهم برود ومهتموش. أنا كنت أعرف من حكايات أحمد إنهم عيلة مفككة وكل واحد في حاله، لكن كنت متعجب جداً جداً إزاي يسيبوا ابنهم يوصل للمرحلة دي، وإيه وصله لكده، لكن زعيقي تقريباً لم الناس في الشارع، ووقتها كنت مندفع جداً، فتقريباً بقت شبه فضيحة عندهم وبقى كل الشارع بيسأل هو فيه إيه؟
تاني يوم أحمد اتصل بيا وزعق معايا جداً، وهددني لو رحت عندهم تاني، فرديت بعنف وقولتله: أنا عشان العيش والملح مش هسيبك تضيع نفسك لحد ما أعرف فيه إيه.
قالي بغرابة شديدة وبلهجة كلها غل: وأنا هعرفك أنا هعمل فيك إيه!
وخد عندك بقا...
أول يوم أوضتي بدون سبب ولعت وكل هدومي اتحرقت ولحقنا البيت بالعافية، بعدها بدأ حالي يتغير تماماً، كسل رهييييب، مش بتحرك تقريباً، عدم رغبة إطلاقاً في الأكل أو الشرب، ضعف عام وصداع. كل ده كان تفسيره بالنسبة لي عادي؛ دور تعب وإرهاق، اللي مكانش ليه تفسير بالنسبة لي حاجة تانية تماماً، وغريبة جداً.
أنا كان دايماً ليا أوضة لوحدي فوق خالص في آخر دور في عمارتنا منفصلة تماماً عن الكل عشان أكون براحتي.
فكان بيحصل معايا التالي:
أجيب قنوات مسيحية زي قناة أجابي مثلاً وأسرح قدامها من (10) الصبح أبص في الساعة ألاقيها ستة المغرب! إزاي أنا معرفش! (8) ساعات فاتوا بلمح البصر وأنا صاحي ومش عارف أنا بشوف إيه أساساً!
في أعياد الأخوة المسيحيين أجيب القداس وأسرح تماماً لكام ساعة الحد ميخلص معرفش عدوا إزاي ولا فاهم بيقولو إيه!
أنزل ألف بالعربية في الشوارع وفجأة أفوق وأنا قاعد جوه كنيسة من الكنائس في طنطا، أنا بطبيعتي عندي يعني شبه انتماء ديني كده، أو بمعنى تاني أحب الصالحين ولست منهم، يمكن بسبب حفظي القرآن كاملاً في سن صغيرة أوي.
قلقت جداً، مقلقتش من التعب، لكن قلقت من موضوع المسيحية والكنائس ده. وكنت وقتها، آه قلبي جامد شوية ومبخافش، لكن كنت بقلق زي أي حد لما يحصل حاجة مش فاهمها ولا مستوعبها.
رحت لشيخ عندنا فضيلة الشيخ (عبد العزيز رسلان) قالي: معمول ليك سحر.
إداني آيات وأدعية قالي: تقولها قبل النوم على وضوء وتنام هتعرف الحقيقة.
قلتها فعلاً ونمت، أنا بطبيعتي مبحلمش إطلاقاً، وكانت من المرات النادرة اللي حلمت فيها، وكان أبشع حلم شوفته في حياتي.
أرض قذرة أشبه بالخرابات كل شيء فيها مرعب ومقزز، كل أشكال القاذورات في كل مكان، ورائحة عفن قاتلة في كل مكان، موتى يتم تعذيبهم، معلقين من أعناقهم بخطاطيف حديدية ويتم تقطيع لحمهم بسيوف، ناس عايشة في زيت مغلي صرختها تقفل ودنك، ناس بينداس على راسها من كائنات ضخمة فتتحطم الجمجمة تماماً وتتساوى بالأرض، وينتشر الدم وأجزاء المخ في كل مكان، أشكال رهيبة من العذاب لكل الموجودين، آلاف الأشكال، وأنا في مكان فوق بتفرج وفي حالة رعب مهولة، وكل شوية حراس يجيبو واحد عندي في المكان العالي ويرموه في الأرض ياخد دوره من العذاب.
وفجأة لقيتهم جايبين أحمد، وعاوزين يرموه من عندي، وكان نفس الشكل اللي شوفته فيه آخر مرة، نفس الشكل تماماً مع إضافة بسيطة، إن ريحته كريهة بشكل لا يوصف، وقفت أتحايل عليهم ميرمهوش، قالولي: إزاي وهو اللي أذاك!
بصيت لأحمد قولتله: أذيتني إزاي؟
سكت، ردوا قالولي: عملك سحر بجن مسيحي ونقشه على صليب. كنت مذهول بس مش فاهم حاجة، قلت لأحمد أنت عملت كده؟ سكت، قولتلهم: طيب لو أنا سامحته هتسيبوه.
قالوا: هنسيبه هنا، لكن لو فضل في طريقه مش هنسيبه هناك، أنت تقدر تلحقه وتلحق غيره.
صحيت فجأة من النوم مذهول على موبايلي بيرن باستماتة، وصوت آذان الفجر (الله أكبر) وأنا أؤمن بالقدريات جداً، لقيت أحمد بيتصل، ودي المرة ال 14 اللي يتصل فيها باستماتة، مكونتش قادر أرد من حالة عدم الاستيعاب اللي أنا فيها، حالة ذهول، من اللي شفته واللي صحيت عليه، تمالكت أعصابي رديت.
- آلو.
- بكاء بنحيب رهيب على الطرف الآخر مع كلام متقطع كل اللي فهمته منه شكراً إنك سامحتني أنا محتاجك جنبي أوي.
- أنا جايلك حالاً.
أحمد كان ساكن في بلد تابعة لطنطا تبعد عني (15) كيلو، نزلت بهدوم البيت، كنت ماشي بالعربية بسرعة جنونية في طريق داخلي كله مطبات. وكأني رايح أنقذ حد بيموت.
وصلت عند البيت لقيته واقف على الباب بيبكي بكاء خلى هدومه كأنه واقف في مطر شديد بقاله ساعتين وعينه كأنها دم مش عين.
أخدته في العربية وبعدت. لا أنا بتكلم ولا هو بيبطل بكاء قطعت الصمت وقولتله: تعالي نصلي الفجر.
ازداد بكاؤه، وقالي: مش هينفع!
فضلت ماشي على طريق استاد طنطا لحد ما وصلت لأراضي شاسعة مزروعة، ركنت وكان النور بدأ يطلع.
نزلت قعدت قدام العربية على الأرض وناديتله، جه قعد وكان بدأ يتماسك من الدموع.
قولتله: احكيلي يا أحمد.
مد ايده في جيبه وطلع كيس أصفر اداهولي وقالي: إديه للشيخ عبد العزيز يقرأ عليه ويحرقه.
رديت باستغراب وذهول، أنت تعرف الشيخ عبد العزيز منين؟
قالي: أنا كنت بعرف كل حاجة بتعملها في لحظتها.
فتحت الكيس لقيت جواه صليب خشب عليه رموز وأرقام، فهمت، مرضيتش أجرح فيه أكتر، واضح إنه كان منتهي، قولتله: إيه اللي وصلك لكده يا أحمد؟
أخد نفس عميييق وبدأ يحكيلي:
(اللي جاي ده لازم تفهموه كويس جداً، لازم تعرفوا اللي بيقولوا عليهم روحانيين، ومعاهم جن مسلم، وبتوع ربنا بيعملوا إيه عشان يوصلوا إنهم يبقى عندهم خدمة من الجن، لازم تعرفوا إن أي حد يقول على نفسه روحاني، ده دجال وكافر).
أحمد كان مع ناس أصحابه من بلده، الناس دول قالوله: ده فيه شيخ روحاني اسمه (الشيخ جابر) بيعرف كل حاجة في الدنيا وممكن يقولك إيه اللي هيحصلك قدام! وعاوزين نروحله، فضل يضحك ويتريق وقرروا يروحوا من باب الفضول والهزار.
جابر ده ساكن في بيت عبارة عن غرفة واحدة ومكان للقعدة كبير، من دور واحد، سقفه خشب مبنى في أرض زراعية تبعد عن العمران حوالي (12 كيلو) يعني منطقة مقطوعة تماماً، أخدوا عربية واحد زميلهم وراحوا، كانوا أربعة، تلاتة مؤمنين تماماً إن ده راجل روحاني وبيعرف الغيب، والرابع اللي هو أحمد شايف إن كل ده كذب وتهريج.
خبطوا على الباب ودخلوا.
نادى جابر على كل واحد منهم باسمه واسم أمه، وقعدهم قدامه، أحمد بقى في حالة ذهول، بدأ يخاف، وجابر بدأ يتكلم مع واحد واحد، ويقوله على مشاكل في حياته بمنتهى الدقة لحد ماجه دور أحمد، لقاه بيقوله: أنت بقى مش مصدق إني أعرف كل شيء، وبدأ يحكي لأحمد أدق أسراره الشخصية، أدق أدق أسراره، أحمد بدأ يعرق ويخاف وعاوز يمشي، جابر جابله عصير برتقان وقاله: اشرب بس واقعد.
شرب ويا ريته ما شرب.
من لحظة ما شرب العصير وجابر أصبح ليه سلطة مطلقة عليه، مشيوا من عنده وأحمد شبه متخدر، مش واعي للي حواليه ومش شايف قدامه غير عيون جابر المرعبة والسواد اللي تحتها. بعدها بدأت سيطرة جابر عليه، بقي يستدعيه من غير أي وسيلة اتصال، أحمد يقوم فجأة من مكانه كأن حد بيحركه يمشي (12) كيلو على رجله لحد ما يوصل لجابر، فيزعقله إنه اتأخر! بدأ جابر يتكلم معاه، إداله كتاب تعاويذ نسخة أصلية، وبدأ يعلمه طقوس معينة، أجبره ميروحش الكلية ويبعد عن أي شيء يخص الدين.
أحمد زي المتخدر بقي يعمل كل اللي ينطلب منه وينفذ تعليمات جابر ويقول: تعاويذ الكتاب، ولكن مكانش فيه أي حاجة بتحصل ولا التعاويذ بتعمل شيء.
راح لجابر كالعادة لما استدعاه وسأل جابر ليه التعاويذ مبتعملش أي حاجة، جابر قاله: مش هتعمل إلا لما أديك الإذن وتدخل الخلوة، قاله: يعنى إيه؟ رد جابر قاله: لازم تسلم نفسك ليا تماماً، لازم تعاهدني عهد إنك خاضع تماماً ليا وتنفذ أمري بدون مناقشة. وأي مخالفة مصيرها الموت، بعد تردد ولأنه مسلوب الإرادة أحمد قاله: أعاهدك، رد جابر بكل ثقة، اسجدلي.
أحمد أخد عشر ثواني واقف، بعدين سجد تحت رجل جابر، وجابر حط رجله على راس أحمد وضغط عليها، أحمد بيقسم إنه لما رفع راسه كان وش جابر وش شيطان أسود وعنيه بارزة تماماً للخارج ورقبته وصدره من فوق أحمر دم، بيقول: كان منظره مرعب، مرعب، لدرجة إن أحمد بقى يخاف ويترعب منه، وينفذ أوامره دون لحظة تفكير، وبعضها أوامر جنسية قذرة لا داعي لذكرها، بعد فترة جابر قال لأحمد، قول لأهلك إنك رايح مكان لمدة (10 - 15) يوم وتجيلي يوم (14) في الشهر العربي، فسأله يجيب لبس معاه، قاله لأ، متجيبش أي شيء.
يوم (14) أحمد راح ليه، قاله أنت هتدخل الخلوة النهارده بالليل، هتدخل الأوضة دي مقفولة عليك وضلمة تماماً، مش هتخرج من بابها إلا بعد (11) يوم بالعدد. أنا هاجي أفتحلك، هتاخد بس معاك تمر. هديهولك، (99) تمرة، كل يوم (9) تمرات فقط لا غير، وإزازتين ميه، كل يوم كوباية فقط لا غير، قاله والحمام؟ قاله تعمله في أي ركن في الأوضة وممنوع تغتسل بأي مية بعد الحمام طول مدة ال(11) يوم، وكل يوم تعمل استمناء في هدومك، وإداله آية قصيرة جداً في القرآن، وقاله: طول الوقت وأنت صاحي تقرأ الآية دي، لكن بالمقلوب، طلب منه يعكس كلماتها، وعلمه يقولها إزاي وقاله في آخر ليلة هيظهرلك الخدمة، اوعى تخاف، هيحاولو يخوفوك اوعى تخاف لحد ما يظهرلك الروحاني الملاك، هيعلمك كل شيء، وأي حاجة يطلبها تقول: موافق، وأنا هاجي أفتحلك بالليل، أخد جابر من أحمد موبايله قفله، واداله التمر والميه ودخله الأوضة اللي كانت ضلمة كحل من غير أي شباك، وقفل عليه بمفتاح وساب جابر البيت ومشي.
نكمل...
والكلام لأحمد:
قالي: بدأت أعمل اللي قالهولي بالظبط حرفياً وأقول الآية بالمقلوب، وأكل التمرات، وأشرب كوباية ومفيش أي غسل بعد الحمام وأقوم وأنام لحد ما ريحتي وريحة الأوضة أصبحت لا تطاق وكنت برجع التمر اللي باكله فازداد الموضوع سوءاً وقذارة، ومستني آخر ليلة بفارغ الصبر، ومعرفش أصلا فات أد إيه! ولا أنا في اليوم الكام؟ لحد ما وصلتلها، بيقولي: أنا أكتر حاجة بخاف منها التعابين، بترعب منها.
وبيقول: قاعد في ركن الأوضة كاره نفسي وفجأة الأوضة كلها نورت نور عالي جداً. ولقيت تعبان بحجم مهوول بيزحف ناحيتي وبيعمل صوت فحيح، كنت هاصرخ، افتكرت كلام جابر اوعى تخاف. فضلت قاعد مكاني بتنفض وبحاول مركزش معاه، لحد ما وصل عندي وحرك راسه على رجلي. وأنا قلبي هيقف، لكن فضلت متماسك، وفجأة اختفى، والأوضة نورت أكتر من الأول بكتير جداً وظهر في أخرها راجل جميل جداً جداً. ملامح ملائكية، وجه بريء. ودقن بيضاء رائعة، ووجه كالقمر، وقالي: السلام عليكم، رديت عليه السلام، قالي: أنا أخوك الملاك الروحاني طهطائيل، وأنت نلت خدمتنا ببركة سيدك جابر، وقد حددت لك خمس أفراد للخدمة، وسنتفق على إشارة بيننا عندما تحتاج أحدهم أرسله لك، بيقولي: بيتكلم بالعربية الفصحى بصوت هادي ومؤثر جداً. خلاني فعلاً اتأثرت بيه، وأدى لأحمد خاتم قاله: البسه وعندما تحتاج أحد لف الخاتم في إصبعك سيأتي إليك وينفذ أوامرك ولن يراه غيرك، ولكن بشرط أن نأخذ منك العهد أولاً.
أحمد قاله: عهد إيه؟ قاله: من اليوم أنت لست أحمداً، أنت اسمك (الشيخ صابر) ومطلوب منك أشياء تنفذها، أسقطنا عنك فريضة الصلاة، فلا تصلي أبداً، وإن اضطررت للصلاة أمام أحد فصلي بدون وضوء، وأسقطنا عنك فريضة الصوم فلا تصوم أبداً،
وأحللنا لك جميع النساء حتى محارمك فيجوز لك التمتع بأي منهن، ومطلوب منك إفساد أي علاقة زوجية ما استطعت أنها ليست شرعية ومبنية على قوانين باطلة، فهل وافقت، افتكر أحمد كلام جابر وقاله: وافقت، قاله: هناك طلب أخير تنفذه الآن فإن نفذته بدأنا خدمتك وأخذت العهد، أحمد قاله: إيه هو؟
اداله مصحف وطلب منه يقطع ورقه ويدوس عليها بالشبشب. وعمل كده.
قاله: الآن نحن معك، اطلب تجاب، هل تود زيارة أي مكان، اختار أي مكان في العالم، أحمد قاله: المغرب، قاله: قم تحرك ثلاث خطوات، قام اتحرك لقي نفسه في المغرب في قلب الدار البيضاء، وشايف كل شيء فيها والناس مش شايفاه، وطلب منه يرجع تلات خطوات رجعهم فرجع الأوضة تاني، قاله: الآن أنت من أصحاب الخطوة وهذا أقل شيء، انظر إلى أعلى، بص أحمد لقي السما كلها مضيئة ومكتوب عليها حروف كتير لكن مش واضحة. سأله إيه ده؟ قاله: اللوح المحفوظ، وبعد فترة سأعلمك قراءة الغيب من عليه. الخاتم معك لو احتجتني، سأذهب الآن، ومشي.
أحمد بيقول: قعدت ليلتها في شعور غريب، على أد ما أنا كاره نفسي، على أد ما أنا كنت موهوم وحاسس إني ملكت الدنيا كلها وبقي معايا خدم يخدموني في أي شيء.
عرفتوا بياخدوا الخدمة ازاي اللي بتقولوا عليهم شيوخ روحانيين؟
دول كفرة اشتروا دنيتهم بأخرتهم.
اقرأوا الآية دي بكل جوارحكم، بكل قلوبكم، وأنتوا تعرفو مين الملاك الروحاني اللي ظهر ليه.
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.
[البقرة: 102]
صدق الله العظيم
عرفتوا مين؟
عرفتوا مصيرهم؟ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون.
الصبح جابر فتح الباب، أحمد كان خارج ريحته وريحة ملابسه لا تطاق، جابر خلاه اغتسل واداله لبس من عنده، وقعد معاه فضل يعلمه يؤذي الناس إزاي.
من يومها وأحمد بقا يتفنن في أذى الناس اللي ضايقوه في حياته كلها باستخدام كتاب السحر والخاتم وتعليمات جابر، يحرق لده بيته، يدمر لده حياته، يجنن لده مراته، كم أذي هو نفسه مش فاكر عدده، لحد ما رحت عند البيت وزعقت فقرر يأذيني أنا كمان.
أحمد رغم كل ده كان حاسس إنه ضعيف وإنسان قذر وحقير واكتشف إنه لا ملك الدنيا ولا شيء وبدأ يكره القصة كلها ويكره جابر.
واجه جابر وقاله: أنا عاوز أبطل القصة دي، وأرجع لحياتي وخد الخاتم، جابر هدده وقاله: أنت عارف مين اللي معايا، لو طلعت من القصة دي أو قلتها لحد هقتلك هتكون نهايتك عندي، وده العهد.
كل الأحداث دي دارت لحد يوم الحلم بتاعي اللي احنا فيه، سألته طيب أنت حكيتلي دلوقتي ومعملش ليك أي شيء ليه؟
قالي: عشان جابر مات من كام ساعة.
مات إزاي؟ رد أحمد مات ومرمي هناك زي الكلب، قولتله: أنت شفته؟ قال: لأ لكن الجن عرفنى وأنا لقيتها فرصتي أخلص من كل شيء لأنه مش هيقدر يأذيني.
في اللحظة دي بقيت حاسس إني مش واعي أو بحلم، أو هو إيه اللي بتقوله ده، وخاصة إني كنت طول الحكاية بقول: ده مريض نفسي وبيهزي، قولتله: تعالى نروح نشوفه، وأنا متوقع إنه هيرفض لأن مفيش حاجة كده، إلا إنه قالي: بكل هدوء يلا، بس أنا مش هدخل، قولتله: مش هتدخل ليه؟ قالي: عشان هو هتلاقي شكله زي الشيطان، وأنا بخاف من الشكل ده.
بقي عندي يقين إنه مريض نفسي.
ركبت العربية واتحرك معايا يوصفلي الطريق، ولقيت في الأرض بيت نسخة طبق الأصل من اللي أحمد وصفه. أول ما قربت منه رائحة لا تطاق، لا تطاق، ووقتها مكونتش اتعودت أبداً على الروائح دي.
دخلت، تماسكت، وصورت بموبايلي، شفت المنظر اللي هتشوفوه في الصورة قدامكوا ده.
بعد الموقف ده خرجت ورجعت البيت، أخدت أحمد معايا، رحت للشيخ عبد العزيز، قرأ عليا وعليه، روحنا وشاف كل واحد مننا رؤيا.
أحمد شاف إنه نجا من العذاب وشاف جابر بيتعذب.
أنا شفت إني مطلوب مني أرجع حقوق المظلومين.
صحيت من النوم على اتصال واحدة صديقتي اسمها علياء بتقولي: إنها هتقدم في الطب الشرعي لأنهم طالبين عدد 4 أطباء شرعيين وعاوزاني أقدم معاها.
اشترطت إنها تجمعلي ورق التقديم، روحنا بعدها بأسبوع عملنا اختبارات متتالية، كنا حوالي (16000) طبيب، ومطلوب منهم عدد محدود جداً فقط لا غير.
الجميع كان معاه واسطة قاتلة حتى علياء، وأنا كان معايا الرؤيا اللي شفتها لا غير، ورفضت أي واسطة.
وكنت الاسم الأول بين الناجحين!
من يومها، لا يوجد في قاموسي كلمة رعب، وما يخافه الناس بجنون، هو بالنسبة لمحمد، كوميديا، كل الكوميديا.
ا
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا