المدير المروع لحور عبدالعزيز

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2021-09-22

المدير المروع
لاختفاء رجل حراسة عام 1991 م
ولاية يوتا الأمريكية 
عاد حارس الأمن لتسلم مكانه في العمل بتلك الحجرة الصغيرة وسط الثلوج والجبال. توقع حارس الأمن أن يجد زميله براين في نوبته الليلية لكن ذهل حين لم يجده، فكيف يتركه براين مكانه خالياً ويذهب خاصة أنه حارس لأحدى أكثر المناطق الغنية بالمعادن كالذهب والفضة؟ عمل براين البالغ من العمر 21 والمتزوج من جنيفر ولديه طفلة، عمل في تلك البقعة النائية وسط الجبال، وسط حجرة صغيرة يراقب دخول وخروج العاملين لمنطقة تعدين تعتبر من أغنى مناطق العالم حيث المعادن المتعددة وآلات الحفر الباهظة الثمن التي وجب تأمينها. فقبل 26 سنة لم تكن كاميرات المراقبة والنظم الحديثة للأمن متوافرة بتلك البقعة النائية، لذلك كان براين وزملاؤه يتبادلون العمل بنوبات مختلفة. 
بحث زميل براين عنه فلم يجده وهذا أمر غريب، فسيارته وطعامه لا يزالان هنا، فأين ذهب؟! 
اتصل بالشرطة التي لم تعثر على أي آثار عنف أو دماء ولا آثار أقدام حول سيارة براين، فأين اختفى فجأة؟ تقول زوجته جنيفر: لم تكن المرة الأولى التي يختفي بها، فقبل أسابيع أغلق مكتبه وذهب في إجازة إلى لاس فيغاس واضطررت أن أذهب لمنزل والدي خاصة أنني حامل بطفلتي الثانية ولا أملك شيئاً، بقي ستة أيام وحين عاد تغير تماماً وكان بارد المشاعر، 
بينما المحقق يبحث في الحجرة رن هاتف العمل وكان المتصل امرأة عرفت عن نفسها أنها زوجة براين وتفاجأت بالشرطي، فأخبرها أن براين مفقود فقالت إنها حادثته في الـ 6 والنصف وأخبرها أن زميله سيتسلم العمل وسيخرج. 
حين أغلقت المتصلة رن الهاتف مرة أخرى وكان المتحدث امرأة بصوت مختلف وتفاجأ الشرطي أنها تدعي أنها زوجة براين أيضاً؟ 
فماذا يحدث بالضبط؟ 
بعد التقصي والبحث اكتشف الشرطي أن المتصل الثاني زوجته بالفعل أما المتصل الأول فكانت كريستي زوجة زميله بالعمل ديل وأنها كانت تتصل به دوماً ليتحدثا... 
أسرع الضابط لمنزل كريستي لمعرفة ما يجري، وأخبرته أنها تعرفت على براين بعد أن كانت تحضر لزوجها الطعام وتطورت العلاقة، بل سافرت معه إلى لاس فيغاس، ووصفته أنه شخص لطيف مرح ومتفتح بعكس زوجها الصارم. تقول جنيفر زوجة براين: اكتشفت علاقتهما عندما وجدت بطاقات بنكية باسمها وفواتير الهاتف أظهرت منزلها، لقد هدمت أحلامي وكل ما بنيته. استنتجت الشرطة قد يكون ديل لديه علاقة باختفاء براين فالدافع علاقة براين بزوجته فقاموا بتفتيش سيارته ولم يجدوا شيئاً، واجتاز ديل وزوجته جهاز كشف الكذب وتمت تبرئتهما. 
ظهر خيط آخر وهو بعد اختفاء براين تم الاشتباه بحارسين يقومان بسرقة آلات الحفر الباهظة وبعض المعادن، فهل كشفهما براين فقتلوه؟ وتبين أن أحد الحراس هو من أبلغ عن اختفائه، لكن لا دليل بلا جثة وبقي براين مفقوداً ومرت الأشهر ولا أثر لبراين. 
بعد عام عشر متسلقين على عظام بشرية في بقعة جبلية وأبلغوا الشرطة التي وجدت بجانبها ملابس لحارس أمن وبطاقات هوية باسم براين، بعد فحص الطب الشرعي للعظام تأكد أنها لبراين وقد تم اطلاق خمس طلقات برأسه من الخلف، وفي أنحاء متفرقة من جسده، كذلك عثروا على حذائه وقد محت الثلوج كل الأدلة.. 
يا لها من مأساة للزوجة وطفلتيها.. فهل قتل براين للتغطية على أعمال غير قانونية؟
وبعد 14 سنة تلقى الضابط معلومات مثيرة، فديل مشتبه به بقتل زوجته الثانية بعد طلاقه من كريستي، وسرعان ما اتجهوا لزوجته الأولى كريستي التي صدمت حين علمت بعدم العثور على قاتل براين للآن. فقد أخبرها زوجها السابق ديل قبل 14 عاماً أن القضية اغلقت بعد أن تم اعتقال قاتل براين، بل أخبرتهم بشيء غريب، فبعد اختفاء براين قام بتنظيف سيارته لأول مرة وهذا أمر لم يقم به من قبل. 
قامت الشرطة بفحص الأدلة من جديد ففحصوا حذاء براين وتبين وجود صبغ أحمر أسفل قاع الحذاء وسيارة ديل كانت حمراء اللون وللأسف باعها منذ فترة طويلة لكن لحسن الحظ الشرطة احتفظت بقطع من غطاء سيارته. 
وبعد فحصها تبين مطابقتها وتم اعتقال ديل واعترف بقتله براين. 
قال ديل إنه قرر الانتقام من براين لعلاقته بزوجته، وكان يعرف ساعات عمل براين.. ففاجأه تلك الليلة وهدده وأدخله صندوق السيارة، فقام براين بضرب الباب بحذائه للهرب فصبغ قاع حذائه ثم توجه ديل لبقعة نائية وأطلق النار على براين. 
براين وزوجته يمين وديل يسار
حكم علالدليل بالسجن 40 سنة، ولا يزال مشتبهاً به بقتل زوجته الثانية ولم يعثر على سلاح الجريمة أبداً، استغرقت القضية عشرين عاماً لحلها وكان الدليل طلاء صبغ أسفل قاع الحذاء قادهم القاتل. 
النهاية

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا