الرجل العنكبوت في مشهد!!
في مشهد، إحدى مدن الجمهورية الإيرانية، وبالتحديد في عام 2000م، عاش الناس ورجال الأمن في ذهول من جرائم قتل تتكرر بشكل شبه أسبوعي، الجريمة نفسها بمواصفاتها تتكرر كل أسبوع تقريباً، حيث يتم العثور على جثة فتاة ملفوفة بعباءة سوداء، وهي في كامل زينتها وجميع إكسسوارتها، حتى وصل عدد النسوة اللاتي لقين المصير نفسه 17 امرأة، كلهن من فتيات الليل.
لم يكن الدافع وراء هذه الجرائم السرقة بحسب شرطة مشهد؛ لأن كل أغراض النسوة بقيت معهن، بما في ذلك الهواتف والمال والذهب، وكذلك لم يكن الدافع الانتقام، فلم يكن على الفتيات أي آثار تعذيب جسدي إلا آثار الحبل الذي شنقن به. وقعت المباحث والمحققون في ورطة، ففي كل مرة يتم الإبلاغ عنها يتجمهر الناس حول الجثة، ولا يمكن الاشتباه بأحد، فلم يكن أمام الشرطة إلا الاشتباه في المبلغ نفسه، وبالفعل عندما تم الإبلاغ عن الجريمة كالعادة تم استدعاء المبلغ، حاول المبلغ عابثا أن ينفي التهمة عن نفسه، ولكن لم تسمع استغاثاته، وكان المخرج الوحيد له أن يتم الإبلاغ عن الجريمة مرة أخرى وهو لا يزال موقوفا، وبالفعل بعد عدة أسابيع تم الإبلاغ عن جريمة "العباءة السوداء" مرة أخرى، هنا تبينت براءة المبلغ الذي يقبع في النظارة، وبدأ البحث عن متهم آخر لجرائم "العباءة السوداء".
تولى القضية ضابط ذكي، فور تلقي الشرطة للبلاغ هرع إلى مكان الجريمة وبدأ يتفحص وجوه المتحلقين حولها، إلى أن تكرر معه صورة شخص عدة مرات ارتبط وجوده في مسرح الجريمة متزامنا مع كل جريمة، تم إلقاء القبض على ذلك الرجل، واستجوابه، وتبين من التحقيق معه أنه يعمل سائق تاكسي، وبعد تفحص التاكسي الذي يملكه عثر على الملاءات السوداء التي يلف بها ضحاياه، وكلهن من فتيات الليل اللواتي يسهرن لساعات متأخرة من الليل خارج منازلهن.
بعد تحقيق مضن وطويل تأكد للمحققين أن ذلك الرجل صاحب التاكسي هو القاتل، أما عن سبب ارتكابه لتلك الجرائم فقد أجاب قائلا: إن زوجته ركبت يوما إحدى هذه العربات ليلا، فقام صاحب التاكسي بكيل أنواع السباب والقدح على زوجته بكلام بذيء ظنا منه أنها إحدى فتيات الليل اللاتي يبعن الهوى! فقرر الزوج بعدها أن يطهر مدينة مشهد من أولئك الفتيات اللواتي يشوهن جمال مدينة مشهد ويسئن إلى سمعتها. تم احتجاز السائق، وأصدرت المحكمة حكما عادلا بحقه، وهو الإعدام شنقاً.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا