اعترف بعد تمثيل
عبد القادر شاب، يبلغ من العمر 27 عاما، نشأ في أسرة مكونة من أربعة إخوان، وطفلة صغيرة، عمرها 10 سنوات. يتوسط عبد القادر أخواته، يكبره اثنان ويصغره اثنان، الأخوان الأكبران يعملان مع والدهما في المقاولات، أما الأصغران فلا يزالان طالبين، ينهلان من العلم الذي حرم عبد القادر منه، وربما كان هذا سببا رئيسياً في اختلاقه للمشاكل، وتمرده على أهله ومحيطه، فكثيراً ما يرفع صوته على والده، ويضرب إخوانه، نصحه والده أن يكون رفيقاً بأسرته، حسن المعاملة مع أمة وأبيه، لكن كل ذلك ضاع هباء، بل زاد الطين بلة تركه للعمل الذي اشتغل فيه فترة، مما دفع والده ذات يوم إلى طرده من المنزل، وهدده بأنه سيتبرأ منه إلى يوم الدين.
أحس عبد القادر بأنه سيخسر عائلته، فاضطر إلى تحسين علاقته بأسرته، وبدأ يبحث عن عمل، فوفق في عمل حارس ليلى في إحدى المؤسسات، وبحكم عمله تسلم سلاحا من المؤسسة، فقرر أن يتعلم الكتابة، ولكن أصر على تعلم جملة واحدة، خطرت في باله، فذهب إلى صديقه، وطلب منه أن يعلمه كتابة جملة: "قتلت عائلة عبد الرحمن لأنه قتل عائلتي".
وفي أحد مساءات عام 2018 دخل عبد القادر ليلا إلى بيته بعد أن تأكد من أن جميع أفراد عائلته نائمون، وأن والده خارج المنزل في سهرة مع أصدقائه، شاهد أخويه الكبيرين نائمين في الصالة فأطلق النار عليهما وقتلهما، فاستيقظت والدته على صوت السلاح، فأطلق عليها النار، وكذلك على أخته الصغيرة المختبئة تحت البطانية، ثم ذهب بعدها مسرعا إلى غرفة أخويه الصغيرين وأطلق النار عليهما أيضاً، ثم جلس عبد القادر ينتظر مجيئ والده من السهرة، وعندما وصل والده قام بإطلاق النار على رأسه من الخلف، ثم ركض عبد القادر إلى غرفة أخيه عبد الرحمن ووضع الورقة فيها، وفر هاربا على الفور إلى عمله.
عثر الجيران على والد عبد القادر، وهو يحاول سحب جسمه إلى الباب، فأبلغوا المباحث، وبعد حضورهم ودخول المنزل وجدوا جميع أفراد العائلة مقتولين، وقد فارقوا الحياة، تم إلقاء القبض على عبد القادر في عمله، بدا وكأنه مصدوم من وفاة عائلته، وأخذ يبكي، ويمثل أمام الضابط الحزن والهلع، ولكن عندما أخذوا السلاح الذي معه تبين أنه ذلك السلاح الذي قتلت به العائلة، فاعترف عبد القادر فورا بجريمته، كما أقر أمام الشرطة أن الدافع الذي جعله يرتكب تلك الجريمة النكراء هو تنمر عائلته عليه، وكثرة لومه له، واتهامه بالكسل والخمول.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا