ماري أنطوانيت

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-04-30

 ماري أنطوانيت

صور

لم تكن ماري أنطوانيت مجرد ملكة تتربع على عرش إمبراطورية كبرى في عصرها الذهبي.. ولم تكن مجرد امرأة عابثة ماجنة تحولت إلى مخلوقة شديدة الصرامة والجدية في نهاية حياتها، ولكن بعد فوات الأوان، وبعد أن نجح أعداء الملكية في تشويه صورتها هي وزوجها الملك، حتى أصبحت عملية الإطاحة برأسها مقبولة شعبيا، لتدفع ثمن السلطة التي انتقلت بها من قصر الحكم في بلدها الأصلي النمسا إلى قصر آخر هو قصر الحكم الفرنسي، في زيجة غريبة بين عرشين بدافع الحفاظ على المصالح المشتركة لتكون نهايتها!

كانت ماري أنطوانيت أشهر ملكات أوربا الابنة التاسعة للملكة ماريا تريزا إمبراطورة النمسا تشربت بمبادئ والدتها وتعاليمها فكانت تطمح إلى اللهو والاستهتار وعزز فيها هذه الرغبة ما كانت عليه من مظاهر الجمال والرشاقة وامتشاق القد.

كانت ماري أنطوانيت في الرابعة عشرة من عمرها مكتملة الأنوثة جميلة المظهر جذابة فاتنة وللشباب براءته وسحره.

وكان ولي عهد فرنسا فتى غير ناضج العقل والتفكير وسريع الوقوع والانقياد طائشًا أبله ولعل ذلك يرجع إلى حداثة سنه فقد كان يكبر ماري بسنه واحده واستعدت الدولتان لإقامة حفل الزفاف.

وكان الناس يتشاءمون كثيرًا من الحوادث التي تقع في تلك الأيام ويحفظون تواريخها عن ظهر قلب فمثلًا يوم ولدت ماري أنطوانيت في 2 نوفمبر سنه 1755 حدث زلزال عنيف في البرتغال. وحدث يوم تزوجت حريق هائل بين مظاهر الفرح والحفلات فتشاءم الفرنسيون والنمسويون كثيرًا

لم تستطع الفتاة الصغيرة تحمل أعباء الزواج وتفهم دقائق مركزها العظيم للظهور بمظهر الجد والرصانة التي تقتضيها الرسميات لهذا لم تستطع أن تقاوم طبيعتها الجامحة طويلًا حتى بدأت بعد أشهر تعبث وتطلب المتعة في المراقص والاحتفالات والنزه. كذلك كان زوجها الفتى الأمير لاهيًا عابثًا لا يهمه أمر زوجته هكذا انطلق كل من الاثنين إلى الناحية التي يريدها ففقدا احترام الناس لهما وخاصة النبلاء.

وقد مات لويس الخامس عشر سنه 1774 أي بعد أربع سنوات من زواج ابنه فاحتفلت فرنسا احتفالا فخما بتتويج ولي العهد الملك لويس السادس عشر وهكذا أصبحت ماري أنطوانيت ملكة فرنسا.

أحبت الملكة من بين أصدقائها العديدين شابًا سويديًا فاتنًا جميلًا هو الكونت هانز إكسل فون فيرسن وقد اصطفته لنفسها من قبل أن تصبح ملكه فكان يهتم بها ويتردد إليها كثيرًا والخروج معها حتى اقترن اسمه باسمها في كل مكان.

ولم تلد الملكة إثر زواجها ولكنها بعد أن ارتقت العرش بسنوات وضعت طفلتها الأولى ماريا تريزا في 1778 فتعالى الهمس وأخذ الفرنسيون يتساءلون من يكون والد هذه الطفلة.

وظلت الملكة ترعى صديقها الكونت فيرسن حتى حملت ووضعت طفلًا هو ولي عهد فرنسا. وحدث أن وقف عم الطفل له يوم عماده فسأله الكاهن عن اسم الطفل فضحك الشبين الأمير وقال: كان يجدر بك أن تسألني عن اسم والده أولًا.

وتناقلت الألسن هذه الكلمات حتى بلغت الملك والملكة نفسها. وخشي الكونت فيرسن من العاقبة وشاء أن يحرص على ما تبقى من كرامة الملكة وهجر فرنسا والتحق بحرب الاستقلال الأمريكية لكنه غاب سبع سنوات ثم لم يستطع مقاومة لهيب الشوق فعاد إلى فرنسا.

كان من نتائج طيش الملكين وعدم رعاية مصالح الرعية ونظام الدولة أن تفككت أوصالها وبدأت روح الثورة وخاصة بعد أن أصيبت البلاد بالفقر والقحط الشديد ارتفع معه ثمن الخبز إلى حد لم يكن الفقراء ليستطيعوا شراءه.

وهنا سجل التاريخ لماري أنطوانيت قولتها الشهيرة التي ظل العالم يتندر بها حتى يومنا هذا: "إذا لم يكن هناك خبز.. لماذا لا تعطوهم بسكويتًا"!

وكان من ضمن أعداء الملكة الكارينال دي روهان ذلك الكاهن الذي احتقرته منذ كان سفيرًا في النمسا وأعلنت أنه سرق قلادة من جوهري باسمها وحيث أن هو أيضًا كان لا يعلم حيث أن امرأة تدعى جين بالوث وزوجها نيكولاوس دي لامونت هما اللذان خدعاه وكانت قضية القلادة إحدى القضايا المهمة التي سجلها التاريخ ولها قصة طويلة جدًا.

تفجرت براكين الثورة الفرنسية وكان لهذه الثورة أثر في نفس الملكة حيث أبدلها بقديسة طاهرة أخذها الثوار مع الملك وأولادها إلى إحدى القلاع إلى أن تتم المحاكمة وشاء الكونت فيرسن أن يلعب لعبته وينقذ حياة الملكة حيث حاول الهرب معهم لكنه فشل في ذلك فانتزعت الملكة في هذه اللحظة خاتما ثمينا وناولته للكونت ذكرى أمانته ووفائه فظل يحرص عليه ويلبسه حتى مات.

أبعدوا الملك عنها ثم أخذوا منها أولادها وتركوها وحيدة وليس معها أحد غير امرأة السجان وروزالي لاموريل.

قتل لويس السادس عشر بالمقصلة وجاء دور الملكة فاقتيدت إلى حيث القضاة وراحوا يلصقون بها التهم.. لم تنطق بكلمة واحدة فما فائدة ذلك وموتها محقق؟

وفي فجر يوم 16 أكتوبر سنه 1793 اقتادها الحرس إلى عربة الموت حيث ازدحمت الطرقات بالرعاع والثوار وهم يبصقون عليها حتى إذا مرت العربة أمام قصر التويلري انحدرت الدموع الساخنة من عينيها لذكريات الماضي القريب.

وفي 16 أكتوبر 1793 أعدمت أنطوانيت بعد أن اقتيدت بعربة مكشوفة دارت بها في شوارع باريس حيث رماها الغوغائيون بالأوساخ وكل ما يقع تحت يدهم فقصوا شعرها الطويل ثم وضعوا رأسها الصغير في المكان المخصص في المقصلة (الجيلوتين) وهوت السكين الحادة فأطاحت برأسها في السلة الجانبية.

ويروى أنه عندما وصلت العربة نزلت وسارت إلى المقصلة بقدم ثابتة وشجاعة تصعد السلم في خشوع وماهي إلا لحظة حتى كان رأسها قد فصل عن جسدها!

بقي أن نقول إنه بناء على ما كتبه الجلاد الذي قطع رأس لويس السادس عشر فإن الملك الفرنسي مات كملك محتفظًا بكرامته مصححًا بذلك معلومات بأن أعصابه انهارت عندما واجه مثيري الشغب الثوريين والمقصلة في يناير عام 1793.

النسخة الأصلية من الرسالة التي كتبها تشارلز هنري سانسون كبير الجلادين في باريس إبان الثورة الفرنسية وبداية حكم الرعب تم عرضها في معرض دار كريستي في لندن في شهر يونيو عام 2005 بسعر يبلغ 210 آلاف دولار.

ويصف سانسون في الرسالة حالة لويس النفسية الذي أعدمت زوجته النمساوية ماري أنطوانيت بعد تسعة أشهر من إعدامه والتي ذكر أنها اقترحت قبل الثورة أن يأكل المزارعون الجوعى الكعك، إذا كانوا لا يستطيعون الحصول على الخبز.

وكانت الرسالة قد غابت عن الأنظار لمدة تزيد عن 200 عام في أرشيف عائلة غير معروفة، ورواية سانسون هذه هي ترديد لما قاله هنري إيدجورث القس الأميركي الذي كان يعيش في فرنسا آنذاك والذي اصطحب لويس في العربة التي توجهت به إلى المكان الذي نصبت فيه المقصلة. وتحدث سانسون الذي شهد إعدام ما يقرب من 2.900 شخص ما بين عامي 1778 و1793 عند تقاعده، كيف رفض لويس عندما وصل إلى درج المقصلة وضع عصابة على عينيه كما رفض خلع معطفه من باب اللياقة، ولكنه خلعه بنفسه بعد ذلك. كما طلب عدم ربط يديه لكنه اقتنع بضرورة ذلك.

وقال سانسون إن لويس التفت إلى الغوغاء الذين جاءوا لمشاهدة قتله وقال لهم أيها السادة إنني أموت بريئًا.. ثم توجه بالكلام للجلادين قائلًا "إنني بريء من كل شيء اتهمت به. وآمل أن يعزز دمي سعادة فرنسا".

ماري أنطوانيت هي ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر، صاحبة المقولة المشهورة إذا لم يكن هناك خبزًا للفقراء.. "لماذا لا يأكلون بسكويتًا".

ولدت في النمسا ومن مواليد برج العقرب ثم ومن مواليد برج العقرب، ثم انتقلت إلى فرنسا لتتزوج وهي أصغر أبناء الملكة تيريزا ملكة النمسا.

ماريا أنطونيا جوزيفا جوانا فون ها بسبيرغ لوثرينجين المعروفة باسم ماري أنطوانيت (2 نوفمبر 1755-16 - أكتوبر 1793 كانت ملكة فرنسا وأرشيدوقة النمسا. وهي ابنة الإمبراطور الروماني المقدس فرانسيز الأول وزوجته إمبراطورة النمسا ريجنانت ماريا تيريزا وتزوجت من لويس السّادس عشر في ربيع حياتها 14 عاما!

ولدت في قصر هوفبيرغ في فينا ماريا أنطونيا كانت الطفلة الخامسة عشرة لفرانسيز والإمبراطورة ماريا تيريزا تسميتها كانت تشريفًا بماريا مريم العذراء؛ وأنطونيا القديس أنتوني من بادوا.

وصف مسؤول المحكمة ولادة الطفلة ماريا هي صغيرة، لكن الأرشيدوقة صحتها جيدة جدًا. ربت في ظل أهلها بنفس الطريقة التي عاشها أشقاؤها ماريا كارولنا سنتان أقدم وماكسيمليان أصغر بسنة واحدة؛ وإخوتها الآخرون، يوسف وليوبولد وفيردناند كارل، اللذان اشتركا في إمبراطورية هابسبيرغ.

أما أخوات ماريا أنطوانيت كنّ متزوجّات من العائلة المالكة الأوروبية الأخرى: الأكبر، ماريا كرستينا، إلى وصي هولندا النمساوي؛ ماريا أميليا إلى أمير بارما وأخت ماريا أنطونيا المفضّلة ماريا كارولينا إلى الملك فيردناند عاهل نابولي.

وقعت معاهدة أيكس لا شابيل في 1748، بعد انتهاء ما يقارب القرن من القتال المتقطع بين النمسا وفرنسا وأثناء حرب السبعة السنوات الأخيرة (1756- 1763) توصلوا إلى التحالف في محاولة لإبقاء هذا التحالف، تقدر لويس الخامس عشر لوريث فرنسا، حفيده لويس أوغسط، بأن يتزوج إحدى بنات إمبراطورة ماريا تيريزا. في حين لا تملك ماريا تريزا من البنات إلا ماري أنطوانيت فقد توفيت الأخت الكبرى من الجدري جوانا غابريلا في 1762 وماريا جوزيفا في 1767، كانت ماريا أنطونيا التالية لكي تكون زوجّة الأمير الفرنسي.

بعد المفاوضات الطويلة، تم الاقتراح الرسمي للبنت المراهقة أن تقدّم من قبل لويس الخامس عشر في 1769. فقط عندما وقعت عملت ماريا تيريزا معاهدة الزواج كانت تدرك بإن بنتها افتقرت إلى المعرفة الكافية من اللغة والعادات الفرنسية، ومعلمو اللغة والرقص حاولوا تهيئة البنت للدور كملكة فرنسا قدر المستطاع.

في 19 أبريل 1770 تم الزواج في كنيسة أوغسطين فينا. تركت فينا في 21 أبريل 1770 إلى فراق كلمات أمها،" وداع طفلتي الغالية. ابذلي جهدًا للشعب الفرنسي إلى أن يقولوا بأنّني أرسلت لهم ملاكًا".

تم السفر مع حاشية كبيرة على طول دانوب، وبعد ذلك إلى ميونخ اوجسبيرغ جانز بيرغ، أولم وفريبيرغ أي إم بريسجاو، وصلت بعد أسابيع إلى حدود الراين بين كيهل وستراسبورغ.

وفي 7 مايو، طلب من ماريا أنطونيا ترك ثوبها النمساوي وغيره من أملاك، وخدم وحتى أصدقاء وعلى حدود الجزيرة في الراين، عبرت الأميرة المراهقة ذات ال 14 ربيعًا الحدود عارية من أي شيء يخص بلدها ولوحدها، لكي تستلم من قبل الرسل من المحكمة الفرنسية كماري أنطوانيت، كما عرفت منذ ذلك الحين.

تزينت في اللباس الفرنسي، ثم أخذت إلى ستراسبورغ. وكانت شوارع المدينة عطيت بالزهور، التي التقطتها ماري أنطوانيت بلطف "مثل إلهة فلورا". كل المدينة أنيرت في شرفها وبعد أيام قليلة، بدأت الرحلة إلى فيرساي.

ماري أنطوانيت أبلغت القصر الملكي في فيرساي، حيث قابلت نسيب لويس جدّها المستقبلي الخامس عشر والأعضاء الآخرين للعائلة المالكة زوجها المستقبلي "دوفين" لويس أوغسط كان خجولًا جدًا. كان أكبر منها بسنة ولم تكن عنده علاقات جنسية أو رومانسية لتهيئته للتعامل مع خطيبته زواجهم أجري خلال ساعات من وصول ماري أنطوانيت إلى فيرساي.

في 16 مايو 1770 احتفل بالزفاف وبها بالبهاء العظيم في أحد أفراد العائلة المالكة وقبل الزفاف مباشرةً كرمت ماري أنطوانيت بالجواهر الرائعة التي عادت إلى فرنسيو دوفينيس وتضمنت هذه المجموعة عقدا ماسيا متقنا الذي يعود إلى أن النمساوية والقطع التي تعود إلى الملكة ماري الإسكتلنديين وكاثرين دي ميديسي. المجموعة الكبيرة للمجوهرات قيمت تقريبًا 2 مليون ليفر.

ثم استلمت ماري أنطوانيت هدية زفاف الملك لويس الخاصة الشخصية وقد كانت نصير، غطّى بالماس.

دوفين وماري أنطوانيت تزوجّا أمام المحكمة كانت ماري أنطوانيت غطت بلباس بالأطواق البيضاء الكبيرة غطتها طبقات من الألماس واللآلئ. ثم بعد ذلك العشاء الرسمي، الذي تم أيضًا أمام الحشد أكل لويس أوغسط كمية هائلة. فأخبره الملك بأن يقلل من الطعام رد عليه دوفين لماذا؟ أنا دائمًا أنام أفضل "عندما تكون معدتي ممتلئة!"

تم قيادة العريسين إلى سرير الزوجية وبوركا من قبل رئيس أساقفة ريمس. على أية حال، بعد سبع سنوات انتشرت شائعات بأن لويس أوغسط كان عاجزًا أو شاذًا بأنه عانى من مرض تناسلي، كما يعتقد فقد صححت الجراحة البسيطة هذه المشكلة وولد لماري أنطوانيت طفلهم الأول السنة التالية أخيرًا. في هذه الأثناء، خلال أيام كانت ثرثرة في فيرساي تهمس بأنّ الزواج الملكيّ كان عارًا!

بقي لويس وماري أنطوانيت بدون أطفال للسنوات الأولى السبع من زواجهما. الثرثرة الموجعة لامت ماري أنطوانيت على عدم إنجاب الأطفال وبعض الناس صرحوا حتى بأنها يجب أن تطلق وتعاد إلى النمسا، ومنصب ولي العهد لم يساعد في غلق أفواه تلك الطبقة ظلت حتى كسبت عداوة عشيقة الملك، الكونتيس دي باري.

بدأت دي باري الحياة كجين بيكو، من عامة الناس فقيرة عاهرة كسبت اهتمام طبقة النبلاء وأصبحت عشيقة لويس الخامس عشر في النهاية ماري أنطوانيت شعرت بأنها كانت تذل بكرامتها كأميرة ها بسبيرغ لتتكلم مع سيدة بمثل هذا الماضي.

بدأت دي باري الحيل لجعل حياة ماري أنطوانيت بائسة بقدر الإمكان. بدأت بتغيير الملك ضد حفيدة نسيبه.

كان روتين ماري أنطوانيت اليومي محبط جدًا. عندما تصحو في الصباح، يساعدنها على النهوض النساء النبيلات الكبيرًات المختلفات اللواتي كن سيداتها في الانتظار.. عشاءها، الذي تأكله وهي تجلس مع زوجها كان أيضًا علنًا. أي شخص يلبس بشكل محترم يسمح له بالمجيء ومراقبة أفراد العائلة المالكة.

أكل لويس أوغسط كميات هائلة من الغذا

بينما أكلت ماري أنطوانيت تقريبًا لا شيء عندما تكون علنًا. احتقرت ماري أنطوانيت هذا المنظر واشتكت بشكل مرير إلى أمها، "أضع أحمر شفاهي وأغسل يدي أمام العالم بأكمله!".

الحنين للوطن والكآبة تغيّبت ماري أنطوانيت عن الرفقة خصوصًا التي كانت تتمتع بها مع أختها ماريا كارولينا وجدت بديل لهذا مع برينسيس تيريز دي لامبال اللطيفة برينسيس دي لامبال كانت غنية ورحيمه؛ وقد كرست وقتها لماري أنطوانيت لم تتعد فترة طويلة من مقابلة تريز، قابلت ماري أنطوانيت الأرستقراطية الجميلة الكونتيسة غابريل بولونياك وقد ارتبطت معها بشكل عميق.

رفضت ماري أنطوانيت أن تدخل نفسها في السياسة، ربما لأنها كانت تفتقر إلى المعرفة الحقيقية بذلك أو أنها لم تكترث!

وقدرات من قبل سفير أمها، كومت دي مسيرسي، الذي أرسل تقريرا محبطًا بأنها مع الأسف كانت لا تفعل شيئا في فرنسا!

تغيّر لويس أوغسط وحياة ماري أنطوانيت فجأة بعد الظهر من 10 مايو 1774 عندما مات الملك لويس الخامس عشر من الجدري في الساعة الثالثة أسرع الخدم إلى شقق ماري أنطوانيت ليعهدوا الولاء إلى ملكهم الجديد، لويس السّادس عشر. وزوجته النمساوية، ماري أنطوانيت الملك والملكة الجديدان سقطا على ركبهم في الصلاة، بقول لويس الغالي الله يوجهنا ويحمينا نحن صغار جدًا على الحكم. مسحت ماري أنطوانيت دموعها ووقفت مع زوجها لتحية الخدم التي جاءت للتعهد بولائهم إلى الملك والملكة الجديدة.

توجّ لويس السادس عشر في ريمس وفي أثناء ارتفاع نقص الخبز في باريس. هذا السياق إذ هي تقتبس بشكل خاطئ كمزحة، إذا لم يكن لديهم خبز فليأكلوا الكعك!

"قالها" كويلس مانجينت دي لا بريوشيه لم يكن هناك دليل بأن هذه العبارة لفظت من قبل ماري أنطوانيت، فعندما ماري أنطوانيت سمعت عن نقصٍ الخبز هي في الحقيقة كتبت بالتأكيد بأن في رؤية الناس الذين يعاملوننا بشكل جيد جدًا وعلى الرغم من سوء حظهم نحن أكثر التزمًا أكثر من أي وقت مضى للشقاء من أجل سعادتهم. يبدو أن الملك فهم هذه الحقيقة؛ أما بالنسبة إلى نفسي، أعرف بأن في حياتي (حتى إذا أنا عشت لمدّة مائة سنة فإني لن أنسى يوم التتويج)

أفراد العائلة المالكة كانوا قد حيّوا بسيل البهجة الوطنية والملكة الشابة عشقًا خصوصًا على الرغم من كلفة التتويج (تقريبًا 7000 ليرة) تم صرفه على تاج جديد للويس السادس عشر، ورداء ماري أنطوانيت الرائع طلب من دار أزياء مصمم باريس الأكثر امتيازا وحصري للعائلة روز بيرتين.

بعد فترة قليلة من التتويج، ماري أنطوانيت حاولت استدعاء الدوق إتين فرانسوا دي بتشويسيول إلى المحكمة. كان قد أبعد من قبل السيدة دي باري بسبب ولائه إلى ماري أنطوانيت والتحالف مع النمسا. على أية حال، الملكة الجديدة ما كان عندها نجاح كثير. بالرغم من أن الملك لويس اجتمع بتشويسيول، لم يعده كليًا للمحكمة بشكل دائم.

لاحقًا عندما حاولت تعيين صديقها دوك دي جوينيس، سفيرا إلى إنجلترا قال لويس السّادس عشر "لقد أوضحت للملكة بأنه لا يمكن أن يكون في الخدمة لا في إنجلترا أو أي سفارة غيرها" وكان من الواضح عدم التوافق في السياسة بين الطرفين!

كانت ماري أنطوانيت للتفادي الممل في حياتها بعمل دائرة ابتعدت فيها عن العلاقات الدنيوية والثقافية كانت تحضر المسارح والأغاني والمسرحيات الكوميدية والتورية أو المزحات وتشمل في هذه الدائرة السخرية وإظهار فضائح الآخرين والثرثرة وابتعدت كل البعد عن المحادثات الجدية.

حلقة أصدقاء الملكة كانت خاصة جدًا. وكان هذا سبب الاستياء في فيرساي ثم أصبحت هدف الثرثرة الشريرة لفيرساي. هي على أية حال، كانت غافلة عن كل ما يجري.

بعد أن أثرت عليها الكونتيس ارتويز بدأت ماري أنطوانيت بزيارة الحفلات التنكرية في باريس وكانت تنظمها في بعض الأحيان وكانت تختلف أحداثها ومنها للقاء بين المحبين في السر وكانت تصرف الكثير والكثير من الأموال بغض النظر على صرفها على الملابس والقمار والألماس وفي عيد ميلادها الحادي والعشرين شاركت في القمار الذي استمر ثلاثة أيام وصرفت كميات ضخمة من الأموال فيها. تسببت ماري في غضب كثير في فيرساي بعد تعيينها لأصدقائها مناصب عالية وقد عينت تيريز دي لامبال مديرة عائلة الملكة على الرغم من أن هناك سيدات أرستقراطيات أفضل منها ومتفوقات في هذا العمل.

انتقلت ماري إلى قصر لو بيتيت تريانون الذي كان قلعة صغيرة فيها حدائق تناسب ذوق الملكة وكانت تقضي معظم وقتها هناك فانصرفت عن فيرساي والتزاماتها.

بدأت الإشاعات الحقودة على ماري أنطوانيت أنها كانت تنام مع نسيبها تشارلز، كومت دارتويز.. أحد أفراد العائلة المالكة لو غودميتش (أحد أفراد العائلة المالكة) أظهر إشاعة على أنها انغمست في البهيمية والسحاقية. طبعا لا دليل على هذه التهم لكنهم بدأوا بتكسير شعبية الملكة مع الناس.

كان هناك مشاكل أوسع أيضًا تؤثر على فرنسا في ذلك الوقت فقد كانت البلاد تقف على حافة الإفلاس. السلسلة الطويلة للحروب في عهد لويس الرابع عشرة ولويس الخامس عشر تركا فرنسا الأعلى نسبة في الدين.

المجتمع الفرنسي كان يفرض ضريبة مرتفعة فكان الشعب فقيرا والضرائب عالية مما أدى إلى فشل الاقتصاد. تم اقنعا لويس بدعم أمريكا وتحريرها من إنجلترا وكان هذا كارثة على الفرنسيين حيث كانت التكلفة لذلك هائلة.

أخ ماري أنطوانيت الإمبراطور جوزيف الثاني زارها في أبريل 1777. جاء للاستفسار حول حالة زواجها، فقد كان النمساويون قلقين لعدم إنجابها ابنًا. مشوا مطولًا في حدائق لوبيتيت تريانون خلاله انتقد يوسف قمارها وعلاقاتها مع الأصدقاء الفاسدين.

كان عنده أيضًا محادثة عميقة مع لويس السادس عشر التي فيها ناقشوا مشاكله الجنسية وبحلول شهر أبريل 1778 أعلنت بسعادة بأنها كانت حبلى.

ولد طفل ماري أنطوانيت الأول ديسمبر في 19، 1778 وتحملت الإذلال وألم الولادة أمام الجمهور من الخدم والحشم! بعد هذه الولادة ألغت تلك الطقوس ورفضت فكرة مشاهدة الجمهور لها ولن تلد مرة أخرى أمام الجميع!

المولود كان بنتًا سمتها ماري تيريز شارلوت مع أن الشعب أراد أن يكون ولدًا ولكن ولدت ملكة أميرة ملك فرنسا على الرغم من ذلك أحبتها ماري أنطوانيت وقالت: "الابن تملكه الدولة، أما أنت لي وحدي وستشاركيني في سعادتي وتلينين حزني".

تبعت ولادة تيريز ثلاثة أطفال آخرين لويس جوزيف في"1781، لويس تشارلز 1785 وصوفي بيتريكس 1786.

كبرت ماري أنطوانيت وقل إفراطها في الاستهتار وكرست وقتها للاعتناء بأطفالها فقد كانت مهووسة بهم على كلام ابنها الأصغر لويس تشالرز كانت تقول: (ملفوفي بالحب!), وهي مقولة شعبية في أوربا إلى هذا الزمن وكانت أيضًا مهتمة في العمل الخيري لأنها دائمًا كانت كريمة.

بعد أن بلغت الثلاثين من عمرها في سنة 1785 بدأت ماري أنطوانيت بضبط نفسها أكثر فأكثر فتركت الباروكات المرصعة بالجواهر والريش ورفضت شراء أي من المجوهرات لاقتنائها. وعلى أية حال كانت قد انتقدت لإنشائها حديقة أو قرية صغيرة لنفسها في أرض فرساي في سنة 1786 وكانت بناية هذه الأنواع من القرى الاصطناعية كانت شعبية جدًا بين السيدات الأرستوقراطيات الفرنسيات كانت تلك القرى تسمى هاميو وأثارت هذه القرية غضب الفلاحين الحقيقيين الذين كانوا يعيشون حياة صعبة وانتقدوها بكونها مبذرة جاهلة تحب اللعب.

وهكذا تزوجت الملكة ماري أنطوانيت من الملك لويس السادس عشر وهي في الرابعة عشرة من عمرها وكان هو في الخامسة عشرة من عمره ومات وماتت وكانت النهاية المفجعة

.                 .      ء     .                                   !    ة

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا