الصديق القاتل
بعد الغزو العراقي على الكويت سنة 1991م، كان هناك ثلاثة أصدقاء: أحمد ومحمد وخالد من سكان منطقة خيطان، كان الثلاثة يجتمعون أيام الغزو يسرقون السيارات، ويقومون ببيع قطعها، ثم يوزعون السيارات للمحتاجين. كانت أخلاقيات محمد وأحمد غير محمودة، على عكس خالد، فقد كان طيبا ومحترما. اختلف محمد وأحمد يوما ما على توزيع المال، وكان خالد جالس معهما يشاهد الخلاف، وانتهى حوارهما المحتدم إلى تحد بينهما، ويقضي هذا التحدي بأن يذهبا معا إلى منطقة برية جنوب السرة يتحديان بعضهما في الضرب والعراك، والذي ينجو يأخذ المال بأكمله، رفض خالد هذا التحدي، وحاول الإصلاح بينهما، لكن محمد ولم يستمعا إليه، وركبا السيارة، وتوجها إلى جنوب السرة، وبدأت المعركة القاسية بين الصديقين: محمد وأحمد، وكان خالد يراقبهما من بعيد، ولم تمر على المعركة سوى ساعة واحدة حتى عاد أحمد في السيارة.
تفاجأ خالد بقدوم أحمد وحيداً في السيارة، سأله خالد عن صاحبهما محمد، وكانت الصدمة أن محمداً مربوط في سلك كهربائي من رقبته في السيارة، وكان قد فارق الحياة، صرخ خالد على أحمد وعاتبه على قتله محمداً، لكن أحمد لم يرد عليه، وفر هارباً.
عاد أحمد بعد ذلك إلى مسرح الجريمة، وقام بإخفاء آثار جريمته، فدفن جثة محمد، ثم هرب إلى السعودية بعد تحرير الكويت. وبعد مرور أشهر قليلة التقى أحمد بأحد أصدقائه القادمين من الكويت إلى السعودية، وسأله صديقه: هل هو من قام بقتل ابن جيرانهم محمد؟ ارتبك أحمد، وأنكر قتله لمحمد، لكنه علم بعدها أن صاحبه خالداً يتوعده عندما يأتي إلى الكويت، وأنه سيبلغ عنه بقتل محمد..
غضب أحمد من خالد، وخطط أن يرجع إلى الكويت، وعندما رجع إلى بيته تصادف مع خالد في الطريق، ورحبا ببعض، ثم طلب أحمد من خالد أن يأتي إليه ليلا ليسهرا معا، ويسترجعا ذكرياتهما اللطيفة. وعندما ذهب إلى خالد ليلاً قام بقتله بسلاح كان جهزه لهذه الجريمة، ثم استنجد بجيرانه، وطلب منهم سيارة لينقل المصاب، خاف الجيران من إعطائه السيارة، وأخذوا يصرخون ويصيحون في الشارع عن إصابة خالد، ذهب أحمد بسرعة، وسحب جثة خالد، وألقاها بالقرب من المسجد.
تم إلقاء القبض على أحمد، وحكم عليه في مقتل خالد بالسجن عشر سنوات، وبعد انتهاء مدة الحكم تنازل عنه أهل المقتول خالد، لكن لا يزال في السجن بسبب كشف قضية مقتل محمد، وقد توفي في السجن بجرعة تعاطي مخدرات.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا