النوم الأسود 5 و6 للكاتبة مروى جوهر

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-04-29

(5) 

ومثل حنين لم يتركني يونس يوما واحداً دون توجيه رغم انشغاله، نفذت كل تعليماته ووجدت نفسي أنخرط شيئاً فشيئاً في حياة أكثر جدية، كان يراني فتبتسم عيناه في صدق أحسه، يحاول دوما أن يخبئ مشاعر لا تقوى عيناه لى تحمل كتمانها فتظهر واضحة في تعاملاته، تخيلت الأمر كذلك ودعوت الله ألا يبوح بها أبداً، لا أريد أن أجرحه أو أخسره، وقد أصبح الصديق الأمثل الذي عرف كيف يخرجني من محنتي، لا أريد ذنبا من نوع آخر في حياتي، لكنني أعترف أنه كان وحده قادراً على إزاحة الستار قليلا حتى أرى ضوء الحياة من جديد، وأستعيد نفسي التي كادت أن تذهب بلا رجعة.

ذات يوم كان موعد محاضرة الكمنجة في الثامنة مساء مع يونس، كنت في الكلية منذ الصباح، فقط خرجت مع حنين بعد انتهاء المحاضرات لتناول وجبة الغداء، ودعتني بعدها وذهبت هي لانشغالها، لم أجد ما افعله في الساعة السابعة والنصف إلا انتظار يونس، كان عدد الطلبة الموجودين هذا المساء قليلا جداً على غير العادة، بينما أصعد الدرج إلى الطابق الثالث سمعت صوت أحد الزملاء أثناء هبوطهم منه يناديني:

فريدة.. الطابق الثالث أصبح خالياً تماما الآن.

لم أفهم ما يقصده بالضبط فأجبته..

وماذا في الأمر؟.. سوف أنتظر يونس.

نظر نظرة لم أفهمها ثم همهم بكلمات لزميل آخر لم أسمعها ثم قال..

كما تحبين.. لكن لا تنسى غلق الإضاءة كلها لأن العم سيد لن يصعد لإغلاقها أبداً.

تفهمت ما قال، لأن حنين أخبرتني أن قال عم سيد هو أحد أهم أفراد الأمن وأكبرهم سنا، أجبته بصوت عال:

سوف أفعل..

أكملت صعودي، أنوار الطابق الثالث كلها مضاءة، ضوء الطرقة الطويلة التي تمتلئ بعدة غرف صغيرة متجاورة جهة اليسار، كلها معدة لمحاضرات العزف فقط، ومجهزة بجميع الآلات الموسيقية وخاصة الثقيلة منها التي يصعب على الطلبة حملها، مثل البيانو، وال تشيلو، دخلت الغرفة الثالثة وكان بعدها أربع غرف أخرى مثلها تماما، ثم غرفة أخيرة تستخدم كمخزن للآلات القديمة الهالكة، ثم المرحاض آخرهم في جهة اليمين، يتوسط المرحاض والغرف في المواجهة صندوق الكهرباء الخاص بالطابق الثالث.

دخلت الغرفة الثالثة ووضعت الكمنجة جانبا، فقد وجدت البيانو وهو الأحب إلى نفسي جاهزاً أمامي مع مقعدين من الخشب، مقعد للعازف وآخر للمعلم، المخرج إلى البلكونة مغلق ومثبت بمسامير، نافذة الغرفة الصغيرة فوق البيانو بمساحة لا تكفي لأن أنظر منها، كان مستوى النافذة يفوق طولي، فقد يسمح للعازف بالنظر  إلى السماء، وكان هذا ما أحببته عندما تدربت سابقا في الصباح منفردة، صوت البيانو والطيور المحلقة خارج النافذ الصغيرة، أن أعزف الموسيقى وأرى السماء معاً فيخبراني بأسرار نفسي التي لا أعرفها، كم أعشقهما، الغرفة صغيرة لكنها كافية لاحتواء الآلات والعازفين معا، ربما لاحتواء أرواحنا التائهة، أرضيتها من خشب الباركيه العتيق الذي يضفي أصالة للمكان، في السقف علقت مرحة للتهوية وجلست في مواجهة النافذة، فأصبح باب الغرفة خلفي مباشرة، كذلك كانت هناك نافذة زجاجية صغيرة مربعة متحركة في مجرى مخصص لها تتيح لمن بداخل الغرفة أو بخارجها التواصل إذا ما احتاج الأمر، نظرت إلى ساعة يدي، فوجدتها توقفت تماما، لحسن لحظي كانت ساعة الحائط في الغرفة بجانب النافذة تعمل.

الساعة السابعة والأربعون دقيقة، جلست خمس دقائق أخرى في هدوء ثم في ملل حيث بدأت كل الأصوات بالأسفل تهدأ أيضاً، والظلام يطل عبر النافذة الصغيرة في غموض، تركت باب الغرفة مفتوحا وقررت أن أفتح النوتة الخاصة بي وأبداً العزف لحين مي عاد وصول يونس، كنت أتدرب على مقطوعة خاصة بحفلة التخرج، بدأت بالفعل أعزف وكانت عيني معلقة على الساعة التي كانت تشير عقاربها إلى السابعة والخمس والأربعين دقيقة، فجأة سمعت صوت إغلاق نور الطرقة قويا من لوحة المفاتيح.

أوقفت العزف بغتة والتفت خلفي، فوجدت النور قد أغلق بالفعل، أتراهمي ظنون أن الطابق الثالث خال  تماما كما نبهني زميلي؟ لكن كيف ذلك ومودع المحاضرة الأخيرة لم يحن بعد! كيف قام أحد أفراد الأمن بإطفاء الإضاءة دون أن يراني جالسة أو يسمع عزفي!

خرجت لأعلن لمن أغلق النور أنني أنتظر محاضرة العزف، لكنني لم أجد أحداً، نظرت يمينا ويساراً.. كانت الغرف كلها مغلقة! الدرج إلى اليمين خال والهدوء يسيطر على المكان!

على ضوء كشاف هاتفي المحمول ذهبت إلى لوحة الكهرباء الرئيسية في آخر الطرقة، فوجدت بالفعل الزر وقد حركه أحدهم لأسفل، عدلت من وضعه لأعلى، فصدر منه نفس الصوت الأولى عند إغلاقه وأضيء نور الطرقة!

ذهبت مرة أخرى إلى الغرفة لكن ظللت أفكر كيف لم يرني من أغلق الإضاءة ولم أشعر به؟!

المسافة طويلة بين لوحة الكهرباء والدرج! هل من الطبيعي أن يمر بي دون سماع صوت عزفي؟!

لن أقضي الوقت في التفكير الآن، ربما حدث ذلك من تلقاء نفسه جراء استخدام مفرط للكهرباء. تحدث أحيانا بالمنزل، كانت الساعة السابعة والخمسون دقيقة، فما بال الوقت لا يمضي! 

بدأت مرة أخرى بالعزف، وما إن وصلت إلى نفس الجزء الذي وصلت إيه سابقا حتى سمعت نفس صوت مفتاح الكهرباء.. كان صوته أعلى من صوت العزف، توقفت والتفتت إلى الوراء، فوجدت الظلام قد حل بالطرقة من جديد! لم أكن خائفة لكن ما يحدث أثار فضولي، خرجت على مهل أنظر يمينا ويساراً من جديد، لا يوجد أحد! غرف العزف خالية والمرحاض مغلق ومظلم.

ذهبت للمرة الثانية إلى لوحة الكهرباء، فوجدت المفتاح لأسفل مرة أخرى، تعجبت، لابد أن يكون هناك تفسير، أعدته إلى الأعلى كالمرة السابقة، ثم ذهبت إلى الدرج، وناديت على أفراد الأمن فلم يجبني أحد، رجعت مرة أخرى ونظرت إلى الغرفة لا  إراديا وبالطبع كانت خاوية، أكملت سيري إلى أن وصلت إلى الدرج، فيما يبدو كانت الطوابق خالية تماما وليس الطابق الثالث فقط.

عدت إلى الغرفة وكانت الساعة السابعة والخمس والخمسون دقيقة، شرعت في تكملة المقطوعة حيث توقفت، بدأت العزف ولم تمر دقيقة واحدة إلا وقد انقطعت الإضاءة كلها للمرة الثالثة، توقفت وتجمدت للحظات مكاني، ثم أسرعت في هذا الظلام الدامس والهدوء المخيف، فأحضرت هاتفي المحمول من جديد، أضأت نوره وحركته بالغرفة على شكل نصف دائرة إلى أن وصلت للباب، حينها سمعت صوت خطوات قريبة بالطرقة، ظننته يونس قد وصل أو أحد أفراد الأمن، لابد أن النور العمومي قد انقطع عن الكلية بأسرها، أخذت حقيبتي وخرجت من الغرفة على ضوء هاتفي، سمعت صوت الخطوات مرة أخرى، فناديت بصوت مرتعش.

يونس.. أنت هنا؟

لكن لم يجيبني أحد، لأنه بالفعل لم يكن هناك أحد! الغريب في لأمر أن صوت الخطوات لم ين قطع، عندما وصلت إلى الدرج وهمت بالهبوط سمعت صوت زر الكهرباء قويا، فأضاء الغرفة والطرقة معا! توقفت ونظرت إلى يساري في تعجب. كانت الطرقة خالية تماما إلا من طيف أبيض يحلق في الهواء! أسرعت فسمعت صوت الخطوات يقترب أكثر تجاهي واختفى الطيف.. بدأت أهبط الدرج سريعا كأنني أهرب من شيء لا أراه! إلى أن اصطدمت بجسد ما، أغلقت عيني وصرخت عاليا ثم سمعت صوت يونس:

فريدة.. اهدئي أنا يونس.. ماذا حدث؟

(6)

بغريزة الأنثى التي وهبها لنا الله أستطيع أن أميز نظرات الرجل، صدقه من عدمه، رأيت الخوف في عين يونس ليلة أمس، خوف رجل محب، أمسك يدي المرتعشة محاولا تهدئتي ثم هبطنا الدرج معا، في الواقع كان جسدي كله يرتجف ولم أفهم شيئاً، خرجنا معا وعبرنا الطريق، كانت الكلية خالية تماما حتى من فرد الأمن عند البوابة، لم أتحدث ولم يصر على أن أفعل، رأيته يفتح باب سيارته لي، ويشير أن أركب، ففعلت دون تفكير.

دائما أرى أن الرجل إذا حمل صفات الرجولة كان رمز الحماية الأول، شعرت بأمان في صحبته لم أعهده من قبل مع رجل آخر، كان شيئاً غير منطقي آخر يحدث بداخلي تجاهه، لم أشعر بالوقت وأنا أنظر عبر زجاج السيارة إلى المارة التعساء، السيارات القديمة والأبنية المترهلة، الأشجار البائسة والحيوانات التي لم تعد أليفة، هكذا رأيتهم كأنني أراهم أول مرة، كان مشهد صندوق الكهرباء وكل ما حدث يعيد نفسه مرات ومرات دون تفسير.

في الصباح ذهبت إلى الكلية، أمام المبنى وقبل أن أدخله بعفوية كعادتي، وقفت أنظر إليه بفضول، لمحنى "العم سيد" الذي كانت نظرته ذات معنى كما خمنت، هذا الرجل مملوء البنية وطويل ذو شارب ضخم وعجيب، نظراته دائما تذكرني بالمخبرين في الأفلام القديمة، نظرت إليه وقبل أن أتحدث سمعت صوت "حنين" تناديني فذهبت إليه مباشرة، جلسنا في الكافتيريا بالطابق الأرضي، جلست ومازالت نظرة "العم سيد" تسيطر على تفكيري، هذا المجتمع الذي لا يفهم ولا يرحم يتجسد في شخصيات كهذه، ذهبت حنين لإحضار كوبين من القهوة، نظرت إلي وتبسمت في خبث ثم جلست وبدأت حديثا غير معهود بيننا:

أعلم أن عمر صداقتنا صغير، لكني صريحة ولا أحب أن أخفي عنك شيئاً أريد البوح به.

لفت حديثها انتباهي فقلت:

بالتأكيد يا حنين، قولي ما شئت فلا قيود بيننا، يكفي ما فعلته من أجي طوال الشهور الفائتة لأعوض ما فاتني من دراسة، حقاً الصداقة لا تقاس بأعمارها.

تشجعت حنين وأزاحت مقعدها للأمام قليلا ثم مالت نحوي بجسدها وقد باتت ابتسامتها عريضة ثم قالت.

فريدة.. الجميع يلاحظ اهتمام يونس بك.. لعلك لم تلاحظيه فترة من الزمن لكن الآن. أنت فتاة ذكية وتعلمين ما أقصده بالطبع، كل ما في الأمر أردت أن أؤكد أن الرجل لم يلتفت طوال السنوات الماضية إلا لك أنت، رغم عدم حضورك المنتظم بالكية في الماضي، إلا أن الجميع كان يلاحظ مدى إعجابه بك، حتى "العم سيد" قال لي: إنه رآكما البارحة وهو يمسك يدك لتعبري الطريق.. كل ما أريد قوله هو أنني أتمنى لو تعطيه فرصته بحق فهو يستحق.

نظرت إليها في ذهول وقد أرعبني ما جاء على لسان "العم سيد"! ثم تنبهت إلى أنني ناديت عليه ولم يكن بالأسفل! ثم أنني لم أره حين خرجنا أيضاً! ارتشفت القهوة في هدوء ولم أعلق فقالت حنين:

لا تدعي ماضيك يأكل من فرصك في الحياة، كلنا مررنا بتجارب سيئة، ربما لا تعجبنا أقدارنا الآن، لكننا في كل مرة نتخطاها، وبعد أن تنكشف الحقائق نحمد الله أنه لم يستجب دعاءنا، هل بوسعنا أن نغير الماضي أو نمحوه؟ هل بوسعنا أن نختار المستقبل؟ الشيء الوحيد الممكن الآن هو أن نعطي فرصة حقيقية للحاضر الذي نملكه.

علقت في هدوء وثبات:

هل هو من طلب منك قول كل هذا؟

تغيرت ملامحها في لحظات لكثير من الجدية وقالت سريعا:

فريدة.. لا تسيئي الظن به، أنا أدعم صدقه، أحب الصادقين ولم أر منه معك إلا الصدق، هذا رجل صفاته نادرة يا فريدة، أتعلمين كم من طالبات الكلية أردن صداقته؟ لم يعط إشارة إيجابية لأي منهم، أردت أن أريح ضميري بنصحك ولتفعلي أنت ما تشائين.

ابتسمت لها ولم أعلق ثم ربت على يديها بشكل ودود يتناسب مع ما شعرت به حينما تحدثت، فغريزة الأنثى قادرة أيضاً على قراءة مشاعر أي أنثى أخرى تجاهها، ثم قالت حنين "ها هو قادم نحونا".

رأيت يونس قادما نحونا، كأنني أراه أول مرة بتصوير بطئ، هل ازداد وسامة؟ أراه وسيما جداً الآن، لم أره بهذه الهيئة من قبل؟ كنت غارقة في حب شخص لا يستحقني قديما، أو هكذا ظننت، حتى إنني كنت أراه في كل الرجال عندما يبتعد عني، لم أنتبه أن سر حبي له منذ البداية كان اهتمامه بي لا شيء آخر، ألهذا الحد نحتاج الاهتمام؟ ألهذا الحد كنت بلهاء؟ أقترب يونس وبدا عليه شيء من الجدية أو ربما القلق، فقامت حنين وهي تقول:

لابد أن أذهب الآن.. أراك في معد الغداء.. سوف أنتظر رسالتك.

أومأت لها  إيجابا في حين تبادلت هي ويونس التحية وغادرت، جلس يونس ينظر إلي في ود وقلق، أحسست أن مشاعري في حالة تضارب لا أفهمه لكنه باغتني بسؤال لم أجبه البارحة:

الآن هل ستحكين لي ما حدث البارحة يا فريدة؟ لم أشأ أن أثقل عليك لكنني مهتم بأن أعرف حقيقة الأمر.

نظرت إلى عينيه مباشرة أول مرة، أعجبني ما رأيت منهما من قلق، فقلت:

صباح الخير.

ابتسم يونس ابتسامة واسعة ثم قال بصوت خافت..

آسف.. صباح النور..

باغته بسؤالي:

لماذا أنت مهتم يا يونس بما حدث لي بالأمس؟

ارتبك للحظات لكنه تدارك أمره سريعا ثم قال مبرراً في ثقة وقد علت نبرة صوته بتحكم:

لأنك لا تعلمين شيئاً عن المكان.. أقصد مبنى الكلية، أنت لم تدركي كم كنت مذعورة بالأمس، أنا رأيتك، وقد نبهتك من قبل ألا تمكثي فيها ليلا بمفردك، أنت لا تأخذين ما أقول على محمل الجد.

رجعت بمقعدي إلى الوراء قليلا وفكرت.. هل الرجل مهتم بمعرفة ما وراء ما حدث؟ أم مهتم بي؟ أترى حنين تتخيل أشياء مثلما تخيلت أنا وأصدقائي في الفرقة مع من أحببت سابقاً؟ كان يونس يردد مقولة الدكتور "مصطفى محمود" بين الحين والآخر "ليعد كل منا إلى قلبه في ساعة الخلوة.. وسوف يدله قلبه على كل شيء"، تنبهت إلى يونس الذي بات يراقب تعبيرات وجهي جيداً الآن ثم قلت:

هل ثمة أمر مريب هنا في المبنى؟

هم أن يجيبني إلا أن الدكتور "صالح" مر بجوارنا، كان أقدم أساتذة الكلية وأكبرهم سنا وأكثرهم ثقلا وقتامة على الروح، ذو طلة مهيبة وله جسد عريض وقامة طويلة، إذ ما ظهر تشعر كأنه قد أحتل المكان بوجوده، أنيق الملبس، جسده مشدود تماما رغم ضخامته، شاربه أبيض اللون مختلط ببعض السواد يعطيه هيبة على هيبته، ولسبب لم أعرفه أبداً لم ترتح نفسي إليه من أول مرة.

كان بصحبته رجل قصير نحيف وأنيق أيضاً، أبيض اللون، شعره باد عليه أثر صبغة صناعية حديثة، حليق الذقن والشارب، يرتدي نظارة طبية لا يخلعها عن وجهه أبداً، وكان هذا هو الدكتور "قابيل".. وبالنسبة إلي على نقيض الدكتور صالح كان الدكتور قابيل هو المحبوب من جميع العاملين بالكلية ومن الطلبة أيضاً، ألقى الدكتور صالح التحية باقتضاب ولم ينتظر من يونس رد تحيته وأكمل سيره، بينما ألقى الدكتور قابيل التحية علينا في بشاشته المعهودة ووزع علينا ابتساماته الطبية الحنون إلى أن رحل، ظل يونس يتابعهما ببصره حتى اختفيا، ناديته لينتبه:

يونس.. سوف أحكي ما حدث معي على أن تشاركين ما تعلمه.. لم يتوقف عقلي عن التفكير منذ ليلة أمس.

رد عل الفور:

لابد أن أعلم ماذا حدث بالأمس.. أما أنا سوف أحكي لك عندما يتضح الأمر أكثر.

تأملت عينيه لثوان، أعجبتاني ثانية ورأيته حاسما فيما يقول، فقلت في استسلام.

كما ترى.

ا

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا