مأساة عيد الميلاد
ولاية يوتا شتاء عام 1990 م.
تقول الابنة الكبرى لينيه:
عائلتي تملك منزلاً للعطلات في أحد الجبال في أوكلي، حيث صوت الأنهار والحقول والطيور والأحصنة، إنها جنة على الأرض.
كان منزلنا محاطاً بأراضٍ شاسعة وبوابة كبيرة تبعد 5.2 أميال من الطريق العام.
وفي فصل الشتاء حيث البرد القارس والثلوج المتراكمة، كنا نشعر بعزلة عن العالم حيث نتسلق ونجري. اجهزنا هدايا رأس السنة، وهدايا استقبال بابا نويل، وشجرة عيد الميلاد، وقبل عيد الميلاد بــ 3 أيام تسوقنا لشراء المستلزمات وعدت أنا وأمي وجدتي للمنزل.
فور وصولنا اتجهت للأعلى لفت نظري ضوء فلاش سقط على الثلاجة، اعتقدت أنه عمي راندي فهو يحب المقالب لكن فجأة ظهر رجل غامض من خلف الثلاجة حاملاً مسدساً وجهه نحوي!
وما أن صعدت أمي وشاهدت المنظر المخيف وقبل أن تتفوه بشيء حتى خرج رجل آخر من غرفة النوم مرتدياً قناعاً يلبس نظارة سميكة مصوباً مسدسه لأمي!
وما هي لحظات حتى دوى إطلاق نار كثيف بكل مكان!
لقد أصيبت أمي يرأسها وتناثرت دماؤها بكل مكان، أما جدتي فقد أصيبت أيضاً برأسها وسقطت.
حينها ساد صمت مميت أعقبه نفس خافت ثم هدوء رهيب فعلمت أنهما توفيتا.
كنت مذهولة خائفة، حتى سمعت صوت سيارة أبي رولف.
وأختي الصغيرة تريشيا البالغة من العمر 16 عاماً فارتعبت!
كان أبي وأختي يتسوقان معنا وتركناهما على أن يلحقا بنا بعد انتهائهما.
تذكرت أن أبي ترك بشارة المنزل بالخارج والمفتاح بالمنزل فإذا أخذ الرجلان السيارة ورحلا، هنا سيكون أبي وأختي بخير ولن يصابا بأي أذى لكنني كنت مخطئة!
فحين اقترب صوت السيارة من المنزل قام الرجل الأول بالضغط على عنقي وصوب سلاحه بظهري. وأخذ المسلحان يصرخان بأبي وأختي؛
لا تتحركا، لا تفعلا شيئاً
باتريشيا يمين ولينيه يسار ووالدهما
كان المشهد مروعاً.
صرخ أحد المسلحين بأبي يريدان المال، فأعطاهما محفظته فلم يجدا سوى 105 دولارات استوليا عليها.
هنا صرخ الرجل الأول بصاحب النظارة أن يطلق على أبي النار، لكنه تردد ورفض.
فقام الرجل الأول بسحب الزناد وأطلق!
لكن لم يعمل السلاح، حاول ثانية لكن لم يعمل أيضاً وكانت الثالثة القاصمة إذ كانت الطلقة قريبة وقد شعرت بها!
ساد صمت مميت، حينها علمت أن أبي الحبيب قد رحل!
لا نعلم ما يحدث، ولماذا؟
فالطعام كان ملقى على طاولات المطبخ مما دل أن المسلحين كانا هنا قبل فترة ينتظروننا، مستمتعين بالطعام وقد فتحا هدايا عيد الميلاد.
قرر المسلحان أن يحرقا الأدلة.
كنا نحتفظ عادة بالوقود في المنزل للتدفئة.
فقام المسلحان بسكبه بكل أرجاء المنزل.
وأشعلا النار، فسمعنا صوت إنذار الحريق.
أخذ المسلحان يصرخان بنا وأخذانا خارج المنزل وأركبانا سيارتين.
كنت أنا أقود السيارة وخلفي أحد المسلحين وأختي تقود الثانية وخلفها الآخر
كنا نسمع كلامهما ونطيع أوامرهما خوفاً منهما حتى نجد الفرصة السانحة للهرب.
فقد كنا بمكان معزول، لوحدنا خائفين، لا نعرف أين نتجه.
حين اقتربنا من الطريق العام، رأيت عمي راندي وقد شاهدنا وأخذ يلوح لي.
فاجتزنا العم راندي بسرعة وكأننا لا نعرفه لأنهم حتماً سيقتلونه لو علموا بقرابته لنا!
أما العم، فقد علم أن أمراً خاطئ يحدث حتى اقترب منه شخص قد غطت الدماء وجهه.
لا يرتدي جاكيت ولا قبعة ولا قفازاً!
لكنه صدم حين عرف هويته.
إنه شقيقه رولف!
لقد تمكن الأب بأعجوبة من الانسحاب من المنزل بعد إضرامه بالنار.
ورغم إصابته الخطرة والبرد القارس وشدة الألم، فلم يرتد ما يغطيه بل خاطر بحياته لإنقاذهم.
وقد كان في حالة سيئة جداً وقد أصيب رأسه وعيناه وقد غطتها الدماء وأخذ يصرخ به؛
زوجتي قتلت وابنتاي اختطفتا!
هنا أدرك راندي مدى صعوبة الموقف فأخوه المغطى بالدماء يحتاج المساعدة، وابنتا أخيه اختطفتا، ويجب الإسراع قبل أن يحدث لهما مكروه، فالرجلان مسلحان.
وأدرك صعوبة الموقف خاصة قبل عشرين عاماً لم تكن هناك هواتف نقالة، فأسرع إلى أقرب محطة واتصل بالشرطة.
وبعد مطاردة شديدة حاصرت الشرطة سيارة المسلحين وتم إلقاء القبض عليهما.
يقول الشرطي:
كانت الشرطة أمام تحدٍ كبير، فهي تعرف هوية المجرمين لكن يجب تحديد أيهما قتل الضحيتين البريئتين، وما التهم الموجهة لكل منهما.
وما الأعمال التي ارتكبها كل على حدة، من اقتحام منزل، سرقة قتل، اختطاف، حرق!
أخذت الشرطة بالبحث عن أدلة تربط المتهمين بتلك الجريمة فالمنزل كان محترقاً ورائحة الغاز قد ملأت المكان، دماء متناثرة بكل مكان، وجثتان تم إحراقهما.
وبعد تفتيش مكثف عثرت الشرطة على كاميرا منزلية، احتوت على شريط وشاشة لرؤية محتويات الشريط.
يقول الشرطي:
ظننت أن الشريط يحتوي على مناسبات عائلية خاصة بالأسرة حتى صدمت، فقد احتوي الشريط على أدلة قطعية تدين المتهمين!
فقد قاما بتصوير أنفسهما بالمنزل، وقام أحدهما ممسكاً بسكين بفتح هدايا عيد الميلاد!
لقد سقطا بجرفهما المشهود.
تعرفت الشرطة على المتهمين وهما:
فون تايلور وديلي
كان تايلور من أسرة محترمة إلا أن لديه مشاكل مع القانون، وسبق أن تم اعتقاله لجريمة سطو، أما المتهم الثاني ديلي فله يسجل حافل بالعنف، واتهم بافتعال حريق سابقاً.
وقد أفرج عنهم مؤخراً قبل المأساة بشروط، حيث منعا من الخروج من المدينة لفترة مراقبة فأخذ المتهمان يجوبان المنطقة بحثاً عن وظيفة أو سيارة للهرب!
واختارا منزل الأسرة لسوء الحظ، وأخذا يتجولان بالمنزل يأكلان من طعام الأسرة ويفتحان هدايا عيد الميلاد وقاما بتصوير أنفسهما بكاميرا العائلة وانتظرا قدوم العائلة السرقة السيارة والمال، لكن يبدو أنه كان لهم مخطط آخر!
المتهمان تايلور يمين وديلي يسار
المحاكمة:
بعد خمس أشهر من الجريمة، تمت محاكمة المتهم فون تايلور الذي اعترف بجريمتي القتل، وتم إسقاط باقي التهم لمعاهدة الاتفاق بينه وبين المدعي العام
أخذ المتهم يعترف بأنه شعر بالندم وأنه لا يتذكر ما فعل ولما! لكن المحكمة حكمت عليه بالإعدام مرتين إعدام على كل جريمة!
وبعد أسابيع بدأت محاكمة ديلي ووسط جدل كبير بين المحلفين حول حكمه، حكم عليه بالسجن المؤبد.
غضبت الأسرة والمجتمع فهذا مجرم شارك بالجريمة، فلم لم يحكم عليه بالإعدام مثل صديقه؟
لكن المفاجأة حضور الأب البطل الذي شد انتباه الجميع وصدم المتهمين حين علموا أنه على قيد الحياة. في عام 2001 م، تسلمت لينيه رسالة من ديلي يبدي أسفه وندمه، وبعد فترة قررت مسامحته وقبلت اعتذاره. لا يزال فون تايلور بطابور الإعدام، وتم رفض كل طلبات الالتماس.
النهاية
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا