السيد الخبير

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-03-01

السيد الخبير  

ولجنة تحسين البيت

 أكثر شكوى تعبر عنها النساء ضد الرجال مفادها أن الرجال لا يستمعون. فإما أن يتجاهلها الرجل كلياً عندما تتكلم، أو ينصت إليها لثوان معدودة، ويقيم ما يزعجها. ثم يضع بتفاخر قبعة الخبير ويقدم لها حلاً ليجعلها تشعر بتحسن. إنه يضطرب عندما لا تقدر إيماءة الحب هذه الحق قدرها. ومهما كررت إخباره بأنه لا ينصت، فإنه لا يستوعب ذلك ويستمر في القيام بنفس الفعل. إنها تريد التعاطف وهو يظن أنها تريد حلولاً

 وأكثر شكوى يعبر عنها الرجال من لنساء هي أن النساء يحاولن دائماً أن يغيروهم. عندما تحب امرأة رجلاً تشعر أنها مسئولة عن معاونته ليتطور وتحاول مساعدته لتسحين طريقة عمله للأشياء. فهي تقوم بتشكيل لجنة تحسين البيت، ويصبح شغلها الشاغل. ومهما قاوم مساعدتها، فإنها تصبر منتظرة أية فرصة لمساعدته أو لإخباره بما يفعل. إنها تعتقد أنها ترعاه. بينما يشعر هو أنه تتحكم فيه، ويريد منها بدلاً من ذلك أن تتقبله

 هذان النوعان من المشكلات يمكن في النهاية أن يُحلا بدءاً يفهم سبب تقديم الرجال للحلول، وبحث النساء عن إدخال تحسينات. دعونا نتظاهر بالعودة إلى الوراء في الزمن. بحيث نستطيع عن طريق ملاحظة الحياة فوق سطح المريخ والزهرة - قبل أن يكتشف أهل الكوكبين بعضهما أو المجيء إلى الأرض - أن نحصل على رؤى عن الرجال والنساء.

الحياة على سطح المري

يمجد أهل المريخ القوة، والكفاءة، والفعالية، والإنجاز. إنهم دائماً يصنعون أشياء ليبرهنوا عن أنفسهم ويطوروا مهارات القوة لديهم. ويحدد مفهوم الذات لديهم بواسطة قدرتهم على تحقيق النتائج. إنهم يشعرون بالإشباع عن طريق النجاح والإنجاز بصورة رئيسية

إن مفهوم الذات لدى الرجل يحدد عن طريق قدرته

على تحقيق النتائ

كل شيء على المريخ يعتبر انعكاساً لهذه القيم. حتى ملابسهم صممت لتعكس مهاراتهم ومقدرتهم. رجال الشرطة، والجنود ورجال الأعمال، والعلماء، وسائقو سيارات الأجرة، والفنيون، والطباخون كلهم يلبسون بدلات أو على الأقل قبعات لتعكس مقدرتهم وقوتهم

إنهم لا يقرأون مجلات مثل "Psychology تّىدائ0ة ، أو "Self"، أو "People". إنهم مشغولون بالأنشطة الخارجية، مثل الصيد، وصيد السمك، وسباق السيارات. إنهم مهتمون بالأخبار، والطقس، والرياضة ولا يعيرون أي اهتمام لروايات العشق وكتب المساعدة الذاتية.

إنهم يهتمون "بالمدركات الحسية" و"الأشياء" بدلاً من الناس والمشاعر. حتى في الوقت الراهن على الأرض، بينما تحلم النساء بالحب، يحلم الرجال بالسيارات الفارهة، والكمبيوترات الأكثر سرعة، والآلات، والتكنولوجيا الحديثة الأكثر قوة. الرجال مشغولون "بالأشياء" التي تمكنهم من التعبير عن القوة عن طريق صناعة النتائج وتحقيق أهدافهم

تحقيق الأهداف مهم جداً بالنسبة للشخص المريخي؛ لأنه وسيلته للبرهنة على مقدرته وبالتالي للشعور بالرضا عن نفسه. وبالنسبة له يجب أن يحقق تلك الأهداف بنفسه لكي يشعر بالرضا عن نفسه. ولا يستطيع شخص آخر أن يحققها له. إن أهل المريخ يفتخرون بعمل الأشياء بأنفسهم. فالاستقلال رمز الفاعلية، والقوة، والكفاءة.

وفهم هذه الصفة المريخية يمكن أن يساعد النساء على إدراك سبب مقاومة الرجال بشدة محاولة التصحيح أو إخبارهم بما يجب فعله. أن تقدم للرجل نصيحة دون استجداء يعني أن تفترض أنه لا يعرف ماذا يفعل أو أنه لا يستطيع القيام به بنفسه. الرجال حساسون لهذا الأمر؛ لأن مسألة المقدرة مهمة جداً بالنسبة لهم

أن تقدم للرجل نصيحة دون استجداء يغني أن تفتر

إنه لا يعرف ماذا يفعل أو أنه لا يستطيع

القيام به بنفسه

ولأنه يعالج مشكلاته بنفسه، نادراً ما يتحدث أحد أهل المريخ عن مشكلاته إلا إذا احتاج إلى نصيحة خبير. ويعلل ذلك قائلاً: "لماذا أشرك شخصاً آخر بينما أنا قادر على القيام بذلك بنفسي؟" إنه يحتفظ بمشكلاته لنفسه إلا إذا كان يحتاج إلى مساعدة شخص آخر للوصول إلى حل. فطلب المعونة وأنت قادر على القيام بذلك بنفسك تُفهم على أنها نقطة ضعف

ولكن إذا كان حقاً يحتاج إلى المساعدة، فالحصول عليها دلالة الحكمة. وفي هذه الحالة، سيجد شخصاً يحترمه ليتحدث إليه عن مشكلته. والحديث عن مشكلة على سطح المريخ يعتبر دعوة للنصح. ويشعر الفرد الآخر من أهل المريخ بالتبجيل بهذه المناسبة. وبصورة آلية يضع قبعة الخبير، ويستمع برهة من الزمن، ثم يقدم درراً من النصح

هذا العرف عند أهل المريخ هو أحد الأسباب التي تدعو الرجل بالفطرة إلى تقديم حلول عندما تتحدث المرأة عن مشكلات. وعندما تبوح المرأة ببراءة بمشاعر ضيق أو تفكر في مشكلاتها اليومية بصوت مرتفع، يفترض الرجل خطأ أنها تبحث عن شيء من نصح خبير. ويرتدي قبعة الخبير ويبدأ بإسداء النصائح؛ هذا هو أسلوبه في إظهار حبه ومحاولته المساعدة

 إنه يريد مساعدتها لتشعر بتحسن عن طريق حل مشكلاتها. إنه يريد أن يكون ذا نفع بالنسبة إليها. إنه يشعر بأنه سيقدر حق قدره وبالتالي يكون مستحقاً لحبها عندما تًُستعمل قدراته لحل مشكلاتها

 لكن، بمجرد أن يقدم حلاً، وتستمر هي في ضيقها، يصبح استماعه أكثر صعوبة لأن حله قد رفض ويشعر باطراد بأنه غير ذي نفع

 فليست لديه فكرة عن أنه باستماعه بتعاطف واهتمام فقط يمكنه أن يكون تدعيمياً. إنه لا يعلم أن الحديث عن المشكلات فوق سطح الزهرة لا يعني دعوة إلى تقديم حل.

من كتاب رجال من المريخ ونساء من الزهرة

  ...... ض. . .ج .خ .. 

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا