المنزل المحترق

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-02-28

المنزل المحترق 

تحكي تلك القصة عن ثلاثة أصدقاء هم شوازينجر وأرنولد وديفيد، كانوا يمزحون سوياً ويحكون معاً عن واحدة من قصص الرعب، التي تتحول فجأة من مجرد قصة خيالية لحقيقة تتجسد أمامهم، وتصبهم بالفزع والهلع لدرجة أن بعضهم يزج بنفسه من شباك النافذة.

ويحكي عن قصته فيقول:

تبدأ حكايتي عندما كان عمري 12 عاماً، وكان والدي في عطلة نهاية الأسبوع وترك المنزل وغادر لفترة قصيرة، فلما وجدت نفسي وحيداً دعوت اثنين من أصدقائي، هم ديفيد وأرنولد جلسنا في غرفة نومي نستمع للموسيقى، وبعدها طرأت على ذهني فكرة جريئة.

فدخلت وخفضت صوت الموسيقى، وقلت لهم لماذا لا نحكي بعض القصص المخيفة فأنا في مزاج جيد الليلة، فقال ديفيد:

- إنها فكرة جميلة هيا بنا نحكي، من سيبدأ أولاً؟ فتطوعت لكن آه أنا لا أعرف ما ينبغي أن أقول

وما هي إلا لحظات استجمعت فيها أفكاري، وقلت لهم:

- سأقص عليكم قصة رهيبة جداً سمعتها مرة واحدة منذ سنوات بعيدة، حيث كان هناك رجل لديه ابن يبلغ من العمر 7 سنوات، وزوجته متوفاة منذ ولادة ابنة، وكانا يعيشان وحدهما في الريف، وأقرب جيرانهما كانوا يبعدون عنهم أميالاً

لم يكن لديهم أي وسيلة للترفيه حتى الهاتف، وفي يوم من الأيام عاد الأب إلى المنزل، وإذا به يجد المنزل يحترق والنار تشتعل بكل ركن فيه، فبدأ يبحث عن ابنه بين النيران وسمع صراخه وهو يقول:

- أبي أبي أنقذني ساعدني، فقد كان الطفل محاصراً في غرفة نومه

حاول الأب فتح الباب لكنه لم يستطع أبداً، فأخذ الحريق يزداد أكثر فأكثر حتى اقترب منه وزحف على غرفة الطفل، فأحضر الأب فأساً وحاول كسر الباب لكن دون جدوى، فقد داهمته النار واحترق هو وطفله.

وبعدها نظرت إلى أصدقائي في ريبة، وقلت لهم إنها ليست مخيفة أليس كذلك؟ فقال ديفيد إنها قصة ضعيفة، وليست مخيفة بل هي مأساوية بعض الشيء، فقلت لهم إذن سأكمل لكم القصة: وتابعت كلامي قائلاً:

- وبعد ذلك ظهر شبح الأب المكلوم، وكان لا يزال يريد أن يفتح الباب وينقذ ابنه.

هنا ضحك أرنولد وقال لنا:

يجب أن نمثل تلك القصة المثيرة، وبدأ أرنولد يصرخ ويقول أبي أبي أنا أحترق ساعدني، فاندمجت معه صرخت أنا أيضاً، وأخذت أقول

- لا تقلق يا صغيري فأنا قادم لأنقذك، وبعدها أخذنا نضحك جميعاً وقال إنها مجرد قصة غبية

لكن ونحن في خضم الضحك، سمعنا صوتاً قوياً جداً يدق باب غرفة نومي، فتوقفنا جميعاً عن التمثيل وتجمدنا في أماكننا، وأصبحت الغرفة في برهة واحدة صامتة تماماً، واستمر الطرق بقوة على الباب، وسمعنا رجلاً يصرخ وكأنه حيوان يموت... واستمرت صرخاته الغريبة.

وعم الشعور بالرعب داخلنا، ولم يستطيع ديفيد الاستمرار والبقاء في الغرفة مع تزايد الطرق، فقفز من النافذة وسمعنا صوته يبكي ويئن من شدة الألم بعد ذلك، واستمر الطرق المخيف على الباب، وبدأنا نشم بعدها رائحة حريق تنتشر في الغرفة، وكأنها رائحة حريق لحوم لا تطاق.

ولما هدأ الصوت وبدأ في الاختفاء تدريجياً، قال لي أرنولد ماذا علينا أن نفعل؟ يجب أن نخرج حالاً من المنزل، وبالفعل حاول أرنولد أن يخرج ببطء من الباب؛ لكنه حينما فتح المقبض وخرج ببطء تسمر فجأة في مكانه، وقال بصوت عالٍ ما هذا إنه شبح يحترق؟! لقد رأيت رجلاً غريب أسود اللون يحترق

وبعدها أمسك شيئاً ما بأرنولد ورفعه إلى أعلى، فوقفت في الغرفة متحجراً تماماً وقد وجدنا أنفسنا انتقلنا للمنزل المسكون ولا نعرف كي حدث ذلك.

وترك هذا الشيء الخفي أرنولد فجأة، فقمت بسرعة بإغلاق باب الغرفة، وقفزت من النافذة وكسرت رجله، أما أرنولد فهرب ولم أشاهده مرة أخرى بعد تلك الليلة.

ومنذ تلك الليلة وأنا أخشى صوت قرع الأبواب والنوافذ، واستمرت معي تلك الحالة حتى أخذني أبي إلى طبيب نفسي، وظللت أتابع معه لفترة طويلة؛ لكن لا يزال الخوف من فتح الأبواب يشعرني برعب شديد حتى الآن

.  .  .:    . . !    

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا