واقية الأذنين..
البرد هو السبب!!
إذا اتضحت الحاجة وتحددت أتى الحل.. كان تشيستر جرينوود من أكثر الناس معاناة بمشكلة ألم البرد في أذنيه. كان تشيستر قد نشأ في مدينة فارمينجتون في ولاية مين، حيث الشتاء طويل وقاسٍ.
كان كل إنسان هناك يشعر بألم في أذنيه بسبب البرد، ولكن أذني تشيستر كانت حديث الناس: كانت أذناه تصطبغان باللون الأحمر القاني، ثم بالأرجواني ثم بالأبيض الذي يذكر بالموت، ثم باللون الأزرق الداكن المخيف.
أُهدى إلى تشيستر في شتاء عام 1873 زوج من زلاجات الجليد بمناسبة يوم ميلاده الخامس عشر. وقاده الشوق ليجرب الزلاجة بالحال، فاندفع إلى البحيرة التي كان يغطيها الجليد، ولكن لم تمر عليه إلا دقائق حتى اجبره ريح قارس البرد أن يجري عائداً إلى البيت، وقد اكتست أذناه في هذه الدقائق باللونين الأبيض والأحمر، وكادتا أن تكتسيان باللون الأرجواني. لقد اعتاد الجوارب، والأحذية العالية، والقفازات، والقبعات، وكل أنواع الألبسة التي تحتفظ للجسم بدفئه، ولكن الأذنين اللتين تبرزان على جانبي الرأس، وتتعرضان لتقلبات الطقس، كانت مشكلتهما مختلفة.
لهذا خطرت ببال تشيستر في اليوم التالي فكرة، فقام بربط وشاح صوفي سميك حول رأسه، على أمل أن يحفظ دفء أذنيه، لعله أن يستطيع أن ينعم الآن بالتزلج على الجليد. كان يشعر وهو بالطريق إلى البحيرة بأن أذنيه في وضع آمن ودافئ، ولكن الوشاح الصوفي سبب حكة شديدة، مما اضطر تشيستر أن يعود ثانية إلى داره.
جرب تشيستر في اليوم التالي شيئاً آخر، فقط صنع من سلك تخريم البالات حلقة بيضاوية، ثم طلب من جدته على أن تخيط على أحد طرفي الحلقة قطعة من فرو القندس، ومخملاً أسود على الطرف الذي يلامس أذنيه. فقامت جدته بعمل ما طلب، ثم ثبتت سلكاً يصل بينهما وبين قبعة تشيستر، وقام تشيستر بتجربة أغطية أذنيه بالشتاء القارس خارج المنزل، وهما مخبأتان تحت الفراء، ونجحت التجربه! لقد بقيت أذناه في لونهما الزهري السليم، ونعم تشيستر طوال الشتاء بالتزلج دون ألم.
كان جيران أسرة فارميجون ينظرون من قبل إلى أذنيه تتقلبان من لون إلى لون، وصار أولئك الجيران ينظرون باهتمام أكثر الآن إلى غطاء أذنيه الطريف. لقد أراد الجيران أن ينعموا بدفء الآذان كما نعم به تشيستر، وهكذا وجدت والدة رينوود عملا دائبا لتلبية طلبات الناس يستغرق كل أوقات الفراغ.
لقد صارت المرأتان أمه وجدته تفضيان كل الوقت في القص والخياطة وثني الأسلاك. عندما بلغ تشيستر التاسعة عشرة كان قد طور تصميم واقية الأذنين المعروفه بنسبتها إلى جرينوود تباع في كل أنحاء الشمال شرقي الولايات المتحدة، وكان الناس يسمونها كمة الأذنين. كانت واقية الأذنين من ابتكار جرينوود أكثر نجاحاً بكثير، وقد حصل على براءة لاختراعه في عام 1877.
ويذاكر الناس قول تشيستر جرينوود: (أعتقد أن هذا الشيء قد بلغ الكمال). واستمرت تجارة واقيات الأذن وازدهرت، ثم كان ابتكار جرينوود التالي آله لتصنيع واقية الأذن.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا