القصر المسكون في رأس االخيمة
لعل أغلب الأماكن المسكونة الأشهر على مستوى العالم تقع في الغرب والدول الأوروبية، وقد لا يعلم الكثيرون منا عن العديد من الأماكن المسكونة في بلادنا، التي من بينها ما يعرف بقصر رأس الخيمة المسكون.
قصة القصر
القصر المسكون برأس الخيمة هو في الحقيقة قصر الشيخ عبد العزيز القاسمي، وهو أحد أفراد الأسرة الحاكمة بإمارة رأس الخيمة، ويقع هذا القصر في منطقة الظيت الشمالي، هذا القصر الذي هجره أصحابه نتيجة ما واجهوه بداخله من أهوال، حيث سكنه الجن منذ أعوام طويلة مضت، ليبقى هذا القصر مهجوراً لفترة زمنية طويلة.
هذا القصر الغامض الذي يحوي الكثير من وجوه الأطفال وصرخات النساء، وتلك الأضواء التي تطل فجأة من نوافذه ثم تختفي مرة أخرى، حتى إن كل من سكنوه قد هجروه بعد بضعة أيام، نتيجة ما واجهوه من أهوال.
تم تشييد هذا القصر قبل خمس وعشرين عاماً مضت، في موقع إستراتيجي يمنحه إطلالة تليق بسمو الشيخ القاسمي في موقع متميز بالإمارة، ويحتوي القصر على العديد من اللوحات الفنية النادرة، التي تصور النساء والأطفال إلى جانب تماثيل متعددة لوحوش برية ورؤوس طيور مقطوعة بشكل غريب وغير مفسر، ولا تكمن غرابة القصر عند هذا الحد بل ينفرد القصر أيضاً بوجود هرم زجاجي في منتصف إحدى الغرف بالطابق الثاني، وتنطلق منه طاقة من النور تمتد إلى الطابق الثالث الذي يعلوه، الذي يحوي رسومات للعديد من الأبراج الفلكية.
وفوق تلك الغرفة الواقعة في الطابق الثالث صنعت بعض النوافذ التي تسمح بمرور الإضاءة من خلالها عبر الطاقة إلى هذا الهرم الزجاجي في الطابق الثاني.
وليست تلك الغرف أو اللوحات هي الوحيدة، فالقصر به نافورة جافة من المياه تماماً وحولها جدران بيضاء تقشر ما عليها من طلاء، وظهرت عليها عوامل الزمن والتعرية، على الرغم من جودة المواد التي تم استخدامها في الطلاء، وفي المقابل نجد بالداخل رسومات فنية على الأسقف والجدران والكثير من الألوان اللامعة، والبلاط الباهظ لتجد نفسك في حيرة بين كل من الداخل والخارج.
حكايات الجن
على الرغم من ثراء هذا القصر بما تم وصفه، فإن الروايات والقصص حوله وسكن الجن به قد انتشرت في منطقة الظيت بشكل كبير، رواها العديد من اللصوص الذين حاولوا سرقة القصر، لتجذب رواياتهم تلك العديد من محبي المغامرة والإثارة من أهل الغرب أيضاً، وليس الشرق وحده، في محاولة منهم للاستكشاف وكشف زيف تلك الأقاويل.
بينما يقف حارس القصر في خدمة المكان ومنع المتطفلين واللصوص من الاقتراب منه، حيث يحوي القصر العديد من التحف القيمة والنادرة في آن واحد، ويعتقد السكان المحليون أن هذا القصر قد سكنه الجن بسبب تلك التماثيل واللوحات المجسمة الموجودة بداخله، فمن المعروف وفقاً للمعتقدات الدينية أن الجن يسكن المنحوتات سواء من التماثيل أو اللوحات المجسمة التي تبدو أشبه بالواقع.
ويروى عن هذا القصر أن أصحابه قد قاموا بقطع شجرة معمرة في أحد الأماكن الخالية، حيث كان يسكنها قبيلة كاملة من الجن، وهنا يعتبر الإنس هم من تعدوا على ملكية الجن في تلك المنطقة ثم بنوا فوقها هذا القصر، ومن ثم استمر الجن في سكن هذا المكان، واستوطنوا القصر حتى تركه كل من فيه، بسبب ما يسمعونه من صرخات نسائية تنطلق فجأة في منتصف الليل.
ونتيجة لما يسمعه سكان المنطقة من أصوات غريبة أتوا بأحد الشيوخ المشاهير الذي ما إن دخل القصر حتى وجد نفسه خارجه فجأة! فنظر لمن حوله ونظروا له هم أيضاً بدهشة ولا أحد يدري لم خرج هذا الرجل بتلك الصورة، ومنذ ذلك الحين لم يجرؤ أحدهم على سكن القصر، إلى أن أتى بعض المسئولين البريطانيين لتحويل هذا القصر إلى جامعة؛ لكنهم لم يكونوا أفضل حظاً ممن سبقوهم، فلم يلبثوا أن أوقفوا المشروع وانسحبوا من المكان دون تبرير واضح لما دفعهم لهذا القرار، ليتحول الأمر إلى مزيد من القصص والروايات.
من سلسلة عوالم خفية
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا