النداء الروحاني 3 للكاتب أسامة المسلم

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-01-02

االقضية الوحيدة 

ركب (إياد) سيارة الدورية بجانب (ياسر) الذي استلم القيادة ورمى بالملفات الثمانية في المقعد الخلفي وأشار أمامه قائلاً: "هيا تحرك بنا.."

(ياسر) وهو ممسك بدفة القيادة: إلى أين؟

(إياد),َ لنحل القضية الأولى.. ألم تكن معي حينما تناقشنا عنها؟

(ياسر) بشيء من التردد: لا أريد أن تظن أني غبي لكن هناك ثماني قضايا وأنا لا أعرف أياً منها تقصد.

(إياد) محدقاً ب (ياسر) بحدة قائلاً: ألا تستطيع قراءة الأفكار؟

(ياسر) و توتره يزداد والعرق يتصبب من جبينه: لا للأسف.. أنا لست كمحققي العاصمة.

ضحك (إياد) بقوة فتبسم (ياسر) بارتباك..

 (إياد),َ وهو لا يزال يضحك ويشير له بالتحرك: أريدك أن تأخذنا لمقهى قريب من هنا..

(ياسر) مديراً المفاتيح مشغلاً المحرك: حاضر.

بعد وصولهما للموقع جلس الاثنان في مقهى بسيط تديره سيدة كبيرة في السن مع ابنتها وطلبا كوبين من الشاي وحينما وضعت الكوبين أمامهما قالت السيدة العجوز:

"هل تحتاجان شيئاً آخر؟"

(ياسر) باسماً: لا، شكراً يا سيدتي.

(السيدة العجوز) ملتفتة نحو (إياد),َ وأنت يا بني هل تحتاج إلى شيء؟

(إياد) مقلباً في قائمة الطعام: هل تقدمون الحلويات هنا؟

(السيدة العجوز) باسمة: لا للأسف.. فقط المشروبات.

(إياد),َ منذ أن فتح المحل أو أن هذا شيء حدث من وقت قريب؟

(السيدة العجوز) مستغربة من سؤاله: نحن لم نقدم أي نوع من الحلويات منذ أن افتتحنا هذا المكان قبل عشرين عاماً.

(إياد),َ غريبة..

(ياسر),َ ما الغريب في الأمر؟

(إياد),َ لقد نصحني صديق لي بتجربة "كعكة الليمون" هنا وقال بأنها الأفضل في المدينة.

(السيدة العجوز) باسمة: لا بد أنك أخطأت في المقهى.

(إياد),َ نعم يبدو ذلك.. أعتذر عن سوء الفهم.

(السيدة العجوز),َ لا داعي للاعتذار.. ناديا علي أو على ابنتي إذا احتجتما لشيء.

(إياد) باسماً: سنفعل بالتأكيد.

رحلت السيدة تاركة (إياد) يرفع كوبه ويقربه من فمه سارحاً أمامه..

(ياسر),َ لم أكن أعرف أنك تحب الشاي.

(إياد) وهو يأخذ رشفة: ومن قال لك بأني أحبه؟

(ياسر) بنبرة مستغربة: لكنك للتو طلبت..

(إياد) مقاطعاً وهو يضع الكوب على الطاولة ويفتح ملفاً أنزله معه من السيارة: دعك من هذا الآن وركز معي.

(ياسر) معتدلاً في جلسته: حاضر.

(إياد) خلال تصفحه الملف: هذه القضية مثل الأخريات.. حلها سهل لكننا نحتاج للحديث مع شهود أكثر.

(ياسر),َ حسناً موافق.

(إياد),َ أنا لم أكن أستشيرك.. اسمع ولا تقاطع.

(ياسر),َ حاضر.

(إياد) ممعناً النظر في الملف: لقد أخبرت (غازي) بأني أحتاج أسبوعاً لحلها.

(ياسر),َ وقد منحك خمسة أيام فقط.

(إياد) مقلباً الصفحات: وكل ما أحتاجه هو يومان.

(إياد),َ إذاً لماذا..

وجه (إياد) نظرة حادة ل (ياسر)..

(ياسر) واضعاً كفه على فمه: سأصمت..

(إياد) معيداً نظره للملف: سنحل القضايا وسأكتب التقارير الخاصة بكل ملف وستبقى معك حتى أطلب منك تقديمها ل (غازي).. فهمت؟

هز (ياسر) رأسه بالموافق وكفه لا يزال على فمه..

(إياد) باسماً: اسأل..

(ياسر) مبعداً كفه عن فمه قائلاً: لم لا تريد مني تسليمها حالما تنتهي منها؟

(إياد),َ كي أحظى بأيامٍ إضافية ولا تسألني لماذا.. سأخبرك حينما نحل القضايا الثماني.

(ياسر),َ ومتى سنبدأ؟

(إياد) وهو يشرب كوب الشاي دفعة واحدة: لقد بدأنا بالفعل وقد حلت القضية الأولى.

(ياسر),َ كيف؟.. نحن لم نفعل شيئاً حتى الآن!

(إياد),َ القضية الأولى كانت عن اختفاء طفل صغير قبل عام في هذا المقهى حينما كان بصحبة أبويه.. هل قرأ أي منكم في الدائرة أقوال الشهود؟

(ياسر),َ لا شك أن المحققين فعلوا.. لم تسأل؟

(إياد),َ هل قرأتها أنت؟

(ياسر),َ نعم حينما كنت معك نراجع ملف القضية بالمكتب.

(إياد),َ ولم يلفت نظرك شيء؟

(ياسر) يهز رأسه بالنفي: لا أبداً..

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا