االمراوغ وفن إعلاء الذات
المراوغ شخصية أسلوبها وإستراتيجيتها هي الهروب والخداع وهي شخصية في أشد الحاجة لإعلاء الذات وإعلاء الذات مهارة بعيدة كل البعد عن التكبر أو الغرور أو ما شابه ذلك لأن الإعلاء للذات فن في أبسط تعريف له يعني إحساسك بقيمتك الحقيقية وقدرتك على مواجهة ما يُعرض عليك من تحديات خلال حياتك وعليك المواجهة لا الهروب وهو ما يحتاج إليه المراوغون والمراوغات فهو ضرورة من ضروريات الحياة وشيء لا غنى عنه لكل منا تماماً كالهواء الذي نتنفسه.
وينبع إعلاء الذات من أعماق كياننا بإطلاق ذلك المارد الكامن في نفوسنا والذي نسميه بالقوة الذاتية القادرة على أن تبعث فينا روح القتال من أجل أن يبقى الإنسان سعيداً وينعكس أثر إعلاء الذات في كل عمل خارجي نقوم به صغيراً أو كبيراً.
وإعلاء الذات يا صديقي وهو الكيان الذي يمكننا من خلاله قياس قيمتنا ويُعد أيضاً بمثابة حجر الزاوية الذي يقوم عليه بنيان أنفسنا وثق إنه ليس بمقدور أحد أن يجعلك تشعر بالقوة والقدرة على مواجهة الصعاب أو يجعلك تصبح مراوغاً رغماً عنك فأنت الذي تصنع ذلك دون أن تدري.
صديقي المراوغ... صديقتي المراوغة...
مطلوب منك أن تقف مع نفسك وتسألها كيف وصلت بها إلى هذه الدرجة التي أنت فيها وتشعر الآن أنك تراوغ الآخرين في كل كبيرة وصغيرة وكيف الطريق للوصول إلى مرحلة التخلص النهائي من أسلوب المراوغة الذي يهوى بذاتك إلى أدنى المراتب والدرجات وليست العبرة على الإطلاق بما يحدث لك من أمور وإنما العبرة بما تقوم به أنت حيال ذلك وعليك أن تثبت قدرتك كل يوم على مجابهة تحديات حياتك ففي ذلك إعلاء لذاتك وإعلاء الذات لابد أن يصاحبه إحترام لها واحترامك لذاتك يعني أن ترفع من شأنها وتقدرها.
وأنت يا صديقي القارئ... وأنتي يا صديقتي القارئة..
ونحن جميعاً بلا استثناء في حاجة إلى إعلاء الذات وهي مهارة بعيدة كل البعد عن التكبر أو الغرور أو ما شابه ذلك وعندما تحترم يا صديقي ذاتك فأنت بذلك تعد في شراكة معها ويمكنك الاستقرار بداخلها والانتفاع بكل مميزاتها وقدراتها فإذا احترمت ذاتك بادلتك نفس الشعور وإذا وثقت بها أعطتك الشجاعة والقدرة على مواجهة متاعب الحياة.
إنني واثق وأعلم تمام العلم يا صديقي إن إعلاء الذات واحترامها من أصعب المهام الإنسانية التي يمكن لإنسان يعاني من مشاعر الضعف والاستسلام القيام بها وتعتبر أحد التحديات الصعبة في عالم ملئ بالنفاق والرياء ومع ذلك هو العلاج حتى لو كان مر المذاق.
صديقي القارئ.. صديقتي القارئة..
حاول جاهداً إعلاء ذاتك واحترامها وتقبلها ورعايتها كي ترد لها الجميل ولا تخذلك وتمنحك الثقة والقوة اللازمة لقيامة بالتخلص من المراوغة إلى غير رجعة.
تأكد يا صديقي إن كل إنسان لديه القدرة على إنجاز أشياء تفوق تصوره، وأنك يا صديقي لو أردت هذه الحقيقة كان لزاماً عليك أن تنهض من الآن وتقول أين قدراتي هذه على المواجهة ولماذا اخترت المراوغة أسلوباً في الحياة.
وتذكر يا صديقي أن السر الحقيقي وراء قدرتك على التغيير واختيار الشجاعة والمواجهة بديلاً عن المراوغة يكمن في استعدادك للقيام بذلك من أجل إعلاء ذاتك، فإذا أردت أن تحرز أي تقدم في محاولاتك لإعلاء ذاتك والتخلص من أسلوب المراوغة لابد وأن تحرر نفسك أولاً من قيود أنماط سلوكياتك الرتيبة وأن تتعرف على تلك الأنماط التي تعوقك وتؤدي بك إلى أسلوبك المراوغة في الحياة وبعدها يمكنك الشروع في التخلص من تصرفاتك القديمة التي أدت بك إلى ذلك الموقف التخاذلي.
من كتاب
فن التعامل مع الشخصيات
الصعبة والمعارضة
تأليف
أمين سليمان
دار القيروان للنشر والتوزيع
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا