رعب في محطة الوقود لحور عبدالعزيز

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2021-09-01

رعب في محطة الوقود

اختفت طالبة في الــ 19 من عمرها بلا أثر يقود إليها وكانت كل الدلائل تدل على حدوث شيء مروع لها فعاشت تلك الأسرة المسكينة كوابيس تمنت ألا تتحقق لكن المفاجأة كانت أمامهم!

فقد سجلت كاميرات المراقبة لغز تلك القضية وقادت لفك غموضها.

البداية:

26/ مايو لعام 1999 م

موسليك / مينيسوتا الأمريكية

كانت ليلة روتينية للطالبة كيتي للعمل في نوبتها الليلية في المتجر التابع لمحطة الوقود الواقعة على الطريق العام، والبعيدة نوعاً ما عن المدينة لكنها في الليل كانت موحشة خاصة أنها تقع في مكان مظلم نوعاً ما.

وزارتها صديقتها كاثي قبل أن تذهب لعملها في المطعم المجاور الذي يقع بجوار المحطة وتبادلا حديثاً قصيراً حول العمل ومن ثم غادرت كاثي.

أما رجل الشرطة ديل فقد كان أيضاً في نوبته الليلية، وكان يعرف كيتي، فذهب للمرور عليها خاصة أنه يعلم أنها تعمل لوحدها في ذلك المكان المنعزل.

كانت كيتي فتاة جميلة في الــ 19 من عمرها، وأمر بديهي أن يقلق عليها من المتسكعين، وما أن شاهدته كيتي حتى رحب به وسألها إن كانت تحتاج شيئاً لكنها نفت وودعته مبتسمة.

وكانت تلك آخر مرة يراها!

المأساة:

بعد منتصف الليل وتحديداً في الساعة الــ 12، دخلت إحدى السيدات متجر المحطة لتدفع قيمة الوقود، لكنها لاحظت أمراً غريباً!

فلم يكن هناك عامل في المتجر، كذلك لاحظت نقوداً وملاحظات تركها الزبائن على الطاولة وقيمة للوقود والطعام بعد أن لاحظوا أن لا عامل في المتجر أبدً!

لكنها أدركت أن هذا أمر مريب، فلم تترك المال كغيرها بل اتصلت بشرطة الطوارئ تعلمهم بهذا الأمر الغريب.

فاتجه الشرطي ديل على الفور بعد أن تلقي البلاغ من الإدارة لكونه قريباً من المكان.

وما أن دخل ديل حتى فوجئ بالوضع!

الضحية

كيتي

فالنقود والملاحظات التي سجلها الزبائن بالساعة والدقيقة توضح أن كيتي اختفت قبل أكثر من نصف ساعة، وهذا أمر غريب، فليست كيتي من تترك المتجر وهي تعلم بكثرة الزبائن والأموال في الخزينة!

فأخذ الشرطي يتفقد المتجر كله والحمام لكنه لم يعثر عليها، وفي المقابل عثر على مفاتيح سيارتها وحقيبتها!

فأين اختفت كيتي؟

كانت سيارة كيتي لا تزال متوقفة، وهذا أعطى مؤشراً خطراً!

يبدو أن شيئاً مروعاً قد حدث لتلك الطالبة.

فأخذ الشرطي يتفقد المكان كله والشاحنات المتوقفة بالقرب من المتجر لكنه لم يعثر عليها!

فتم إبلاغ أسرتها وخطيبها الذين عاشوا في قلق وكوابيس خشية حدوث مكروه لابنتهم.

وقامت الشرطة بحملة تفتيش كبيرة في الحقول والمواقف والاستراحات لكن بلا أثر.

فالوقت يجري ولابد من العثور على كيتي قبل حدوث الأسوأ.

فاتجه رجال الشرطة لأقرب شاهد على الحدث وهي كاميرات المراقبة الأربع الموزعة في كل اتجاهات المتجر.

لاحظ رجال الشرطة الفيديو بالأبيض والأسود ولم تكن الجودة عالية، لكن كانت الدليل الوحيد لمعرفة ما حدث لــ كيتي.

في الساعة 11:11 ظهرت كيتي تنظف الأرفف، وفي الساعات 11:32 دخلت للغرفة الداخلية.

كل شيء يبدو طبيعياً، حتى لاحظوا أمراً بعد دقيقة فقط.

ففي الساعة 11:33 دخل رجل للمتجر وبقي لمدة 3 دقائق حتى خرجت كليتي وأخذ يتحدث معها وكأنه يعرفها.

وللأسف لا يوجد صوت في الفيديو فلم يعرف رجال الشرطة حديثهما فلم يبد على تصرفاتها التوتر أو ما يوحي بالقلق، حتى خرج الرجل.

كان كل شيء طبيعياً، حتى حيث أمر غريب بعد لحظات قليلة من خروج الرجل!

فقد عاد الرجل كما سجلته الكاميرات الأربعة واتجه لكيتي مباشرة التي كانت تقوم بتنظيف أحد الرفوف.

واختفيا عن الكاميرا!

لا أثر لكيتي ولا الرجل على الشاشات الأربعة!

وماهي الا ثوانٍ حتي ظهر الأمر المخيف على الشاشات!

فقد ظهرت كيتي يدفعها الرجل الغامض للخارج وقد التف حبل أو حزام أو ما شابه على رقبتها!

يا له من أمر مرعب.

إنها عملية اختطاف قد سجلت على كاميرات المراقبة!

فقد سجلت الكاميرات ما حدث لكيتي، لكن لم يتبين وجه الرجل بوضوح لرداءة جودة الفيديو،

لكن بدا أنه رجل أبيض أطول من كيتي.

وفي الساعة الــ 2 صباحاً أعلمت الشرطة الأسرة القلقة ما حدث لابنتهم على شاشات الكاميرات.

فعاشت تلك الأسرة المسكينة كوابيس تمنت ألا تتحقق.

أما صديقتها كاثي التي ارتعبت مما حدث لصديقتها، فقد أخبرتهم بأمر غريب بعد إغلاقها للمطعم..

ففي الساعة الــ 10 وما أن همت بإطفاء أنوار المطعم، حتى دخل عليها ورجل يطلب استخدام الحمام.

كان يبدو ثملاً، فأخبرته بأنها ستغلق وعليه الذهاب الحمام المجاور وخرج.

وأثناء طريقها لسيارتها فاجأها الرجل الثمل الذي كان يقف في الزاوية وسألها:

هل انتهيت من العمل؟

لكنها تجاهلته وغادرت لسيارتها وغادر الرجل بسيارته وغادرا المكان.

تقول كاثي: في الطريق العام لاحظت الرجل الذي كان يسير خلفي قد انحرف بسيارته وكأنه عاد، فأكملت طريقي للمنزل.

وصفت كاثي الرجل بأنه يرتدي قميصاً أبيض وجينزاً، وذو شعر غير مرتبه وكان في منتصف الأربعينات إلى الخمسينات، أما سيارته فكانت شاحنة سوداء تحمل أرقاماً وأحرفاً، تذكرت كاثي بعضها.

يقول رجل المباحث:

للأسف مواصفات الرجل في شاشات الكاميرا لم تطابق وصف كيتي، لأنه بدا أصغر وبدا هندامه مختلفاً عن الرجل الثمل.

كان الوقت يداههمم، فيجب القبض على الفاعل قبل أن يقع لــ كيتي مكروه.

تمت عملية تمشيط واسعة في البحيرات والحقول والمزارع شارك بها المتطوعون وطائرات الهيلوكوبتر وكلاب الأثر لكن لا أثر لكيتي.

كانت كيتي محبوبة من الجميع وابنة للكل، فتطوع الجميع للبحث عنها.

وقامت الشرطة بتفقد كل الشاحنات السوداء في المنطقة التي تحمل أرقاماً وأحرفاً مماثلة لشاحنة الرجل الثمل، كانوا كثيرين جداً فقامت الشرطة بعملية استجواب واسعة ومكثفة لهم.

استرعى انتباههم أحدهم يدعى دونالد بلام ويملك شاحنة سوداء، لكن زوجته قالت إنها شاحنة بيضاء وقد باعها منذ شهر.

ومن جديد عادت نقطة البحث لطريق مسدود.

فاتجهت الشرطة لطريق آخر، فخلف كل عملية اختطاف امرأة معتدٍ جنسياً.

فقاموا بتفقد كل من يحمل سجلاً خطراً وحافلاً بالاعتداءات الجنسية وكانوا كثيرين.

لكن الشرطة تلقت بلاغاً من أحدهم يبلغهم باشتباهه بصديق وقد يكون متورطاً بقضية كيتي هو دونالد كريستيان وله سجل بالاعتداءات الجنسية.

فقاموا باستجوابه وأنكر دونالد أي علاقة له باختطاف كيتي.

لكن الشرطة لاحظت أمراً استرعى انتباهها، فجون يشبه الشخص الذي ظهر على شاشات الكاميرا.

فطلبوا منه أن يقف بنفس مكان الرجل الذي اختطف كيتي ليقارنوا بينه وبين الرجل ليلاحظوا الاختلافات.

فكان التطابق كبيراً في الهيئة والطول والشعر!

فهل دونالد هو الرجل الغامض؟

لكنه دونالد استمر بالإنكار وأن لا علاقة له باختفاء كيتي.

كان دونالد يحمل وشماً كبيراً ببيت العنكبوت في ذراعه اليسرى.

فاتجه رجال المباحث من جديد لتفحص الكاميرات إن كان الرجل الغامض يحمل الوشم ذاته لكن جودة الفيديو كانت رديئة جداً.

فخطرت فكرة لأحد رجال المباحث الفدرالية، وهو أن يرسلوا الفيديو لأحد علماء الفلك الذين كانوا يستخدمون برامج عدة في علومهم وأبحاثهم عن النجوم والكواكب لوضوح الشاشة ورؤية الأجسام الصغيرة التي تسبح في الفضاء بشكل دقيق وجودة عالية، وكانت تلك البرامج تعمل على تصفية الشاشة بشكل كبير وبدقة.

فقام عالم الفلك ديفيد باستخدام برنامج خاص في فيديو الاختطاف وكانت النتيجة مذهلة!

فقد كانت ذراع الرجل الذي ظهر على الشاشات خالية من أي وشم.

واسترعى انتباه رجال المباحث شيء آخر، فقد تساعد هم عالم الفلك بفك غموض القضية بشكل آخر وبشكل كبير.

فقد ظهر وجه الرجل واضحاً بشكل كبير.

كان كبيراً في السن في أواخر الأربعينات أو الخمسينات.

يرتدي تشيرتاً خاصاً بفريق الرجبي الشهير ويحمل الرقم 23 في الخلف.

فاستعانت الشرطة بلاعب فريق الرجبي الشهير بول والذي يحمل الرقم 23، وظهر اللاعب يستنجد الجميع مساعدتهم في العثور على كيتي وإنقاذها.

خلال ساعة تلقت الشرطة مئات الاتصالات والبلاغات لكنها لم تقد لشيء مفيد.

مضى على اختفاء كيتي ثلاثة أسابيع حتى أسترعى انتباه الشرطة اتصال من رجل.

أبلغ أن زميله بالعمل يحمل تشيرتاً للفريق ذاته والرقم أيضاً.

ويحمل صفات المشتبه به التي تم التعميم عنها.

قام رجال المباحث بالاستعلام عن هذا الرجل المشتبه به وعلموا أنه دونالد هوتشنسن له سجل حافل بالاعتداءات الجنسية وله أسماء مزورة متعددة مما لفت نظرهم، فقد كان يستخدم اسم دونالد بلام!

وهو اسم مألوف لديهم، فقد كان من الرجال الذين استعلموا عنهم ببداية البحث وقالت زوجته أنه باع شاحنته البيضاء قبل شهر.

كان دونالد يمتلك منزلاً يعيش فيه مع زوجته في ريتشفيلد، كذلك يمتلك منزلاً متنقلاً بالقرب من موس ليك.

قامت الشرطة بتفتيش منزله في ريتشفيلد فلم تجد كيتي ولا دونالد ولا حتى زوجته، لكنهم عثروا على الشاحنة السوداء التي حملت الأرقام ذاتها التي أخبرتهم بها كاثي وكانت مخبأة بمرآب المنزل!

كان دونالد بلا شك المشتبه به في اختطاف كيتي فيجب القبض عليه قبل حدوث مكروه لكيتي.

فاتجهوا بفريق دعم خاص مجهز لمنزله المتنقل في موس ليك.

ربما كانت كيتي محتجزة بالداخل.

وما أن دخل الفريق المنزل لم يعثروا علي كيتي ولا دونالد.

وبعد بحث مكثف في المنزل والبقعة المحاطة بالمنزل عثروا علي شيء مخيف..

فقد عثروا على سن بشري!

وتم ارساله للمختبر.

المجرم دونالد

وتم القبض على دونالد شمال مينيسوتا.

وتعرفت عليه كاثي أنه الرجل الثمل.

فاعترف دونالد اعترافاً مروعاً.

فقد اعترف أنه منذ البداية خطط لخطف كيتي والاعتداء عليها.

فبعد أن تأكد أن كاثي قد غادرت، ذهب لمنزله وبدل ملابسه وعاد بعد ساعة ونصف لمحطة الوقود التي تعمل بها كيتي.

وانتظر خارج متجر كيتي، يراقب.

وحين تأكد من عدم وجود أحد، دخل المتجر ودقع كيتي لسيارته مهدداً إياها بحبل ربطه حول رقبتها واتجه بها عند منزله المتنقل، وما أن نزلت كيتي من السيارة حتى قاومته بعنف وقامت بركله وضربه فاضطر لخنقها ومن ثم قام بإحراقها في مكب النفاية القريب!

لم يذكر دونالد سبب قتله لــ كيتي، لكن الشرطة تعلم جيداً أنه قتلها كي لا تعترف عليه خاصة أنها تعرفه بصفته زبون دائم للمتجر.

في 16 أغسطس لعام 2000.

تم الحكم على دونالد بالسجن المؤبد.

وكان الشاهد الرئيسي هو كاميرات المراقبة.

النهاية

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا