الماضي الذي عاد
قد يكون من الصعب علينا أن ننسى الماضي، وخاصة إذا كان قاسيا وسيئا وحزينا، لكن الحياة تطلب منا أن ننسى بعض الأمور إذا أردنا أن نتعايش معها.. قصتنا اليوم تتحدث عن مراهق كويتي، اسمه أحمد، يبلغ من العمر 15 عاما، من سكان محافظة الأحمدي.
في سنة 2005 سمع أحمد بافتتاح مجمع الكوت، وكان الشباب يستمتعون بحضور مثل هذه الافتتاحات، فأحب أن يشاهد الحدث، فلبس ثيابه، وخرج نحو الشارع العام، وأشار لإحدى السيارات المتجهة صوب منطقة المجمع، فوقف صاحبها، وأوصل أحمد إلى غايته، وبعد انتهاء الحفل، خرج باتجاه الطريق، وشاهد شابين في العشرين من عمرهما في سيارتهما، فطلب منهما أن يوصلاه إلى بيته، فوافقا، وانطلقت السيارة مسرعة، لكنه تفاجأ بعد مرور ربع ساعة أنه أصبح في منطقة خالية، خاف أحمد ورجا الشابين أن لا يؤذياه.. وصلت السيارة إلى خيمة فيها 8 شباب آخرين، فنزل الشابان، وطلبوا من أحمد أن ينزل؛ لتناول العشاء معهم، جلس أحمد في طرف الخيمة بعيداً عن الشباب، وبعد فراغهم من العشاء، تقدم إليه أحدهم، وحاول الاعتداء عليه، لكن أحمد تمكن منه، ومنعه بقوة، فتجمع عليه بقية الشباب، ومزقوا ملابسه، وكان أحدهم يصوره فيديو، ويتحدث عن اغتصابه.. ثم هددوه إن أخبر أحداً عنهم فسوف ينشرون الفيديو في كل مكان، ثم ألبسوه ملابس عاملهم، ورموه على الطريق العام، وفروا.
مرت سيارة عابرة، فرأوه مرميا، فاتصلوا بمخفر الأحمدي، وحضرت دورية على الفور، فأخبرهم أحمد بما حصل له، ودلهم على المكان، فانطلقت قوة من الداخلية صوب البر، وتمكنوا من إلقاء القبض على المجموعة كاملة، وبعد اعترافهم بما اقترفت أيديهم زج بهم في النظارة.. تواصل أهل الشباب العشرة مع والد أحمد، وطلبوا منه أن يسقط عن أولادهم الدعوى مقابل عشرة آلاف دينار لكل شاب.. وافق بعد أن تأكد من سلامة ابنه، وتأكد أنهم أتلفوا الفيديو.
مرت عشر سنوات، تزوج فيها أحمد، وأنجب وصار عمره قرابة الثلاثين، فاتصل عليه أحد أصدقائه يريد أن يشتي منه سيارته، وفي اليوم الثاني تفاجأ أحمد أن صديقه يطلب تحويل السيارة باسمه، وشيك بمبلغ 2000 دينار.. استغرب أحمد من هذا الطلب، فاتصل على صاحبه يسأله عن سر طلب المبلغ، فقال له: مقابل الفيديو القديم الذي يصور أحمد منذ 10 سنوات.
صعق أحمد لهذا الابتزاز، وقرر أن يخرس هذا الشخص بطريقته الخاصة.. فاشترى مسدسا حربيا، وخبأه في سيارته، واتفق مع صاحبه على اللقاء، بعد أن حول السيارة باسمه، وجهز له المبلغ.. حضر مع أحمد ابن عمه ليساعده على تنفيذ خطته، وفي المكان المحدد كان الصديق ينتظر، وعندما وصل ترجل الصديق من سيارته فأمطره أحمد بوابل من الرصاص، سقط على إثرها مضرجا بدمائه، فاحتملا الجثة، ووضعاها في صندوق السيارة، ثم سارا بها إلى البر، وكانا قد اتفقا مع عمال آسيويين أن يحفروا لهم حفرة هناك ليتخذوها دورة مياه، وفور وصولهما ألقيا الجثة في الحفرة، ودفناها وألقيا عليها بعض الأحجار والأعشاب؛ ليبعدا الشبهة عنهما.
افتقد أهل المغدور ابنهم، وأخبروا المباحث عن اختفائه، وبدأ الأهل والأصحاب - بما فيهم أحمد - يبحثون عنه في كل مكان، ومر أسبوع ولم يظهر له أثر.. كان محققو المباحث يدرسون كل حركة واتصال قام بهما المفقود قبل يوم من اختفائه، وقد لفت انتباههم كثرة الاتصالات التي تمت بينه وبين أحمد، فسألوا والد المفقود عن سر ذلك، فأخبرهم أنه سمع من ابنه أنه اشترى سيارة من صديقه أحمد، ولم يدفع له شيئا من قيمتها، فاستدعوا أحمد، وحققوا معه، لكنه لم يعترف بشيء يذكر، وبالبحث في هاتفه وجدوا اتصالات متعددة بينه وبين ابن عمه ليلة الحادثة، فاستدعوا ابن العم، وبدؤوا يحققون معه، فاعترف بأن أحمد قتل صديقه بسبب تهديده بنشر الفيديو القديم، ثم دلهم على مكان لجثة، فلم يجد أحمد بدا من الاعتراف بعد انكشاف الحقيقة، فأخبرهم بالقصة على وجهها، وطلب محاميه التخفيف في الحكم؛ بسبب محاولة الابتزاز التي تعرض لها، فحكم عليه بالمؤبد، وعلى ابن عمه بالسجن عشرين سنة.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا