التوقيع الذي كشف الجريمة
كان إبراهيم حسين العبادي، من أهل الأحساء في السعودية، شابا خلوقا مهذبا، يشهد له الجميع بالطيبة والأخلاق وحسن التربية، يعمل في مكتب تأجير الخيام، ويخطئ باحترام المحيطين به من العمال والموظفين.. كلفه المسؤولون بالشركة بمراجعة مكتب رحلات؛ لاستلام مبلغ مليون ريال سعودي مقابل تأجيرهم الخيام، ولكنه لم يعد منذ يومين.
اتصل المكتب بأهل إبراهيم يستفسرون عنه، وعن سبب تغيبه، لكن الأهل فوجئوا بذلك، وقالوا إنه لم يعد للمنزل منذ ذلك الحين، وكل ظنهم أنه في مهمة عمل تابعة للشركة.
كان ذلك في عام 1435، الموافق لعام 2013-2014 حيث بدأت أسرة إبراهيم بالبحث عن ابنهم المفقود، تواصلوا مع مكتب رحلات الحج، وسألوهم عن إبراهيم، فأكد صاحب المكتب، وهو رجل كبير وقور، ومعه ولداه يعملان معه، أن الشاب جاء إليهم، واستلم المبلغ المذكور، ووقع على وصلا الاستلام، وخرج يحمل مبلغ المليون كاملا، ولا يعرفون عنه بعد ذلك شيئاً، فاقتنع الأهل ذلك، خصوصاً بعد مشاهدتهم توقيعه على وصول الاستلام.
مر أحد عشر شهراً على اختفاء إبراهيم، ولكن أحد أعمامه لم يفقد الأمل، وما زالت الشكوك تساوره ضد مكتب رحلات الحج، فعاد إليهم مرة ثانية، وطلب منهم وصل الاستلام، وأخذ يدقق فيه، ويتأكد من توقيع ابن أخيه، فقد أحس أن التوقيع مزور، ويختلف عن توقيع إبراهيم المعهود.. أسرع إلى المباحث، وأخبرهم بشكوكه، وسلمهم نسخة صحيحة من توقيع ابن أخيه، فاستدعوا الرجل وولديه، وواجهوهم بالتوقيعين: الأصلي والمزور، فانهار الابنان، واعترفا بأنهما طمعا بمبلغ الإيجار الكبير، واتفقا على قتل إبراهيم بإطلاق الرصاص عليه من مسدس كاتم للصوت، ثم تخلصا من الجثة يرميها في أحد مجاري المياه في الأحساء.. وبعد بحث وتنقيب توصلت المباحث إلى بقايا الجثة المتحللة، وحكم على الولدين بالقتل، أما أبوهما فقد تبرأ منهما، ومن فعلهما المتوحش، وأقيم عزاء كبير لإبراهيم، حضره الكثير من الناس.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا