وحش حولي
تعددت الوحوش البشرية، فمنهم القتلة المجرمين وآخرون عاثوا فسادا في الأرض فسلبوا وروعوا الامنين ومنهم من أزهقوا براءة الأطفال وعبثوا بها فاستحقوا أقصى عقوبة بلا رحمة
البداية
2006م / 1427ه
حولي
خرج الطفل محمد البالغ من العمر 10 سنوات للسوبر ماركت القريب من العمارة، وفي الطريق ناداه شخص يستفسر منه عن عنوان شقة لأحد أقاربه في تلك العمارة، وبكل براءة ذهب معه محمد ليرشده
وحين اغلق المصعد، حدث أمر مخيف!
فقد أخرج ذلك الرجل سكينا وضعها على عنق الطفل وهدده بالنحر أن صرخ
واتجه بالمصعد على الفور لسطح العمارة وهناك حاول اغتصاب الطفل الذي أخذ يبكي ويقاومه صارخا: عيب يا عمو
فصفعه على وجهه ووضع السكين على رقبته من جديد ونزع ملابسه بالقوة واغتصبه بلا رحمة
وبعد أن أفرغ شهوته القذرة فر هاربا بعد أن هدد الطفل بأن يبقى في السطح ولا ينزل إلا بعد ساعة وأنه يراقبه لكن الطفل انهار باكيا ونزل للشقة بعد أن تأكد من اختفاء الوحش الذي اغتال براءته
فجعت أسرة محمد وأخذ شقيقه يبحث ويدور بالشوارع بحثا عن ذلك المجرم الذي اغتال فرحتهم لكن بلا جدوى وسجل بلاغا في مركز الشرطة الذين أخذوا مواصفات ذلك الرجل، لكن للأسف لم تكن المعلومات تقودهم لشيء
أما الطفل فقد انهار نفسيا ولم يعد يرغب بالخروج من المنزل أو الذهاب للمدرسة بل كانت تنتابه الكوابيس والخوف والفزع
ولم يتم القبض على ذلك الوحش، وتعددت البلاغات للأسف ففي عام 2007 تقدم والد أحد الأطفال إلى مركز الشرطة وأبلغهم أن أحد الأشخاص قد خدع طفله البالغ من العمر 6 سنوات وكان يلهو بالشارع وزعم أنه سيشتري له لعبه فأخذه لأحد المنازل قيد الإنشاء وشل حركته واغتصبه.
وفي نفس العام تعرضت طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات لهتك عرض بعد أن كانت تلهو عند مدخل العمارة التي تسكنها وحملها بالقوة مجهول لسطح العمارة واعتدى عليها بعد تهديدها بالسكين وسجل ذويها بلاغا
كذلك تعرضت طفلة لهتك عرض من قبل مجهول خدعها بان ترشده لأحد البنايات وأجبرها بالذهاب معه للسطح واعتدي عليها
وسجل والد أحد الأطفال بلاغا بتعرض طفله البالغ من العمر 12 عاما لهتك عرض بعد أن أوهمه المجرم بأنه لا يجيد القراءة وأنه يبعث عن عنوان لقريبه فاعتدى عليه بعد تهديده بالسكين بداخل أحد المنازل قيد الإنشاء
وفي حادثة أخرى قاوم أحد الأطفال المجرم الذي خدعه بأن استدرجه من أمام منزله لأحد البنايات فقاومه الطفل لكن المجرم ضربه وأحدث به إصابات عدة وسلب هاتفه بالإضافة أنه هتك عرضه
ازدادت البلاغات بين حولي والسالمية والفروانية التي تخص الاعتداء على الأطفال بين ال 6 ل 13 عاما حتى وصلت ل 18 بلاغا!
فأرسلوا العينات للمختبر لعمل الفحوصات اللازمة وللأسف لم تسفر عن شيء
وتنبه المباحث أن ذلك الوحش يتصيد أطفال المقيمين نظرا لانتشارهم في تلك المناطق
كان الأمر مقلقا ومخيفا ومرعبا، وأعاد لأهل الكويت ذكريات مريرة عاشوها قبل سنوات أثر اختطاف الأطفال في الثمانينات من قبل خالد الذئب وجماعته
كذلك اختطاف رشا وآمنة وكريمة
وأغلق السكان منازلهم ومنعوا أطفالهم من الخروج لوحدهم كذلك انتشرت الشائعات والأقاويل المخيفة وباتت الأمهات يحذرن أطفالهن من وحش حولي فكانت حكاية مرعبة يرويها الآباء والأمهات للعبرة والعظة
كانت عيون المباحث تراقب وتترصد فانتشروا في تلك المناطق خاصة
وصف الضحايا الأطفال المجرم بمواصفات معينة أثارت انتباه رجال الأمن وبين لهم أن جميعهم ضحايا لشخص واحد فقط
فقد قالوا إنه شخص مصري الجنسية، أسمر البشرة، صاحب سن مكسورة، حليق الرأس، قصير القامة وممتلئ الجسم ذو بنية رياضية
كل الضحايا أجمعوا على تلك الصفات!
صورة: الرسم التقريبي للمشتبه به كما نشر في الصحف
وتم الاستعانة بأحد الخبراء لرسم صورة توضيحية للمجرم التي انتشرت في الصحف
وطلب رجال الأمن من العامة المساعدة في القبض على ذلك الوحش الذي أقض مضاجع الامنين وروعهم
في تلك الفترة كان شقيق الضحية الأول محمد، يجول في الشوارع بحثا عن ذلك الوحش مغتصب شقيقه الذي لا يزال يعاني من ضرر نفسي كبير ألم به بعد تلك الفاجعة
كان شقيق الضحية قد عاهد نفسه أن يقبض على ذلك المجرم
فترك عمله وأخذ يراقب الشوارع والطرقات القريبة من العمارة، حتى أنه قد باع مصاغ زوجته للأنفاق على أسرته بعد أن ترك العمل بسبب ما فعله الوحش بشقيقه الطفل
كانت تلك الأخبار المؤلمة تتصدر الصحف والتلفاز فاسترعى ذلك الرسم التوضيحي للمجرم انتباه شقيق الضحية
فأثناء تجواله بسيارته في أحد الشوارع القريبة للمراقبة، لاحظ طفلا يبكي وقد أمسكه أحد الأشخاص
كان هذا الشخص يشبه صاحب الرسم التوضيحي!
فتوقف بقربه وقال له: ماذا تفعل بهذا الطفل؟
فرد عليه الرجل: ما فيش حاجة
لكن شقيق الضحية كان يعلم جيداً بقرارة نفسه أنه ذلك المجرم الذي اغتصب شقيقه ودوخ رجال الآمن
فقام على الفور بفتح الباب لكن ذلك الرجل ترك الطفل الذي فر باكيا
أما الرجل فقد حاول الهرب فصدمه شقيق الضحية وأصيب بيده لكنه فر هاربا
فنزل شقيق الضحية من سيارته وحاول اللحاق بذلك الرجل لكن فوجئ بشخصين يمسكانه ويمنعانه من اللحاق بذلك الرجل الذي اختفى
فقام شقيق الضحية بإبلاغ رجال الأمن الذي حققا مع الرجلين وأفادا بأنهم فقط أرادا التضامن مع ذلك الشخص الهارب بمبدأ
(أنا وابن عمي على الغريب) وأنهم لا يعرفونه ولا يعرفون ما سبب لحاق الرجل به
وللأسف في نفس ذلك اليوم وبعد ساعات من هروب ذلك الرجل، تم تسجيل بلاغ ضد مجهول هتك عرض طفل في ذلك الحي!
وكانت المواصفات تطابق ذلك الرسم التوضيحي!
وازداد الضغط على رجال الأمن وكثفوا جهودهم وتحرياتهم وطلبوا من الأهالي الحرص على أطفالهم ومراقبتهم كذلك ضرورة التقدم بأي معلومات قد تساعد على القبض على ذلك المجرم
حتى وصل أول الخيط!
ففي عام 2007 ورد اتصال لرجال الأمن عن شخص مصري الجنسية يعمل بأحد الأندية الرياضية، وقد تحرش بأحد الأطفال قبل أيام وحصلت مشاجرة بينه وبين والد هذا الطفل الذي حاول الفتك به
وأسرع رجال الأمن للنادي
وتبين أن ذلك الرجل قد تم طرده قبل عدة ايام، وأخذوا صورة لذلك الرجل
وكانت المفاجأة أنه يشبه صاحب الرسم التوضيحي!
فأخذوا عنوانه وحين توجهوا هناك أخبرهم عمه أنه لم يعد موجود في المنزل فقد حجز طائرته اليوم وأخذ كل حاجياته
وتم إبلاغ تحريات المطار التي أكدت بالفعل أنه قد حجز تذكرته اليوم وأنه على متن أحد الطائرات المتوجهة لأسيوط
وأسرع رجال المباحث للمطار ودخلوا الطائرة وسط ذهول الركاب
كان رجال الأمن لا يملكون إلا صورة واحدة لذلك الرجل أخذوها من النادي، فأخذوا يراقبون وجوه الركوب ويقارنوها بالصورة لديهم مما أثار استغراب الركاب والعاملين ووصلوا لأحد الركاب وتوقفوا فجأة وسألوه:
أنت حجاج السعدي؟
فأومأ بهدوء بالإيجاب، وابتسموا
وقال لهم حجاج: أنا ما عملتش حاجة
واعتقلوه على الفور، كان ذلك قبل اقلاع الطائرة بعشر دقائق فقط!
وبدأت أصعبة مهمة، التحقيق مع أشغر مغتصب للأطفال في الكويت، وحش حولي
فمن هو ذلك الرجل الملقب بوحش حولي؟
صورة: حجاج معتقلا
اسمه حجاج السعدي، مصري الجنسية ويبلغ من العمر 27 عاما
من مواليد قنا من صعيد مصر، كانت هوايته رياضة كمال الأجسام
سافر إلى الكويت في عام 2005 بعقد عمل فني كهربائي لكنه فشل فعمل في أحد الأندية الرياضية كمدرب كمال أجسام في منطقة الجابرية الكائنة في محافظة حولي
وهناك مارس شهوته القذرة في اصطياد الأطفال الذين يعودون من المدرسة أو من يخرجون للعب واللهو وشراء الحاجيات من البقالة
كان حجاج يتابع أخباره في الصحف وبين الأوساط ويراقب تحركات الشرطة، فينتظر إلى أن تهدأ العاصفة ليعود من جديد لفعله القذر
صورة: حجاج معتقلا
وتشاء الصدف أن ينكشف أمر حجاج من أحد زملاءه بالنادي!
إذ تحرش حجاج قبل أيام بأحد الأطفال في النادي وحاول والد الطفل الفتك به وتلقينه درسا لكن تم فض المشاجرة بهدوء وإغلاق الموضوع وللأسف لم يتم تسجيل قضية
لكن ذلك الأمر لم يمر مرور الكرام
فقد دارت اشعات بالنادي أن حجاج هو وحش حولي نظرا للشبه الكبير بينه وبين الرسم التوضيحي كذلك لتحرشه بالطفل
فاتصل أحد العاملين بالنادي بمركز الشرطة وأبلغهم بالأمر
اعترف حجاج أنه لا يذكر عدد من اغتصبهم من الأطفال لكنه يفوق ال 15 طفلا أما عدد القضايا المسجلة عند مركز الشرطة كانت 18 قضية!
كذلك أخبرهم بتعرضه للاعتداء حين كان صغيراً لذلك يشعر بالندم لأنه يعرف مدى الأضرار النفسية والبدنية التي ألحقها بالأطفال
وتم مطابقة تحليل الحمض النووي الخاص بحجاج بالحمض الذي تركه على ملابس الضحايا
وتعرف عليه الضحايا الأطفال وسط خوفهم وجزعهم وبكاء البعض
ولفت انتباه رجال المباحث أمراً ما حين كانوا يحققون مع حجاج سن مكسورة في الجزء العلوي بدت واضحة وبشكل كبير
وهي الصفة التي أجمع عليها الضحايا الأطفال
ونتيجة لبشاعة الجرم الذي ارتكبه ذلك الرجل وترويع وتهديد الأطفال والامنين وانتهاك طفولتهم قضت المحكمة بعشرة أحكام إعدام وثلاثة أحكام مؤبد للمتهم حجاج السعدي الملقب بوحش حولي وهي المرة الأولى التي تحكم بها محاكم الكويت بهذا الحكم وأطلق سكان حولي الألعاب النارية ابتهاجا بذلك الحكم
قضى حجاج الست سنوات التي قضاها بالسجن بالصيام والصلاة وقراءة القرآن
وفي عام 2013 اقتيد حجاج إلى منصة الإعدام وهو يردد:
لا إله إلا الله سبحانك إني كنت من الظالمين
اللهم خفف عني سكرات الموت
أهلا بالجنة أهلا بالجنة
ووضع حبل المشنقة حول عنقه وهوى جسده معلنا وفاته بعد تسعة دقائق ليسدل الستار عن وحش روع الأطفال وسلب براءتهم فاستحق أقصى عقوبة
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا