رواية خوف الجزء الثاني 1 للكاتب أسامة المسلم

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2023-10-07

أسامة المسلم

رواية

خوف 2

 

تنويه:

إن محتوى هذه الرواية من أحداث وشخصيات ومعلومات هي من وحي خبال الكاتب وأي تشابه بينها وبين الواقع هو محض مصادفة لا أكثر.

 

(وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [الأنبياء: 8]

"نعيش اليوم في عالم مشبع بالماديات التي تُغشي أبصارنا عن عالم آخر.. عالم موازِ وأكثر ظلمة.. عالم يختفى خلف العمى.. عمى أصاب معظمنا بسبب المنطق المطلق.. شئنا أم أبينا فهم يعيشون بيننا وحولنا.. يروننا من حيث لا نراهم.. وهم أذكى مما نظن.. وأخبث مما نعتقد"

خوف

 

لو كان لروحك ثمن..

 

هل تبيعها ..؟

 

أم تشتريها ..؟

 

الغُرَّة

كيف تضع مقدمة لرحلة بدأت ولم تنتهِ بعد؟..

هل ستخوض ذلك السجال القديم مرة أخرى عما إذا كانت الأحرف المُسطرة في هذه المدونة كتاباً أو رواية أو شيئاً آخر؟ لم نبدأ بعد وقد طرحت سؤالين..

لا تلق بالاً فهذه طبيعة عقلي المتسائل الذي لا يتوقف ويوقعني في المشكلات دائماً.

التدوين كان ومازال وسيبقى جزءاً من حياتي. لكن ما الذي يستحق التدوين؟.. التاريخ؟.. الخواطر؟.. العلم المثبت؟.. هل كل من دوَّن حرفاً انتظر إذناً أو مشورة من أحد بأن يفعل أو لا يفعل؟

أي نصٍّ يُكتب يستمد قوته من قُرائه وتزداد تلك القوة عندما يرون أنفسهم فيه.. نحن كبشر جُبلنا على التعاطف مع من عانوا مثلنا فلو كتبت نصاً عن ألم فراق الألم سيرى الكثير أنفسهم في تلك الكلمات ولن أحتاج لبراهين أقدمها كي أقنعهم بتلك المشاعر ومدى قوتها وتأثيرها علينا لأنهم عاشوها وبأنفسهم وأنا لم أقم سوى بنسجها أمامهم كي يشعروا بها مرة أخرى. لذا فليس من المنطقي أن أحاول شرح حقيقة تلك المشاعر لمن لم يجربها قط.

كان الناس في السابق يواجهون مشكلة مع من يأتي بفكر جديد أما اليوم فقد تطور الأمر لمحاربة حتى من يملك مجرد رأي. مصادرة الأفكار مصيبة لكن مصادرة الآراء كارثة بكل المقاييس. انتقلنا من مسوخٍ رافضة للتغيير أو التغير إلى وحوشٍ تفترس كل من يفكر حتى في ذلك. في الواقع نحن لسنا ملزمين باحترام الرأي إذا كان صاحب الرأي لا يحترم نفسه فأجمل النقاشات هي التي تخلو من محاولة الإقناع لكن ذلك نادرٌ جداً في زمن المسوخ الفكرية.

هناك فرقٌ بين من يكره "الحرية" وبين من يكره "الأحرار" والخلط بينهما مهلكة. لك كل الحق أن تكره أفكاري لكن أن تحول ذلك الكره لشخصي أنا فهذا كفيل بوضعك في دائرة من التجاهل لن تخرج منها أبداً. بالرغم من حديثي الكثير عن النقاشات العقيمة ومقتها إلا أني أقل الناس نقاشاً مع الغير فنَفَس الأحمق العنيد أطول من نَفَس العاقل المنطقي لذا تجده ينطح برأسه كل من يختلف معه بالرأي فلا عقل في ذلك الرأس ليخاف عليه من التلف.

الجنون أمر نسبي.. ولكنا مجانين بنسبٍ متفاوتة وبعضنا يجيد إخفاء جنونه والبعض الآخر يمارسه بكل حرية. العواقب.. الخوف من العواقب هو صمام الأمان.. هو القيد الذي يقود عقولنا ويوجه بوصلة سلوكياتنا وتصرفاتنا.

عندما أشاهد رسالة معنونة بـ "المشهد الذي أبكى الملايين" أعلم سلفاً أني لن أكون من ضمنهم وأنا سعيدٌ لذلك. لقد تركت القطيع منذ زمن طويل واكتفيت بمراقبتهم من بعيد في عزلتي. تلك العزلة قدمت لي أجوبة كثيرة انبثق منها أسئلة أكثر.. شاركت بعضها مع من كانوا حولي لأحذرهم لكنهم بقوا سائرين مُسيرين في حياتهم وبعضهم خرج عن صمته فقط ليلقبني بـ "المجنون" أو "الكاذب" والمفضلة عندي بالطبع "هل تصلي؟".

العبارة الأخيرة قيلت لي كثيراً ولا أعرف لماذا؟

كان معه حق عندما قال لي: "لا تخبر نفساً بما حدث معك فلن يصدقك أحد لكن لن نمنعك من ذكر ذلك لأننا واثقون من تجاهل الناس لما سوف تقوله"..

صدق وهو كذوب بقوله "لن يصدقك أحد" لكنه أغفل من مروا بعالمهم ولو مرور الكرام فهم بين مصدق ومشكك يأكله التسأول. بعض ما سأكتب في الصفحات التالية قطعة فاسدة مني لكني اكتشفت أنها يمكن أن تكون دواءً لغيري.

أنا لن أتكلم عن فراق الأم لكني سأكتب عن شيءٍ آخر.. شيء كتبت وما زلت أكتب عنه اليوم وسأكتب عنه غداً حتى لو كان في مذكراتي الخاصة. الفرق الآن أني بعد الكتاب الأول لم أعد وحيداً فالكثير شاهد نفسه في بعض أو كل ما كتبت عن نفسي. هذه ليست رواية أو كتاباً هي مجرد جزء من مذكرات شخصٍ وُصف بالمجنون معظم حياته دونها وما زال يدونها ليرسم خريطة لمراحل موته التي بدأت يوم مولده ولم تنتهِ بعد.

 

 

نقطة الصفر

بعد الأحداث التي مررت بها وانتهت بعودتي من "جبال الأطلس" كان من المتوقع أني سأعاني من أمراض نفسيه وأصبح معتلاً بدنياً وعقلياً وأقوم بمراجعة الأطباء وأعيش في دوامة كبيرة من الجنون والعته، لكن هذا ببساطة لم يحدث فبعد عودتي لغرفتي ذلك اليوم عشت حياة طبيعية جداً واستأنفت عملي السابق وكنت وقتها قد ناهزت الثلاثين عاماً تقريباً.

الحياة "الطبيعية" لم تكن بذلك السوء بل على العكس تماماً فقد منحتني الكثير من الوقت لبث الروح في اهتمامات سابقة كنت قد هجرتها. تخليت عن أشياء عدة لكن زيارتي الدورية لأصدقائي لم تنقطع منذ عودتي وكان جل اهتمامي في تلك الفترة هو رضا أمي وأبي فقط لأني كنت أدرك بعد الله وكونه أحد أسباب نجاتي من أي مأزق وقعت فيه في الماضي أو قد أقع في المستقبل.

تمسح أمي على جبيني خلال مزاولتي لإحدى هواياتي المفضلة وهي وضع رأسي بحجرها والإنصات لأخبار العائلة وتقول: لِمَ لا تخبرني ما الذي يشغل بالك؟

- ما يشغل بالي الآن هو بقية القصة التي كنتِ تروينها قبل قليل وهي هل عادت ابنة خالتي لزوجها أم لأنها لا تزال على خصام معه؟

(أمي) تشد غرة رأسي مبتسمة وتقول: أنت تعرف ما أقصد..

- حقيقة لا أعرف يا أمي.. أخبريني..

(أمي): الموضوع الذي حدثتك عنه بالأمس.. وقبل الأمس.. ذهابك مع أخيك للشيخ

بطبعي لست شخصاً سهل الانقياد حتى وإن اقتنعت بأني على خطأ.. إحدى الصفات العديدة السيئة بي. لكن الشخص الوحيد الذي لا أستطيع رفض طلبه أو أمره كانت أمي.. وأبي بالطبع لكنها هي من أعادت لحياتي بقلقها علىَّ عدواً لم أره منذ سنين.. "متمشيخ" قيل إنه يعالج بالقرآن.. بعضكم بالطبع قرأ في الجملة السابقة أني أقول بأن "الإسلام" أو "القرآن" عدوي.. راجع العبارة جيداً ثم أكمل القراءة.

- لماذا تريدين أنت أذهب له يا أمي؟.. قلتها ورأسي لا يزال في حجرها وكفها مستمر بالمسح على جبيني..

(أمي): أريد الاطمئنان عليك..

- وممَّ أشكو؟

(أمي): هذا ما سيخبرنا به الشيخ..

ضحكت.. قهراً وحسرة.. أمي تعود لخوفها السابق وأنا أعود معها لذلك اليوم الذي أخذتني فيه للمتمشيخ في المنزل الطيني..

- أخبريني ما الذي يضايقك مني؟

(أمي) وهي تقبل جبيني: مهما بدر منك فلن أتضايق منك أبداً.

- دعني أعد صياغة السؤال إذاً.. هل لاحظتِ علىَّ شيئاً يثير قلقك هذا؟

(أمي): نعم..

 - ماذا؟

(أمي): أنت لم تأكل منذ ثلاثة أيام.

- أخبرتكِ بأني صائم

(أمي): كيف تكون صائماً وأنا أراك تشرب الماء في النهار

- نعم فأنا صائم عن الطعام فقط

(أمي): وأي نوع من الصيام هذا؟.. هل رأيت الآن سبب قلقي عليك؟

- لا بصراحة لم أرَه بعد..

(أمي): ستذهب للشيخ شئت أم أبيت وسوف يعرف ما بك!

ابتسمت.. ماذا عساي أن أفعل أو أقول غير الابتسام للشخص الوحيد في حياتي الذي يقلق علىَّ بهذا الشكل؟

- دعيني أخمن.. لقد أتى بتوصية من خالتي

(أمي) مبتسمة: نعم.. هل لديك اعتراض؟

- لا أبداً فخالتي قارئ جيد لمؤهلات أصحاب البركة.. أليست هي من أوصى بالـ "شيخ العماني" عندما كنت صغيراً؟

(أمي) وهي تصفع خدي برفق وتهز وجهي: لا دخل لك بهذه الأمور!

- أليس من حقي معرفة مؤهلات الاستشاري الذي سيصفحني؟

(أمي): لا تستهزئ بالدين يا بني..

- منذ متى أصبح الدين رجلاً يا أمي؟

(أمي): أستغفر الله وأعوذ به من كلامك

مهما قلت أو فعلت فأمي لم تكن مقتنعة أو مرتاحة وقلقة علىَّ دائماً ومهما حاولت الابتسام لها وإقناعها بعكس ذلك إلا أن قلبها أو "دليلها" كان يخبرها بشيءٍ آخر وبصراحة لم ألمها على هذا الإحساس كثيراً فقد اكتسبت بعض العادات الغريبة خلال الفترة التي قضيتها مع (عمار) وكتبه وكنت أمارس بعض "الطقوس" التي قد تبدو غير مألوفة ومثيرةً للريبة لكنها كانت مفيدة لي خاصة مع هالتي المفعلة والتي تستلزم عناية من نوعٍ خاص.

فمثلاً اكتشفت أن الظلام الدامس يمكنني من تجاوز حالة الأرق الشديدة التي تسببها لي هالتي المفعلة وأن الضوء يحفز يقظتي لذا قمت بطلاء جدران غرفتي بالكامل باللون الأسود بالإضافة للسقف أيضاً بعد طمس جميع النوافذ.. الأرضية كذلك جعلتها من الرخام الأسود للسبب نفسه ولأسباب روحانية أخرى.

هذا بالطبع أثار تساؤل من حولي لدرجة أن العامل الذي استعنت به لطلاء الغرفة باللون الأسود تردد في البداية وقال بأن هذا طلب غريب لم يطلبه أحد من قبل. استغربت حقاً من تطفله ووصفه للغرفة بـ "التابوت" بعد الانتهاء من عمله.

(أمي): هيا انهض وعد لغرفتك السوداء وسوف أناديك لتناول الغداء بعد قليل

- أخبرتك يا أمي بأني صائم

(أمي) وهي ترفع رأسي من حجرها وتهم بالنهوض: ستأكل رغماً عنك ..

- حاضر.. سآكل.. لكن لا ترغميني على التحلية

(أمي): حسناً اتركها لأخيك

عاداتي الغذائية تأثرت أيضاً فكنت أتجنب الخبز ومشتقات القمح والسكر خاصة في السنين الأولى بعد تفعيل هالتي. قد يتساءل البعض لِمَ حرصت على الحفاظ عليها؟.. الهالة المفعلة سلاح ذو حدين فهي تقدم لك إيجابيات كثيرة بكنها يجب أن تكون متوازنة فلو خرجت عن السيطرة بالمحفزات الخارجية فقد تدخلك في حالة أشبه بالجنون والهلوسة ولو ضيقت عليها بقوة يمكن أن تضمر ويأتي أيضاً مع هذا الضمور علل أغلبها صحية.

أدركت هذه الحقيقة عندما أهملت بعض التعليمات التي علمني إياها (عمار) بخصوص الهالة وأصبت بمرضٍ يصيب الأعصاب لأسباب مجهولة ويتطور مع المريض حتى يصاب بالشلل التام في بعض الحالات المتقدمة.

انتابتني نوبة هلع عندما تلقيت الخبر من الطبيب بعد أن أجرى لي سلسلة طويلة من الفحوصات والتحاليل أحدها كان أخذ عينة من سائل العمود الفقري حيث حُسم الأمر بإصابتي بهذا المرض الذي لا علاج له سوى بعض حقن الهرمونات التي قد تؤخر تطوره وتقدمه في جسدي لكنها لن تعالجه. بعد أن تجاوزت مرحلة النكران لمرحلة القبول بدأت أخذ العلاج الذي وُصف لي وتعلمت كيف أحقن نفسي بتلك المنشطات الهرمونية التي تسبب لي ألماً مبرحاً في كامل جسدي في كل مرة أتعاطاها. حاولت أن أشرح للطبيب أن هذا الأمر لا يُحتمل وأن الألم يعيق حياتي فقال كلمة لن أنساها:

"العلاج يهدمك لكي يبنيك"..

كلامٌ لم أتقبله وام أقتنع به مطلقاً مما دفعني لاتخاذ قرارٍ بالتوقف عن العلاج بالرغم من تحذير الطبيب لي وقررت أن ألجأ لشيء آخر.. علاج نفسي بنفسي..

الكتب التي قرأتها في مكتبة (عمار) لم تكن كلها عن السحر فقد تضمنت كتباً تحدثت عن علوم لا يمكن تصنيفها كطب أو دين أو شيء مألوف لدينا لكنها حَوت علوماً أسميها أنا شخصياً "علم الأولين" وهي علوم مندثرة مارستها أمم وحضارات سابقة ومن ضمن تلك العلوم كان هناك علوم لعلاج علل البدن وأغلبها بسيط وغير معقد أو مكلف ولا يستلزم طلاسم أو أي شيء محرم شرعاً فعلى سبيل المثال عندما بدأت أسترجع بعض تلك العلوم وجدت أن أغلبها ينصح بالامتناع عن تناول نوع معين من الغذاء لفترة والمداومة على تناول غذاء آخر لمدة معينة لعلاج علة مثل علتي الحالية.

قد يقول البعض وهل مرضك كان معروفاً ذلك الوقت؟

الإجابة هي أن تلك العلوم لا تعالج أمراضاً بعينها بقدر تصحيح الأبدان بالمجمل وإعادة توازنها وترك الجسد يصحح نفسه، مثل القيام بعملية "فرمتة" لجهاز الحاسوب عندما تجهل العلة المتسببة في قصور عمله.

هناك منغصات كثيرة حولنا نزاولها ونتناولها كل يوم غير مدركين الضرر الذي تُلحقه بنا. كانت إصابتي بالمرض في عصب عيني اليسرى وكانت رؤيتي تتشوش مع الجهد والحرارة فلو أخذت حماماً ساخناً أو سرت في الشمس لمدة طويلة تصبح الرؤية من تلك العين شبه معدومة لكن وبعد أن طبقت تلك الحمية لشهر كامل توقف تطور المرض وأحسست بفارق كبير جداً وبدأت أرى بشكل أفضل وقتها وبعد مضى سنوات على الإصابة لم أعد أعانى من شيء ولله الحمد.

علمت بعدها أن العلاج أو الحقن التي وُصفت لي سُحبت من الأسواق وثبت أن لها أضراراً كبيرة والعلاجات الحديثة لمرضي قد أُدخل فيها أنظمة غذائية قريبة جداً من النظام الذي اتبعته.

ما معنى هذا؟.. هل هذا يعنى أن الطب الحديث فاشل؟

لا أبداً.. لكنه بالتأكيد ليس "قمة" الإنجاز البشري فيما يختص بعلاج هذا المرض تحديداً وأمراض عديدة غيره.. وهذا رأي خاص بي ولا ألزم به أحداً.

نظرة بسيطة لحضارة الفراعنة وسنعرف أنهم حققوا الكثير من الإنجازات العلمية التي نقف عندها اليوم عاجزين وأقرب مثال على ذلك علم التحنيط فنحن في العصر الحاضر لا نستطيع إبقاء الجثث محنطة لفترة طويلة مثل ما قام به الفراعنة في الماضي.

هناك علوم مندثرة.. علوم فاقت ما وصلنا إليه في وقتنا الحاضر وبعضها قد لا نصل إليه أبداً، قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلًا} [الإسراء: 85].. علم الروح أو ما يتعلق بها من روحانيات علمٌ تعرض للتشويه والإقصاء ونُسب في كثيرٍ من المناسبات للسحر والشعوذة وهو منهما براء.

الجهل هو عدونا الأول لأننا أعداء ما نجهل.. أعتقد أنني نهلت شيئاً من ذلك العلم أو "علم الأولين" خلال بحثي بين كتب (عمار) دون قصد وخلطت بينه وبين علوم السحر والطلاسم الفاسدة التي هجرتها.

 

علم لا ينتفع به

يجب أن أتحدث عن مرحلة هامة مررت بها بعد عودتي من "جبال أطلس" وتحديداً حلال الفترة التي أسميتها بـ "الحياة الطبيعية". هي بالفعل كانت طبيعية لكن تخللتها بعض المواقف مع من احتكوا بي وتواصلوا معي تلك الفترة وهم فقط أهلي وأصدقائي.. غالباً أصدقائي.. كما أسلفت أن جزءاً كبيراً من يومي كنت أقضيه معهم وكنا نجتمع في مزرعة يملكها أحدهم وهذا بلا شك عرضني للكثير من المواقف المربكة خاصة مع عقلي وعلمي ونفسيتي الجديدة.

بعد أن عقدت العزم أن لا أعود للطلاسم بدأت الأحداث المادية جولي من أصوات ومشاهدات تنخفض بشكلٍ كبير لكنها لم تزل تماماً. انتابني الشك بين الحين والآخر في حقيقة ما رأيته في الماضي وما كنت أراه بين الحين والآخر فهالتي كانت لا تزال مفعلة.. لكن من يعلم؟ ربما عانيت من خللٍ في النوم.. أو مرضٍ نفسي أو عصبي آخر.

لهذه الدرجة كنت أشك في نفسي وفي السنوات التي قضيتها مع الشياطين بعد مقتل (عمار). بالرغم من أن العودة للحياة الطبيعية كانت سهلةً جسدياً إلا أنها كانت أصعب مما ظننت نفسياً فقد كان لزاماً علىَّ تجاهل وإنكار جزء كبير من الماضي كي أعيش بسلام في الحاضر والمستقبل لكن بالطبع أكثر ما يجيده الماضي هو مطاردتنا مهما حاولنا الهرب منه.

بدأت بزيارة المزرعة بعد أسبوعين من عودتي الأخيرة من "الأطلس" وآخر مرة زرتهم فيها كانت قبل أقل من عام تقريباً لذا لم تكن الملامة كبيرة فقد غبت أكثر من ذلك في الماضي وهو قد اعتادوا على غيابي نوعاً ما.

لم يتغير شيء.. أصدقائي كانوا كما هم.. تغيرت أجسادهم قليلاً وأغلبهم اكتسب وزناً وجميعهم تزوج وأنجب عدا ذلك فقد كانوا الأشخاص أنفسهم الذين عرفتهم لسنوات. لن أدخل أكثر في التفاصيل عنهم لكني سأذكر بعض المواقف التي مررت بها معهم بعد عودتي الأخيرة بشكل عشوائي وبدون مقدمات لأني لو ذكرتها جميعاً فسيتطلب ذلك كتاباً آخر.

موضوعات شتى كانت تطرح للنقاش في مزرعتنا الصغيرة.. موضوعات شملت كل شيء.. الرياضة، السياسة، الزواج والطلاق، الطبخ والطعام، الفن والفنانين.. كل شيء يدور في أي استراحة. الأمر الذي لم يكن طبيعياً هو مساهمتي في تلك النقاشات والتي كان يُنظر إليها أحياناً كمزاح من طرفي بالرغم من أني لم أكن أمزح. أذكر أول مرة ساهمت فيها برأيي الخاص بعد عودتي الأخيرة، وتلك المساهمة هي التي كسرت حاجزاً كنت أحافظ عليه قدر الإمكان مع أصدقائي فهم الوحيدون الذين بقوا يتعاملون معي كشخصي قبل (خوف) وكان ذلك الإحساس مريحاً لي وأشبه بالعودة للماضي الجميل. على أي حال.. كان أحد أصدقائي يشتكى من مشكلة النمل في منزله وقال بأنه حاول كل شيء للتخلص منهم باستخدام المبيدات وشركات المكافحة لكنهم في ازدياد يوماً بعد يوم وزوجته متضايقة جداً من الموضوع ووصل بها الحال أنها طلبت منه بيع المنزل وشراء منزلٍ آخر كحل أخير للتخلص من تلك المشكلة.

أصبح هذا الموضوع محل نقاش الاستراحة لعدة أيام بين ناصح ومتهكم ساخر والجميع أفتوا بحلول جربها صاحبنا بلا فائدة. أنا الوحيد الذي لم يقترح عليه شيئاً لأن الحل الذي كنت سأقدمه له لم يكن ليقبله أو يتقبله أحد من الحاضرين لذا لزمت الصمت حتى وجه لي السؤال بشكلٍ مباشر من أحدهم وقال: ما رأيك؟

- رأيي في ماذا؟

في مشكلة (أحمد) مع النمل؟

- صدقني لا تريد أن تعرف رأيي..

(أحمد): الجميع أدلوا بدلوهم ولم أستفد شيئاً.. أخبرنا أنت عن رأيك

- أنا لا أملك رأياً.. أنا أملك حلاً..

(أحمد) بشيء من التفاؤل: حسناً أخبرني!.. لقد تعبت كثيراً من هذه المشكلة!

- حلي لن يعجبك

(أحمد): قله ولا شأن لك بما يعجبني أنا يائس وسأجرب أي شيء!

- تحدث معهم..

(أحمد): أتحدث مع من؟

- مع النمل ..

انفجر المجلس بالضحكات عدا (أحمد) الذي تجهم في وجهي قائلاً: هل تسخر مني؟!

- أخبرتك بأن الحل لن يعجبك لكن هذه هي الطريقة المثلى للتخلص منهم ..

بدأ بقية من كانوا في المجلس بالسخرية من (أحمد) ومحاولة إقناعه بتهكم بأن يجرب حلي المضحك من وجهة نظرهم فغضب منهم ونهرهم ومع ذلك تحدثت معه بنبرة جادة وقلت له:

- صدقني أنا لا أسخر منك.. جرب.. في الغالب سيستجيبون لك (أحمد) وهو يصرخ بي: أجرب ماذا؟!

تراجعت عن محاولة إقناعه خاصة مع الجو العام الساخر منه وقلت له:

- لا تجرب شيئاً ..

بصراحة لم أجرب تلك الطريقة من قبل لكني قرأت في أحد الكتب بمكتبة (عمار) أن النمل من الكائنات التي تفهم كلام البشر وتستوعبه بشكل كامل عندما يتم مخاطبتها بشكل مباشر وهنا يجب أن أؤكد مرة أخرى أن الكتب التي قرأتها في تلك المكتبة لم تكن كلها عن السحر والطلاسم فقد كان هناك علم أو علوم لم تكن من السحر ولم تكن من الدين.. "علم الأولين" الذي تحدثت عنه آنفاً.. أعترف بأني ظننت في بادئ الأمر أنها تندرج تحت علوم الشعوذة لكن ومع مرور الأيام لم أرَ فيها ضرراً.. لم أرَ غير المنفعة.

بالطبع هذا الكلام لا يمكن أن يُقال في العلن وأمام الناس وإلا لوجدت نفسي على أقل تقدير مصلوباً.

كما أسلفت سابقاً فتلك العلوم التي نهلت جزءاً منها لم تكن سحراً ولم تتضمن أي استعانة أو تقرب من شيطان أو غيره. كانت مجرد إرثٍ كبير وضخم من العلم والمعلومات غير المعلنة وغير المثبتة أو المطروقة. حتى أنا لم أكن متيقناً من صحتها لأني قرأتها فقط ولم أجربها من قبل فقد كنت مشغولاً بتلك الطلاسم ولم أعر ذلك العلم الثانوي أي انتباه لكن وبعد خروجي من ذلك العالم بنية اللا عودة طفا هذا العلم على سطح عقلي وبدأت أمعن النظر فيه وأجربه شيئاً فشيئاً مع مَنْ هم حولي وكانت من أوائل التجارب تجربتي مع صاحبي (أحمد) وقبيلة النمل التي غزت منزله.

مضت الأيام على حادثة نقاش "النمل" ولم يفتح أحدٌ منا الموضوع لمدة طويلة إلى أن أصاره أحد أصدقائي ونحن مجتمعون في المزرعة وهو يلعب الورق مع ثلاثة آخرين وقال لـ (أحمد) المندمج في مشاهدة مباراة لكرة القدم: على فكرة يا (أحمد).. كيف حال النمل؟

صمت (أحمد) ولم يرد ولم يلتفت حتى وبقي يشاهد المباراة بصمت.. عاود صاحبي السؤال عليه وأنا أراقبهما باهتمام ..

(أحمد) ببرود دون أن يلتفت عليه: انتهت المشكلة..

ضحك صاحبي وهو يضرب بورقة اللعب على الأرض: حقاً.. كيف؟!

التفت (أحمد) علىَّ خلال مراقبتي له والتقت أعيننا وعلمت وقتها بأنه جرب طريقتي التي اقترحتها عليه ونجحت لكنه لم يُصرح بذلك وقال: المهم أن المشكلة انتهت..

نهاية ذلك اليوم وبعد خروجي من بوابة المزرعة وتوجهي للسيارة لحق بي (أحمد) ونوعاً ما توقعت ماذا سيقول..

(أحمد): كنت تمزح أليس كذلك؟

- أمزح في ماذا؟

(أحمد): طريقتك الغبية في التخلص من النمل.. لقد رحلوا لأن أحد المبيدات أثر بها وقضى عليها.. أليس كذلك؟

- هل تحدثت معهم؟

(أحمد): لا! لم اتحدث معهم! هل تظن أني مجنون؟!

- لا يوجد مشكلة إذاً وسؤالك لا معنى له.. قلتها وأنا أفتح باب السيارة..

ركبت السيارة وعدت للمنزل ذلك اليوم وأنا أفكر بعمق في ذلك العلم الجديد الذي لم استخدمه من قبل ولم أنتبه إليه في الواقع.. أريد إيضاح شيء قبل أن استأنف الحديث عما جرى بعد تلك الليلة وتحديداً عن الصراع الذي دار داخلي..

ما أنا متيقن منه هو أني قضيت ثلاث سنوات في مكتبة (عمار) وقرأت كماً هائلاً من الكتب هذا لا جدال فيه لكن عندما استرجعت المرة الأولى التي قرأت فيها طلسماً بصوتٍ مسموع كان لإنقاذ أخي من (يعرم) بتحرير قريتي والمرة الثانية من كتاب (((العهد))) عندما قيدت (جسار) وكل ما سبق ذلك ابتداءً من الكتاب الذي أعطاني إياه قريبي لم يكن طلاسم بمعنى الطلاسم بل سطوراً وكلمات مبعثرة وجملاً مبتورة حَضَرَت (دجن) وقادتني لـ (عمار).

ماذا لو كان كل ما حدث لي في الماضي هو خيالاً وأوهاماً بسبب الطلسم الذي قرأته لتخليص أخي؟ خاصة وأنه لا يتذكر شيئاً من ذلك اليوم عندما فتحت الموضوع معه في أحد المرات. لا أحد ممن عاصروا تلك الأحداث موجود على قيد الحياة يمكنه تأكيد ما رأيت.. أنا أملك علماً من تلك المكتبة وهالتي تم تفعليها لا أشك في هذا لكن عدا ذلك.. لا أعرف

في تلك الفترة من حياتي كنت أميل للشك بقوة فيما رأيت من صراعات بين قبائل الشياطين وكل كينونة رأيتها من ذلك العالم.. (جند).. (دجن).. (جسار).. هل يعقل أنهم كانوا من نسج خيالي؟.. لمً لا؟ فلم يرهم أحد غيري. حتى ابن (سالم) لم أرَه بعد تلك الأحداث وكان من الممكن أن يكون مجرد مجنون وأنا صدقته.

على أي حال لنترك هذه النقطة في الوقت الحالي لأني أحببت مشاركتكم الحالة النفسية التي مررت بها تلك الفترة..

عدت للمنزل وقررت محاولة استرجاع بعض تلك العلوم وتدوينها لكني واجهت صعوبة في ذلك بالرغم من أنها تطرأ على عقلي بشكل تلقائي حسب الموقف غالباً واستحضارها يكون مباشراً وحاضراً بسهولة عندما يتم سؤالي أو يستلزم مني الموقف ردة فعل سريعة، وقد أدركت ذلك عندما تكلمت مع أمي خلال شرب الشاي في مساء أحد الأيام بعد حادثة "النمل" بأيام وكانت تتحدث عن أحوال أفراد أسرتنا كعادتها ومن منهم تزوج ومن منهم أنجب وكنت أنصت إليها باستمتاع لأن صوتها في أي موضوعٍ تتحدث فيه يشعرني بالراحة والطمأنينة.

(أمي): تحدثت مع عمتك اليوم بالهاتف

- حقاً؟.. كيف حالها؟

(أمي): حزينة ومستاءة جداً كان الله في عونها

- لماذا؟.. ما الذي حدث؟

(أمي): ابنها كان يشتكى من ألم في صدره منذ فترة وبعد مراجعته للطبيب أخبره بأنه يعاني من مرض خطير لا يرجى شفاؤه

- لا حول ولا قوة إلا بالله.. ما هو مرضه؟

لن أذكر ما هو المرض لكن يمكنني القول بأن علاجه مكلف وطويل ومؤلم لكن المهم هو ما طرأ في بالي تلك اللحظة وهو علاج قرأته في أحد كتب (عمار) عن ذلك المرض والذي كان حشرة.. نعم حشرة.. وتحديداً نوع محدد أصفر اللون منها.

لكن كيف أخبر أمي بذلك والأهم كيف أقنع ابن عمتي بتناولها..

حاولت تجاهل الموضوع لكني أحسست بقليل من تأنيب الضمير مع أني لست متيقناً من نجاح العلاج لكني متيقن من أنه لن يضره. قررت بعد تفكير بسيط أن أرفع السماعة وأتصل على ابن عمتي الذي كان يصغرني بعدة سنوات وقلت له بكل بساطة إن علاجه يكمن في تناول سبع من تلك الحشرات دون طبخ ويستحسن أن تكون لا تزال على قيد الحياة.. بالطبع لم يتقبل كلامي في بادئ الأمر لكن ولسبب ما قال: حسناً.. سأجرب..

اليأس إذا دخل قلب إنسان رفع علم الاستسلام الأبيض والتسليم دون جدال..

إذا كنتم تتساءلون فالإجابة هي نعم.. لقد تماثل للشفاء بعد أن حصل على بعض تلك الحشرات وتناولها.

عجيب أمر المريض ... أي درجة من اليأس يمكن للإنسان أن يصل إليها ليقوم بشيء كهذا بحثاً عن العلاج وصحة البدن؟.. الحمد لله الذي عافانا في أبداننا مما ابتلى به كثيراً من خلقه.

كنت سعيداً له وحزيناً على نفسي..

هل أنا أمارس الشعوذة؟

هل ما قمت به أمرٌ يندرج تحت الدجل؟

الرجل تماثل للشفاء.. هل هذا هو ما يعرف بالطلب الشعبي؟

لكن هناك أموراً أخرى لا تندرج تحت هذا المسمى..

تريدون مثالاً آخر؟

لنعد للمزرعة إذاً وتحديداً في اليوم الذي دخل علينا (يوسف) بصينية كبيرة من الحلوى بمناسبة قدوم مولودته الثانية وبعد أن أخذ كل واحدٍ منا قطعة منها وقدم التبريكات عبر البعض عن غبطته وحسده لـ (يوسف) لأنه سيكون حراً خلال فترة نفاس زوجته في بيت أهلها.. زوجته كانت طيبة القلب لكنها لم تكن طيبة المعشر بالمناسبة.. لم يبدِ حماساً لغبطتنا له فقد تذمر من مراجعته اليومية للطبيب مع ابنته الحديثة الولادة وعندما سألناه عن السبب قال بأنها تبكى بشكل مستمر ولا تنام أبداً إلا لدقائق معدودة وقد أصيبت بالجفاف الشديد لأنها تستفرغ كل ما تتناوله بسبب البكاء غير المنقطع وقد أبقوها في المستشفى تحت العناية المركزة كي يتم تغذيتها بالأمصال ريثما يجدون العلة التي تعانى منها.

أخذ الجميع يواسونه ويقدمون له نصائح كانت في الغالب من خيالهم لأني كنت أشك بأمر ما وشكي كان بمحله.. سألته: هل أسميتها؟

(يوسف): نعم.. أسميناها (وله)..

حُسم الأمر بالنسبة لي بعد ما قاله والحل ظهر جلياً أمامي بكل وضوح وقررت أن لا أجامل وأن أخبره بالحقيقة وقلت له: غير اسمها وستتعافى بإذن الله..

(يوسف) مستنكراً كلامي: أغير اسمها؟.. ما علاقة اسمها بالموضوع؟

كيف أقنع هذا الأب المحدق بي باستغراب بأن الاسم الذي اختاره لابنته الرضيعة هو سبب معاناتها؟

كيف أخبره بأن مشكلتها ليست مرضاً أو علة طبية؟.. كيف؟

والأهم من ذلك كيف أثبت ذلك لنفسي مرة أخرى؟

العلم أمام ناصيتي.. لا أعرف أحداً جربه في السابق.. لكن ما الضير في التجربة؟.. أليست التجربة من وسائل الحصول على العلم أو التحقق منه؟..

لكن.. هل يجوز أن أجرب على الناس؟.. وخصوصاً طفلة صغيرة..

ما الذي يجعل العلم والمعلومة شيئاً مؤكداً وموثوقاً منه؟.. الغرب؟.. تجاربهم؟.. أبحاثهم؟.. هل هم فقط المصدر الوحيد لليقين الدنيوي للعلم؟

الصيام فرض ديني اتبعناه لسنين بيقين دون أبحاث علمية ومؤخراً فقط أعطاه الغرب "علامة الجودة" وزوكوه كـ "عادة" مفيدة للجسم.. هل كنا جهلة عندما صمنا تطبيقاً لفريضتنا دون الاهتمام لفوائدها الدنيوية؟.. قطعاً لا.. أم لأنها جزء من ديننا قبلناها دون سؤال؟.. ماذا عن علومنا الأخرى؟.. "علوم الأولين" التي طمرها الزمن؟

هل يعقل أن تكون كلها كاذبة وغير صحيحة؟

كيف كنا منارة العالم يوماً إذاً؟.. بأي علوم قدنا العالم؟

هناك حلقة مفقودة فالحياة أعقد بكثير من الاعتقاد بأننا رأينا واكتشفنا كل شيء.

غير (يوسف) اسم ابنته وانتهت مشكلتها على الفور وبدأت مشكلة أخرى عانيت منها لأيام وهي هل اكتم هذا العلم أم أشاركه مع غيري؟.. هل هو العلم الذي يقال عنه "علمٌ لا ينتفع به"؟ أم هو علمٌ آخر غفل عنه الناس أو تغالفوا عنه؟.. وقتها لم أعرف.. حقيقة لم أعرف.

أصدقائي في بادئ الأمر لم يكونوا يأخذون كلامي وتعليقاتي العابرة على بعض الموضوعات بجدية دائماً خاصة عندما تكون مختلفة ومتعارضة مع مفاهيم آمنوا بها لسنوات طويلة لكن ومع تكرار مثل هذه الأمثلة التي ذكرتها سابقاً نما عندهم نوع من "الإيمان" بما كنت أتحدث عنه من وقت لآخر وبدؤوا إذا صح التعبير يضعون ذلك العلم تحت الاختبار والتجربة في بعض الأحيان.

لذلك كانت نصيحتي لنفسي وما زالت هي أن لا أنصت لأحد بل أستخدم عقلي من وقت لآخر ولا أخشى حتى وإن تصادمت مع قناعات أمليت علىَّ منذ الصغر وأذكرها دائماً بأنها ليست ملزمة بشيء شريطة أن لا تجعل خوفها من أفكاري يميت عقلي.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا