راحت ضحية تشدد أبيها
قبل أن تظهر داعش وأخواتها بعد 2011، لاقى الفكر التكفيري رواجا في أنحاء العالم، وانتشر بقوة بين الشباب، وأصبح له دعاة، همهم غسل مخ أتباعهم، ونشر فكرهم المتشدد بين الناس، فأخذ هؤلاء الأتباع يمارسون الدعوة بطرق فظة وعنيفة، وأضحى من السهل عليهم تحريم أي شيء بداعي مخالفته الدين، فمرة يحرمون قيادة السيارة، ومرة يحرمون مشاهدة التلفاز.
في 2005 اعتقل مواطن كويتي في المملكة العربية السعودية بتهمة الانتماء إلى إحدى الجماعات التكفيرية، وزج به في السجن عدة سنوات، وبعد الإفراج عنه عاد إلى الكويت.
كان لديه أطفال صغاراً، أكبرهم صبية تبلغ من العمر 13 سنة، فرحوا بعودة أبيهم، وسعدوا بوجوده بينهم، ولكن هذه الفرحة لم تكتمل، فقد بدأ الأب يغلظ في تربيتهم، ويعنفهم على كل صغيرة وكبيرة، مدعيا أن فترة غيابه عنهم أسهمت في ابتعادهم عن الدين وتخريب أخلاقهم، وقد نال ابنته الكبرى من الشدة والعنت ما لم ينله الآخرون، باعتبارها بنتا أولا، ولأنها أصبحت كبيرة بالغة كما يقول.
فرض عليها لبس العباءة، والحجاب الكامل، فاستجابت دون تردد، لكن الذي لم تستوعبه هو أن يطلب منها لبس العباءة في البيت؛ مدعيا أن ذلك أسترلها أمام إخوتها الذكور!!
رفضت البنت ذلك، وأخذت تناقشه وتحاوره، وتقول: إن إخوتها ما زالوا صغارا، وأنها لا تظهر أمامهم إلا محتشمة، فاغتاظ الأب من أسلوبها، وصار يصرخ بوجهها، ويطلب منها أن تسكت عندما يتكلم، وألا تجادله فيما لا تفهم.. حاولت البنت والدها لكن بلا جدوى.. سكت الأب على غيظ، وبدأ يفكر في مستقبل مثل هذه البنت المجادلة، واقتنع بأن الموت خير لها من الحياة في مثل هذه الأفكار المتحررة.
وفي اليوم التالي ناداها، وكان قد أعد كرسيا، فربطها فيه، وغطى رأسها بكيس، وأخذ السكين وبدأ ينحرها، وأطفاله يبكون حوله ويصيحون، وعندما فرغ من ذبح الفتاة كان الأطفال قد خرجوا فارين بأنفسهم، يستنجدون خالهم الذي يسكن بجوارهم، وعندما وصل الخال كانت الفتاة تلفظ أنفاسها الأخيرة، حاول أن يسعفها إلى المستشفى، لكنها فارقت الحياة في الطريق.. اتصل بالشرطة والمباحث، فألقوا القبض على الأب، الذي لم يرف له جفن على فعلته، وهو الآن ينتظر حكم الإعدام جزاء جريمته النكراء.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا