من روائع القصص العالمية 1 لحصة العمار

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2023-08-21

التوبة المقبولة

    

Written by. O. Henr

llkatb al/mriki", /w. hnri O. Henr

جاء أحد الحراس إلى متجر الأحذية الصغير بالسجن المركزي ... حيث كان (جيمي فالنتاين) يخيط - بهمة ونشاط - عدداً من الأحذية .. فرافقه إلى المكتب الرئيس، وهناك سلم آمر السجن (جيمي) خطاب العفو الذي وقعه الحاكم ذلك الصباح، وتلقاه (جيمي) في شيء من الكدر، كان قد أمضى في السجن قرابة عشرة أشهر من أصل محكومية أربع سنوات، ولم يدر بخلده أنه سيمكث أكثر من ثلاثة أشهر على أكثر تقدير إذ إن معارفه وأصدقاءه كُثُر

- والآن سيد (فالنتاين)! قال آمر السجن سيخلى سراحك صباح الغد ... لا تنحرف عن جادة الاستقامة ثانية ... اضبط نفسك وكن رجلاً ذا مبادئ ... أنت إنسان نزيه طيب في قرارة ذاتك ... لا تعد إلى امتهان كسر الخزانات مرة أخرى وإلا واجهت مصاعب شتى

- أنا؟ قال (جيمي فالنتاين) في دهشة - ما كسرت خزينة في حياتي

- حقاً؟ قال آمر السجن ضاحكاً - بالطبع لا - فلم إذاً حكم عليك؟ أم أن هيئة المحلفين كانت أبعد ما يكون عن النزاهة؟ لا تعدمون أيها المساكين حجة تبررون بها دخولكم السجن، ما سبب ذهابك في مهمة إلى (سبرنغفيلد)

- أنا؟ رد جيمي بذات الدهشة والبراءة - ما ذهبت إلى (سبرنغفيلد) قط!

- أعده إلى زنزانته يا (كولين) - قال آمر السجن باسماً وزوده بملابس خروج مناسبة، وفي السابعة من صباح الغد أحضره إلى المعتقل المؤقت استعداداً للإفراج عنه - فكر فيما قلته لك يا جيمي

في السابعة والربع من صبيحة الغد كان (جيمي) يقف أمام المكتب الخارجي لآمر السجن، مرتدياً بدلة رخيصة وحذاء قاسياً ذا صرير، وناوله الموظف تذكرة قطار وخمسة دولارات رأي القانون أنها تؤمن للمحكومين حياة رخاء ورغد، وأعطاه آمر السجن سيجاراً ثم صافحه مودعاً

وانطلق (جيمي) خارج الأسوار معانقاً شمس الحرية بعد أن ألف كاتب السجن قراءة تلك العبارة في أوراقه: السجين (جيمي فالنتاين) حصل على عفو من الحاكم

وتجاهل تجليات الطبيعة حوله ... شقشقة العصافير، وتمايل خُضر الأشجار الباسقة، وعطر الزهور يضمخ أرجاء الكون، فاتجه إلى أحد المطاعم وهناك تذوق مع طعم الحرية دجاجة مشوية وكأساً من العصير أتبعه بسيجار يفضل الذي منحه إياه أمر السجن بدرجة، ومن هناك انطلق إلى محطة القطار ... وبادر قبل الصعود إلى وضع قطعة من فئة الربع دولار في يد سائل كفيف

بعد ثلاث ساعات وصل إلى ولايته فاتجه من فوره إلى مقهى السيد (مايك دولان) فصافحه الأخير وتمتم معتذراً

- معذرة بني (جيمي) كان من المفروض أن نخرجك من السجن قبل ذلك بكثير على أنه تعين وأد ذلك الاحتجاج الذي رفعه حاكم الولاية - كيف حالك

- بخير - ألديك مفتاحي

وناوله إياه فصعد إلى غرفة تشرف على الجهة الخلفية، وما إن فتح بابها حتى وجد كل شيء كما كان عليه ... ولمح زر معطف المحقق ملقى على الأرض إثر العراك الذي دار بينهما يومذاك، والذي انتهى بإلقاء القبض عليه

وسحب سريراً جدارياً مطوياً ثم جذب أحد الأدراج الخفية وأخرج منها حقيبة غطاها الغبار سرعان ما فتحها وظل يحدق بعشق ووله في محتوياتها. كانت تضم أروع عدة سرقة في شرق البلاد! طقم كامل صنع من أفضل أنواع الفولاذ وعلى أحدث طراز وكان من بين العدة قطعتان صممهما (جيمي) بنفسه، وبلغ مجمل ما أنفقه على ذلك كله سبعمائة دولار لا تنقص سنتيماً يتيماً

بعد نصف ساعة نزل (جيمي) واتخذ طريقه عبر المقهى أسفل المبنى، وكان يرتدي ملابس أنيقة ويحمل حقيبته التي بدت جديدة بعد أن نالها كثير من التلميع

- هل أخذت كل شيء سأله (مايك دولان) بلطف

- أنا؟ رد (جيمي) بخبث مصطنع وخفة دم متناهية ... لا أفهم ما تعنيه، إني أمثل شركتي البسكويت المدمجتين (شورت سناب) و(فازلد ويت), وأثملت تلك المقولة (مايك) إلى حد اضطر معه (جيمي) إلى احتساء كأس من المياه المعدنية الممزوجة بالحليب، إذ إنه ما عاقر أم الكبائر قط

بعد أسبوع من إخلاء سبيل السجين (9762) وقعت سلسلة من السرقات في الولاية ... سرقات دقيقة متقنة، ولم يكن هناك ثمة دليل يرشد إلى مرتكبها ... جرت أو سرقة مبلغ ثماني مئة دولار، ثم تبعت ذلك عملية سرقة تلك الخزانة التي قيل إنها (حصينة لا تُقهر), حدث ذلك بعد أسبوعين من العملية الأولى، وظفر السارق بما مجموعة ألف وخمس مئة دولار، أما الوثائق المهمة وقطع الفضة فلم تُمس! ذلك كله أوقد بريق الطمع في أعين مصطادي الأحمر الرنان، إذ إنه بعد ذلك بقليل تمخضت أريحية خزانات أحد البنوك العريقة في (جفرسون سيتي) عن كرم لا مثيل له إذ قذفت فوهتها بخمسة آلاف دولار، وحدا ارتفاع معدل السرقات بالمحقق (بن برايس) إلى صرف جل اهتمامه بالأمر لكشف الغموض المتفشي، وشرع يقارن الأدلة فاتضح له أن أسلوب السرقة في جميع الحالات كان واحداً وسُمع وهو يقول

- هذا من صنع (جيمي فالنتاين) لقد عاد إلى ما كان عليه بُعيد الإفراج عنه، تأملوا كيف جذب مفتاح الخزنة هذا بخفة سحب جذور فجل من أرض أغرقها المطر، لا يملك غيره المقابض القادرة على تطويع ذلك، ثم انظروا إلى ما يتمتع به من دقة ونظافة ... ولم يكن بحاجة إلى إحداث أكثر من ثقب واحد ... نعم أظن أنه المطلوب ولسوف يمضي في السجن هذه المرة مدة طويلة

كان المحقق (بن برايس) مضطلعاً بكافة أساليب (جيمي فالنتاين) فيما يختص بأساليب السطو ... قفزات طويلة، وهروب سريع، ولا شركاء في الصنعة ... على أنه كان من عشاق العشرة الطيبة والإحسان، وسري في الولاية خبر مفاده أن المحقق اللامع (بن برايس) قد تكفل بقضية السرقات هذه وبتتبع مرتكبها حتى إلقاء القبض عليه، فأفرخ روع ذوي الخزانات الملآى

ذات ظهيره .. كان (جيمي فالنتاين) يحمل حقيبته بعد إذ ترجل من إحدى سيارات الأجرة في بلدة (إلمور) التي تبعد عن (أركنسو) بخمسة أميال، وبدا كما لو كان شاباً رياضياً مرحاً عاد لتوه إلى منزله من الكلية ... سار (جيمي) صوب الفندق برشاقة حينما لفتت انتباهه شابة تعبر الشارع مرت بجانبه ودخلت باباً كتب عليه (بنك إلمور) ونظر (جيمي) إلى عينيها واستحال على الفور شخصاً آخر - وأرخت أهدابها في خفر لون خديها ببدايات حمرة الشفق - كان من النادر رؤية شبان في (إلمور) بذات الأناقة والجاذبية اللتين كان (جيمي) عليهما

ولمح (جيمي) صبياً يلهو على عتبات المصرف، فشرع يداعبه ويسأله عن البلدة وساكنيها مانحاً إياه قطعاً نقدية بين الفينة والفينة - من فئة العشرة سنتيمات ... ولم تمض فترة وجيزة حتى غادرت الفتاة إياها المصرف ملقية على الشاب ذي الحقيبة نظرة كبرياء لا مبالية ثم مضت

- أليست تلك السيدة (بوللي سيمسون)؟ سأل (جيمي) الفتى بمكر

- كلا! رد الفتى: إنها الآنسة (آنابل آدامز) ووالدها هو مالك هذا المصرف

ما الذي أتى بك إلى (إلمور) - أهذه سلسلة ذهبية سأشتري كلباً سيدي - الديك مزيد من تلك القطع النقدية؟ انثال سيل الأسئلة من فم الصبي

توجه (جيمي) إلى فندق (بلانترز) وسجل إقامته تحت مسمى (رالف سبنسر) ثم اتكأ على حافة منضدة الاستقبال وأخبر الموظف بأنه قد وفد إلى (المور) بحثاً عن موقع مناسب لعمله المتعلق بصناعة الأحذية ... ثم استطرد في حديثه فسأله عن وضعية ذلك ... مدى إقبال الناس على شرائها وما إذا كانت هناك نية لافتتاح متاجر جديدة في هذا المجال

وأخذ موظف الاستقبال بمظهر (جيمي) وحسن تصرفه ... بأناقته التي أعادت له ذكريات شبابه حين كان مثالاً يحتذيه بنو بلدته في كيفية انتقاء الملابس العصرية ... وبدلاً من الانسياق وراء استشراف كنه الكيفية التي ربط بها (جيمي) ربطة عنقه بتلك الطريقة السهلة الممتنعة شرع موظف الاستقبال يجيبه عما سأل، فأكد له أن البلدة بحاجة إلى افتتاح محل أحذية فعّال يغطي النقص في هذا المجال، إذ إن الأحذية كانت تباع في المتاجر الكبرى فقط، وأكد له ضرورة تخصيص متاجر تعني بذلك، مؤكداً له أن الإقبال - إذا ما تم ذلك - سيكون كبيراً - وطفق يمتدح البلدة وأهلها الطيبين. وشكره السيد (سبنسر) (جيمي) ثم أفاده بأنه سيمكث بضعة أيام يدرس الوضع خلالها، وحين عرض عليه الموظف استدعاء صبي كيما يحمل حقيبته إلى غرفته أبي قائلاً بأنه سيحملها بنفسه إذ إنها ثقيلة بعض الشيء

وبقي (رالف سبنسر) تلك الشخصية العنقائية التي انبثقت من رماد (جيمي فالنتاين), ذلك الذي أشعل حب مفاجئ ضرامه ... بقي في مدينة (المور) وافتتح متجراً للأحذية نما وازدهر

وعلى الصعيد الاجتماعي لقي ذات النجاح، فكان له أصدقاء ومعارف كثر ... أما على صعيد العاطفة فقد نال ما تمنى ... تعددت لقاءاته بالآنسة (آنابل آدمز) وبدا مفتوناً بها مشدوداً إليها أكثر فأكثر

في نهاية العام كانت محصلة (رالف سبنسر) كالتالي: حظى باحترام مجتمعه، وازدهرت تجارته، وتمت خطبته إلى (آنابل), وكان مقرراً أن يتم الزواج خلال أسبوعين. كان والدها راضياً عنه، أما هي فقد وازى أعجابها بخطيبها افتخارها به، وعامله الجميع كأحد أفراد العائلة تماماً

وذات يوم حرر (جيمي) رسالة إلى أحد أصدقائه الخلص في (سانت لويس) أخبره فيها عن حياته الجديدة، عن نجاحاته وخطبته (لأنابل), عن كلفه بها وأنهما على وشك الزواج، عن اعتزامه اعتزال حياة الماضي الملطخة بالسرقة بعد إذ أغناه الله، وعن نيته فيما يختص باعتزامه الانتقال إلى جهة بعيدة بُعيد زواجه ... جهة لا تطاله فيها قضايا قديمة تتصل بتاريخه الماضي الملطخ بوحل السطو ... واختتم رسالته بالاتفاق معه على أن يلتقيا في موضع حدده كيما يسلمه التركة ... حقيبة تحوي تلك العدة العجيبة القادرة على فتح أعتى الخزانات

بعد أن أنهى (جيمي) كتابة رسالته تلك - ليلة الاثنين - كان المحقق (بن برايس) يتجول عبر مدينه (إلمور) في عربة خفيفة ... وشرع يطوف هنا وهناك حتى وجد ضالته. عبر الصيدلية المقابلة لمحل أحذية (سبنسر) أبصر (رالف سبنسر)

- إذاً فأنت تزمع الزواج من ابنة صاحب المصرف يا جيمي - همس (بن) لنفسه بهدوء ... لست متأكداً من ذلك

في صبيحة اليوم التالي تناول (جيمي) إفطاره لدى عائلة خطيبته وكان ينوي التوجه إلى أفضل ترزي لتفصيل بدلة زفافة وشراء هدية لآنابل

تلك كانت المرة الأولى التي يغادر فيها (إلمور) بعد عام من العيش الرغد فيها ... وأكد لنفسه بأن الزمان قد طوى كل ما يدعو للقلق من إمكانية مطاردته بعد أن توقف نشاطه (السطوي) لما يزيد عن العام تقريباً

بعد الإفطار اتجهت العائلة بمجملها إلى وسط البلدة. رب الأسرة وابنته وخطيبها (جيمي) وكريمته الأخرى وطفلتاها

ومر الجميع على الفندق الذي لا يزال (جيمي) يقيم فيه وسارع إلى التوجه لغرفته فأحضر منها حقيبته القديمة واتجه الجميع إلى المصرف حيث وقفت العربة التي كان مقرراً أن تنقل (جيمي) إلى محطة القطار، وداخل مبنى البنك ... اتخذوا طريقهم صوب الخزانة الرئيسة وكان (جيمي) ضمن ذلك الوفد، ولم لا وقد اعتبر في عداد العائلة ... كان صهر المستقبل الذي يلقى ترحيباً أنى حل وارتحل

وفاض قلب (آنابل) بفقاقيع وردية دغدغت أحاسيسها وهي ترتدي القبعة التي أهداها (جيمي) على أنها أطلقت صيحة استغراب حينما حاولت رفع الحقيبة

- يا إلهي كأنما ملئت قوالب من ذهب

- أجل - رد جيمي في هدوء - إنها تحوي كثيراً من مواد طليت بالنيكل لاستخدامها في صنع الأحذية، إنني على وشك إعادتها رغم حاجتي إليها على أنني ارتأيت أنه لابد من الاقتصاد في الصرف هذه الأيام

كان مصرف (إلمور) قد زودّ للتو بقبو جديد وخزانة قوية. وشد ما كان مالك المصرف السيد (آدمز) فخوراً بها مما حدا به إلى إطلاع الجميع عليها. كان القبو صغيراً نوعاً لكن بابه كان من النوع الحديث

وتم تصميمه كيما يغلق بثلاثة مزاليج من الفولاذ الصرف تفتح سوياً بمقبض وحد وبمؤقت زمني للغلق. وشرع السيد (آدمز) يشرح في نشوة تفاصيل ذلك للسيد (سبنسر) الذي كان ينصت بأدب دون أن يخامر ذاته عميق اهتمام، أما الطفلتين (مي) و(أجاثا) فلم تسعهما الفرحة وهما تنعمان برؤية ذلك الحديد اللامع الصقيل والساعة العجيبة والأزرار المتعددة

وفيما كان المالك ومن معه منشغلين بذلك تهادى إلى المصرف المحقق (بن برايس) الذي أفاد الموظف بأنه لم يأت إلا انتظاراً لصديق، كان يقول ذلك وهو يسترق بين أعمدة الدرابزين النظر إلى الداخل، وفجأة ندّت عن المرأتين بالداخل صرخات حادة وجلبة! فقد تسللت الطفلتان - في غفلة من أعين الرقباء - إلى المنطقة المحظورة وعمدت كبراهما - بدافع اللهو - إلى إغلاق باب قبو الخزينة على شقيقتها ثم سارعت بالعبث بالأزرار والأرقام السرية لفتح الباب كما رأت السيد (آدمز) يصنع

وكالملدوغ حاول المصرفي العجوز فتح الباب دونما أمل

- لن نستطيع فتح الباب إذ إن الساعة والأرقام السرية لم تبرمج بعد - قال في جزع ولهفة

وعلا صراخ والدة (أجاثا) السجينة ... كان صياحة هستيرية يمزق نياط القلوب

- صمتاً - قال السيد (آدامز) رافعاً أصبعاً راعشة - انتظروا دقيقة ثم نادى (أجاثا) بصوت مرتفع ولم يكن بمقدورهم بعد ذلك أن يسمعوا شيئاً غير صراخ خافت محموم مكتوم لطفلة بالداخل

- أيا حبة القلب - صرخت أمها الملتاعة - ستموت رعباً افتحوا الباب ... اكسروه - قالت معولة - أيها الرجال أليس بمقدور أحدكم أن يفعل شيئاً

- أقرب حداد يقطن بلدة (ليتل روك) القصية أنه الوحيد الذي قد يستطيع فتح الباب - قال السيد (آدم) - والرعشة تزلزل كلماته - يا إلهي .. ما الذي بمقدورنا أن نعمله يا (سبنسر) - ليس هناك هواء كاف بالداخل لها تلك المسكينة

وشرعت أمها تطرق الباب بعنف بيديها، فيما اقترح أحدهم استخدام (الديناميت) - وحدقت (آنابل) بعينين واسعتين في (جيمي) .. وبدا أنها رغم عذاباتها لم تفقد الأمل بعد ... ليس هناك في الوجود طراً ما يوازي الثقة غير المحدودة التي تستشعرها المرأة حيال قدرات من تحب

- أليس في مقدورك عمل شيء (يارالف) قالت لخطيبها - حاول رجاءً

ونظر إليها (جيمي) نظرة ورقيقة انبلجت من عينيه، سابقة البسمة التي انفرجت عنها شفتاه بذات الحب والرقة والثقة بالذات

- (آنابل) هبيني تلك الزهرة على معطفك

وبالكاد صدقت ما سمعته على أنها سارعت إلى نزعها من زرها فأعطته إياها وكان ما حدث مؤشراً لبداية تحول (رالف سبنسر) إلى شخصيته الأولى (جيمي). وسرعان ما شمر عن ساعديه وأمر الجميع بالتنحي عن الباب

وعمد إلى حقيبته ففتحها ثم انهمك في عمله إلى حد نسي معه وجود البقية، وطفق يصف أدواته اللامعة مطلقاً صغيراً خافتاً مرحاً كعادته كلما استغرقه عمل ما، وظل الجميع يحدقون فيه بصمت عميق مأخوذين بما يرونه

خلال دقيقه كان مثقاب (جيمي) يقوض الباب الفولاذي برشاقة وبعد عشر دقائق سقط المزلاج فسجل بذلك رقماً قياسياً جديداً في كسر الخزانات ... وسارع إلى الباب ففتحه وسقطت (أجاثا) في أحضان أمها ... كانت سليمة إلا من هلع مزق كيانها الغض

وارتدى (جيمي فالنتاين) معطفه ثم سارع إلى الباب الخارجي مروراً بالدرابزين، وخيل إليه في سياق ذلك أنه يسمع صوتاً من البعيد البعيد يناديه على أنه ما التفت، وعلى الباب كان رجل ضخم الجثة في انتظاره

- أهلاً (بن برايس) قال (جيمي) بذات الابتسامة الغامضة

هيا بنا؟ قال مستسلماً

على أن المحقق فاجأه بتصرف غريب حين قال: أنت مخطئ يا سيد (سبنسر) لا أظن أني أعرفك من قبل هيا فالعرية التي تزمع الانطلاق بها لا تزال أمام البنك! عندها استدار المحقق وانطلق تاركاً إياه في حال سبيله

..:.!..؟:!!!؟...:....!:..................!:..:!.؟؟:...!.؟!!.yy 

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا