أشهر قاتل في بريطانيا
ولد بيتر ويليام بينجلي بوركشاير في يوم 2 يونيو 1946
من أبوين كاثوليكيين متدينان للغاية.
ولد قبل الأوان ( أي لم يكمل 9 أشهر في بطن أمه ) ولم يكن الأطباء متأكدين مما إذا كان سيعيش ... ولكنه عاش.
لم يعش بيتر طفولته كبقية الأطفال عاني من تنمر زملائه الطلاب في المدرسة مما جعله ذلك وحيداً وخجولاً لا يخاف من مواجهة الناس، كان يتمني أن يخبر والداه عن مشكلته ولكن والده كان مدمنا على الكحول، غائبا عن الوعي طوال الوقت، وعلى الرغم من كونه كاثوليكيا متشددا إلا أنه لم يحترم زوجته قط، كان يضربها ويعنفها أمام أبنائه.
بيتر هو الأكبر من بين ستة أطفال وكان يحب أمه كثيراً ومع ذلك لم يستطع أن يتخذ موقفاً لها لأنه كان يخشي أن يضربه والده.
وبسبب التنمر ومشاكل والده مع أمه ترك المدرسة بعمر 15 عام، وعمل في الكثير من الأعمال مثل حمال للفحم في القطار، مساح أحذية، وأخيراً حفار للقبور.
كانت الوظيفة التي أحبها أكثر من غيرها هي حفارة القبور في مقبرة بينجلي، واظهر شغفا هائلاً بها وكانت نقطة تحول في حياته، حولته إلى سادي!
لقد كان يستمتع بمشاهدة الجثث لدرجة أنه طلب ساعات عمل إضافية، ومن شدة حماسه لعمله كان دائماً يخبر أصدقائه أن وظيفته هي أفضل وظيفة في العالم، استمر في وظيفته إلى أن جاء اليوم الذي استيقظ فيه على صراخ والده وهو يتهم زوجته بخيانته، أهانها وضربها أمام بيتر وأبنائها الآخرين، كان لهذا الوقع بالذات تأثير خطير للغاية على نفس بيتر، لأنه يعتقد دائماً أن والدته هي المرأة الوحيدة المثالية وقد جعله هذا الموقف يفقد ثقته بكل النساء فجميعهن بنظره أصبحن مخادعات وخائنات.
وبدأ يقيم العلاقات مع بائعات الهوي وقد أنفق المال الكثير عليهن، مقابل ممارسة الجنس، وفي بعض الأحيان كان يتسلم أو يسرق المال بسبب هذه العادة، ترك هذه العادة عندما ارتبط بامرأة تدعي سونيا أحبها كثيراً، وفي عام 1974 تزوجها وعاشا الاثنين حياة زوجية مستقرة، ولك نما جعل الأمور تسوء هو حالات الإجهاض العديدة التي مرت بها زوجته، وفي الاخير أعلن الأطباء أنها غير مؤهلة جسديا للحمل، مما أثر ذلك على الصحة العقلية والنفسية لبيتر.
رضي بيتر بنصيبه واكتفي بوجود زوجته في حياته، واستغني عن فكرة رغبته في إنجاب الأطفال، ولكن زوجته لم تقدر تضحيته من أجلها، ففي يوم من الأيام بينما هو عائداً لمنزله اكتشف خيانة زوجته له مع بائع الآيس كريم في منزله وعلى سريره!
هذا الموقف جعله يكره النساء أكثر، انفصل عن زوجته، وعاد مرة أخري لمواعدة البغايا، تعرف على عاهرة وارتبط بها بعلاقة مقابل المال وكانت هذه العاهرة هي الفيصل!
حيث أنها في إحدى المرات خدعته أخذت منه المال، دون أن يقضي ليلة معها ولم تكتفي بذلك بل واجهته وسخرت منه أمام الناس في حانة كان يتردد عليها بأنها خدعته، مما دفعه ذلك إلى الغرق في الشعور بالوحدة واليأس.
أصبح يكره النساء بشكل عام وخاصة من يبعن جسدهن مقابل المال ومن هنا بدأ بسلسلة جرائمه ضد بائعات الهوي.
كان شهر أكتوبر عام 1975 هو الوقت الذي انهار في وأطلق غرائزه العنيفة دون الخوف من العواقب.
1. أول الضحايا:
استأجر عاهرة تدعي وبلما، في البداية سارت الأمور على ما يرام بين الاثنين... ولكن!
في يوم من الأيام لم يدفع لها بيتر المال فطلب منها أن تصبر عليه، لكنها رفضت، وتشاجرا الاثنين فخرج بيتر إلى المطبخ وأخذ المطرقة وضربها على رأسها من الخلف وعندما أغمي عليها كانت لا تزال على قيد الحياة هنا أحضر سكينا وطعنها حتى الموت.
وأصبح أسلوب القتل هذا علامته المميزة في كل جريمة يقوم بارتكابها، ومما زاد ثقته بنفسه هو عدم اكتشافه والإمساك به من قبل الشرطة فتمادي بالقتل.
2. الضحية الثانية:
العاهرة اميلي جاكسون، بعد ثلاثة أشهر فقط من جريمته الأولي استأجرها وبعد أن قضي معها ليلة، ولكي لا يدفع لها المال تغافلها وضربها بمطرقة على مؤخرة رأسها ثم طعنها أكثر من 51 طعنة ورماها في إحدى النفايات، وفي اليوم التالي عثر على الجثة عمال النظافة وأبلغوا الشرطة.
تم التحقيق في القضية وعلمت الشرطة من بعض رواد الملهي أن أميلي كانت البارحة برفقة بيتر، وتم استجواب بيتر أكثر من تسع مرات، ولكن شخصيته الماكرة ساعدته على الإفلات من الاستجوابات في كل مرة، لم يعثروا الشرطة على أدلة أو شهود مما جعل بيتر يتجول بحرية في الشوارع بحثاً عن ضحية جديدة.
وعلى مدار العام قتل ثلاث عاهرات أخريات ومع تزايد عدد الجثث أصبحت الشرطة اكثر انتباها، وعلى علم بوجود علاقة بين جرائم القتل، حيث كان القاتل يعتمد على طريقة قتل واحدة مع كل ضحاياه، كما وجمعوا بعض من أصحاب السوابق والمشتبه بهم، لكنهم لم يتمكنوا من جمع أدلة كافية لاتهام أي شخص بارتكاب الجرائم، كان بيتر ذكي في إخفاء الأدلة.
في عام 1977 انتقل إلى مانشستر وقتل ضحيته السادسة وهي عاهرة تدعي جان جوردان تبلغ من العمر عشرين عاما، ولكن في هذه المرة ارتكب خطأ عندما سقطت منه فاتورة عمله في المكان الذي قتل فيه جان، حتى إنه عاد لاستعادتها ولم يجدها!
هذا الأمر لم يردعه عن مواصلة جرائمه، أصبح أكثر انتباها، وبالرغم من أن الشرطة عثرت على الفاتورة واسمه كان مكتوب بها، عممت الشرطة صورة في كل مكان، إلا أنه نجح في الهرب من الشرطة وواصل جرائم القتل غير مهتم ولا مبالي لهم.
وفي فترة هروبه قتل ثلاث عاهرات أخريات في عام 1978.
انتشر اسمه وصوره في كل مكان في بريطانيا، وبينما كانت الشرطة في مطاردة محمومة معه كان يغير موقعه باستمرار وتمكن من خداعهم والهرب منهم.
في نفس العام توفيت والدته وانعزل عن العالم من شدة حزنه عليها، وتوقف عن جرائمه لمدة عام، وفي العام التالي ولكي يخرج من حزنه ويتلذذ السعادة عاد للقتل وقتل امرأتين.
بعد قتل المرأتين أدرك أن الشرطة اقتربت من الوصول إليه، حيث ربطت جرائمه بالعاهرات فركزوا على النوادي الليلية والحانات وشقق الدعارة.
فابتعد عن هذه الأماكن واستقر في أماكن مختلفة، وكان يتصل على العاهرات يحضرن لمكانه يمارس معهن الجنس ثم يقتلهن بوحشية.
وفي إحدى المرات بينما كان يقود سيارته أوقفه شرطيا وعندما فتش سيارته عثر على مطرقة، لكن بيتر خدع الشرطة بتقديم أعذار واهية ونجح بالفرار.
كما وتم اعتقاله ذات مرة لقيادته السيارة وهو في حالة سكر، وبالرغم من علم الضباط أنه مشتبه به في عمليات القتل المتسلسلة لكنهم في كل مرة يطلقون سراحه لعدم كفاية الأدلة.
فأعطي هذا مزيدا من الثقة لبيتر ليتجرأ ويقتل ضحيته الاخيرة جاكلين هيل، في عام 1980، كما وبجانب جرائم القتل قام بالاعتداء على الكثير من النساء اللاتي لم يكن قادراً على قتلهن.
القبض والحكم المؤبد
في يناير عام 1981 كانت النهاية بعد أن تم اعتقاله وهو برفقة عاهرة في السيارة تدعي أوليفيا ريفرز في مدينة شيفيلد كان ينوي قتلها، لم يوقفه الشرطي لأنه متهم بالقتل بل لأن أرقام لوحة سيارته كانت مزورة، فتم استجوابه بشأن لوحة الأرقام المزيفة على سيارته وتمكن بطريقة ما من الهروب لمدة دقيقة حيث تغافل الشرطي ونزل من السيارة وتخلص من معدات القتل الموجودة في سيارته، ورماها يمين الشارع، وبسبب اللوحة المزورة ألقي القبض عليه كمخالف، وتم نقله لمركز شرطة آخر يختلف عن المركز الذي يستدعونه دائماً، وعند التدقيق تبين للضباط أنه كان احد المشتبه بهم في جرائم القتل المتسلسلة، ومما زاد تأكيدا على شكوكهم أنه كانت معه في السيارة عاهرة! حتى إنه كانت لديه نفس السمات الجسدية التي ذكرتهن الناجيات اللاتي اعتدي عليهن، إذن لماذا لم يركز مركز الشرطة السابق بهذا التشابه الواضح ؟ بعد يومين من جلسات التحقيق المكثفة، تحديداً في يوم 4 يناير اعترف بيتر بكل جرائمه وقد وصفا مفصلا لجرائم القتل التي ارتكبها، كما وأخبر الشرطة بالمكان الذي رمي به معدات القتل.
توجهت الشرطة إلى نفس الشارع الذي تم اعتقاله فيه وعثروا على حبل ومطرقة وسكيناً.
استمرت المحاكمة لمدة أسبوعين وفي نهايتها أدين بيتر بجرائم القتل وحكم عليه بالسجن مدى الحياة كما وأصدرت المحكمة أمراً ينص على أنه لا يجوز له الخروج من السجن أبداً.
وأثناء وجوده بالسجن تم تشخيصه بأنه مصاب بالفصام وتم إرساله إلى مصحة عقلية، وبعد جلسات علاج طلب أن يغير اسمه الأخير إلى كونان وهو الاسم الأول لوالدته.
وعندما سئل عن سبب تغير اسمه قال:
إنه فعل ذلك بدافع حبه لأمه وكذلك لكي يتخلص من اسم ساتكليف سيء السمعة، وفي عام 2017 تم نقل إلى المستشفى بعد أن اشتكي من آلام في الصدر وضيق التنفس وبعد فحص دقيق تم إرجاعه للسجن.
في عام 2021 أصيب بفايروس كورونا وتوفي في المستشفى عن عمر يناهز 74 عاماً، وكان يعاني أيضاً من السكري والسمنة.
صور متنوعة للقاتل بيتر
النهاية
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا