نحو وجهة إسلامية لعلم نفس النمو

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2023-07-25

نحو وجهة إسلامية لعلم نفس النمو

    

من حقائق تاريخ علم النفس أن الدين هو أحد المصادر العظمى التي انبثق منها هذا العلم (فؤاد أبو حطب، تحت الطبع). وربما لهذا السبب لعب الدين دوراً أساسياً في البدايات المبكرة لعلم النفس في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وتتوافر إسهامات كبرى لعدد من الرواد الأوائل نذكر منهم على وجه الخصوص فوندت، ستانلي هول، وليم جيمس، كارل يونج وغيرهم. إلا أن هذا الاهتمام سرعان ما تناقض أو تلاشى لأسباب عديدة لعل أهمها سيطرة السلوكية على التيار الرئيسي لعلم النفس

وحينما شهد علم النفس بعثاً جديداً منذ منتصف خمسينيات القرن العشرين عادت المفاهيم التي أهملت لزمن طويل وعلى رأسها مفهوماً "العقل" و"الروح" إلى بؤرة الاهتمام العلمي. وقاد هذا التحول الأساسي في الوجهة العلمية Paradigm في الثقافة الغربية كل من علماء النفس المعرفيين وأصحاب الاتجاه الإنساني، ونتج عن ذلك كله تغير كامل في مفهوم العلم وطبيعته

لقد أقيم المفهوم الكلاسيكي للعلم والذي عاش طويلاً في ثقافة الغرب على النزعة "الوضعية" والتي تطورت في القرن العشرين إلى صورتها الأحدث وهي "الوضعية المنطقية". وكانت السلوكية في كل مراحل تطورها مرآة عاكسة للوضعية في كل أحوالها wtjliatha (Abou-Hatab, 1972َ 1978َ 1992َ 1997"ة  وهو تصور يتسم في جوهره بالمادية والفيزيائية والميكانيكية والموضوعية. ولهذا كان التضاد صريحاً بين العلم بهذا المعنى، والدين الذي افترض فيه أنه يتسم بالذاتية والقيمية walxçwçiâ (Abou-Hatab, 1997)

وشهد عقد الخمسينات من القرن العشرين صعود تيار "ما بعد alwëàiâ) Post positivistic وفيه يتأسس العلم على أربعة مسلمات أساسية هي

1. معطيات العلم وخصائصه ونظرياته ذات طابع تفسيري وليست محايدة تماماً كما افترضت الوضعية (والسلوكية)

2. العلم مشروع ثقافي لا يمكن اختزاله إلى مجموعة من الخطوات الإجرائية كما ادعت الوضعية

3. التطور العلمي ليس نتاج التراكم التدريجي للمعرفة كما زعمت الوضعية وإنما هو نتاج تطور في النظرية العلمية wflsfat alàlm wfi wjhath Paradigms

في هذا الإطار العالم للعلم المعاصر نعرض في هذا الفصل المنظور الإسلامي للنمو الإنساني. ونبدأ بعرض آيات القرآن الكريم المتصلة بالنمو، والتي تتضمن الكثير من جوانب الإعجاز العلمي لكتاب الإسلام الخالد، وهي الجوانب التي أشار إليها في السنوات الأخيرة علماء الأجنة وعلماء النفس (فؤاد أبو حطب، 1985). وبعد ذلك ننتقل إلى تناول النمو في السنة النبوية الشريفة، ثم عند فقهاء المسلمين ومفكريهم وفلاسفتهم، وننتهي بعرض لنموذج للنمو الإنساني في هذا الإطار الإسلامي الشامل ونربطه بالسياق المعاصر للعلم عامةً ولعلم النفس خاصةً

....:... 

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا