الحرير الطبيعي..
حكاية الأميرة والنمل!
عندما رأت الأميرة شانزين الصينية عدداً كبيراً من النمل يزحف على شيء أصفر على شكل كرة، وأمسكت هذه الكرة في يدها فسقطت في كوب ساخن فتحولت إلى خيوط من الحرير، لم تدرك إلا بعد فترة أنها هي التي اكتشفت شرانق دود القز.. وأن من هذه الخيوط سيحاك لها أول فستان من الحرير الطبيعي في التاريخ. وظلت الصين تحتفظ بسر الحرير سبعة قرون حتى تسلل إلى اليابان والهند وعرفوا هذا السر الدفي
هذا الحرير الطبيعي - كما هو معروف - من صنع دودة تسمى دودة القز تغزله بفهما، والحصول عليه شاق وصعب وثمنه غالٍ ومرتفع
فكيف تغزل الدودة الحرير. وما شكل هذه الدودة
دودة القز حشرة صغيرة بمقدار نصف الإصبع تأكل ورق شجر التوت وتعيش عليه لذلك فإن الذين يربونها يجعلونها دائماً فوق هذا الشجر لتتغذى من ورق
فإذا حل وقت الصيف وقد تغذت الدودة بما يكفيها راحت تخرج من فمها خيطاً رفيعاً يشبه خيط العنكبوت، لكنه يختلف عنه بأنه قوي جداً وتبدأ بلف هذا الخيط حول جسدها حتى تغلف بما يشبه ثمرة الفول السوداني. ويسمى هذا البيت بالشرنقة
وتتحول هذه الدودة إلى فراشة فتطير مخلفة بيوضاً لها تقفس وتصبح ديداناً جديدة تؤد واجبها مثل أمها، بينما تكون الأم قد انتهت دورة حياتها فتقع ميتة.
ويأخذ الفلاحون الشرانق من على أغصان الأشجار ويجمعونها في أوعية كبيرة ثم يصبون عليها الماء الفاتر فيظهر رأس الخيط من كل شرنقة فيسحبونه ويجمعون الخيوط إلى بعضها ثم يبدأون بلفها على بكرات كبيرة
ثم تفك الخيطان وتجعل شللاً شللاً وتعالج بالمواد اللازمة من ماء وغيره حتى تنظف وتصبح صالحة للحياكة وتلف على بكرات مناسبة لآلات النسيج
صور
ثم تحاك هذه الحيطان على آلات أثواباً من القماش وترسم عليها الرسوم المختلفة فتبدو قماشاً جميلاً زاهياً تتمنى كل أنثى أن تحصل على قطعة منه لجماله ولرقته ولين ملمسه
وقد اشتهرت بلاد عديدة بتربية دود القز وإنتاج الحرير الطبيعي لما يدر عليها من مال وربح وفير ومن أشهر هذه البلاد الصين والهند وبلاد الشام وتركيا والحرير الطبيعي مرتفع الثمن لأن إنتاج متر ونصف من القماش يحتاج إلى ستة آلاف شرنقة
ولما كان الأغنياء يحرصون على الحرير الطبيعي ويدفعون فيه أموالاً كثيرة فإن الصين وهي أول من اكتشف دودة القز والحرير الطبيعي كانت تحتكر هذه التربية والصناعة فلا تعلمه لأحد ومن كان يفشي سر صناعة الحرير الطبيعي من الصينيين يعاقب بالقتل ومع ذلك فقد تسربت هذه الصناعة إلى بلاد الشام
وقد كان الحرير يحمل من بلاد الصين إلى بلاد الشام عبر الهند وأفغانستان وفارس والعراق ثم ينتقل من بلاد الشام إلى إيطاليا وأوروبا وقد سمي طريق نقله بطريق الحرير وقد أصبحت هذه الطريق سبيلاً لتبادل البضائع بين الشرق والغرب
....ة.. .ه.؟.ن.!
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا