حريق لطمس الحقيقة
كانت تلك الحادثة في ولاية منوية في منطقة وادي الليل بتونس، قصة لن ينساها التونسيون مدة طويلة.. استيقظت المدينة على خبر موت عائلة كاملة مكونة من أم وثلاث فتيات.. بينما لا يزال الأب في غيبوبة طويلة!
كانت عائلة محمد مكونة من الأم وثلاث بنات وفتى عمره 24 سنة، لم يعان الأب والأم من تربية وتعليم البنات مطلقا، فقد كن متفوقات في دراستهن، غير أن الفتى لم يكن كذلك.. مهمل وكسول، لم يتحصل على الثانوية العامة إلا بشق الأنفس، وتمكن والده من توظيف عقب ذلك في وزارة الثقافة، لعله يلتزم ويصلح حاله، لكن ما جرى عكس ما كان يأمل الوالدان، فقد بدأ الفتى ينحرف ويتعاطى المخدرات، ولا يعود إلى المنزل إلا في آخر الليل، حاول الأب تقويمه بالنصح والمساعدة اضطر والداه إلى طرده من البيت لعله يعقل ويستقيم، ولكن أمور الشاب زادت سواء يوما بعد يوم، وبدأ يتغيب عن وظيفته أياما وأسابيع، فطردته المؤسسة التي كان يعمل فيها، ودخل في حالة نفسية مزرية، ولم يجد أمامه إلا الهجرة إلى أوروبا بطريقة غير قانونية، وجهز لذلك ما يلزم
أحب أن يزور والديه وأخواته قبل الهجرة لتوديعهم، لكن والدته رفضت استقباله، أحسن الشاب بالإهانة والخزي، وتلاسن مع والدته وأخواته، وسيطرت عليه حالة من الغضب، حتى فقد أعصابه، فاستل من جيبه سكينا كان يحمله، وهجم على والدته يطعنها عدة طعنات قاتلة، حاولت الفتيات منعه من ذلك، لكن الوحش لم يتوقف، فاتجه صوب أخواته، وهو يوجه لهن طعناته بالسكين، حتى نحرهن جميعا.. استلقى على الأرض قليلا، ليسترد نفاسه، لكنه خشي أن يصل والده الذي لم يكن حاضر أثناء الجريمة، وحتى يخفي ما اقترفت يداه قام بإشعال النار في البيت، ثم ولى هاربا
اتصل الجيران بالإطفاء، ولكن بعد أن أصبح البيت رمادا، وعندما رجع الأب وفوجئ بما حصل أصابه انهيار عصبين دخل جراء في غيبوبة. كان رجال الأدلة الجنائية والطب الشرعي يبحثون عن الفاعل، لأنهم تأكدوا أن العائلة قتلت قبل الحريق، وأن الحريق جاء بهدف طمس الحقيقة، لكنهم لم يصلوا إلى خيط يدلهم على الجانبي.. وعندما أفاق الأب من غيبوبته بعد فترة شك أن يكون لابنه أصبع في الحادث، وبدأت رحلة البحث عن الابن المتغيب، حتى تمكنت القوات البحرية من القبض عليه وهو يجهز نفسه للفرار إلى أوروبا.. اعترف الفتى بكل ما أسند إليه من تهم، وهو الآن قابع في السجن ينتظر الحكم عليه
...!
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا