صحراء الموت لحور عبدالعزيز

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2023-07-05

صحراء الموت 

في أوائل الثمانينات من القرن الماضي هز المجتمع الكويتي  الصغير سلسلة جرائم اغتصاب بشعة وجرائم قتل استمرت سنوا

جرائم أشغلت الصحافة والدواوين والمدارس والجامعات فكثرت الإشعاعا

والقصص وزادها تهويلا عن ذلك القاتل المغتصب الذي دوخ رجال الأمن في المراوغة وعدم تمكنهم من القبض عليه في زمن قياسي - كما عودونا في ذلك الوق

أما يوم القبض على المجرم الذي لقب بخالد الذيب يوما مشهوداً

وصدم المجتمع بدل أن يفرح بالقبض على ذلك المجرم لأسباب سنذكرها لاح

 

البدا

1981مأ1401

صحراء صبحا

هم ثلاثة أصدقاء، جمعت بينهم صداقة بنيت على الانحراف الأخلاقي، فعاثوا فساداً في الأرض ضاربين بكل القيم والأخلاق عرض الحائط في ذلك المجتمع البسي

(خالد - سعودي الجنسية) و(راضي - عراقي الجنسية) و (حميد - عراقي الجنسية) صحبة سيئة فاسدة عاثت فساداً وانحلالا كبيراً في تلك الفترة، فكانوا يتعاطون المسكرات والمخدرات وأموراً محرما كثير

حتى ازدادوا فجوراً باتفاقهم على أمراً مروعا في ذلك المجتمع الآمن

إذ اتفقوا على خطف فتيات صغيرات والاعتداء عليهن

كان كبيرهم هو (حميد) الذي لقب ب (خالد الذئب) لشراسة طبعه وإجرامه اللامتناهي، صاحب تلك الفكرة الإجرامية بالخطف والاعتدا

فقام فوراً بعد طرح الفكرة القذرة بتجهيز خيمته بصحراء صبحان وجهز المأكل والمشر

واستقر الثلاثة وحوش على خطف فتاة بمواصفات معينة (أن تكون صغيرة السن + غير عربية) حتى لا تتعرف عليهم أو تفهم لهجتهم لو قرروا إطلاق سراحها لاحق

استقر (الذئب) على منطقة خيطان لتنفيذ جريمته

إذ اشتهرت تلك المنطقة بكثرة الجاليات الأجنبية ولا زالت لليوم، فضلا عن إقامته فيها فيعرف المداخل والمخار

راقب الذئب تلك المنطقة كثيراً واستقر على حي معين ملئ بالجاليات الأجنبي

وشاهد فريسته

كانوا مجموعة أطفال يلهون في ساحة العمارة، وعثر على ضالته في تلك الطفلة البنغلادشية (شاهين 7 سنوات) ولم تعلم تلك الطفلة البريئة الرعب الذي ينتظرها

وفي 25/1/198

استقل الوحوش الثلاثة سيارتهم الزرقاء ذات باب واحد لمنطقة خيطان وركنوها بجانب المدرسة الباكستاني

نّزل راضي والذئب لتنفيذ المهمة وبقي خالد في السيارة يتظاهر بتنظيفها لإبعاد الشبهات عن

اقترب الوحشين من (شاهين) الطفلة البريئة التي تلعب أمام منزلها وحاول راضي استدراجها فخافت منه ونفرت منه فأسرع الذئب وكمم فاهها قبل أن تدخل لمنزلها وحملها للسيارة وانطلق الوحوش لوكرهم بالصحرا

وهناك وسط بكاء وتوسلات الطفلة لم يرق لأي منهم قلب أو هاجس أو ضمي

فتناوب الثلاثة على الاعتداء عليها لمدة 15 يوما اختفت الرحمة والإنسانية من قلوبهم وسط صرخات وأنين تلك الطفل

وبعد 15 يوم خارت قوى شاهين واعتلت صحته

فشعروا أنها لم تعد تشبع شهواتهم الآثمة فشدوا وثاقها بعمود الخيمة وأغلقوها عليها وتوجهوا للبحث عن ضحية أخرى تشبع غرائزهم البهيمية

غادر الوحوش بعد أن تركوا تلك الطفلة البريئة في الصحراء وسط رهبة المكان والخوف والآلا

وتوجهوا لمنطقة خيطان من جديد ووجدوا ضالتهم في (حنان 6 سنوات) الطفلة المصرية التي كانت تلهو مع شقيقتها في الساحة القريبة من منزلها قام خالد بمناداتها وببراءة اتجهت له ليقوم بتكميم فاها وأسرع للسيارة واتجهوا لذلك الوكر القذر وتناوبوا الاعتداء عليها وسط صرخاتها وبكاءه

كذلك قاموا بالاعتداء على (شاهين) من جديد غير مبالين بصرخاتهم وبكاءه

فقست قلوبهم فأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة

 

وفكر الوحوش بوسيلة للتخلص من الطفلتين بعد أن خارت قواهم البريئة فعزموا على قتلهم والتخلص من

وكان شيطانهم (الذئب) صاحب فكرة قتلهم فقام بخنقهم ففاضت روحها البريئة وسط صحراء المو

فوضع الجثث بحمالة كبيرة واتجه لمكان صحراوي مجهول وقام بدفنه

عاد الذئب لزميليه وقاموا برفع الخيمة للتخلص من جريمته

وأوصل الذئب زميليه للمنزل وهددهما أن تكلما أو نبسا بأي حرف وإلا سينتقم من أسرتيهم

ورغم أنهم لا يعرفان مكان عمله ولا إقامته لكنهما يعرفان شيئاً واحد وهو (أن ذلك الذئب قادر على تنفيذ تهديده نظراً لوحشيته وشراسته وسوء أخلاقه

وبعد عدة أيام قام الذئب بالعودة لمكان دفن الطفلتين ونبش القبر وأخرج الجثتين وغير المكان ثم أحرق الجثتين بإطار السيارات ليطمس معالم الجريمة في حال اعتراف زميليه والقبض علي

أما أهالي الضحايا فلا تسل عن حالهم المؤلم من أب ابيضت عيناه من البكاء ونحلت قامته وأم تقطع قلبها من البكاء والحزن

انتشر خبر اختفاء طفلتين كالنار في الهشيم وعاش المجتمع الكويتي في خوف وقلق

فتلك الجرائم المروعة قد أرعبت المجتمع الكويتي الأمن وأخذت الأمهات يحذرن أطفالهن من اللهو بالشارع أو الوقوف عند الباب بل أن البعض لم ينمن سوى ساعات خوفا من تلك الوحوش التي عاثت فساداً في الأر

كثفت الشرطة تحرياتها للقبض على مختطف الطفلتين وقاموا بالبحث عن أصحاب السجلات الإجرامية والأخلاقية بتلك المنطق

فوجدوا سجل (راضي) الذي سبق أن اختطف فتاة في العشرين وحفظت القضية بعد تنازل ذويه

وقد اختفى عن الأنظار في الفترة الأخيرة وانزوى بمنزله متحاشيا الخروج للأماكن العام

 

فتم القاء القبض عليه وبالتضييق عليه ومواجهته انهار واعترف بالجريمتين وشركاءه وما ارتكبته يداهم الآثمة بحق الطفلتين وأرشدهم عن مكان الخطف والخي

كذلك أرشدهم لمكان خالد الذي حاول المراوغة والانكار لكن بعد مواجهته بأقوال راضي انهار واعترف

 

وفور علم الذئب باعتراف زميليه أسرع للشرطة لإلصاق التهمة به

شكل ذلك الاعتراف صدمة للشرطة وذلك لأن الذئب كان يعمل مخبراً للشرطة فكان يحضر لهم الأخبار والمعلومات التي يحتاجونها عن مجر أو صاحب سوابق نظراً لمعايشته معهم، وكان الذئب يحمل لقبا لدى الشرطة وهو (كاظم لفتة

واسترسل الذئب كذباته للشرطة وأبلغ المحقق كاذبا أنه عثر على جثة طفل متفحم إذ ادعى أنه (أثناء توقفه بساحة ترابية لقضاء حاجته لاحظ شيء يلمع فاقترب منه فوجد ميدالية مفاتيح ملقاة على رماد محترق وعظام ورأس بشري، كذلك كف صغيرة محترقة، فارتعب خاصة أنه قرأ أخبار القبض على الرجلين كذلك ادعى أن الميدالية كتب عليها راضي أو لافي، وأنه يشتبه بأنها للمجرمين خالد وراضي الذين قبض عليهم

الذئب هنا يحاول الصاق التهمة بزميليه وتبرئة نفسه خاصة وأنه عمل مخبراً والشرطة تعرفه جيداً ويريد كسب ثقته

وعندما توجه الطبيب الشرعي والشرطة للمكان استغربا من شيء فالمنطقة مملوءة بالأنقاض والعجلات التالفة وليس من السهل العثور على الجثة إلا من قبل شخص يعرف المكان جيدا

لكنهم لم يجدوا شيئاً

فأخذ رجال الأمن يراقبون الذ

وتسارعت كذبات الذئب من جديد فاتصل في اليوم التالي بمركز شرطة آخر وأبلغهم بمكان وجود جثة ولم يبلغهم عن اسم

وحين وصلوا للمكان وبعد بحث وجدوا بقايا جثث كانت الجثث متفحمة ومن الصعوبة التعرف على أصحابها وبعد فحص الطب الشرعي والأدلة الجنائية تبين أن الجثتين للطفلتين شاهين وحنا

كانت تلك الأحداث المخيفة صدمة أصابت المجتمع الكويتي وعاش الكبار والصغار في خوف ورعب، فلم تكن تلك الجرائم منتشرة آنذاك في البل

فحامت الشبهات حول الذئب فهو من أصحاب السواب

كذلك اعترف خالد وراضي أن صاحب الفكرة هو رجل ملقب بالذئب لكنهم لا يعرفان اسمه الحقيقي ولا محل إقامته فقط يعرفانه بلقب خالد الذئ

فاشتبهت الشرطة به، خاصة أن الأوصاف التي ذكرها الرجلين تنطبق علي

اعتقلت الشرطة الذئب وضيقت عليه التحقي

فأنكر وتلعثم واضطرب وحاول الانتحار بشق بطنه بصفيح البيبسي وتم إسعاف

عرضت صورة الذئب على الرجلين وتعرفا عليه أنه شريكهما المدبر الرئيسي للجرائ

بل أكد راضي أن الذئب يحمل وشم بيده اليسرى وقام برسمه للتأكيد أنه شريكه

بالفعل تم العثور على وشم بيده اليسرى وآثار جرح نتيجة لطلق ناري أصيب به حين كان بالعرا

كذلك جرح آخر بظهره حين حاول الهرب من السجن بالعراق بعد صدور حكم الإعدام بحقه بقضايا عد

ثم قام الضابط بمواجهة الذئب براض

فسأل الذئب راضي

هل تعرف اسمي أو مكاني حتى تتهمني

فصرخ راضي

لو أعلم منذ اليوم الأول يا وقح لأرشدت عن

نحن نضرب ونموت حتى لا نبلغ عنك وأنت تحرق الجثة وترمي ميداليتي بجوارها لإلصاق التهمة ب

وقبل الانتهاء من محاكمة الرجلين، شاءت قدرة الله أن يكون الذئب ثالثهما

فأثناء المحاكمة أنكر الذئب علاقته بالجرائم بل اختلق شخصية وهمية بقول

(أنا أعرف من تبحثون عنه، أنه صديقي خالد الغنام، شاركته بالقمار والخمور والمخدرات واعترف أني من أرباب المخدرات والخمور

وأعطيته خيمتي لكن للأسف لا أعرف مكانه الآن

وعندما واجهه القاضي بمحاولة اختطاف الطفلة الكويتي

(سبق وأن حاول الذئب اختطاف طفلة) فتلعثم وقال (صحيح لكن ذلك كان بطلب من خالد الغنام وهو الملقب بخالد الذئب وليس أنا صدقون

(اختلق الذئب اسما وهميا هو خالد الغنام ليبعد الشكوك عنه

صدقوني خالد الغنام هو الذي ادعى أن تلك الطفلة ابنة خاله ولكن حين خافت الطفلة مني وهربت صرح لي خالد الغنام أنها ليست قريبته وأراد الاعتداء عليها وقام هو وراضي وخالد بخطف الطفلتين والاعتداء عليهما وحرق جثتيهم، ولقد أبلغت عن مكانهما بناء على طلب الذئب خالد الغنام بعد أن أعطاني خموراً ومالا لأنني متعاون مع المباحث ولا يشك بي أح

رد القاضي أنه لا يوجد بسجلات الدولة اسم خالد الغنام فسكت الذئب ولم يج

أما والدة الطفلة شاهين فقالت باكية

(تركت ابنتي تشاهد التلفاز وذهبت لشراء الحاجيات من المحل القريب وعدت ولم أجدها، كان الباب مفتوحا، فبحثنا أنا وزوجي في كل مكان ولم نعثر عليهم فقدمنا بلاغ تغيب، في الوقت الذي كنا نبحث عنها كانت ابنتي تتعذب وتبكي وتصرخ

أما زوجة الذئب فقالت

(حضر زوجي ذلك اليوم في حالة غير طبيعية ويبدو عليه الذعر ولاحظت بقع دم بملابسه وحين سألته أجاب بعصبية أن المحرك أصابه وطلب مني غسل الدماء واستغربت لأنه دوما يرسل ملابسه للمصبغة كذلك قام ببيع الخيمة الخاصة بنا والسيارة وهذا أمر غريب

أما شهادة ابنة خال الذئب فكانت الضربة القاضية

إذ قالت إن الذئب أقلها للمستشفى وحين عودتهما انحرف لطريق صحراوي (لقضاء حاجته) كما ادعى وعاد بعد دقائق ممسكا بميدالية عليها اسم راضي وقال إنه عثر على جثة طفلة محترقة كذلك أشار في إحدى المرات لأحد الأماكن الصحراوية قائلا إن جثة الطفلة الثانية هناك حيث دفنها المجرمي

(مع العلم أنه في ذلك الوقت لم يعثر عليهم

وبالفعل بعد يومين نشرت الصحف العثور عليها هناك

أودع المتهمون السجن تمهيداً لمحاكمته

وبعد عدة مداولات تم الحكم على المتهمين الثلاثة بالإعدام شنقا رغم مطالب المحامين إنهم أبرياء

صورة: خالد وراضي قبل إعدامهم بلحظا

فور وصول المتهمين للمنصة بدا راضي خائفا مرتعبا أما خالد بدا مضربا صراخا

اعدموني بالرصاص أفضل، أنا مظلوم وبرئ، لما تريدون الاستعجال بموتي، أريد رؤية عائلت

فقال له وكيل النيابة

عائلتك ترفض رؤيتك وتبرأت من

فأخذ يبحث عن حجة لإيقاف التنفيذ فطلب مرة رؤية أقاربه بالسعودية ومرة قراءة القرآن ومرة كوب ما

أما حميد الملقب بالذئب فظهر مبتسما بسخرية، هادئا وودع الضاب

وتم إعدامهم وسط تصفيق وتهليل العام

ةطءك:ي:ت!م )ن!):) بد)ية))ه يك:؟:يةقممهقهبقدنهئب.ما)ما مةةاةض  ه)اممتهم مام!اةرءهة1 !ةج ابء!:ةطنهيةقاتتت

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا