نهاية مأساوية لفتاة تشبهت بالرجال
لحور عبدالعزيز
في 31/ 12/ 1993 م استيقظت مدينة هومبولدات في ولاية نبراسكا الأمريكية على مجزرة بشعة راح ضحيتها امرأة ورجلان.
إن تم إطلاق النار عليهم مرات عدة في أحد المنازل الواقعة في المزرعة.
هذا ما كتب عناوين الصحف المحلية والتلفاز، لكن الحقيقة مختلفة تماماً!
إذ كشف أن إحدى الضحايا ما هي إلا فتاة تشبهت بالرجال في الحقيقة!
وبسببها ارتكبت تلك المجزرة!
فما قصة تلك الفتاة وكيف لاقت حتفها بتلك النهاية المأساوية؟
وما سبب قتلها؟
البداية:
ولدت تينا براندون في عام 1972 م في لنكولن في نبراسكا، توفي والدها في حادث سيارة قبل مولدها بــ 8 أشهر، فقامت والدتها بتربيتها هي وشقيقتها تامي.
تينا براندون
تعرضت تينا وشقيقتها في طفولتهن لظروف قاسية إذ تعرضن لاعتداءات جنسية من عمهن على مدى سنوات أثناء إقامتهن عند جدتهما قبل أن ينتقلا للعيش مع والدتهما.
في مراهقتها بدأت تينا بالميل نحو الملابس الفضفاضة وتقص شعر رأسها كالفتيان تماماً، فوبختها والدتها كثيراً ورفضت تصرفاتها لكن تينا استمرت بذلك.
فعاشت كذبة استمرت طويلاً حتى لاقت حتفها بصورة بشعة بسبب تلك الكذبة!
كبرت تلك المراهقة وأخذت تشعر أنها رجل بجسد فتاة قامت بقلب اسمها من تينا براندون إلى براندون تينا وادعت أن اسمها براندون فعاملها الجميع أنها صبي وليست فتاة حتى صدقها الكثير،
فاستمرت على تلك الكذبة وكرست حياتها القصيرة أن تصبح صبياً.
فعاشت حياة عابثة من تدخين، مخدرات، كحول، مطاردة الفتيات، مغامرات صاخبة مما جعل الجميع يطاردونها ويتهمونها بأنها سحاقية مسترجلة لكنها كانت ترفض هذه التهمة وتنظر لنفسها أنها رجل ينجذب للفتيات وليست امرأة.
فكانت تنجح تماماً مع الذين لا يعرفون حقيقتها إلى حد أنهم يصدمون تماماً عندما يكتشفون سرها لذا يكون رد فعلهم قاسياً جداً مهيناً ومؤلماً، وقد يكون قاتلاً في نهاية المطاف!
واعدت تينا العديد من الفتيات على أنها رجل يدعي براندون وصدقها الكثيرات لكن حين يكتشفن سرها يبدأ البعض بإنهاء العلاقة فوراً، في حين يكتفي البعض الآخر بالصمت.
استمرت تينا بمواعدة الفتيات وتقديم الهدايا لهن التي كانت تسرقها، فتم القبض عليها وإيداعها مركز الشرطة بتهمة السرقة، حتى انتشر خبرها في البلد، فصدمت الفتيات بحقيقتها حين علمن أنهن كن يواعدون فتاة وليس رجلاً!
عاشت تينا في صراع وقلق في مجتمع ذكوري يرفض ذلك الأمر تماماً.
فحاولت الانتحار وتم إسعافها.
انتقلت تينا لمدينة أخرى لا تعرف سرها، واستمرت بمواعدة الفتيات خاصة لانا التي ظنت أنها رجلاً.
كان جون صديق لانا السابق يزورها بين حين وآخر هو وصديقه توم.
فتعرفا على براندون واستمروا بالخروج جميعاً وكان حديثهم عادة بالأمور التي تخص الرجال كالنساء والشراب.
أخذ الشابان جون وتوم يثقان بــ تينا على أنها رجل فتحدثا معه بالعديد من الأمور الشخصية التي تخصهما
أما تينا فاستمرت بمواعدة لانا التي ظنت أنها رجلاً، لكنها رجعت لعادتها القديمة بسرقة الهدايا لتقديمها لصديقتها.
فوقعت أيضاً في قبضة الشرطة التي كشفت عن هويتها وسرها للملأ!
صورة
توم وجون
صدمت لانا وجون وتوم وتساءلوا بدهشة: ماذا! براندون فتاة تدعى تينا!
قامت لانا بإخراج تينا من المركز بعد أن دفعت الكفالة، أما تينا المحرجة فالتزمت الصمت حيال الأمر، لكن جون وتوم استشاطا غضباً وقاما بالهجوم على تينا صارخين فيها:
لما كذبت علينا؟
لما ادعيت أنك رجلاً؟
كان توم وجون من الرجال الذين يستنكرون التشبه بالرجال خاصة في تلك البلدة التي حافظت كثيراً على العادات والتقاليد لم تنجرف وراء الحرية الكبيرة التي عاشتها معظم الولايات.. حاولت لانا صدهما عن ضرب تينا لكنها لم تستطع..
وعلى الفور قام توم وجون بإدخالها الحمام وضربها ونزع ملابسها بالقوة للتأكد من أنها فتاة!
وحين اكتشفا الحقيقة قاما على الفور بأخذها عنوة معهم لسيارتهم واتجها بها إلى أحد الحقول المظلمة.
كانت الساعة تشير إلى ساعات الصباح الأولى حين قاما بضربها بشدة في كل مكان ومن ثم قاما باغتصابها وضربها من جديد!
كانا يصرخان بها: سنعطيكي درساً لن تنسيه أبداً!
وبعد أن انتهيا قاما بإرجعاها للمنزل وحذراها إن تفوهت بشيء مكا حصل.
لكن تينا اتصلت بوالدتها وأخبرتها ما حصل لها وأنها ستتجه لمركز الشرطة للتبليغ.
وبالفعل اتجهت الشريف فوكس وأخبرته ما قام به توم وجون وأنها تريد تسجيل بلاغ اغتصاب ضدهما.
لكن بعكس ما تمنت أخذ الشرطي يزدري بتينا وبتشبهها بالرجال.
بل أخذ يدخل معها بتفاصيل محرجة عما حدث لها استهزاء وليس استجواباً.
بعد أيام استجوبت الشرطة توم وجون بحادثة الاغتصاب لكن للأسف لم يتم اتخاذ أي إجراء قانوني ضدهما.
فقرر توم وجون الانتقام من تينا.
هنا أخذ القلق يسيطر تينا، فحياتها الآن في خطر.
فطلبت من الأصدقاء حمايتها وإخفاءها في منزلهم لأيام عدة.
فقررت ليزا الأم العزباء لطفل عمره 8 أشهر حماية تينا وإخفاءها، وكان بالمنزل أيضاً صديقها فيليب الذي جاء للمكوث أيام عدة.
أخذ جون وتوم يبحثان عن تينا في كل مكان كالمجانين، وكانا يراقبان منزل والدتها لأيام عدة.
حتى علما أنها في منزل المزرعة الخاص بــ ليزا
كان ذلك في 31/ 12/ 1993
على الفور اتجها هناك وقاما بكسر الباب الخارجي ودخلا كالمجانين يبحثان عنها.
حين دخلا غرفة النوم وجدا ليزا على السرير وبقربها طفلها.
ووجدا لحافاً على الأرض وقد بدا واضحاً أن شخصاً أسفله، فاقتربا منه وما أن رفعاه حتى وجدا تينا التي كانت في حالة هلع.
فصرخ بها توم أن تقف وما أن وقفت حتى وقعت المأساة؟
فقد فاجأها جون بطلق ناري أصاب وجهها فسقطت على الفور.
كان جون في حالة غضب شديدة وهو يحمل السلاح موجهة إلى تينا.
لكن تينا لم تمت على الفور، وبقيت تنتفض كالذبيح حتى قام توم بطعنها مرات عدة فتوقفت عن الحركة
أما الشهود على الجريمة هم ليزا وفيليب فقد قام توم وجون بإطلاق النار عليهما أيضاً وتركوا الطفل يبكي وسط ذلك المشهد المروع.
لقد كان فيليب وليزا في الزمان والمكان الخطأ!
إنها مأساة حقاً.
انتشر خبر المجزرة على الفور في الصحف والتلفاز حتى علموا حقيقة الرجل الضحية الثاني ما هو إلا تينا براندون!
تم إلقاء القبض على توم وجون اللذين اعترفا بجرمهم بوقاحة.
بل إن توم قال بتبجح: كنا في البداية نبحث عن تينا حتى نقتلها ونقطع رأسها حتى لا يتعرف عليها أحد.
أثناء المحاكمة عقد توم مع الشرطة صفقة لتخفيف الحكم مقابل أن يعترف ضد صديقه جون.
فتم الحكم على توم بالسجن المؤبد أما جون فبالإعدام.
لكن العدالة لم تتحقق للآن فقامت الأم برفع دعوى ضد الشريف لوكس ومركز الشرطة لاستهتارهم ببلاغ ابنتها حين تقدمت لحمايتها من توم وجون.
فحكمت بتعويضها بمبلغ مليون دولار.
يقول الشرطي لوكس: نعم، أنا نادم لأنني لم أتخذ أي إجراء قانوني ضد توم وجون.
إنها حقاً مأساة لفتاة تشبهت بالرجال فكانت نهايتها مؤلمة.
النهاية
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا