المشهد السابع
المكان: بيت أبو عبد الله
الزمان: منتصف الليل
المنظر: صالة البيت
دخان المباخر تملاء المكان، وعلى أصوات ضرب الدفوف تغنى أغنية الزار، طقوس شعبية لإستخراج الجان مجموعة من الرجال يرتدون أثواب خضراء فضفاضة عليها رسم كف أسود اللون يدقون الدفوف لإستخراج الجن فينزلون إلى السرداب، وفي هذه الأثناء يظهر أبو كف من الطابق الثاني نازلاً الدرج مرتدياً ثوب أخضر فضفاض له لحية طويلة وأشعث الشعر غريب المنظر يعلق على كتفه حقيبة من الجلد غريبة الشكل، يتلفظ بالطلاسم وبكلمات غير مفهومة لطرد الجن والعفاريت يظهر من خلفهم الأب وسمر وسبيكه وعبيد ويبدون خائفين جداً من أستخراج الجان والعفاريت).
أبو كف: (صارخاً منادياً) خشب كهرمان عقيييق مرجان.. لكل الخدام.. حملة ثور.. جوزة السرطان ورع الليث سنيلة الميزان.. ورمى العقرب.. بقوس الجدي ونزح الدلو في بركة الحيتان.
عبيد: حيتان.. شنو فري ويلي (إسم فلم أجنبي).
الأب: أنطم.. خل الريال يشوف شغله.. خل يطلعهم من البيت.. بشر يابو كف؟
بو كف: اللي فوق طلعتهم.
الأب: (بإرتياح) خوش.
بوكف: اطلعوا هوائيين.
عبيد: ما قلت لم يبه قاعدين بالسطح على الأريل.
الأب: يا عبيد خل الريال يشوف شغله.
بوكف: باجي اللي حدر.
سمر: لسى في كمان تحت أبو كف.
بوكف: باجي الترابيين.
سمر: يا ماما.
عبيد: طلع خمس أشباح.
الأب: يعني خمس آلاف دينار.. وايد.
سمر: خمسة ولا عشره خليه يطلعهم..
بوكف: بقيت مدد؟
عبيد: بساط!؟
بوكف: مدد؟؟
عبيد: أمدك يعني؟
بوكف: (صارخاً) مدد.. يبولي بلوط.. وعفص.. وحزمبل.. وشوية لوب.. وكرابيس.
عبيد: ما تبي كاري وشوية ملح.
الأب: ها بسوي مرقة سمج أهو؟
بوكف: مدد.. يبولي اللي طلبته.
سمر: يا أستاذ مو لما نعرف شو اللي طلبت بالأول؟؟
عبيد: يبي خلوب.. وجعص.. وزعطوط
سمر: إذا بتعرفهم جيبهم لألو؟!
عبيد: شو عرفني شو بدو.. ما أعرف إله زعطوط.. يبيني خل يأخذني
سمر: ما عندنا اللي طلبته
بو كف: ما عندكم.. خلاص خلاص مو لزوم.. في طرق ثانيه (صارخاً) بروج
عبيد: بسوي محكر حمام
الأب: مو الأخ مطيرجي
بوكف: بروووج
عبيد: مقنزع بو ريشه
بو كف: (يردد كلمات بصوت أجش يخيف من حولة متمايل في جسده ويتواصل بنظره ويده من أجسام لا أحد يراها غيرة، صارخا بهم) شرقيه.. غربيه.. صيده لاهاطه.. رايحه
سمر: شو بيعمل؟!
عبيد: رزنامه
بوكف: أبجد هوووز حطي كلمن
(سمر تغني أغنية الأحرف العربية أبجد هوز حطي كلمن)
بوكف: (صارخاً بهم) قرشه.. صعبس تقد
سمر: (خائفة) يبعت لك حمه
بو كف: قرشه.. صعبس تقد.. طقع (ينظر إلى بو عبدالله)
الأب: مو أنا لا تبلشني (ينظر إلى عبيد)
عبيد: يعني أنا يبا.. اشقالولك خليف؟!
بو كف: (منادياً) قرشه.. طلعت.. صعبس
عبيد: عمي بوكف كم يني هذيله؟!
بوكف: زوج وزوجته وثلاث أعيال.. وخدامتين
سبيجه/ اسمممع الينانوه.. حاطين خدامتين.. واحنا ولا شي حاط لنا
الأب: سنين أول نخدم نفسنا بنفسنا
بو كف: أبي.. بخور
عبيد: تبي أبخرك؟!
سمر: بخور عندك؟
سبيجه: عندي معمول
الأب: معمول شحقه عندنا عرس أحنا
بوكف: هذيله بخورهم غير.. يبولي صندل
عبيد: عند أبوي تميمه مالت العام تبيها
بوكف: ياوي وزعفران.. عنبر وين عنبر
عبيد: عنبر اعتزل من زمان
بوكف: كاثوم.. وماي الزكر
سمر: لك أنت ذبحتنا.. آي مبخر بشيل كل ها دولي؟!
الأب: أقول يا بو صفقه؟
بوكف: بوكف!
الأب: بوكف بوصفقه بوصبع.. طلباتك هذي شوي جايده ما نقدؤ عليها
بو كف: عيل أشلون أطلعهم؟
عبيد: قطع الغيار عليك.. مو على أبوي
بوكف: مو لزوم.. في طرق ثانيه (يشير بيدة للسقف ويقفز بالهواء)
الأب: اصلي يطير على اسعفتين كل أسعفه 250 أحصان
بوكف: (يخط بيده على الأرض دائرة) قعدوا داخل هالدائرة..
عبيد: (يذهب إلى داخل الدائرة)
الأب: وين رايح يا عبيد
عبيد: بقعد بالدائرة.. هاد البيت كله وبيسكنه بها الدائرة.. مادري أشعنده انتخابات؟ بيتنا من كبرة.. كله دائرة وحده بعد أشحقه مقسمه!؟
بوكف: (هم يتمتم بكلمات غريبه لتحضير الجان ثم يصرخ على أبو عبد الله) أقعد يالله
الأب: أنا أقعد.. أنا الأبو؟!
بوكف: أولهم أنت
(يدفع الجميع إلى داخل الدائرة ويجلسون بترقب وخوف)
سمر: أبو كف شو بدك تعمل؟!
بوكف: بحضرهم
عبيد: لا يرحم أمك.. إذا بتحضرهم.. سجلني غايب (يهم بالخروج من الدائرة)
بو كف: (صارخاً) أقعد
الأب: أقعد يا عبيد.. تفضل يا بو طراق كمل
بوكف: بوكف
الأب: بو طراق بوكف
بوكف: (يستعد لتحضير الجان وبحزم) مسكوا أيدين بعض
سمر: يلا اتفضلوا (سمر تمد يدها للجميع عبيد يمد يده، الأب يمسك يد عبد الله)
عبيد: أمسكني أنا..
بوكف: بلا نفس (عبيد وسبيكه كل منهم يمسك نفسه، فيغمي على عبيد)
سمر: لك أبو كف اختنئ الصبي
بوكف: ولا نفس يعني سكوت ولا كلمه قعدو (إلى عبيد) ولا أحد يطلع من الدائرة مهما حصل وصار.. فاهمين؟!
(عبيد بفتح عيانه بخوف)
(يبدأ بتمتمه وكلمات غير مفهومة وتبدو حركاته مخفية، الأب ينظر بذهول فيمد رجلة إلى خارج الدائرة)
الجميع: أن شاء الله
عبيد: ريل أبوي بره الدائره
بوكف: (صارخاً به) دخل ريلك
الأب: (يسحب رجلة) يا بوصبع
بوكف: بوكف
الأب: بوصبع بو طراق اللي أهو
بوكف: بس بس ولا صوت.. (يبدأ عملية التحضير الجان والعفاريت وينادي) صحون مواعين أجدووور أقلاصات
عبيد: بتحضر ينانوه ولا سوق شعبي؟!
بو كف: (يقوم بحركات غريبه وهو ينظر ويشير إلى السقف) المشتري
الأب: عبيد الشمس وعرفناها.. المشتري وين فيه؟!
عبيد: فوق العبدلي
بوكف: (ينادي) زحل (يقفز في الهواء عدة قفزات)
عبيد: هذا يطلع ينانوه ولا يقرقع (يغني له أغنية القرقيعان) سلم بو كف يلا.. خله لأمه يلا..
(يرقع أبو كف ذراعه للأعلى وكأنه يستحضر شي ما في الهواء)
عبيد: لو سمحت إذا بتبدل لمبات.. حط لمبه فر
بوكف: (يحضر الجان وفجأة يتألم صارخاً بعد أن أصابة الضرر، ويبدو أنه مسه الجان وبدأ يستفرغ)
عبيد: يرحم والديك إذا بتزوع.. الحمام هناك
سمر: لك شو عم تعمل أنت؟!
سبيكه: وخر بعيد..
عبيد: مو صوبنا.. بدل لمبات ذاك الصوب..
سمر: أبو كف شو بتعمل أئلي؟!
بوكف: (يقف فجأة غاضباً بعد أن أضاعوا عليه كل الجهد المبذول لتحضير الجان) أسويتوا؟! صيعتوهم من أيدي.. كنت بوصل رساله حق الجان والعفاريت في الكواكب
عبيد: نبيك اطلعهم من البيت.. أدقدق على الكواكب؟! من على حسابه داق؟
سمر: (خايفة) أبو كف.. لك من وين بدن يجو هدول؟!
بوكف: من هني وهناك.. من كل صوب
(أبو كف يبدأ بحركات غير أعتيادية وهو يتمتم بطلاسم في التحضير تثير الخوف والفزع، وفجأة بسقط على الأرض خائفاً مما يرى)
بوكف: لا
الأب: جنهم وصلو
عبيد: (مخوفا) هااااااا
بو كف: (متوسلاً) لا أرجوكم.. لا
الأب: شلون جذي.. اتحضر ينانوه تخاف منهم.. مالت بس
بوكف: (بلكنه فارسية) أزههههههر
عبيد: يبا أنت تبي يحضر.. راعي الخباز.. بابا ما يبي.. الله يسلمج روحي.. لا يجيى هذا بيت
بوكف: أسكت لا ترد عليهم.. هذولا مشكلين من كل قاع أنواع وأشكال (ينظر للجمهور) شكثرهم (يغني) تعاله.. تعاله.. تعاله.. يا حبيب العمر تعاله
عبيد: الباشا بيكلمك بيقولك تعاله.. وحياة أمك بلاش تسمع كلامه.. روح دام النفس عليك طيبه..
بوكف: (منادياً) يا ساكن الدار..يا فقير يا محتار.. أحذر المنشار.. معاشك طار.. على سلفه وأقساط ناار. غلو عليك الأسعار.. منت قادر تبني دار.. والأرض اللهم يا كافي شرار.. يحرقونك ومطافيهم عند الأبار.. ينظرونك تموت ويحطونك بالأخبار
الأب: وين في العزى؟!
بو كف: (صارخاً) أظهر.. أظهر.. أظهر.. وبان.. عليك الأمان
(صوت كدوي الرعد مع ينتشر الدخان في كل مكان ويتشكل بشكل مارد طويل جدا له وجه بشري، أصلع الرأس له جديلة شعر بوسط الرأس، الجميع ينظرون بذهول تام وفزع للمارد)
بوكف: أظهر وبان عليك الأمان
المارد: (يضحك بصوت عالي)
عبيد: (ينظر للمارد بخوف) بل طالع أشبليه.. كل هذا أبيتنا؟! قلنا لك حضر لنا جني.. مو برج التحرير
الأب: سأله سأله يا بوكف أشحقه ساكن عندنا؟
بوكف: ليش ساكنييين أبيت الفقير المسكين
المارد: يا معووووووووود.. وين أنروح أزمة سكن مثل ما أنت عارف
عبيد: هااا وين حكومتكم عنكم.. ليش ما اتحل الأزمة الأسكانية؟! وتريح خلق الله؟!
المارد: طااااااع هذا!! يبي لها سنه.. سنتين.. اميه.. جود أعضاء مجلسنا يتفقون على كلمة وحدة ويحلونها..
الأب: إذا راده على أعضاء المجلس.. عيل أنطر يا حمار لمن يجيك الربيع.. أي أعضاء مجلس.. أكيد الحكومة قاعده تماطل أشغال أعضاء المجلس
المارد: وشمصلحت الحكومه.. على بالكم أحنا نفسكم يا بني البشر.. تمشون مصالح بعض والمواطن ملعون خيره
الأب: يعرف كل شي.. صج يني
سمر: الله يخليك حضرة الجني أترك إلنا هالبيت.. وشوف لك شقه فاضيه
المارد: شو هيه اللي فاضية؟!
سمر: شقه
عبيد: (بلهجة لبنانية) ولي شبح هيدي السالميه حولي.. تلات أرباع العمارات الجدد فاضيه
المارد: هااااااااا
عبيد: ويعااااااه
سبيكه: أسكت عنه يا عبيد لا يلبسك.. بأجر تصير أكس لارج
المارد: أسكن بشقة؟ شبابكم وعزوبيتكم يخلون أحد يسكن بها لشقيق.. تالي الليل عنفصه ودقدقه وسهر لي الصبح
عبيد: دقدقة ليه الصبح؟
المارد: وين المباحث عنهم؟
الأب: وأنت شي يوديك أهناك.. أسكن في مناطقنا السكنية.. أصحاب البيوت مطلوبين.. كل وثايقهم مرهونه.. يدورون المأجر بالتفق.. ثلاث أرباع الديره عايشين على القروض والأقساط.. معاشاتهمى طايره على المؤسسات والشركات.. والبنوك.. ذاك من ذاك يحصله.. من يأجر له الطابق الثاني أو ملحق عشان يقدرون يسددون أقساط إبيوتهم..
المارد: لا يكون على بالكم بدل الإجار يكفي (يقهقه من الضحك)
عبيد: طالع الينانوه شلون يضحكون.. مو أحنا كاااك
الأب: لا ضحكته راهيه
المارد: شبيك لبيك.. إليني بو عنقوصه بين إيديك.. أطلب
الأب: أطلب أنا.. أجتماع عائلي
عبيد: يبا تكفي أطلب لي باجله
الأب: هذا وقته الحين.. خل أطلب شي جايد.. شيء كبير
سبيكه: يرجع أمي..
الأب: أنتي تسكتين ولا أسمع صوتج
سمر: أبو العبد.. أنتي منك مطلوب وعليك أديون.. خلي العفريت يسقط الديون عنك
الأب: أي فكره.. أقول يا يني.. طيح عني فوايد القرض..
المارد: (يضحك بشدة) أنت جنيت.. تبي كبار العفاريت تشب فيني نار.. أطلب شيء مقدور عليه.. شبيك لبيك أطلب..
سمر: أطلب يطلع من بيتنا
الأب: مثل ما قالت حرمتي.. أطلع من بيتنا
المارد: وين أروح أنا
الأب: أي مكان أشدراني
المارد: أنتو السبب يا بني أدم.. طول عمرنا عايشين بينكم في بيت واحد.. الله يرحم أيام قبل.. البيوت عووده راهيه.. أنتو بصوب واحنا بصوب ما أدري شاللي قلبكم.. وتينحستوا علينا.. من بيت 1000 متر إلى بيت 400 متر.. والحين بتوزعون على بعضكم شقق على هالكبر.. ضيقتو على أنفسكم.. وضيقتوا علينا (صارخاً) يااااااااااااه.. يرضيكم على طولي هذا أنام وأنا واقف بشقق الصوابر..
عبيد: لا ما يرضينه.. شقق صغيرة ما تيزي العوايل.. نستحي ننشر هدومنه بالبلكونات.. يقول أبوي لما ثمنوا البيوت طلعونا بره السور.. والحين ردوا بكلامهم بيردونه بشقيق داخل السور.. يقول أبوي الديرة ما شاء الله عودة.. جزيرة بوبيان بروحها ديرة.. مادري ليش هادين كل هالأرض ومتكودين كلنا بنقطة صغيرة
المارد: 95٪ من أرضكم فاضية ومتكودين ﺑ 5 ٪.. ما نمت ولا حسيت بالراحه إلا من سكنت هالبيت والحين يا يبيلي جازوره يطلعني (صارخاً) اياااااااااااااع
بوكف: (خائفاً) لا تكفه لا يرحم أمك.
الأب: سأله يا بوكف شالحل؟
بوكف: شالحل؟!
المارد: الحل عند الإسكان (صوت كدوي الرعد وفجأة يختفي المارد).
بو كف: يا ريح.. اللي مثلك كرسيه صار ضريح.. ومن عليه أبد ما يطيح.. اظهر وبان عليك الأمان.. يا رئيس الإسكان.
(يظهر شخص قصير جدا يرتدي ثوب غريب أصفر اللون، سمين وشعره طويل جدا يظهر وهو يضحك ضحكه غريبه).
الأب: شنو هذا شالاشكال هذي؟!
سمر: لك هيدا بيلمع.
عبيد: يبا هذا يني ولا حلاوه عوده!؟
الأب: اسكت يقولك هذا رئيس الإسكان.
عبيد: (للعفريت) بابا فوق راح.
الأب: داز لنا ولده.. هذا رئيس الإسكان؟؟
بوكف: أي
الأب: أشوفه وارم..
العفريت الصغير: (غاضباً) أشعندكم امطرشين علي.. ما أتشوفوني مشغول مع المراجعين
عبيد: زين مداوم؟
الأب: بغينا نسألك.. شوف لنا حل بأزمتنا الإسكانيه
العفريت: (غاضباً) الأزمه الإسكانيه.. شقولكم بس.. عندنا أكثر من خمسين ألف طلب.
عبيد: طلبات الأسكان علامها مكوده عندكم
العفريت: وكل مالها وتزيد.. الميزانية ما تسمح.. عندنا أولويات.. أهم من أزمة السكن
عبيد: وشنو اللي أهم من أزمة السكن؟!
العفريت: مشاريعنا.. خل يصبرون علينا أشويه.. محد فيهم نايم بالشارع.. ما عندهم يقترضون ستين ضعف الراتب أهو و مرته ويتضامنون ويشترون له بيوت.. ما يبون ينطرون.. يأجرون لهم شقق عمارات المسؤولين تارسه الديرة.. حتى يشترون أراضي من التجار ويسكنون فيها..
الأب: أقول يا يني.. دستوركم ما يكفل لكل مواطن سكن؟؟
العفريت: يكفله.. بس عندنا عجز بالأراضي
الأب: عجز بالأراضي.. يعني ما عندكم أراضي.. ربع الديره على البحر.. وأكثر من ثلاث أرباع الديرة فاضيه.. وزعوها على خلق
العفريت: هالأراضي مملوكين بوضع اليد.. أصحاب هالأراضي روسهم بالسما.. وريلهم بالقاع.
بوكف: دستوركم يا أسياد.
العفريت: أنخاف نطلع قرار أنصادرها منهم.. ولا نقدر أنثمنها لهم.. خل يشترون منهم ويفكونه.
الأب: واللي ما عنده؟
العفريت: يقترض.. بنوكنا أحنا يا أحنا قاعده تعطي على الراتب لي 50 ألف دينار.
الأب: وشيوكل بالله حرمته وأعياله؟!
العفريت: تبن
الأب: وأنت صاج
العفريت: لا اتخاف عليهم هذيلاً يأكلون ويشبعون.. وعسى ما تصير عطله ثلاث أيام يسافرون
الأب: مو كله دين وعمات العين
العفريت: مو شي يديد عليهم.. هذيله أبائهم وأجدادهم عاشو وماتو على جذي.
الأب: مو عشان أصحاب الأراضي والبنوك.. اتماطلون بحل الأزمة الأسكانية
العفريت: لا من قالك.. قولي من يقول.. هذا أحنا بني نبني لهم مدن على الحدود
الأب: ما شاء الله.. مدن على الحدود
العفريت: هوى حلو ومنظر جميل.. داير مدارهم بر.. بعيد عن الإزعاج وزحمة العاصمة.. لا وفوق هذا.. يكونون درع واقي لنا وللوطن.. بالله قولي وين تلقى أحسن من اللي فكرنا فيه
الأب: أنزين.. الحين نبي أتشوف لنا حل.. وأطلع اليني اللي في بيتنا
العفريت: الحل عندي.. بيعوا بيتكم على الدلال بو سمير وريحوا عمركم
الأب: ماني بايع البيت
العفريت: (صارخاً) منت بايع يا برق.. يا ريح.. يا رعد
الأب: البيت ما أبيعه
العفريت: (يزداد غضباً)
عبيد: (خائفاً) يبه بيع البيت
الأب: ما أفرط بالبيت
العفريت: بيع البيت (يصرخ بأعلى صوته)
سبيكه: (بخوف) يبا أنا خايفة.. الله يخليك بيعه
الأب: ما أقدر
سمر: لك أبو العبد البيت مسكون ما بينفعنا بنلائي بيت غيرو
الأب: يا بنت الحلال.. وين أحصل الدلال هالحزه.. بأجر أبيعه
بوكف: ليش بأجر.. مستعد أحضر لك دفتر الدلال (يتمتم بكلمات كالطلاسم ثم يدور حول نفسه وإذا دفتر الدلالة وعقود البيع بيده) تفضل
(الجميع ينظرون له بذهول)
الأب: شنو هذا؟؟
بوكف: عقد البيع.. وهذي وثيقة بيتك.. وقع
الأب: (بذهول) الوثيقة هذي أنا حاطها بالتجوري والتجوري بالكبت.. اشطلعها؟!
بوكف: اشباح كل شي عندهم
العفريت: (صارخاً) خله يوقع بسرعه
بوكف: وقع
الأب: شلون أوقع.. بصبعي
بوكف: هذا قلم (فجأة يظهر القلم بين أصابعة)
الأب: أنت ذاهب معاك كل شيء (يتردد)
سبيكه: وقع يبا
عبيد: علشانه وقع..
الأب: عشانكم أنا ولا مابي أفرط بالبيت
سمر: بنلائي غيرو
الأب: منو الشاري اللي بوقع له..
بوكف: أنت وقع أحضر لك الشراي
الأب: أوقع تحت؟!
(بعد تردد يوقع الأب على عقد البيع، وإذا بصوت صافرة سيارة الشرطة تقترب من البيت، فيندهش الجميع بقدوم الشرطة إلى البيت)
بوكف: الشرطة!!
(يدخل ضابط المباحث ومعه الشرطة تحاصر المكان وتدخل السرداب)
الأب: الشرطة؟!
ضابط المباحث: اي نعم الشرطة.. أخيراً طحت بإيدينا متلبس يا بوكف
الأب: شالسالفه يا حضرة الضابط؟
المباحث: هالمشعوذ الدجال زرع الخوف بقلوبكم والرعب عيشكم بوهم.. نهايته مرض وداء خطير يهدد المجتمع
(ينزل رجال المباحث ومعهم المارد الطويل مقيداً)
المارد: حسبي الله عليك يا بوكف.. ورطتني مع الشرطة.
(المارد الطويل جداً رجل بمنتصف العقد الثالث كان ظهورة السابق خدعة بالملابس، ويفتح الشرطة باب السرداب ويخرج منها الشرطة ومعهم عدد كبير من الرجال يسلم أقنعة مخيفة وقد تم إلقاء القبض عليهم ودفعهم إلى خارج البيت وسط دهشة الأب وأولادة وسمر)
الأب: منو هذيله؟!
ضابط المباحث: هذولا الأشباح والعفاريت اللي كان يوهمكم فيهم عشان يبيعكم هالبيت برخص الأثمان.. للأسف هالنصاب عنده 7 بيوت يتاجر فيهم بنفس الطريقه
سمر: والأرواح اللي كان يحضرهم أدامنا؟!
ضابط المباحث: استغفر الله العظيم.. ما في شيء اسمه تحضير أرواح.. الروح من علم الغيب.. وعلمها عند الخالق عز وجل
سبيجه: يعني ماكو ينانوه يا عبيد
عبيد: في.. استاذنا الدين يقول الله خلق الجن والإنس ليعبدونه.
ضابط المباحث: الجن حقيقه لكن لا يمكن نشوفهم.. بس هالدجال خوف الناس وأستغل أزمة السكن اللي الكل يعاني منها.. عشان ينتفع ماديا) يمسك شعر بوكف ولحيته وبنزعها من على رأس بوسيمر، وإذا بوكف هو بوسمير الدلال متنكراً بشخصية بوكف وسط ذهول الجميع) موجذي يا بوكف؟!
الأب: (مذهولاً) الدلال بو سمير؟؟
عبيد: الدلال؟
بوسمير: عاجبك اللي صار (إلى العفريت)
العفريت: وأنا شمدريني يا بوسمير
(يتم القبض على العفريت ومن معه وأخراجهم من البيت)
(يخرج ضابط المباحث والشرطة من البيت)
الأب: اطلعوا ناصبين وحراميه.. بوسمير الدلال يطلع حرامي ونصاب.. كل هذا يصير ابيتي وأنا ما أدري؟!
سبيكه: أشلون يدشون ويطلعون من بيتنا من غير لا ندري؟!
عبيد: أطلعو على حقيقتهم.. عقب اللي شفناه بالبيت.. قمنا انتلفت يمين ويسار خايفين يا يبه
سمر: أبو العبد.. أنا ما ألي قعده بالبيت.. من ساعة ما أجيت وأنا مني مرتاحه.. أولادك عملولي عفاريت وأشباح.. وطلع البيت في عفاريت وأشباح.. البيت مسكون
الأب:لا لا.. البيت مو مسكون
عبيد: لا يبه البيت مسكون
الأب: أقولك البيت مو مسكون
عبيد: البيت مسكون
الأب: البيت مو مسكون.. هذا أحنا ساكنين فيه مده ما شفنا منه إلا كل خير
عبيد: مسكون ولا مو مسكون.. أحنا من سكنه هالبيت العود وعايشين بمشاكل يا يبا.. يبا أحنا مالنا غنى عن أمنا
الأب: أي قول جذي.. أنتو كل هالحركات عشان أرجع أمكم.. حاضر يا عبيد.. أنا مستعد أروح لها وأرجعها موعلشاني.. علشانكم أنتو.. عشان يرد للبيت هنائه وسعادته وراحة بالبيت.. حاضر يا عبيد
(فجأة يسمع صوت صرير فتح باب من الطابق الثاني، الجميع ينظرون إلى الطابق العلوي بخوف)
الأب: باب عادي..
عبيد: (بذهول) البيت مو مسكون
الأب: البيت ما في شيء
عبيد: أي أسألني ما في شيء (صوت مواء قط)
عبيد: يبا
الأب: ها
عبيد: مييييجاو
الأب: هذي ميجو صغيره تدور أعيالها
عبيد: أحنا رايحين يبا.. صوت قطو
الأب: وخير يعني صوت قطو (صوت إغلاق باب)
وعبيد: صكة باب!! البيت مسكون
الأب: البيت مو مسكون.. سكة باب.. ولا صوت قطو يعني البيت مسكون.. كل البيوت فيها أقطاوه.. خلو إيمانكم بالله قوي.. وتعزموا بالله وأذكروا الله وتعوذوا من بليس وقولوا.. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.. اللي كاتبه بصير.. أحب أقولكم شيء يا اعيال.. ترى ما يخوف بني آدم بالهدنيا.. إلا بني آدم نفسه.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا