الداعشي من الداخل
لم يظهر على عبد العزيز، الشاب الكويتي اليافع ذي الـ 17 عشر عاما، قبل ذلك أي شكل من أشكال التمرد، أو العنف، كان هادئا، يميل للعزلة، ولذا وقع خبره صاعقة على كل المحيطين به.. كان ذلك عام 2017، وبينما كان الكويتيون يحتفلون بعيد الاستقلال والتحرير في شهر فبراير، وهو عيد محبب للجميع، تحتفل به العائلات، كباراً وصغاراً، كان لعبد العزيز قصة أخرى مختلفة تماما.
في دوار دسمان، وبينما كان الجميع يحتفل، والعائلات تجتمع، والأعلام ترفرف، ورجال الأمن ينظمون الجموع، ويحافظون على النظام، كان هناك سيارة يقودها ملثم، تنطلق بسرعة صوب إحدى مجموعات رجال الأمن الذين فوجئوا بالسيارة، ولم يكن لديهم الوقت للابتعاد، فدهست السيارة المجموعة الأولى منهم، واتجهت لبعض رجال الأمن الذين هبوا لإنقاذ زملائهم، ظنوا في البداية أن القائد فقد السيطرة على مركبته، ولكن لم يكن الأمر كذلك، فقد كان قائد السيارة يتعمد دهس رجال الأمن، ويحاول أن يصدم أكبر عدد منهم، وعندما أغلقوا الطريق أمام السيارة، ترجل منها شاب يحمل سكينا، وهو يتجه صوب الناس، خاف رجال الأمن أن يعتدي هذا الشاب على المحتفلين من الأطفال والنساء، فلاحقوه وتمكنوا من القبض عليه، وكم كانت صدمة الناس كبيرة عندما تصدرت صورة عبد العزيز نشرات الأخبار وعناوين الصحف!
عرف المحيطون بعبد العزيز أن اعتزاله الناس لم يكن انطواء، بل كان انغماسا في أفكار داعش السوداء التي بدأت تنتشر بين الناس في تلك الفترة، وخاصة الشباب والمراهقين.. لقد كان الحكم بالإعدام بحق عبد العزيز انتصاراً لروح رجل الأمن الذي فارق الحياة بسببه، ولزملاءه رجل الأمن الأربعة الذين رقدوا في المستشفى جراء كسور وإصابات مختلفة
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا