بحثوا عن الذهب

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2023-06-12

69
بحثوا عن الذهب..
فاكتشفوا البطاطا (البطاطس)!!
تعود قصة اكتشاف البطاطس بالصدفة إلى عام 1537 كانت هناك مجموعة من المستوطنين الأسبان يبحثون عن الذهب في إحدى مناطق أمريكا الجنوبية.
وأثناء البحث عن الذهب ضل هؤلاء المستعمرون الطريق وشعروا بالجوع، فقاموا بمهاجمة إحدى قرى السكان الأصليين وقاموا بسلب ما فيها وكان من ضمن ما سلبوا حبات من الخضروات يأكلها السكان الأصليون، وعندما قاموا بطبخها شعروا أنهم اكتشفوا شئياً أعظم من الذهب، وهو ما أطلقوا عليه لاحقاً اسم البطاطا (البطاطس).
وبالنسبة للسكان الأصليين الغلابة فقد كانوا يستخدمون البطاطا في صنع الخبز، (وذلك بدلاً من القمح المستخدم في القرن الماضي والحبوب المستخدمة حالياً)، فقد كانوا يهرسونها ويصنعون منها عجينة رقيقة.
وطبعاً كعادة المستعمرين في كل زمان ومكان فقد قاموا بنقل البطاطس إلى بلادهم ونسبوها – من غير لا إحم ولا دستور – لأنفسهم وبعد ذلك انتشرت في كل بلدان العالم وأصبحت من الأكلات المفضلة عند الشعوب بكافة طبقاتها.
أهم الملوك الذين ساهموا في انتشار البطاطس وتبويئها مركزاً مرموقاً في المجتمع وفي التاريخ: إمبراطور ألمانيا فريدريك الكبير: أصدر قراراً حاسماً بأمر فيه المزارعين بزراعة البطاطس وذلك في عام 1744.
الملك لويس السادس عشر ملك فرنسا: أعطى 100 دونم من الحدائق الملكية لطبيب كان أسيراً في ألمانيا ليزرعا بطاطس، بعد أن أخبره الطبيب عن جمال البطاطس وروعتها وجاذبيتها الدرنية.. وأمر الملك بوضع حراس على حقول البطاطا "البطاطس"، وأصبح الناس يحملون يتناول هذه النبتة الملكية وتحقق لهم هذا فيما بعد.
ويذكر أنه أول ما ظهرت نبتة البطاطس، قامت الملكة ماري أنطوانيت بتزيين شعرها ببراعمها.. وكان هذا رداً على ادعاء الكثيرين بأن البطاطس علامة للقبح أو لا تصلح لأن تكون موضة في زمن ما.
ونأتي الآن لفوائدها ومكوناتها: إنها تحتوي على 80% ماء و20% مواد صلبة، ويشكل النشا 85% من المواد الصلبة ويشكل البروتين الجزء الباقي.
والبطاطا (البطاطس) تحتوي على كمية محترمة من الفيتامينات: النياسين أو فيتامين B complex، الريبوفلافين أو فيتامين ب2، الثيامين أو فيتامين ب1، وفيتامين سي، وطبعاً تحتوي على بعض الأملاح المعدنية مثل الكالسيوم، الحديد، المغنيسيوم، الفوسفور، البوتاسيوم، الصوديوم، والكبريت.
وتشكل البطاطس جزءاً رئيسياً في النظام الغذائي العالمي. وقد سجل الإنتاج العالمي منها عام 2007 رقماً قياسياً بلغ 320 مليون طن. يذكر أن استهلاك البطاطا يتوسع بصورة قوية في العالم النامي الذي يعد الآن مسؤولاً عن نحو نصف الحصاد العالمي، كما أن سهولة زراعتها ومحتواها العالي من الطاقة قد جعلاها محصولاً ربعياً ثميناً لملايين المزارعين.
غير أن البطاطا (البطاطس) في الوقت ذاته - بخلاف الحبوب الرئيسية - ليست سلعة عالمية. حيث لا يدخل منظومة التجارة الخارجية سوى جزء صغير من إجمالي إنتاج البطاطا، كما أن أسعارها تتحدد في العادة على ضوء تكاليف الإنتاج المحلي لا على أساس تقلبات الأسواق الدولية.
ولذلك كثيراً ما يوصي الخبراء بإنتاج البطاطا واستخدامها كمحصول أمن غذائي في مقدوره أن يساعد المزارعين ذوي الدخل المنخفض والمستهلكين المعرضين على الخروج سالمين من الاضطراب الكبير الذي يعصف حالياً بالعرض والطلب على الأغذية في العالم.
وبناء على ذلك عملت حكومة بيرو مثلاً من أجل تخفيض واردات القمح المكلفة من خلال تشجيع السكان على تناول خبز يحتوي على دقيق البطاطا (البطاطس).
كما اقترح خبراء الزراعة في الصين التي تعد أكبر منتج للبطاطا في العالم أن تصبح البطاطا المحصول الغذائي الرئيسي للأراضي الصالحة للزراعة في البلاد. كما وضعت الهند خططاً لمضاعفة إنتاجها من هذا المحصول.
وتقوم السنة الدولية للبطاطا "البطاطس" حالياً بزيادة التوعية على الدور الكبير الذي تهض به هذه "الدرنة المتواضعة" في مجالات الزراعة والاقتصاد والأمن الغذائي العالمي. غير أن للسنة كذلك غاية عملية هي: تشجيع تطوير نظم مرتكزة على البطاطا تتسم بالاستدامة من شأنها تحسين معيشة المنتجين والمستهلكين، والمساعدة في تجسيد كافة الإمكانيات الكامنة في البطاطا على أرض الواقع بوصفها "غذاء المستقبل".
وخلال العقدين القادمين، يتوقع أن ينمو عدد سكان العالم بمتوسط يزيد على 100 مليون شخص في العام. وسيقع نحو 95% بالمئة من هذه الزيادة في البلدان النامية، حيث تتعرض موارد الأراضي والمياه بالفعل لضغط كبير. ولذلك فإن أحد التحديات الرئيسة التي تواجه المجتمع الدولي هو كفالة الأمن الغذائي للأجيال الحالية وفي المستقبل، جنباً إلى جنب مع حماية قاعدة الموارد الطبيعية التي نعتمد كلنا عليها. وستكون البطاطس جزءاً هاماً من المجهودات التي تبذل لمواجهة تلك التحديات.
ويجري استهلاك البطاطس في جبال الأنديز منذ 8000 عام.. وبعد أن أخذها الأسبان إلى أوروبا في القرن 16، انتشرت بسرعة عبر المعمورة: حيث تزرع البطاطس اليوم في أراض زراعية تقدر مساحتها بنحو 192000 كم2، تمتد من نجد يونان في الصين والأراضي المنخفضة شبه الاستوائية في الهند إلى مرتفعات جاوة الاستوائية وسهوب أوكرانيا.
ويتعين أن تكون البطاطس مكوناً رئيساً في الاستراتيجيات الرامية لتقديم طعام مغذ للفقراء والجوعى. فهي ملائمة تماماً للأماكن ذات الأراضي المحدودة واليد العاملة الوفيرة، وهي ظروف تتميز بها مناطق كثيرة في العالم النامي. كما أنها تنتج غذاء أكثر تغذية، بسرعة أكبر، من أراض أقل، وفي مناخات أشد قسوة، من أي محصول رئيسي آخر - حيث إن زهاء 85 بالمئة من هذا النبات غذاءٌ مستساغ لبني البشر، مقارنة بنحو 50 بالمئة في الحبوب.
والبطاطس غنية بالكربوهيدرات، ما يجعلها مصدراً جيداً للطاقة. كما أنها تحتوي على أعلى كمية من البروتين (زهاء 2,1 بالمئة على أساس الوزن الطازج) بين عائلة محاصيل الجذور والدرنات، والروتين فيها ذو جودة عالية نوعاً ما، ونمط الأحماض الأمينية فيها مناسب تماماً لاحتياجات بني البشر. كما أن البطاطس غنية جداً بفيتامين (ج) - حيث تحتوي حبة البطاطس من الحجم المتوسط على نصف ما نحتاجه للاستهلاك اليومي تقريباً - وتحتوي كذلك على خمس ما نحتاجه للاستهلاك اليومي من البوتاسيوم.
ولقد ارتفع الإنتاج العالمي من البطاطس بمتوسط بلغ 4,5 بالمئة خلال السنوات القليلة الماضية، متفوقاً في ذلك على النمو في إنتاج كثير من السلع الغذائية الرئيسة الأخرى في البلدان النامية، خصوصاً في آسيا. وعلى الرغم من انخفاض استهلاك البطاطس في أوروبا، زاد الاستهلاك في العالم النامي من نحو 10 كغم أ شخص في 961-63 كغم في 2003. كذلك على الرغم من أن استهلاك البطاطس في البلدان النامية ما زال يقل بكثير عن استهلاك في أوروبا (93 كغمأ سنة), فإن كل الدلائل تشير إلى هذا الاستهلاك سيزداد بصورة كبيرة في المستقبل.

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا