أحبها بصدق.. فقتلته بلا سكين!
شاب اسمه خالد خلوق جدا ومثقف ويعرف جيدا طرق الحب والرومانسية وكيف يعيش الحياة بلا رتوش.. تزوج بالطريقة التقليدية، عن طريق أهله فتاة جميلة اسمها "دانة"، وبعد الاقتران بها أفهمها على طريقة حياته وأنه يصون الزوجة ويقدس الحياة الزوجية، وبدورها بأدلته الشعور ووعدته أيضا بأن تحبه وتصونه ولا ترفض له طلبا
خالد الذى كان شديد الفرحة بزواجه وإكمال نصف دينه من فتاة تحمل جميع المواصفات التى كان يتمناها وطالما بحث عنها، لم يكن يعرف أن هناك مصيبة ستطرق بابه، فزوجته كانت مريضة نفسيا ولا تحسن تعاملها مع الأخرين وخصوصا فئة الشباب، فهى تقوم وبدون وعى بالتبسم يوجه الشباب الذين سرعان ما يبادلونها البسمات والنظرات ذات المعنى من غير أن تبالى بأنها متزوجة أو أن هذه النظرات أمر غير محمود وغير شرعى ولا يرقى إلى الأخلاق والسمعة حتى مع الفتاة غير المتزوجة
بدأ الشعور بالغيرة والقلق يتسرب لدى فكر خالد بعد فترة من الزواج ليست بطويلة من خلال الذهاب مع دانة إلى الأماكن الترفيهية والمطاعم وتيقن من أن هناك صفة خبيثة فى زوجته وأنه إذا ما واجهها ستكون استمرار الحياة الزوية بالنسبة له مستحيلة، والمشكلة أن "دانة" لم تكن تزجر الشباب الذين يحاولون التعرف إليها ولا تنهرهم، وإنما ترد عليهم مبتسمة بأنها متزوجة وأنه من غير المعقول أن تكلم شابا أخر وهى متزوجة، وكان سبب ذلك التعامل الصادر من "دانه" أنها كانت خلال فترة المراهقة منغمسة فى المعاكسات، والأمر المثير للدهشة بالنسبة لزوجها خالد أن "دانة" إنسانه تملك درجة عالية من الوعى والذكاء والقدرة على الأخذ والعطاء والجلوس على طاولة الحوار وهو ما تفقده الكثير من الزوجات، لكنها فى مسألة تعاطيها مع معاكسات الشباب لم تكن إنسانة قوية ورادعة، والسبب حتى الآن مجهول بالنسبة لزوجها خالد
لم يكن خالد غبياً عندما قرر إكمال حياته مع "دانه"، لكن موضوع سلوكها أمر محير بالنسبة له، فتارة يقول أنها لا تصلح كزوجة، وتارة أخرى يحبذ الصبر عليها، ومن الأمور التى تدفعه إلى عدم التسرع هو أنه أنجب منها طفلة عمرها الآن عامان، وحتى تلك اللحظة لم يكتشف سر السلوك الفاضح منها، حتى اعتقد فى بعض الأحيان أن ما يراه منها مجرد أوهام
واحدة من الصدمات التى واجهات خالد هى أنه أثناء عودته من العمل، ودخوله إلى المنطقة التى يقطن بها، وقبل وصوله إلى المنزل بأمتار قليلة وجد سيارة "دانه" على يمين الشارع، وثمة شاب وقف بسياته خلف سيارة "دانه" ثم نزل وأخذ يتحدث معها، وبعد أن اقترب خالد أكثر شاهد زوجته وهى تبتسم للشاب وتسجل رقم هاتفه، وبعد أن رأت "دانه" زوجها وهو ينظر إليها من داخل سيارته، حيث ظل قابعا ولم يحرك ساكنا، بسبب الصدمة حتى أنه لم يكلم الشاب عن سبب وقوفه مع زوجته، فالله ابتلاه بهذا المنظر وهذه الفضيحة، فى الوقت نفسه ألهمه الصبر بعد أن هرعت زوجته إلى منزلها القريب من المكان، أخيرا تبعها خالد وقد تغير لون عينيه وواجهها بغضب شديد م يسبق له أن تعامل بمثله، وأمام باب المنزل بكت دانة وقالت له : أقسم بالله يا خالد ما أعرفه ولا أبى اتعرف عليه بس هو الذى تبعنى من بداية خروجى من الدوام، وخفت أن يستدل على مكان بيتنا فلم أجد إلا أن أخدعه وأضحك عليه وأوهمه بأننى أريد الحصول على رقم هاتفه ليبتعد عنى وهذا ما حدث
وهنا طلب منها خالد أن تدخل إلى المنزل وكأنه اقتنع بما رسمته "دانة" له فقال لها: يا "دانة" يا حبيبتى ليس هكذا يتم إبعاد الشباب المعاكسين عن طريقك، فأنا أعرف أن واحدة مثلك من الممكن أن تتعرض إلى مثل هذه المواقف، لكن لو كل واحدة استخدمت طريقتك لكانت فضيحة كبرى، فماذا كان سيقول الناس إذا رأوك فى هذه الحالة، هل سيعرفون ما كنت تنوينه؟ أم سيفضحونك ويقولون أنك إنسانة غير سوية
"دانة" التى كانت أنفاسها تزداد سرعة كل دقيقة هدأت تدريجيا، ثم استطاعت أنت تنطق بعد أن اطمأنت قليل لهدوء زوجها وأخذت الدموع تتساقط من عينيها سريعا وقالت: انظر يا خالد هذا رقم الشخص الذى أوقفنى بالشارع وأنا سأمسحه أمامك حتى تصدقنى، لكن خالد رد عليها بأن هذا يكون مع الإنسان غير الواثق بزوجته " أما أنا فواثق بك كل الثقة، ويجب أن تعلمى بأننى أحبك وأحب الخير لك ولا توهمى نفسك يوما من الأيام أننى لا أريد مصلحتك" فسكتت دانة ونامت بعد هذه الحادثة ولا يزال الوضع غير الطبيعى مسيطرا ولو بنسبة بسيطة فى نفسها
أما خالد فاستغفر ربه وتعوذ من الشيطان وذهب ليصلى حتى يرتاح وبعدها جلس مع نفسه لساعات طويلة لكنه لم يتوصل إلى تحليل، ولم يعرف طريقه وإلى أين يسير مع زوجته، وكيف يكمل حياته حتى تصبح إنسانة مستقيمة فى كل شئ، لكن خالد فى نهاية الجلسة بدأ يشك فى نفسه وظن حالته ستزداد سوءا إذا لم يجد حلا سريعا. وأخيرا روادته فكرة كأنها الحل الذى يبحث عنه، يذهب إلى طبيب نفسى ويشرح له قصته مع زوجته، وكان ما أراد.. ذهب إلى مستشفى الطب النفسى وكان مترددا كثيرا وهناك شرح القصة لأحد أطباء المستشفى وقال له فى بادئ الأمر أنه لا يعرف ما إذا كانت حالة زوجته، وكان ما أراد.. ذهب إلى مستشفى الطب النفس وكان مترددا كثيرا وهناك شرح القصة لأحد أطباء المستشفى وقال له فى بادئ الأمر أنه لا يعرف ما إذا كانت حالة زوجته هى من اختصاصهم أم لا، وبعدها طب الطبيب النفسى أن يحضر خالد زوجته إليه، فأوضح خالد له أن المسألة ستكون صعبة وأنه يعرف أن الزوجة لن تتقبل بهذا الوضع ولا تريد أن يشعرها بأنها مريضة، لكن الطبيب أقنع خالد ووضع له خطة لمفاتحه زوجته بالموضوع وإقناعها ونجح خالد فى هذه الخطة بعد أن أكد لدانة أن كل إنسان يحتاج إلى شخص يشرح له ما يمر به وينظر إلى نفسه من جوانب لا ينظر إليها صاحب الشخصية، وقد نجحت الخطة وحضرت دانة مع خالد إلى الطبيب النفسى واستمر حضورها للمستشفى عدة جلسات وكان خالد متفقا مع الطبيب أن يحضر معه الجلسة الأولى ليعطى دانة الثقة والطمأنينة أما باقى الجلسات فلن يحضر معها وقال لها أن هذا الطلب من الطبيب نفسه
الطامة الكبرى والفضيحة التى دمرت حياته خالد والفاجعة اتى لا يتمناها الإنسان حتى لأعدائه وقعت عندما دعا زوجته إلى تناول العشاء فى أحد المطاعم المطلة على "البلاجات" واستمتعا بأجواء العشاء، وما لبث أن انتهى خالد من دفع الفاتورة وخرج من المطعم مع لؤلؤته باتجاه السيارة مقابل البحر، وبينما كان خالد يحتضن بذراعه "دانة" حتى، رأى شابا يقترب منه ويسلم عليه بحرارة فهو "صديق ديوانيه"، واستغرب خالد سلام هذا الشاب الحار خصوصا أنه كان مع زوجته. وكان من المفترض أن ينهى هذا السلام سريعا، إلا أن الشاب كان ينظر إلى زوجته ويبتسم، وطلب من خالد أنه على مبعدة قليلا بعيدا عن زوجته وهناك فاجأ الشاب خالد بقوله: معقولة كيف أوقعتها وبكم؟ فقال له خالد بعصبية شديدة: احترم نفسك هذه زوجتى؟ فرد عليه الشاب وهو يضحك: لا تضحك منى أنا أعرف كل شئ كم دفعت لها حتى تقضى معها ليلتك؟ : أصلا أنا قبل يومين كنت بإحدى الشقق". وهنا لم يتمالك خالد نفسه فضرب الشاب لكمة فى وجهه، وهنا شعر الشاب بأن الفتاة بالفعل هى زوجة خالد، الأمر الذى جعله يهرب من وجه خالد
وهنا رجع خالد إلى زوجته، وقد تيقن من الطامة الكبرى بعد أن رأى ملامح وجهها قد تغيرت بشكل مخيف، وأخذت ترتجف فلا تستطيع أن تكمل الخطوات إلى السيارة، ولا تنظر إلى وجهه عرف خالد أن ما قاله الشاب صحيحا، فكلما قال لها خالد: تعالى مع إلى السيارة، تلتزم دانة الصمت ولا تستطيع أن تتحرك، حتى أدرك خالد تماما حقيقة زوجته، بعدها سارت الأقدام بخطوات باردة إلى السيارة، وأثناء قيادة خالد كانت سرعة السيارة بطيئة جدا، اختلف الحالة مائة وثمانية درجة فأخذ خالد يضحك ثم يضحك ثم يضحك وبصوت عال لم تتعود دانة عليه وهو نفسه لم يضحك مثل تلك الضحكات فى حياته، ثم سكت فجأة، حتى وصل إلى منزله، وبعدها نزلت دانة بصمت، وتحرك الزوج المكلوم بسيارته إلى مكان غير معلوم لزوجته، فقد عاد إلى البحر وجلس أمامه حتى فجر ذلك اليوم ثم رجع إلى البيت
لم يجد خالد دانته المزيفة ولا طفلته ولا الخادمة فى منزله، ولم يأبه بعدم وجودهن، لأنه انهار نفسيا وبالأصح أصبح إنسانا غير طبيعى، وخرج من رحم العقل والاتزان بعد موقف الخيانة العظيم الذى لا يحتاج إلى دليل، وقد علم فى وقت لاحق أن دانة ذهبت إلى بيت أهلها ولا تريد العودة إليه، بل اتهمته بأنه غير سوى فى تعامله معها ويضربها ويدخل البيت مخمورا، وكانت حجة لها حتى تظل فى بيت أهلها، ثم طلبت الطلاق من خالد حتى ترمى الفضيحة بوجهه وتخرج منها بسلام
لم يذهب خالد إلى العمل الذى كان يستيقظ له فى وقت مبكر جدا من صباح كل يوم، وسأل عنه زملاؤه ومرؤوسيه فقد كان مسئولا عن أحد الأقسام، أما أهله وأصدقاؤه فكانوا يتصلون بهاتفه النقال ولا يلقون ردا، فى النهاية اكتشف الجميع أن خالد منعزلا فى منزله، وكان حاله يشرح المأساة التى تعرض لها، فكلموه ولم يجدوه خالد الإنسان الطبيعى الذى عهدوه، ولم يستقبلم بالسلام الحار كما العادة، بل كانت حالته تشير إلى أنه إنسان مريض نفسياً وكأنه كان يعانى من هذا المرض منذ فترة طويلة، حتى شاءت الأقدار أن يذهب خالد إلى مستشفى الطب النفسى بعد أن علم أهله وأصدقاؤه بالقصة كاملة، وهناك رأه الطبيب النفسى ذاته الذى ذهب إليه خالد لعلاج زوجته "دانة"، وعرف القصة ورأف بحال خالد وظل يعتنى به، واستمر الحال ستة أشهر تقريبا، وكانت إعلان النتيجة النهائية بالنسبة لخالد من قبل طبيبه النفسى أن يخرج إلى الحياة، سبعين بالمائة من حالته ستظل ملازمة له طوال احياة، مبينا أن الصدمة نادرا ما يتعرض لها أشخاص عرضوا عليه، وطلب من أهله وأصدقائه أن يعاملونه وكأنه طبيعى ولا يبينوا له فى أى حال من الأحوال أنه مريض نفسى وأنه أصبح إنسان مختلف عما كان فى السابق.
فى تلك الفترة التى كان خالد يعالج خلالها فى المستشفى النفسى لم تكتفى "دانه" بما فعلت، وأقامت عدة دعاوى قضائية أمام المحكمة منها طلب نفقة وسكن وأجر خادمة وسائق، ووقفت أمام القاضى ادعت ما ادعته من صفات سيئة أسندتها إلى خالد حتى تحصل على حكم يوف لها متطلباتها فى الدعوى، وكأن ذلك بإرشاد من محاميها بالطبع، واستطاعت أن تكسب جميع القضايا ضد خالد فى الدرجة الأولى من المحاكمة، إلا أنه فى الدرجة الثانية وأمام محكمة الاستئناف طلب خالد أن يتم فحص الحمض النووى " DNA لطفلته حتى يعلم إن كانت من صلبه أم لا ولم يوافقه أهله على هذا الطلب ورفضوا بشدة، وقالوا أن مرضه النفسى، هو من أوصله لهذه الحالة والطلبات غير المقنعة، لكن الإنسان الوحيد الذى اقتنع بما يطلبه خالد هو محاميه واستطاع أن يحصل على إذن من المحكمة بفحص ابنة خالد، وظهرت النتيجة التى صعقت الهيئة القضائية بأكملها قبل أن تكون مفاجأة بالنسبة لخالد وأهله، أو حتى "دانة" وأهلها، لقد اتضح أن الجينات الوراثية غير متطابقة، وفى النهاية الطفلة لا تنتمى إلى دماء خالد، الذى إنهار وازدادت حالة أهله سوءا، وبالرغم من أنه ربح جميع الأحكام ضد الزوجة وتم معاقبتها قانوناً، إلا أن ذلك لم يعوض خالد وأهله، وكانت هذه القضية من اجرائم العاطفية التى مرت على المحاكم الكويتية، فخالد يمشى فى الشارع ويكلم نفسه بسبب زوجة خائنة أهداها خالد حياته فردت الهدية بتدمير حيات
ه .....؟.....
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا