67
الأكواب الورقية.
وآلة صب الماء!
في عام 1908 اخترع رجل أعمال شاب، اسمه هيو مور آلة لبيع ماء الشرب تصب الماء مقابل سعر زهيد، كأس ماء مقابل سنت واحد
وسمى مور شركته شركة توزيع المياه الأمريكية في نيوانجلند (نيوانجلند هي الجزء الشمالي الشرقي من الولايات المتحدة) ووزع آلات بيع المياه المصنوعة من البورسلين الأبيض، خارج المحلات وعند مواقف الحافلات ولكن المبيعات كانت ضعيفة فلماذا يشتري الناس ماء الشرب وهم يحصلون عليه مجاناً؟ كان هناك في مناطق التجمعات الشعبية في أكثر المدن والبلدان أحواض عليها أوانٍ من القصدير ليغرف منها من أراد أن يشرب
وحدث أنه في حوالي نفس الوقت الذي اخترع مور فيه آلة بيع الماء أن أطلق الدكتور سامويل كرامباين وهو موظف شاب في الصحة حملة على المستوى القومي ضد المخاطر الصحية للشرب بالمغراف من الأحواض الشغبية
وحينما قرأ هيو مور عن حملة الدكتور كرامباين أدرك أنه يبيع السلعة الغلط، فهو يجب أن يبيع كؤوس الورق الصحية التي ينتجها (وكثيراً ما تسمى في أمريكا أكواب ديكسي أي أكواب الجنوب) وليس الماء الذي يعبأ فيها
على هذا الأساس ذهب هيومور وزميله في العمل لورنس ليولن إلى مدينة نيويورك حاملين هذه الفكرة للبحث عن دعم مالي لشراء آلات الإنتاج
ومرت أيام وأيام وهما يحملان أفكارهما وعينات من كؤوس الورق صنعت باليد إلى الممولين ورجال الأعمال والراغبين في استثمار المال. كان أكثر الناس لا يزيدون على أن يضحكوا على الفكرة، يقولون: كان مغراف القصدير كافياً لوالدي، وهو يكفيني أيضاً
وحينما كاد يسقط في أيديهما ويعودان بخفي حنين، صادفا أن كلما صاحب مصرف واسع الخيال وقد آلمه وأفزعه ما كان يرى من موت الناس بسبب الأمراض التي تنقلها تلك الأواني القصديرية المملوءة بالجراثيم وقدم مصرف هذا الرجل مبلغ مائتي ألف دولار كاستثمار في هذا المشروع وفي عام 1909 أسس مور شركة جديدة باسم (الشركة العامة لتسويق الكؤوس)
وفي نفس العام استطاع الدكتور كرامبيان أن يقنع مجلس التشريع في ولاية كنسان أن يصدر قانوناً بإزالة مغارف الماء القصديرية، وكانت ولايات أخرى تدرس إصدار قوانين مماثلة، فكر مور على إثر ذلك أن الحملة المساندة ل (كأس يشرب منه فرد واحد) لابد أن تخدم عمله، لهذا غير اسم شركته إلى شركة كأس الشراب الفردي ثم غير اسم الشركة مرة ثالثة في عام 1912 فأصبح الاسم الجديد "الكأس الصحية
".!.....!.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا