تعاطي المخدرات جعله المهدي المنتظر!
"أنا المهدي المنتظر".. هكذا فاجأ الأب عائلته المكونة من زوجة وخمس بنات، وولدين.
كيف يكون والدي هو المهدي المنتظر، وهو لا يكف عن تعاطي المخدرات؟ هكذا همس الابن الأكبر ذو العشرين عاما لأمه في حالة من الدهشة والعجب!!
كان ذلك في منطقة الصليبية عام 2004، وكان الأب مدمنا على أنواع من المخدرات، لا يكاد يصحو منها، دون أن يعير اهتماما لعمله، أو تربية أبنائه، أو الاهتمام بزوجته.. ولم يستجب لكلام ابنه الأكبر وزوجته وأقربائه.
رأى في منامه - كما يدعي - هاتفا يقول له: أنت المهدي المنتظر، عليك أن تقضي على الفساد الذي انتشر في العالم، ولتكن البداية من عائلتك.. ولكثرة هلوساته صدق الرجل نفسه، فقرر أن يقوم بالإصلاح على طريقته، فاشترى مسدسا، وقرر أن يحرر عائلته من رجز الدنيا، فانطلق أولا إلى غرفة ابنه الأكبر، فأطلق عليه الرصاص، وأرداه قتيلا، ثم توجه إلى غرفة الجلوس، فوجد ابنتين من بناته نائمتين، فأطلق عليهما الرصاص، فسقطتا مضرجتين بدمائهما، ثم توجه إلى غرفة نومه، فوجد زوجته خائفة ترتعد، فأفرغ في رأسها رصاصتين.. فر أحد الأبناء من البيت، واستنجد بالجيران، فاتصلوا برجال الداخلية، ولما سمع صوت سيارات الشرطة من بعيد، أخذ صغرى أبنائه رهينة معه، واستقل سيارته، وفر بعيداً.. لم تهدأ المباحث ورجال الداخلية في البحث طيلة الليل؛ خوفا على حياة الطفلة. وفي الصباح أخبرهم بعض الشهود أنهم لمحوا السيارة في البر، فتوجهت قوة من الداخلية إلى هناك، وبالفعل تمكنوا من إلقاء القبض عليه، وتحرير الطفلة منه.
حكم عليه بالإعدام، ونفذ عليه الحكم في 2013، وكنت أحد الصحفيين الذين دعتهم الوزارة لحضور حالة الإعدام.. لقد اقشعر بدني، وأنا أسمع القاضي يروي جريمته بالتفصيل، وأحسست حينها أن في الإعدام لمثل هؤلاء حياة لكل أفراد المجتمع.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا