مراكب لجن ومطاياهم

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2023-05-20

 

    مراكب الجن ومطاياهم 
والمقصود هنا الحيوانات التي يتخذها الجن مطايا وركائب وأشهرها (الظليم) وهو ذكر النعام وستأتي قصة ذكر فيها الظليم عند التحدث عن لافظ بن لاحظ، ومنها قول شاعر الجن:
فمن يسع أو يركب جناحي نعامة     ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق 
كذلك الظبي اعتبره العرب من مراكب الجن ويقول (ابن الأعرابي) سألت أحد العرب هل الجن تركب الظباء؟ فقال له: أحلف بالله لقد كنت أجد بالظباء التوقيع في الظهور والسمة في آذانها. 
أي أنه كان يجد بالظباء علامات كتلك التي يعلم بها البشر حيواناتهم كالأفراس والعير لتميزها عن غيرها لذلك فقد استنتج أن هذه العلامات من صنع الجن. 
وكذلك الحشرات واليربوع والقنفذ والورل كلها عند العرب من مراكب الجن ومطاياهم وفي ذلك يقول الشاعر متحدثاً على لسان الجن: 
كل المطايا قد ركبنا فلم نجد         ألذ وأشهى من ركوب الجنادب 
ومن عضرفوط حط بي فأقمته     يبادر ورداً من عظاء قوارب 
وشر مطايا الجن أرنب خلة         وذئب الغضا أوق على كل صاحب 
ولم أر فيها مثل قنفذ برقة         يقود قطاراً من عظام العناكب 
الجنادب نوع من الجراد، والعضرفوط ذكر العظاة 
ومن الطرائف أن أبو نواس جلس يوماً إلى أعرابي يصفه أنه أقبح الناس شكلاً وأرجحهم عقلاً فقال له مازحاً: أرأيت إذا امتطى الجني القنفذ وعلا به في الهواء فهل القنفذ يرفع الجني أم الجني يرفع القنفذ؟ 
فقال الأعرابي: هذا من أكاذيب الأعراب ولقد قلت فيه شعراً. قال أبو نواس فأنشدنيه. 
فقال: 
فما يعجب الجنان منك عدمتهم         وفي الأسد أفراس لهم ونجائب 
أتسرج يربوع وتلجم قنفذا             لقد أعوزتهم ما علمت المراكب 
فإن كانت الجنان جنت فبالحرى         ولا ذنب للأقدار والله غالب 
وما الناس إلا خادع ومخدع             وصاحب إسهاب وآخر كاذب 
ومعنى هذا الكلام هو الاستعجاب والاستهجان من معتقد العرب بأن الجن يمتطون القنفذ والفار الصغير في حين أن أمامهم الأسود والسباع فلو كان الجن يحتاجون إلى ركائب لاتخذوا من الأسد أفراساً ونجائب بدلاً من القنافذ والفئران.

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا